تسجيل الدخول


عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي

اسمه عَبْدُ اللّهِ بنُ حُذَافَةَ بن قَيْس القرشي السهمي، يكنى أَبا حُذَافَة، ويقال: حذيفة. روي عن أَنس بن مالك قال: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلّى الظهر، فلما سَلّم قام على المنبر فذكر الساعة، وذكر أَن بين يديها أَمورًا عظامًا، ثم قال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَالله لاَ تَسْأَلُوْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا". قَالَ: فَسَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوْكَ حُذَافَةَ" ... وذكر الحديث. فقالت له أمّه‏:‏ ما سمعت بابن أعقَّ منك، أَمنت أن تكون أمُّك قارفت ما تقارِف نساء الجاهليّة فتفضحها على أعْيُن النّاس! فقال‏:‏ والله لو ألحقني بعَبْدٍ أسود للحقت به‏، وكانت في عبد الله بن حذافة دُعابةٌّ معروفة‏. وكان رضي الله عنه قديم الإسلام بمكّة، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة. قيل شهد بدرا وشهد فتح مصر، وفي سنة تسع عشرة أَسرت الرّومُ عبد الله بن حذافة السّهمي، وقد أَسرَتْه الروم في بعض غزواته على قَيْسَارِيّة؛ روى عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: أَسرت الروم عبد اللّه بن حذافة السهمي، صاحِبَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له الطاغية: تَنَصَّرْ وإِلاَّ أَلقيتك في البقرة، لِبَقَرةٍ من نحاس، قال: ما أَفعل، فدعا بالبقرة النحاس فملئت زيتًا وأُغْلِيت، ودعا برجل من أَسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية، فأَبى، فأَلقاه في البقرة، فِإذا عظامه تلوح، وقال لعبد اللّه: تَنَصَّرْ وإِلا أَلقيتك. قال: ما أَفعل، فأَمر به أَن يلقى في البقرة فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى، قال: ردوه. قال: لا ترى أَني بكَيْتُ جَزَعًا مما تريد أَن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي إِلا نَفْسٌ واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أُحِبُّ أَن يكون لي من الأَنفس عَدَد كل شعرة في، ثم تُسلَّطَ عليّ فتفعل بي هذا. قال: فأُعجِبَ منه، وأَحبَّ أَن يطلقه، فقال: قَبِّلْ رأْسي وأُطلقك. قال: ما أَفْعلُ، قال: تَنَصَّرْ وأَزوجك بنتي وأَقاسمك ملكي، قال: ما أَفعل، قال: قَبِّلْ رأْسي وأُطْلِقُك وأُطْلِق معك ثمانين من المسلمين. قال: أَما هذه فنعم، فَقَبَّل رأْسه، وأَطلقه، وأَطلق معه ثمانين من المسلمين، فلما قَدِموا على عمر بن الخطاب قام إِليه عُمَر فقبل رأْسه، قال: فكان أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يمازحون عبد اللّه فيقولون: قبّلتَ رأَس عِلْج، فيقول لهم: أَطلق الله بتلك القُبلة ثمانين من المسلمين. وروي أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث عبد الله بن حُذافة السّهْميّ ينادي في الناس بمِنًى: أّيها الناس إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إنّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكر الله". ومن حديثه ما رواه أبو هريرة أنّ عبد الله بن حذافة صَلّى، فجهر بصلاته، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"ناجِ ربَّكَ بِقِرَاءَتِكَ يا بْنَ حُذَافَةَ، وَلاَ تُسْمِعْنِي، وَأسْمِعْ رَبَّكَ‏"‏‏. ويقال: كان رسولُ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بكتابه إلى كسرى. قال عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة: أنّ ابن عبّاس أخبره أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حُذافة السّهْميّ فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلمّا قرأه خرّقه. ومن دُعابة عبد الله بن حذافة أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمَّره على سريّة، فأمرهم أن يجمعُوا حَطبًا ويُوقِدُوا نارًا، فلما أوقدوها أمرهم بالقَحْم فيها، فأَبوا، فقال لهم:‏ ألم يأمرْكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بطاعتي؟ وقال‏:‏ ‏"مَنْ أَطَاعَ أَمِيريِ فَقَدْ أَطَاعَنِي‏"؟ فقالوا:‏ ما آمنا بالله واتّبَعْنَا رسوله إلا لننجُوَ من النّار.‏‏ فصوَّب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فِعْلَهم وقال:‏ ‏"‏لاَ طَاعَة لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ‏" ‏‏. قال الله تعالى: }وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ {‏[النساء: 29].‏ وهو حديث صحيح الإسناد مشهور. يُقَال: تُوفِّي بمصر في خلافة عثمان، ودُفن بمقبرتها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال