تسجيل الدخول


سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية القرشي الأموي

1 من 1
سعيد بن العاص:

سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أميَّة، ولد عام الهجرة. وقيل:‏ بل وُلد سنة إحدى.‏ وقُتل أبوه العاص بن سعيد بن العاص يوم بَدْرٍ كافرًا، قتله عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه.‏ رُوي عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أنه قال‏:‏ رأيته يوم بَدْرٍ يبحث التّراب عنه كالأسدِ، فصمد إِليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله.‏ وقال عمر لابنه سعيد يومًا: ‏لم أَقتُل أباك، وإِنما قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي أن أكون أعْتَذِرُ مِنْ قَتْل مشرك! فقال له سعيد:‏‏ لو قتلته كنْتَ على الحقّ، وكان على الباطل. فتعجَّب عمر من قوله وقال: قريش أَفضلُ النّاس أَحلامًا.

وكان سعيد بن العاص هذا أحَد أشرافِ قريش ممن جمعَ السّخاء والفصاحة، وهو أحدُ الذين كتبوا المصحف لعثمان رضي الله عنه، استعمله عثمانُ على الكوفة، وغزَا بالنّاس طبرستان فافتتحها.

ويقال:‏ إنه افتتح أيضًا جُرجان في زمن عثمان سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وكان أيِّدا يقال:‏ إنه ضرب ـــ بجرجان ـــ رَجلًا على جَبَل عاتقه فأخرج السيفَ من مرفقه‏.

وقال أبو عبيدة:‏ وانتقضت أَذربيجان، فغزاها سعيدُ بن العاص، فافتتحها، ثم عزله عثمان وولَّى الوليد بن عقبة، فمكث مدّةً، فشكاه أهلُ الكوفة فعزله وردّه سعيدًا، فردّه أهلُ الكوفة، وكتبوا إلى عثمان:‏ ‏لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك‏.

وكان في سعيد تجبُّر وغِلظةٌ وشدّةُ سلطان، وكان الوليد أَسْخَى منه وآنس وأَلين جانبًا، فلما عزل الوليد وانصرف سعيد قال‏‏ بعض شعرائهم: [الرجز]

يَا وَيْلَتَا قَدْ ذَهَبَ الوَلِيدُ وَجَاءَنَا مِنْ بَعْدِهِ سَعِيدُ

يُنقِصُ فِي الصَّاعِ وَلَا يَزِيدُ

وقالوا‏: إِن أَهلَ الكوفة إِذْ رأَوْا سعيد بن العاص، وذلك سنة أَربع وثلاثين، كتبوا إلى عثمان يسألونه أَن يوَلّي أَبا موسى، فولّاه، فكان عليها أبو موسى إِلى أَن قُتل عثمان.

ولما قُتل عثمان لزم سعيد بن العاص هذا بيته، واعتزل أَيامَ الجمل وصِفيّن، فلم يشهد شيئًا من تلك الحروب، فلما اجتمع النَّاسُ على معاوية، واستوثق له الأمرُ ولّاه المدينة، ثم عزله وولّاه مروان، وكان يعاقِبُ بينه وبين مروان بن الحكم في أَعمال المدينة، وله يقول الفرزدق‏: [الوافر]‏

تَرَى الغُرَّ الجحاجِحَ مِنْ قُرَيشٍ إِذَا مَا الأَمْرُ فِي الحَدَثَانِ عَالَا

قِيَامًا يَنْظُرونَ
إِلَى
سَعِيدٍ كَأَنَّهُمُ
يَرَوْنَ بِهِ هِلَالَا

وذكر محمد بن سلام، عن عبد الله بن مصعب، قال: كان يقال سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص عُكّة العسل.‏ وقال سفيان بن عيينة: كان سعيد بن العاص كريمًا إِذا سأله سائل فلم يكن عنده ما يُعطيه كتب له بما يريد إِلى أيام يُسره.

وذكر الزّبير قال:‏ لما عُزل سعيد بن العاص عن المدينة انصرف عن المسجد، فرأَى رجلًا يَتْبَعه فقال له:‏ أَلك حاجة؟ قال‏ لا؛ ولكني رأيْتُك وحدك فوصلْتُ جناحَك‏.‏ فقال له‏: وصلك اللَّهُ يا بْنَ أَخي، اطلب لي دواة وجلدًا، وادْعُ لي مولاي فلانًا، فأتى بذلك، فكتب له بعشرين أَلف درهم دَيْنًا عليه، وقال له:‏ إِذا جاءت غلّتنا دفعْنَا ذلك إِليك؛ فمات في تلك السّنة، فأَتى بالكتاب إِلى ابنه، فدفع إِليه عشرين أَلف درهم، وابنه ذلك عمرو بن سعيد الأشدق‏.

وكان لسعيد بن العاص سبعة بنين‏:‏ عمر، ومحمد، وعبدُ الله، ويحيى، وعثمان، وعتبة، وأَبان، كلُّهم بنو سعيد بن العاص، ولا عَقبٍ لسعيد بن العاص بن أُميَّة فيما يقولون إلا من قبل سعيد بن العاص بن سعيد هذا.‏ وقد قيل‏:‏ إِن خالد بن سعيد أَعقب أَيضًا.

وَتُوفِّي سعيد بن العاص هذا في خلافة معاوية سنة تسع وخمسين‏.
(< جـ2/ص 183>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال