تسجيل الدخول


سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدائل بن...

سَارِيةَ بن زُنَيْم بن عَمْرو، وقيل: سارية بن زنيم بن عبد الله الدئليّ:
أخرجه أبو موسى. روى ابْنُ شَاهِينَ، من طريق المدائني، عن رجاله من طرق كثيرة إلى ابن عباس وغيره، قالوا: قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وَفْدُ بني عبد بن عدي، فيهم الحارث بن وهب، وعُويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملّة، ومعهم رَهْطٌ من قومهم فذكر قصتهم مطولة؛ وفيها: قالوا إنا لانريد قتالَك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك، ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي صَلَّى الله عليه وسلم دَمه، يقال له: أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدًا ذلك، فأتى الطائف، فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارِية بن زنيم إلى الطائف، فقال له: يا ابْنَ أخي، اخرُج إليه، فإنه لا يقتل مَن أتاه، فخرج إليه فأسْلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ومدح النبي صَلَّى الله عليه وسلم بأبيات(*)، وذكر مصعب الزّبيري هذه الأبيات فيما أنشد ابن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذرًا إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم حين بلغ النبي صَلَّى الله عليه وسلم أنه هجاه، فتوعدّه، فأنشد سارية:
تَعَلَّمْ رَسُولَ اللّه
أَنَّكَ
قَادِرٌ عَلَى كُلِّ حيٍّ مِنْ تِهَام
وَمُنْجِدِ
تَعَلَّمْ رَسُولَ اللّه
أَنكَ
مُدْرِكِي وَأَنَّ وَعيدًا مِنْكَ كَالأَخذِ بَاليَدِ
تَعَلَّمْ بأَنّ َ الرَّكْبَ
آل
عُويمِرٍ هُمُ الكَاذِبونَ المُخْلِفُو كُلَّ مَوْعدِ
وَنُبِي رَسُولُ اللّه أَنِّي
هَجَوْتُهُ فَلاَ رَفََعَتْ سَوْطِي إلَيَّ إذًا يَدِي
سِوَى أنَّنِي قَدْ قُلْتُ وَيْلُ أمّ فِتْية أُصِيبُوا بِنَحْسٍ لاَ يُطَاقُ وَأََسْعُدِ
أَصَابَهُمُ مَنْ لَمْ
يَكُـنْ
لِدِمَائِهِمْ كِفَاءً فَعَزَّتْ عَوْلَتِي وَتَجَلُّدِي
ذُؤَيبٌ وَكُلْثُومٌ وَسلْمَى
تَتَابَعُوا أُولَئِكَ إلاَّ تَدْمَع العَيْنُ أَكْمد
عَلَى أَنَّ سَلْمَى لَيْسَ فِيهَا كَمِثْلِهِ وَإخْوَتُهُ وَهلْ مُلُوكٌ
كَأَعْبُدِ
وإِنِّي لا عِرْضًا خَرَقْتُ وَلاَ دَمًا هَرَقْتُ فَذَكِّرْ عَالِمَ الحَقِّ وَاقْصِدِ
ويقول فيها:
فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ
وذكر ابن حجر العسقلاني: أنَّ هذه الأبيات لأسيد بن أبي إياس، فالله أعلم، وقال المرزبانيّ: أصدق بيت قالته العرب هذا البيت:

فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلِهَا أَبَرَّ وَأَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدِ
وجزم عُمر بن شبة بأنه لأنس بن زنيم. وروى أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، وأبو سليمان، عن يعقوب بن زيد؛ قالا: خرج عمر بن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية بن زُنَيْم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، ثم خَطَبَ حتى فرغ، فجاء كتاب سَارِية بن زُنَيْم إِلى عُمر بن الخطاب أن الله فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عُمر فتكلم على المنبر؛ قال سارية: وسمعتُ صوتًا؛ يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم مَن استرعى الذئب الغنم، فعلوتُ بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك في بطن وادٍ ونحن مُحَاصِرُو العَدُو ففتح علينا، فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال: والله ما أَلْقَيْتُ لهُ بالًا؛ شيءٌ أتى على لساني، وذَكَرَ الوَاقِدِيُّ، وسَيْفُ بْنُ عُمَرَ: أن سارية كان خليعًا في الجاهليّة، أي لصًّا كثير الغارة، وأنه كانَ يسبقُ الفرسَ عدوًا على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمّره عمر على جيش، وولاَّه ناحية فارس سنة ثلاث وعشرين، وكانوا لا يؤمِّرون إلا الصّحابة، وقال خليفة: افتتح ساريةُ أصبهان صُلْحًا وعنوة فيما يُقَال، وكان سارية أشدَّ الناس حُضْرًا على رِجْلَيه، وَقَالَ المَرْزَبَانِيُّ: كان سارية مخضرمًا، وقال ابن عساكر: "له صحبة"، وذكره ابن حبَّان في التابعين، وَقَالَ العسكري: روى عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولم يَلْقَه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال