تسجيل الدخول


عامر بن الأكوع

عَامِرُ بن سِنَان بن عبد اللّه الأنصاريّ الأَسْلَمِيّ:
يلقب سنان بالأكوع، وعامر عَمّ سَلَمة بن عمرو بن الأَكوع، وقيل: سلمة بن الأَكوع. قال سلمة بن الأكوع‏:‏ لما خرج عمي عامر بن سنان إلى خَيْبَر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جعل يرتجز بأصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وفيهم النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، فجعل يسوقُ الركاب، وهو يقول:
بِاللَّهِ
لَوْلَا
اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنا وَلَا تَصَدَّقَنَا وَلَا صَلَّينَا
إِنَّ
الَّذِينَ
قَدْ بَغَـوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَـيْنَا
وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَينَا فَثَـبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
وَأَنْزِلَنْ سَكِينةً علَينَا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ ‏‏"‏مَن هَذَا‏"؟‏ قالوا:‏ عامر يا رسول الله، قال:‏ "غَفَرَ لَكَ ربُّكَ‏"،‏ قال:‏ وما استغفر لإنسان قط يخصُّه بالاستغفار إلا استشهد، قال:‏ فلما سمع ذلك عمر بن الخطّاب، قال:‏ يا رسول الله، لو مَتَّعْتَنا بعامر، فاستشهد يوم خيبر، قال سلمة‏: وبارز عَمِّي يؤمئذ مرحبًا اليهوديّ، فقال مرحب:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فقال عميّ:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنيِّ عَامِرُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِـر
واختلفا ضربتين، فوقع سَيْف مرحب في تُرس عامر، ورجع سيفه على ساقه، فقطع أكْحَله، فكانت فيها نفسه،‏ قال سلمة:‏ فلقيت ناسًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالوا:‏ بطل عَمَل عامر، قتل نفسه،‏ ‏قال سلمة‏:‏ فجئت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يا رسول الله، بطل عَمَل عامر؟ فقال: ‏"‏مَنْ قَالَ ذَلِكَ‏"؟‏، فقلت: ناس من أصحابك، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏"‏لَقَدْ كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ، بَلْ لَهُ أَجْرُه مَرَّتَيْنِ‏"‏‏، قال سلمة‏:‏ ثم إنّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم أرسلني إلى عليّ بن أبي طالب، وقال‏:‏ ‏"‏لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ، وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ، وَرَسُولُهُ‏" أخرجه البخاري في الصحيح 7 / 476 الحديث رقم 4210 وأخرجه مسلم في الصحيح 4 / 1874 الحديث 34 / 2406.، قال‏:‏ فجئت به أقوده أرمد، فبصقَ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم في عينيه، ثم أعطاه الرَّاية، فخرج مَرْحب يخطر بسيفه، فقال‏:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلهَّبُ
فقال علي رضي الله عنه:
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ

أُوْفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السّنْدَرَهْ
ففلق رأس مَرْحب بالسَّيف، وكان الفتحُ على يديه(*). وفي رواية أخرى: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في مَسيره إلى خَيبر، فقال لعامر بن سنان: "انزل يابن الأكوع، فخُذْ لنا مِن هُنَيَّاتِك"، فاقتحم عامر عن راحلته، ثمّ ارتجز بِرَسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يقول:
لَا هُمَّ لَوْلَا أنْتَ ما اهتَدْينَا وَلَا تَصَدّقْنا ولا صَلَّيْنَا
فَألْقِيَنْ سَكــينـَةً عَلَــــــيْـنا وَثَبّتِ الأقْدامَ إنْ لاقَيْنَا
إنـّا إذا صِــيحَ بنا أتَـيـْنا وَبالصيّــاحِ عـُـوِّلُوا عَلَيْنَا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يرحمك الله!"، فقال عمر بن الخطّاب: وَجَبَتْ، والله يا رسول الله، فقال رجلٌ من القوم: لو لا مَتَّعْتَنَا به يارسول الله، فاستُشهِدَ عامر يوم خَيبر، ذهب يضرب رجلًا من المشركين، فرجع السيف، فجرح نفسه، فمات، فحُمِلَ إلى الرجيع، فقُبرَ مع محمود بن مَسْلَمة في قَبْر في غَارٍ، فقال محمد بن مسلمة: يا رسول الله، أَقْطِع لي عند قبر أخي، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لك حُضْرُ الفَرَسِ فإن عملتَ فلك حُضر فرسين"، فقال أسيد بن حُضير: حَبِطَ عَمَلُ عامر، قتل نفسه، فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "كذب مَن قال ذلك، إنّ له لأجْرَينِ، إنّه قُتِلَ جاهدًا مُجاهِدًا، وإنّه ليعوم في الجنّة عَوْمَ الدُّعُمُوص"(*). وكان عامر شاعرًا. روى عنه ابن أَخيه سلمة بن عمرو بن الأَكوع.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال