1 من 2
ذو ظليم:
ذو ظليم، حَوْشَب بن طخيَة. ويقال: ظُليم بضم الظّاء، وهو الأكثر، ويقال: في اسم أَبيه حوشب بن طِخية وطِخْمة، والأول أكثر، بعث إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جريرًا البجليّ في التّعاون على الأسود العنسيّ وإلى ذي الكلَاع معه، وكانا رئيسي قومهما، وقُتل رحمه الله بصِفّين سنة سبع وثلاثين.
أخبرنا خلف بن قاسم، قال: حدّثنا عبد الله بن عمر الجوهريّ، قال: حدّثنا أحمد ابن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال: حدّثنا أيوب بن سليمان بن أبي حجر الأيلي، قال: حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثَّوري، عن الأعمش. عن أبي وائل، عن عمرو ابن شرحبيل، قال: رأيتُ فيما يرى النّائم عَمّار بن ياسر وأصحابه في روضة، ورأيتُ ذا الكُلَاع وحَوْشبا في روضة، فقلت: كيف وقد قَتل بعضُكم بعضًا؟ فقال: إنهم وجَدُوا الله واسعَ المغفرة.
(< جـ2/ص 55>)
2 من 2
حوشب بن طخية الحميري:
حَوْشَب بن طخية الحميري، ويقال: الألهاني، ذو ظُليم. أسلم على عَهْدِ رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلّم. وقيل: إنه قدم على النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم، واتّفق أهلُ العلم بالسّير والمعرفة بالخبر أنّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وآله وسلّم كتب إلى حَوْشب ذي ظُليم الحميْري كتابًا، وبعث به إليه مع جرير البجليّ ليتعاون هو وذو الكلاع وفيروز الدّيلمي ومنْ أطاعهم على قَتْل الأسود العَنْسيّ الكذّاب، وكان حَوْشَب وذو الكلاع رئيسيْن في قومهما متبوعين، وهما كانا ومَنْ تبعهما من أهل اليمن القائمين بِحَرْبِ صِفين مع معاوية، وقُتِلا جميعًا بصفين: قَتَل حوشبًا سليمان بن صُرد الخزاعيّ، وقَتَل ذا الكلاع حريث بن جابر. وقيل: قتله الأشتر.
حُدّثْتُ عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدّثنا علي بن أبي يزيد، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمرو بن شَمِر، عن محمد بن سُوقة، عن عبد الواحد الدّمشقيّ، قال: نادى حَوْشَب الحميريّ عليًّا يوم صِفين؛ فقال: انصرف عنّا يا ابن أبي طالب، فإنا ننشِدُك الله في دمائنا ودمك، ونخلّي بينك وبين عِرَاقِك، وتخلّي بيننا وبين شامِنا، وتحقن دماءَ المسلمين. فقال عليّ عليه السّلام: هيهات يا ابن أم ظليم، والله لو علمت أنّ المداهنة تسعُني في دين الله لفعلت، ولكان أهْوَنَ علي في المؤنة، ولكنّ الله لم يرْضَ من أهل القرآن بالسّكوت والإدهان إذا كان الله يعصى وهم يطيقون الدّفاع والجهاد حتى يظهر أمْرُ الله.
وقد رُوي عن حوشب الحميري حديثٌ مسنَد في فَضْل مَنْ مات له ولدٌ، رواه ابن لَهِِيعة عن عبد الله بن هُبَيرة، عن حسّان بن كريب، عن حَوْشَب الحميري عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: "مَنْ مات لَهُ وَلَدٌ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةِ بِفَضْلِ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ".(*)
(< جـ1/ص 457>)