تسجيل الدخول


سراقة بن جعشم

يُكْنَى أَبا سفيان، روي عن سراقة بن مالك أنه جاء إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال:‏ يا رسول الله، أَرأَيت الضّالة تَرِدُ على حَوْض إبلي، أَلي أجرٌ إن سقيتها؟ فقال‏: "في الكبد الْحَرّي أجر"‏. أسلم سراقة يوم الفَتْح، وعن البراءِ قال: اشترى أَبو بكر الصديق ــ رضي الله عنه، من عازب سَرْجًا بثلاثةَ عشر درهمًا، فقال له أَبو بكر: مُرِ البراءَ فليحمله إِلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت لما خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَنت معه؟ فقال أَبو بكر: خرجنا فأَدْلَجْنا فأَحيينا ليلتنا ويومنا... وذكر الحديث إِلى أَن قال: فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا إِلا سراقة بن مالك بن جُعْشُم، على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، قال: "لَا تَحْزَنْ؛ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا"، حتى إِذا دَنَا منَّا قَدْرَ رمح أَو رمحين ـــ أَو قال: رمحين أَو ثلاثة ـــ قال: قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا، وَبَكيت، قال: "لِمَ تَبْكِي"؟ قال: قلت: واللّه ما أَبكي على نفسي، ولكني أَبكي عليك، قال: فدعا عليه، فقال: "اللَّهُمَّ، اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ"، فساخت فرسه إِلى بطنها في أَرض صَلْد، ووثب عنها، وقال: يا محمد، قد علمت أَن هذا عملك، فادع اللّه أَن ينجيني مما أَنا فيه، فواللّه لأَعُمِّيَنَ على مَنْ ورائي من الطَلَب، فدعا له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأَطلق، ورجع إِلى أَصحابه . ويقول سراقة: فقال رسول الله لأَبي بكر: "قل له: ما تبتغي منا؟" فقال لي أَبو بكر، فقلت: تكتب لي كتابًا يكون آية بيني وبينك، فكتب لي كتابًا في عَظْم، أَو في رقعة أَو خزفة، ثم أَلقاه، فأَخذته، فجعلته في كنانتي، ثم رجعت فلم أَذكر شيْئًا مما كان، حتى إِذا فتح اللّه على رسوله مكة، وفرغ من حنين والطائف، خرجت، ومعي الكتاب لأَلقاه، فلقيته بالجِعِرَّانة، فدخلت في كتيبة من خيل الأَنصار، فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إِليك إِليك، ماذا تريد؟ حتى دَنَوتُ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو على ناقته، واللّه لكأَني أَنظر إِلى ساقه، في غَرْزِه كأَنه جُمَّارة، فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك لي، وأَنا سراقة بن مالك بن جُعْشم، فقال رسول الله: "هَذَا يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ، أَدْنِهِ"، فدنوت منه، فأَسلمت . وروى الحسن أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: "كيف بك إِذا لبست سِوَارَيْ كسرى ومِنْطَقَتَه وتاجه؟" قال: فلما أَتي عمر بسوَاريْ كسرى ومِنطقته وتاجه، دعا سراقة بن مالك وأَلبسه إِياهم. وكان سراقة رجلًا أَزَبَّ كثيرَ شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك، وقل: اللّه أَكبر، الحمد للّه الذي سلبهما كسرى بن هرمز، الذي كان يقول: أَنا رب الناس، وأَلبسهما سراقةَ رجلًا أَعرابيًا، من بني مُدْلِج، ورفع عمر صوته. ومات سراقةُ بن مالك بن جعشم سنة أَربع وعشرين في صَدر خلافة عثمان، وقيل:‏ إنه مات بعد عثمان.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال