تسجيل الدخول


عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي

عَبْدُ اللّهِ بنُ حُذَافَةَ بن قَيْس القرشي السهمي.
يكنى أَبا حُذَافَة، ويقال: حذيفة.
أمه تميمة بنت حُرثان، من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين، وعبد الله بن حذافة أخو أبي الأخنس بن حذافة، وخُنيس بن حُذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطّاب قبل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وشهد خُنيس بدرًا، وروى الزهري، عن أَنس بن مالك قال: أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلّى الظهر، فلما سَلّم قام على المنبر فذكر الساعة، وذكر أَن بين يديها أَمورًا عظامًا، ثم قال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ، فَوَالله لاَ تَسْأَلُوْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا". قَالَ: فَسَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوْكَ حُذَافَةَ" أخرجه أحمد في المسند 3/ 161، 162.... وذكر الحديث. فقالت له أمّه‏:‏ ما سمعت بابن أعقَّ منك، أَمنت أن تكون أمُّك قارفت ما تقارِف نساء الجاهليّة فتفضحها على أعْيُن النّاس! فقال‏:‏ والله لو ألحقني بعَبْدٍ أسود للحقت به‏، وكانت في عبد الله بن حذافة دُعابةٌّ معروفة‏، وروى مغيرة، عن أبي وائل قال: قام عبد الله بن حُذافة فقال: يا رسول الله مَن أبي؟ قال: "أبوك حُذافة، أنْجَبَتْ أمّ حذافة، الولد للفراش". فقالت أمّه أيْ بُني، لقد قمتَ اليومَ بأمّك مَقامًا عظيمًا، فكيف لو قال الأخرى؟ قال: أردتُ أن أُبْديَ ما في نفسي(*).
يقال: كان قديم الإسلام بمكّة.
كان من المهاجرين الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة في قول ابن إسحاق والواقديّ، ولم يذكرهُ موسى، وأبو معشر.
قال أَبو سعيد الخدري: إِن عبد اللّه شَهِدَ بدرًا، ولم يصح، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إِسحاق في البدريين، وقَالَ ابْنُ يُونُسَ: شهد فتح مصر، وقال خليفة بن خياط: في سنة تسع عشرة أَسرت الرّومُ عبد الله بن حذافة السّهمي، وقد أَسرَتْه الروم في بعض غزواته على قَيْسَارِيّة؛ روى عِكْرِمة، عن ابن عباس قال: أَسرت الروم عبد اللّه بن حذافة السهمي، صاحِبَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له الطاغية: تَنَصَّرْ وإِلاَّ أَلقيتك في البقرة، لِبَقَرةٍ من نحاس، قال: ما أَفعل، فدعا بالبقرة النحاس فملئت زيتًا وأُغْلِيت، ودعا برجل من أَسرى المسلمين فعرض عليه النصرانية، فأَبى، فأَلقاه في البقرة، فِإذا عظامه تلوح، وقال لعبد اللّه: تَنَصَّرْ وإِلا أَلقيتك. قال: ما أَفعل، فأَمر به أَن يلقى في البقرة فبكى، فقالوا: قد جزع، قد بكى، قال: ردوه. قال: لا ترى أَني بكَيْتُ جَزَعًا مما تريد أَن تصنع بي، ولكني بكيت حيث ليس لي إِلا نَفْسٌ واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أُحِبُّ أَن يكون لي من الأَنفس عَدَد كل شعرة في، ثم تُسلَّطَ عليّ فتفعل بي هذا. قال: فأُعجِبَ منه، وأَحبَّ أَن يطلقه، فقال: قَبِّلْ رأْسي وأُطلقك. قال: ما أَفْعلُ، قال: تَنَصَّرْ وأَزوجك بنتي وأَقاسمك ملكي، قال: ما أَفعل، قال: قَبِّلْ رأْسي وأُطْلِقُك وأُطْلِق معك ثمانين من المسلمين. قال: أَما هذه فنعم، فَقَبَّل رأْسه، وأَطلقه، وأَطلق معه ثمانين من المسلمين، فلما قَدِموا على عمر بن الخطاب قام إِليه عُمَر فقبل رأْسه، قال: فكان أَصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يمازحون عبد اللّه فيقولون: قبّلتَ رأَس عِلْج، فيقول لهم: أَطلق الله بتلك القُبلة ثمانين من المسلمين. وقال محمد بن عمر: كانت الروم قد أسرَتْ عبدَ الله بن حُذافة فكتب فيه عمر بن الخطّاب إلى قسطنطين فخلّى عنه.
روى عبد الله بن وهب، عن اللّيث، عن سعد، قال‏:‏ بلغني أَنه حلَّ حِزامَ راحلة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في بعض أسفارِه حتى كاد رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقع. قال ابن وهب‏:‏ فقلت لليث:‏‏ ليضحكه؟ قال: نعم. كانت فيه دُعابة(*)، قال الزّبير‏:‏ هكذا قال ابنُ وهب، عن الليث: حَلَّ حزامَ راحلة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يكن لابن وهب عِلمٌ بلسان العرب، وإنما تقول العرب لحزام الراحلة غرْضَة إذا ركب بها على رَحْل، فإن ركب بها على جمل فهي بِطَان، وإن ركب بها على فرس فهي حزام، وإن ركب بها على رحل أنثى فهو وَضين‏. قال أبو عمر:‏ شاهدُ ذلك ما روي أنَّ عمرَ بن الخطّاب رضي الله عنه سار في بعض حجَّاته، فلما أتى وادي مُحَسِّر ضرب فيه راحلته حتى قطعته وهو يرتجز‏:
إِلَيكَ تَعْدُو قَلِقـًا وَضِينُهَا مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا
مُعْتَرضًا فِي بَطْنِهَا جَنِينُهَا قَدْ ذَهَبَ الشَّحْمُ الَّذِي يَزِيْنُهَا
وروى ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ قال: بعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الله بن حُذافة السّهْميّ ينادي في الناس بمِنًى: أّيها الناس إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "إنّها أيّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكر الله"(*).
روى عنه من المدنيين مسعود بن الحكم، وأبو سلمة، وسليمان بن سنان، وروى عنه من الكوفيين أبو وائل‏، ومن حديثه ما رواه أبو هريرة أنّ عبد الله بن حذافة صَلّى، فجهر بصلاته، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"ناجِ ربَّكَ بِقِرَاءَتِكَ يا بْنَ حُذَافَةَ، وَلاَ تُسْمِعْنِي، وَأسْمِعْ رَبَّكَ‏"‏‏.(*) حكى خلف في الأطراف أن مسلمًا أخرج في الأضاحي عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن حُذافة، قال: نهى النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم عن أكْلِ لحوم الضحايا بعد ثلاث(*). قال عبد الله بن أبي بكر: فذكرت ذلك لعمرة، فقالت: صدق. قَالَ ابْنُ عُسَاكِرَ الذي في كتاب "مسلم" عن عبد الله بن واقد: ليس لعبد الله بن حذافة فيه ذِكْر؛ وهو خارج الصحيح عن عبد الله بن واقد، عن ابن عمر، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ في "التاريخ" يقال له صحبة، ولا يصح إسناد حديثه، وقَالَ ابْنُ البَرْقِيُّ: حُفِظَ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال.
يقال: كان رسولُ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، بكتابه إلى كسرى. قال عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة: أنّ ابن عبّاس أخبره أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث بكتابه إلى كسرى مع عبد الله بن حُذافة السّهْميّ فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلمّا قرأه خرّقه قال ابن شهاب: فحسِبتُ أنّ المسيّب قال: فدعا عليهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أن يُمَزَّقوا كل َُمَمَّزقٍ(*). ومن دُعابة عبد الله بن حذافة أنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمَّره على سريّة، فأمرهم أن يجمعُوا حَطبًا ويُوقِدُوا نارًا، فلما أوقدوها أمرهم بالقَحْم فيها، فأَبوا، فقال لهم:‏ ألم يأمرْكم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بطاعتي؟ وقال‏:‏ ‏"مَنْ أَطَاعَ أَمِيريِ فَقَدْ أَطَاعَنِي‏"؟ فقالوا:‏ ما آمنا بالله واتّبَعْنَا رسوله إلا لننجُوَ من النّار.‏‏ فصوَّب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فِعْلَهم وقال:‏ ‏"‏لاَ طَاعَة لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ‏"(*) أخرجه مسلم في الصحيح كتاب الإمارة حديث رقم 33، والنسائي في السنن كتاب البيعة باب 26، وأحمد في المسند 2/ 244، 270، 511، والبيهقي في السنن 8/ 155، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 176.‏‏. قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} ‏[النساء: 29].‏ وهو حديث صحيح الإسناد مشهور.
يُقَال: تُوفِّي بمصر في خلافة عثمان، ودُفن بمقبرتها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال