تسجيل الدخول


حوشب آخر

حَوْشَبُ بن طَخْيَة، وقيل: طخمة بن عمرو بن شرحبيل الحميري الألهاني، ذُو ظلَيم:
أخرجه أبو عمر، وروى الحسن بن سُفْيان في مسنده، والترمذي في "النوادر"، بسنده عن يزيد بن حَوْشب، عن أبيه سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "لَوْ كَانَ جُريجُ فَقْيهًا عَالِمًا لعَلِمَ أَنَّ إِجَابَةَ دُعَاءَ أُمِّهِ أَوْلَى مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ"(*) أوردة السيوطي في الدر المنثور 4/ 174، العجلوني في كشف الخفاء 2/ 227، المتقي الهندي في كنز العمال حديث 45441 ، قال ابْنُ مَنْدَه: غريب تفرَّد به الحكم بن الريان، عن الليث انتهى، وكتب الدّمْيَاطيُّ على حاشية نُسخته من صحيح البخاري ما ملخّصه: روى الليث، فذكر هذا الحديث بسنده، ثم قال: حَوْشب هذا هو الذي يُعرف بذي ظُليم وساق نسبه، وهو عَجيب فإن ذا ظُلَيم لا صحبة له، وشهد صِفّين مع معاوية، وذكر له يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ وَخَلِيفَة في ذلك أخبارًا، واتفقوا على أنه قُتِل بصِفّين، فروى يعقوب بن سفيان، وإبراهيم بن دِيزيل، في كتاب "صِفّين"، والبيهقيّ في "الدلائل"، وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي وائل، وقال: رأى عمرو بن شرحبيل أنه أدخل الجنة فإذا قِبَاب مضروبة، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكَلاع وَحَوْشَب، قلت: فأين عمار؟ قال: أمامك قلت: وكيف؟ وقد قتل بعضهم بعضًا؟ قال: إنهم لقوا الله فوجدوه واسعَ المغفرة. وأسلم حوشب على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وعداده في أهل اليمن، وقيل: إنه قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وروى ابْنُ السَّكَنِ، من طريق محمد بن عثمان بن حَوْشَب، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما أن أظهر الله محمدًا أرسلت إليه أربعين فارسًا مع عبد شر، فقدموا عليه بكتابي، فقال له: "ما اسْمُكَ"؟ قال: عبد شرّ، قال: "بَلْ أنْتَ عَبْدُ خيْرٍ"، فبايعه على الإسْلام، وكتب معه الجواب إلى حَوْشَب ذي ظُلَيم، فآمن حوشب(*)، واتّفق أهلُ العلم بالسّير والمعرفة بالخبر أنّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وآله وسلّم كتب إلى حَوْشب ذي ظُليم الحميْري كتابًا، وبعث به إليه مع جرير البجليّ ليتعاون هو وذو الكلاع وفيروز الدّيلمي ومنْ أطاعهم على قَتْل الأسود العَنْسيّ الكذّاب، وكان حَوْشَب وذو الكلاع رئيسيْن في قومهما متبوعين، وهما كانا ومَنْ تبعهما من أهل اليمن القائمين بِحَرْبِ صِفين مع معاوية، وقُتِلا جميعًا بصفين: قَتَل حوشبًا سليمان بن صُرد الخزاعيّ، وقَتَل ذا الكلاع حريث بن جابر، وقيل: قتله الأشتر،‏ وحُدّثْتُ عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال: حدّثنا علي بن أبي يزيد، قال: حدّثنا نصر بن مزاحم، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمرو بن شَمِر، عن محمد بن سُوقة، عن عبد الواحد الدّمشقيّ، قال: نادى حَوْشَب الحميريّ عليًّا يوم صِفين؛ فقال: انصرف عنّا يا ابن أبي طالب، فإنا ننشِدُك الله في دمائنا ودمك، ونخلّي بينك وبين عِرَاقِك، وتخلّي بيننا وبين شامِنا، وتحقن دماءَ المسلمين. فقال عليّ رضي الله عنه: هيهات يا ابن أم ظليم، والله لو علمت أنّ المداهنة تسعُني في دين الله لفعلت، ولكان أهْوَنَ علي في المؤنة، ولكنّ الله لم يرْضَ من أهل القرآن بالسّكوت والإدهان إذا كان الله يعصى وهم يطيقون الدّفاع والجهاد حتى يظهر أمْرُ الله، وقال أبو عمر: وقد روي عن حوشب الحميري حديث مسند في فضل من مات له ولد، رواه ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن حسان بن كريب، عن حوشب الحميري، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الجَنَّةِ بِفَضْلِ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ"(*) ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 159 وعزاه لأحمد وابن قانع في معجم الصحابة وابن منده في المعرفة عن حوشب فذكر الحديث بتمامه والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6615.، وقُتل ــ رحمه الله ــ بصِفّين سنة سبع وثلاثين‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال