تسجيل الدخول


عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري

((عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ الزهريّ)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال أخبرنا مَعْن بن عيسى قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله بن عُبيد بن عُمير عن عمرو بن دينار قال: كان اسم عبد الرّحمن بن عوف عبدَ الكعبة فسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الرّحمن.(*))) ((كان اسمه في الجاهليّة عبد عمرو فسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين أسلم عبد الرّحمن))
((يكنى أبا محمّد))
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الزهريّ عن يعقوب بن عُتبة الأخنسي قال: وُلد عبد الرّحمن بن عوف بعد الفيل بعشر سنين.))
((أمّه الشّفاءُ بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.)) الطبقات الكبير. ((اسمُ أُمّه صفية، ويقال الصفاء، حكاه ابن منده. ويقال الشفاء؛ وهي زُهْرِيّة أيضًا، أَبوها عَوْف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زُهرة، حكاه أبو عمر.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حَمّاد بن سَلَمَة قال: أخبرنا ثابت وحُميد عن أنس بن مالك أن عبد الرّحمن بن عوف قدم المدينة فآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاريّ فقال له سعد: أخي أنا أكثر أهل المدينة مالًا فانْظُرْ شَطْرَ مالي فخُذْه. وتحتي امرأتان فانظر أيتهما أعجب إليك حتّى أطَلّقَها لك، فقال عبد الرّحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلّوني على السّوق، فدلّوه على السّوق فاشترى وباع فربح فجاء بشيئٍ من أقِطٍ وسمنٍ، ثمّ لَبِثَ ما شاء الله أن يلبث فجاء وعليه رَدْعٌ من زعفران، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَهْيَمْ؟" فقال: يا رسول الله تزوّجتُ امرأة، قال: "فما أصْدَقْتَها؟" قال: وَزْنَ نواة من ذهب، قال: "أوْلمْ ولو بشاةٍ"، قال عبد الرّحمن: فلقد رأيْتُني ولو رفعت حَجَرًا رجوتُ أن أصيبَ تحته ذَهَبًا أو فضّةً.(*))) الطبقات الكبير. ((قالوا: وكان لعبد الرّحمن بن عوف من الولد سالمٌ الأكبر مات قبل الإسلام، وأمّه أمّ كلثوم بنت عُتبة بن ربيعة، وأمّ القاسم وُلدت أيضًا في الجاهليّة، وأمّها بنت شَيْبَة بن ربيعة ابن عبد شمس، ومحمّد وبه كان يكنى، وإبراهيم وحُميد وإسماعيل وحَميدة وأمَةُ الرّحمن، وأمّهم أمّ كلثوم بنت عُقبة بن أبي مُعيط بن أبي عمرو بن أُميّة بن عبد شمس، ومَعْن وعُمَرُ وزيد وأمَةُ الرّحمن الصغرى، وأمّهم سَهْلَةُ بنت عاصم بن عديّ بن الجَدّ بن العَجْلان من بَلىّ من قُضاعة وهم من الأنصار، وعروة الأكبر قُتل يوم إِفريقية، وأمّه بَحْرِيّةُ بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود بن أبي ربيعة من بني شيبان، وسالم الأصغر قتل يومَ فتح إِفريقية، وأمّه سَهْلَةُ بنت سُهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لُؤيّ، وأبو بكر وأمّه أمّ حكيم بنت قارظ بن خالد بن عُبيد ابن سُويد حليفهم، وعبد الله بن عبد الرّحمن قُتل بإِفريقية يومَ فُتحت، وأمّه ابنةُ أبي الحَيْسَر بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل من الأوس من الأنصار، وأبو سَلَمَةَ وهو عبد الله الأصغر، وأمّه تُماضرُ بنت الأصبع بن عمرو بن ثعلبة بن حِصْن بن ضَمضم بن عديّ بن جَنابٍ من كلب، وهي أوّلُ كَلْبيّة نكحها قُرَشيّ، وعبد الرّحمن بن عبد الرّحمن، وأمّه أسماء بنت سلامة بن مُخَرّبَةَ بن جندل بن نهشل بن دارم، ومُصْعَب وآمنةُ ومريم، وأمّهم أمّ حُريث من سبيِ بَهْرَاءَ، وسُهَيل وهو أبو الأبيض، وأمّه مَجْدُ بنت يزيد بن سلامَة ذي فائش الحمْيَرِيّة، وعثمان وأمّه غزال بنت كسرى أمّ ولَدٍ من سبى سعد بن أبي وقّاص يومَ المدائن، وعُرْوة دَرَجَ، ويحيَى وبلال لأمّهاتِ أولاد درجوا، وأُمّ يحيَى بنت عبد الرّحمن، وأمّها زينب بنت الصبّاح بن ثعلبة بن عوف بن شبيب بن مازن مِنْ سبي بَهْرَاءَ أيضًا، وجُويرية بنت عبد الرّحمن وأُمّها باديةُ بنت غيلان بن سَلَمَةَ بن مُعتِّبِ الثَّقَفيّ.)) ((بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى دُومَة الجندل إلى كلب وعمَّمَه بيده، وسدلها بين كتفيه، وقال له:‏ ‏"‏سِرْ بِاسْمِ اللَّهِ"‏،(*) وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه. ثم قال له:‏ ‏"‏إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَتَزَوَّجْ بِنْتَ مَلِيكِهِمْ‏"،‏ أو قال:‏ ‏"‏بِنْتَ شَرِيِفِهِمْ".‏(*) وكان الأصبغ بن ثعلبة الكلبيّ شريفهم، فتزوَّج بنته تماضر بنت الأصبغ، وهي أمُّ ابنه أبي سلمة الفقيه‏. قال الزّبير:‏ وأم ابنه محمد الذي كان يُكْنَى به‏. وُلِد في الإسلام، وابنه سالم الأكبر مات قبل الإسلام، وابنته أُم القاسم وُلِدَت في الجاهليّة؛ أُمُّ هؤلاء الثّلاثة أُم كلثوم بنت عُتبة بن ربيعة بن عبد شمس‏. ‏وأُمّ إبراهيم، وحُميد وإسماعيل أم كلثوم بنت عُقبة بن معيط. وأُم عروة بُجيرة بنت هانئ بن قبيصة، من بني شيبان.‏ قتل عروة بن عبد الرّحمن بن عَوْف بإفريقية. وأُم سالم الأصغر سهلة بنت سُهيل بن عمرو العامريّ، أخوه لأمه محمد بن أبي حُذيفة. وأم أبي بكر بن عبد الرّحمن بن عوف أمُّ حكيم بنت قارظ بن خالد بن عُبيد بن كنانة. وأُم عبد الله الأكبر.‏ يُكْنَى أبا عثمان، قُتل أيضًا بإفريقية، والقاسم؛ أمهما بنت أنس بن رافع الأنصاريّ من بني عبد الأشهل، هي أمّهما جميعًا. قال: وعبد الله الأصغر هو أبو سلمة الفقيه. وعبد الرّحمن بن عبد الرّحمن بن عوف أُمُّه أسماء بنت سلامة بن مخرمة بن جندب، من بني نهشل بن دارم.‏ ومصعب بن عبد الرّحمن بن عوف أُمُّه سبية من بهز وسهيل بن عبد الرّحمن بن عوف أُمُّه مجد بنت يزيد بن سلامة الحميريّ. وعثمان ابن عبد الرّحمن بن عوف أمُّه غزال بنت كسرى، من سَبْي سعد بن أبي وقّاص يوم المدائن. وجويرية بنت عبد الرّحمن بن عوف زوج المسور بن مخرمة، أمّها بادية بنت غيلان بن سلمة الثّقفيّ. ومحمّد؛ ومعن، وزيد، بنُو عبد الرّحمن بن عوف، أُمُّهم سهلة الصّغرى بنت عاصم بن عديّ العجلانيّ، هذا كله قول الزّبير بن بكّار.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((قال: أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عبد الرّحمن بن عوف كان يلبس الحرير من شَرًى كان به. قال: أخبرنا القاسم بن مالك المُزَنيّ عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال: كان عبد الرّحمن بن عوف رجلًا شَرِيًّا فاستأذن رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، في قميص حرير فأذن له، قال الحسن: وكان المسلمون يلبسون الحرير في الحرب. قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: سُئل سعيد بن أبي عروبة عن الحرير فأخبرنا عن قتادة عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، رَخّصَ لعبد الرّحمن بن عوف في قميص من حرير في سفرٍ من حِكّة كان يجدها بجلده.(*) قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا أبو جنابٍ الكلبي عن أبيه عن أبي سَلَمَة بن عبد الرحمن قال: شكا عبد الرحمن بن عوف إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كثرة القُمّل وقَال: يا رسول الله تأذن لي أن ألبس قميصًا من حرير؟ قال فأذن له، فلما توفّي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر وقام عمر أقبل بابنه أبي سَلَمَة وعليه قميصٌ من حرير فقال عمر: ما هذا؟ ثمّ أدخل يده في جَيب القميص فشقّه إلى سُفْلِه، فقال له عبد الرحمن: ما علمتَ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أحلّه لي؟ فقال: إنّما أحَلّه لك لأنّك شكوتَ إليه القُمّل فأمّا لغيرك فلا.(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال: شكا عبد الرحمن بن عوف والزّبير بن العَوّام إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، القُمّلَ فرَخّصَ لهما في قميص الحرير في غزاة لهما. قال عمرو بن عاصم في حديثه قال: فرأيتُ على كلّ واحدٍ منهما قميصًا من حرير.(*) قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال:حدثنا سعيد بن زيد قال:حدثنا عليّ بن زيد قال: حدثنا سعيد بن المسيّب قال: رُخّصَ لعبد الرّحمن بن عوف في لبس الحرير.(*) قال: أخبرنا الفضل بن دُكين أبو نُعيم، قال: حدثنا مِسْعَرٌ عن سعد بن إبراهيم قال: كان عبد الرّحمن بن عوف يلبس البُرْدَ أو الحُلة تُساوي خمسمائة أو أربعمائة. قال: أخبرنا يحيَى بن يعْلَى بن الحارث، حدّثني مِنْدَل بن عليّ العَنَزي عن أبي فَرْوَة عن قيس بن أبي مَرثد عن عطاء بن أبي رَباح عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَمّمَ عبد الرحمن بن عوف بعمامة سوداء وقال: "هَكذا تَعَمّمْ".(*))) الطبقات الكبير. ((روى عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال‏: دخلت على عُمر، وعن يمينه [[رجلٌ]] كأنه قلب فضّة، وهو عبد الرّحمن بن عوف، قال‏ الواقديّ: كان رجلًا طويلًا فيه جَنَأ، أبيض مُشْرَبًا بالحمرة، حسن الوجه رقيق البشرة، ولا يغيّر لحيته ولا رأسه. وروينا عن سهلة بنت عاصم زوجه قالت‏: كان عبد الرّحمن بن عوف أبيض أعين أهدب الأشفار أقْنَى الأصابع طويل النّابين الأعليين، ربما أدمى شفتيه، له جمّة، ضخم الكفّين، غليظ الأصابع، جُرح يوم أُحُدٍ إحدى وعشرين جراحة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((جُرح يوم أُحُدٍ إِحدى وعشرين جراحة، وجُرح في رِجْلِه فكان يَعْرُجُ مِنْهَا، وسَقَطَتْ ثنيتاه فكان أَهتم.)) أسد الغابة. ((أخرج الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طريق سَهْلَة بنت عاصم: كان عبد الرحمن أبيض أعين، أهدب الأشعار، أقنى، طويل النابين الأعليين، له جمّة، أعْنَق)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أَسلم قبل أَن يدخل الرسول صَلَّى الله عليه وسلم دارَ الأَرْقمِ وكان أَحد الثمانية الذين سبقوا إِلى الإِسلام، وأَحد الخمسة الذين أَسلموا على يد أَبي بكر)) أسد الغابة.
((قالوا وهاجر عبد الرّحمن بن عوف إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا في رواية محمّد ابن إسحاق ومحمّد بن عمر. أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العَقَدي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرّحمن بن حُميد عن أبيه قال: قال المسْوَرُ بن مَخْرَمَة: بينما أنا أسير في رَكْبٍ بين عثمان وعبد الرّحمن بن عوف وعبد الرّحمن قُدّامي عليه خَميصة سوداء، فقال عثمان: مَنْ صاحب الخميصة السوداء؟ قالوا: عبد الرّحمن بن عوف، فناداني عثمان: يا مسْوَرُ، فقلتُ: لبّيك يا أمير المؤمنين، فقال: مَنْ زعم أنّه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الآخرة فقد كَذَبَ.))
((قالوا: وشهد عبد الرّحمن بن عوف بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وثَبَتَ يوم أُحُدٍ، حين وَلّى النّاسُ، مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير.
((روى الزهري، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف ـــ أن عبد الرحمن مرض فأغمي عليه فصاحت امرأتُه، فلما أفاق قال: أتاني رجلان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين؛ فلقيهما رجل فقال: لا تنطلقا به؛ فإنه ممن سبقت له السعادةُ في بَطْن أمه. وقال ابْنُ الْمُبَارَكِ في "الزُّهْدِ": أنبأنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن أبيه؛ كان عبد الرحمن يصلِّي قبل الظهر صلاةً طويلة، فإذا سمع الأذان شدَّ عليه ثيابَه وخرج. وهو الذي رجع عُمَرُ بحديثه من سَرْغ، ولم يدخل الشام من أجل الطاعون. قال الزّهْرِيُّ، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه وعبد الله بن عامر ـــ إنّ عمر رجع بالناس لحديثِ عبد الرحمن؛ وهو في الصحيحين بتمامه، ورجع إليه عُمر في أخذ الجزية من المجوس. رواه البخاري.)) ((أخرج التِّرْمِذِيُّ وَالسَّرَّاجُ في "تَارِيخِهِ" من طريق نوفل بن إياس الهُذَلي، قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جَلِيسًا، ونعم الجليس، فانقلب بنا ذات يَوْم إلى منزله فدخل فاغتسل؛ ثم خرج، فأتانا بقَصْعَة فيها خبز ولحم ثم بكى، فقلنا: ما يُبْكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهله من خُبز الشعير، ولا أرانا أُخِّرْنا لما هو خَيْرٌ لنا.(*) وقال جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: بلغني أنَّ عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف نسمة. أخرجه أبو نعيم في الحلية. ومِنْ وجه آخر عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان عبد الرحمن حَرَّم الخمر في الجاهلية.)) ((أَخبرنا إِبراهيم بن محمد بن مِهْران الفقيه، وإِسماعيل بن علي المذكر وغيرهما، قالوا بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى الترمذي: حدثنا صالح بن مِسْمَار المَرْوَزِي، حدثنا ابن أَبي فُدَيْك، عن موسى بن يعقوب، عن عُمَر بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حُمَيْد، عن أَبيه: أَن سعيدَ بنَ زيد حدثه في نَفَر أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٍّ، وَعُثْمَانُ، وَالْزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ وَعَبْدُ الْرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ" ـــ قَالَ: فَعَدّ هَؤُلاَءِ الْتِّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنِ الْعَاشِرِ ـــ فَقَالَ الْقَوْمُ: نَنْشُدُكَ اللّهَ مَنِ العَاشر؟ قال: "نَشَدْتُمُونِي بِالله، أَبُو الْأَعْوَرِ فِي الْجَنَّةِ" قَالَ: هُوَ سَعِيْدُ بْنُ زَيْدَ بْنِ عَمْرِو ابْنِ نُفَيْلٍ"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5/605 كتاب المناقب (50) باب (26) حديث رقم 3748.. أَخبرنا أَبو الفرج بن أَبي الرجاءِ الأَصبهاني قال: قرئ على الحسن بن أَحمد وأَنا حاضر أَسمع، أَخبرنا أَبو نُعَيم الحافظ، حدثنا سليمان بن أَحمد، حدثنا أَحمد بن حماد بن زُغبَة، حدثنا سعيد بن عُفَيْر، حدثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حُمَيد، عن: أَنس أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأَنصار، وآخى بين سعد بن الرَّبِيع وبَيْنَ عبد الرحمن بن عَوْف، قال له سَعْد: إِنَّ لي مالًا فهو بيني وبينك شَطْران، ولي امرأَتان فانْظرْ أَيَّتهما أَحْبَبْتَ حَتَّى أُخالِعَها، فإِذا حَلَّتْ فَتَزَوَّجْهَا. فقال: لا حاجة لي في أَهلك ومالك، بارك الله لك في أَهلك ومالك، دُلُوني على السَّوق" أخرجه النسائي في السنن 6/137 كتاب النكاح باب (48) حديث رقم 3388.. أَخبرنا أَبو منصور مسلم بن علي بن محمد بن السيحِيّ أَخبرنا أَبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني، أَخبرنا أَبو نصر بن طوق، أَخبرنا أَبو القاسم بن المرجي، أَخبرنا أَحمد بن علي، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِي، عن عبد الرحمن بن حُمَيْد، عن أَبيه، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْزَّبِيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الْرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ ابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيْدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ" (*)أخرجه الترمذي في السنن 5/605 كتاب المناقب (50) باب (26) حديث رقم 3747 وأحمد في المسند 1/193..)) أسد الغابة. ((عن نِيَار الأسلمي، عن أبيه: كان عبد الرحمن ممن يُفتى على عَهْد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، رواه الواقدي. وقال مَعْمَر، عن الزهري: تصدّق عبد الرحمن بن عوف على عَهْد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بشطر ماله، ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة وقيل: إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدًا.)) ((أخرج علي بن حرب في فوائده، عن سفيان بن عيينة، عن ابْنِ أَبي نَجِيح ـــ أَنَّ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "الَّذِي يحَافِظُ عَلَى أَزْوَاجِي مِنْ بَعْدِي هُوَ الصَّادِقُ البَّارُّ". فكان عبد الرحمن بن عوف يخرج بهنَّ، ويحجّ معهن، ويجعل على هوادِجهنّ الطيالسة، وينزل بهنّ في الشِّعب الذي ليس له منفذ.(*) وقال عُمَرُ: عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى الثّوريّ. عن طارق، عن سعيد بن جُبير، قال:‏ حدّثنا أبو الهَيَّاج قال‏: رأَيت رجلًا يطوفُ بالبيت وهو يقول:‏ اللهم قِنِي شُحَّ نفسي‏. فسألت عنه فقالوا:‏ هذا عبد الرّحمن بن عوف‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "عَبْدُ الْرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ أَمِيْنٌ فِي الْسَّمَاءِ، أَمِيْنٌ فِي الْأَرْضِ"(*) ولما توفي عمر رضي الله عنه، قال عبد الرحمن بن عوف لأَصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم: من يُخْرِج نفسه منها، ويختار للمسلمين؟ فلم يجيبوه إِلى ذلك، فقال: أَنا أُخرج نفسي من الخلافة وأَختار للمسلمين، فأَجابوه إِلى ذلك وأَخذ مواثيقهم عليه، فاختار عثمان فبايعه. والقصة مشهورة: وقد ذكرناها في "الكامل" في التاريخ. وكان عظيم التجارة مجدودًا فيها، كثير المال. قيل: إِنه دخل على أُم سلمة فقال: يا أُمَّهْ، قد خفت أَن يُهلكني كثرة مالي. قالت: "يا بُنَيّ، أَنفِق". أَخبرنا أَبو محمد بن أَبي القاسم كتابة، أَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو عمر محمد بن محمد بن القاسم، وأَبو الفتح المختار بن عبد الحميد، وأَبو المحاسن أَسعد بن علي، وأَبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين قالوا: أَخبرنا أَبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، أَخبرنا عبد اللّه بن أَحمد بن حَمُّويه، حدثنا إِبراهيم بن خزيم، حدثنا عبد بن حُمَيد، حدثنا يحيى بن إِسحاق، حدثنا عمارة بن زاذَان، عن ثابت البُنَاني، عن أَنس بن مالك: أَن عبد الرحمن بن عوف لما هاجر آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين عثمان ابن عفان، فقال له: إِن لي حائطين، فاخْتَر أَيَّهُما شئت؟ فقال: "بَارَكَ الله لَكَ فِي حَائِطَيْكَ مَا لِهَذَا أَسْلَمْتُ دُلَّنِي عَلَى الْسُّوق". قال: فدله، فكان، يشتري السمَينة والأُقَيْطة والأهاب، فجمع فتزوج. فأَتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "بَارَكَ الله لَكَ، أَوْلَمْ وَلَوْ بِشَاةِ". قال: فكثر ماله، حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البُرّ، وتَحْمِل الدقيق والطعام. قال: فلما دخلت المدينة سُمِع لأَهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عِير قدمت لعبد الرحمن بن عوف، سبعمائة بعير تحمل البر والدقيق والطعام. فقالت عائشة: سمعت النبي صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "يَدْخُلُ [[عَبْدُ]] الْرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْجَنَّةَ حَبْوًا". فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْرَّحْمَنِ قال: "يَا أُمَّه إِنِّي أُشْهِدُكِ أَنَّهَا بِأَحْمَالِهَا وَأَحْلَالَهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ" (*)أخرجه أحمد في المسند 6/115.. كذا في هذه الرواية أَنه آخى بينه وبين عثمان. والصحيح أَن هذا كان، مع سعد بن الربيع الأَنصاري كما ذكرناه قبلُ. وروى معمر عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بشَطْر ماله أَربعة آلاف، ثم تصدق بأَربعين أَلفًا، ثم تصدق بأَربعين أَلف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله. وكان عامة ماله من التجارة. وروى حميد، عن أَنس، قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأَيام سبقتمونا بها. فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "دَعُوا لِي أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيْفَهُ" (*)أخرجه البخاري في الصحيح 5/10 كتاب فضائل أصحاب النبي ومسلم في الصحيح 4/1967 كتاب فضائل الصحابة (44) حديث رقم (221/2540)، وأحمد في المسند 3/11، 54.. وهذا إِنما كان بينهما لَمَّا سَيَّر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إِلى بني جَذِيمة بعد فتح مكة، فقتل فيهم خالدٌ خَطَاءً، فودى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم القتلى، وأَعطاهم ثمن ما أُخِذ منهم. وكان بنو جذيمة قد قتلوا في الجاهلية "عوف ابن عبد عوف" والد عبد الرحمن بن عوف، وقتلوا الفاكه بن المغيرة، عَمَّ خالد، فقال له عبد الرحمن: إِنما قتلتهم لأَنهم قتلوا عمك. وقال: خالد: إِنما قتلوا أَباك. وأَغلظ في القول، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم ما قال. أَخبرنا أَبو ياسر بن أَبي حبة وغير واحد إِجازة قالوا: أَخبرنا أَبو غالب بن البناءِ أَخبرنا أَبو محمد الجوهري، أَخبرنا أَبو عمر بن حَيُّوية وأَبو بكر بن إِسماعيل قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا الحُسَين بن الحَسَن، حدثنا عبد اللّه بن المبارك، حدثنا شعبة، عن سعد بن إِبراهيم عن أَبيه: أَن عبد الرحمن أُتي بطعام، وكان صائمًا، فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني فَكُفِّن في بردته، إِن غُطِّي رأْسهُ بدت رجلاه، وإِنْ غُطِّي رجْلاه بَدَا رأْسهُ ـــ وأُراه قال: وقُتِل حمزة وهو خير مني ـــ ثم بُسِط لنا من الدنيا ما بُسِط ـــ أَو قال: أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا ـــ وقد خشينا أَن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام أخرجه البخاري في الصحيح 2/98 في كتاب الجنائز.. أَخبرنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن الطبري بإِسناده إِلى أَبي يعلى أَحمد بن علي قال: حدثنا الحسن بن إِسماعيل أَبو سعيد البصري، حدثنا إِبراهيم بن سعد، عن أَبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما انتهى إِلى عبد الرحمن بن عوف وهو يصلي بالناس أَراد عبد الرحمن بن عوف أَن يتأَخر فأَومأَ إِليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم: أَنْ مكانك، فصلى، وصلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بصلاة عبد الرحمن أخرجه أحمد في المسند 4/248، 249..)) أسد الغابة. ((روي عنه صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال:‏ ‏"‏عَبْدُ الرَّحْمنَ بْنَ عَوْفِ سَيُّدُ مِنْ سَادَاتِ الْمُسْلِمين"،(*))) ((قال أبو عمر: كان تاجرًا مجدودًا في التجارة، وكسب مالًا كثيرًا، وخلَّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحًا، فكان يدخل منه قوت أهله سنة‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمّد بن حميد العَبْديّ عن مَعْمَر عن الزّهريّ عن حُميد بن عبد الرّحمن ابن عوف عن أمّه أمّ كلثوم، وكانت من المهاجرات الأُوَل، في قوله: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [سورة البقرة: 45]، قالت: غُشي على عبد الرّحمن بن عوف غَشْيَةً ظنّوا أنّ نفسه فيها، فخرجت امرأته أمّ كلثوم إلى المسجد تستعين بما أُمِرَتْ أن تستعين به من الصبر والصلاة.)) ((قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمّد بن عُبيد عن هشام بن عُروة عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لعبد الرّحمن بن عوف: "كيف فعلتَ يا أبا محمّد في استلام الحَجَرِ؟" فقال: كلّ ذلك فعلتُ، استلمتُ وتركتُ، فقال: "أصَبْتَ".(*))) ((قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك قال: أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عمر ابن عليّ عن أبيه أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لمّا آخى بين أصحابه آخى بين عبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص.(*))) ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عُبيد الله ابن عبد الله بن عُتبة قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خَطّ الدّور بالمدينة فخَط لبني زُهْرَة في ناحية من مؤخّر المسجد، فكان لعبد الرّحمن بن عوف الحُشّ، الحُشّ: نَخْلٌ صغار لا يُسْقَى.(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ويحيَى بن عبّاد قالا: أخبرنا حمّاد بن سَلَمَة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أنّ عبد الرّحمن بن عوف قال: أشْهَدُ أنّ رسول الله أقْطَعَني وعُمَرَ بن الخطّاب أرضَ كذا وكذا، فذهب الزّبير إلى آل عُمَرَ فاشترى منهم نصيبَهم، وقال: الزّبير لعثمان: إنّ ابن عوف قال كذا وكذا، فقال: هو جائز الشهادة له وعليه.(*) قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثني أبي عن سعد بن إبراهيم وغيره من ولد إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قالوا: قال عبد الرّحمن بن عوف قطع لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أرضًا بالشّأم يقال لها السّليل فتوفّي النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يكتب لي بها كتابًا وإنّما قال لي: "إذا فَتَحَ الله علينا الشّأم فهيَ لَكَ".(*))) ((قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ بن عُلَيّةَ عن أيّوب عن محمّد بن سيرين عن عمرو بن وهب قال: كنّا عند المغيرة بن شُعْبة فسُئل: هَلْ أَمَّ النّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، أحدٌ من هذه الأمّة غيرُ أبي بكر؟ قال: نعم، قال فزاده عندي تصديقًا الذي قَرُبَ به الحديث، قال كنّا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في سَفَرٍ، فلمّا كان من السَّحر ضَرَبَ عُنُقَ راحلتي فظنَنتُ أنّ له حاجة، فعدلتُ معه فانطلقنا حتّى تبرّزنا عن النّاس فنزل عن راحلته ثمّ انطلق فتغيّب عني حتى ما أراه فمكث طويلًا ثمّ جاء فقال: "حاجتك يا مغيرة؟" قلتُ: ما لي حاجةٌ، قال: "فهل معك ماءٌ؟" قلت: نعم، فقمتُ إلى قربة أو قال سَطيحةٍ معَلّقَةٍ في آخرِ الرّحْلِ فأتَيْتُهُ بها فصَبَبْتُ عليه فغسَلَ يديه فأحسن غسلهما، قال وأشُكّ دَلَكَهما بتُرابٍ أم لا، ثمّ غسل وجهه ثمّ ذهب يحسرُ عن يديه وعليه جُبَّةٌ شآميّةٌ ضَيّقَةُ الكُمّ فضاقت فأخرج يديه من تحتها إخراجًا فغسل وجهه ويديه، قال فتجيء في الحديث غسل الوجه مرّتين فلا أدري أهكذا كان، ثمّ مسح بناصيته ومسح على العمامة ومسح على الخُفّين، ثمّ ركبنا فأدركنا النّاس وقد أقيمت الصلاة، فَتَقَدّمهم عبد الرّحمن بن عوف وقد صلّى ركعة وهم في الثانية، فذهبتُ أُوذُنُه فنهاني، فصلّينا الرّكعة التي أدركنا وقضينا التي سَبَقَتْنا.(*) قال ابن سعد: فذكرتُ هذا الحديث لمحمّد بن عمر قال: كان هذا في غزوة تبوك، وكان المغيرة يحمل وضوءَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حين صلّى خَلْفَ عبد الرّحمن بن عوف: "ما قُبض نبيّ قطّ حتّى يصلّي خلف رجل صالح من أُمّته".(*))) ((قال: أخبرنا محمد بن الفُضيل بن غزوان ويزيد بن هارون عن زكريّاء بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان عبد الرّحمن بن عوف إذا أتى مَكّةَ كَرِهَ أن ينزل منزله الّذي هاجر منه، قال يزيد في حديثه: منزله الذي كان ينزله في الجاهليّة، حتى يخرج منها. قال: أخبرنا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقيّ قال: أخبرنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف عن أبيه عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أنّه قال: "يابن عوف، إنّك من الأغنياء ولن تَدْخُلَ الجنَّة إلاّ زَحْفًا، فأقْرِضِ الله يُطْلِقْ لك قَدَمَيْكَ"، قال ابن عوف: وما الذي أُقْرض الله يا رسول الله؟ قال: "تبْدأ بما أمسيتَ فيه"، قال أمِنْ كُلّه أجْمَعَ يا رسول الله؟ قال: "نعم"، قال فخرج ابن عوف وهو يهُمّ بذلك فأرسل إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "إنّ جبريل قال: مُرِ ابن عوف فَلْيُضِفِ الضّيْفَ ولْيُطْعِمِ المِسْكِينَ وَلْيُعْطِ السّائِلَ وَيَبْدَأ بمَنْ يَعولُ فإنّه إذا فعل ذلك كان تزكية ما هو فيه".(*) قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقّيّ قال: قال أبو المليح عن حبيب بن أبي مرزوق قال: قَدِمَتْ عِيرٌ لعبد الرّحمن بن عوف، قال فكان لأهل المدينة يومئذ رَجَّةٌ فقالت عائشة: ما هذا؟ قيل لها: هذه عيرُ عبد الرّحمن بن عوف قدمت، فقالت عائشة أمَا إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "كأنّي بعبد الرّحمن بن عوف على الصراط يَمِيلُ به مَرَّةً ويستقيم أُخرى حتّى يُفْلتَ ولم يَكَدْ"، قال فبلغ ذلك عبدَ الرّحمن بن عوف فقال: هي وما عليها صَدَقَةٌ، قال وما كان عليها أفضلُ منها، قال وهي يومئذٍ خمسمائة راحلة.(*))) ((قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي المدني وأحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ المكّي قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمّد بن إسحاق عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن الحُصين عن عوف بن الحارث عن أمّ سَلَمَةَ زوج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول لأزواجه: "إنّ الّذي يحافظ عَلَيْكُنّ بَعْدي لهو الصادق البارّ، اللّهُمّ اسْقِ عبدَ الرّحمن بن عوف من سلسبيل الجنَّة".(*) قال أحمد بن محمّد الأزرقي في حديثه: وقال إبراهيم بن سعد فحدّثني بعض أهلي من ولد عبد الرّحمن بن عوف أنّ عبد الرّحمن بن عوف باع أمواله من كَيْدَمَةَ، وهو سهمه من بني النضير، بأربعين ألف دينار فقَسَمَها على أزواج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. قال: أخبرنا عبد الملك بن عمرو العَقَدي قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن أمّ بكر بنت المِسْوَر أنّ عبد الرّحمن بن عوف باع أرضًا له من عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك في فقراء بني زُهْرَةَ وفي ذي الحاجة من النّاس وفي أمّهات المؤمنين، قال المِسْوَر: فأتَيْتُ عائشة بنصيبها من ذلك فقالت: مَنْ أرسَلَ بهذا؟ قلتُ: عبد الرّحمن بن عوف، فقالت: إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لا يحنو عَلَيْكُنّ بعدي إلاّ الصابرون، سَقَى الله ابن عوف من سلسبيل الجنّة".(*))) الطبقات الكبير. ((قال الزّبير بن بكّار:‏ كان عبد الرّحمن بن عوف أمينَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على نسائه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((هو الذي رجع عُمَرُ بحديثه من سَرْغ، ولم يدخل الشام من أجل الطاعون. قال الزّهْرِيُّ، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه وعبد الله بن عامر ـــ إنّ عمر رجع بالناس لحديثِ عبد الرحمن؛ وهو في الصحيحين بتمامه، ورجع إليه عُمر في أخذ الجزية من المجوس. رواه البخاري.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخرج التِّرْمِذِيُّ وَالسَّرَّاجُ في "تَارِيخِهِ" من طريق نوفل بن إياس الهُذَلي، قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جَلِيسًا، ونعم الجليس، فانقلب بنا ذات يَوْم إلى منزله فدخل فاغتسل؛ ثم خرج، فأتانا بقَصْعَة فيها خبز ولحم ثم بكى، فقلنا: ما يُبْكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهله من خُبز الشعير، ولا أرانا أُخِّرْنا لما هو خَيْرٌ لنا.(*) وقال جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: بلغني أنَّ عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف نسمة. أخرجه أبو نعيم في الحلية. ومِنْ وجه آخر عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان عبد الرحمن حَرَّم الخمر في الجاهلية.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن عمر. روى عنه أولاده: إبراهيم، وحميد، وعمر، ومصعب، وأبو سلمة، وابن ابنه المِسْوَر ابن إبراهيم، وابن أخته المِسْوَر بن مَخْرَمة، وابن عباس، وابن عمر، وجُبَير بن مطعم، وجابر، وأَنس، ومالك بن أوس بن الحدثان، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وبَجَالة بن عَبَدة؛ وآخرون. وقال أَبُو نُعَيْمٍ: روى عنه عمر؛ فقال فيه العدل الرضى.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال محمّد بن عمر: وقد روي عن أبي بكر الصديق.)) الطبقات الكبير. ((قال: وحدثنا أَحمد بن علي، حدثنا موسى بن حَيَّان المصري، حدثني محمد بن عمر بن عبيد اللّه الرومي قال: سمعت خليل بن مرة يحدِّث عن أَبي ميسرة، عن الزهري، عن أَبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أَبيه عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِيْنَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ الْسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (*)أخرجه أبو نعيم في الحلية 9/45، والمنذري في الترغيب 1/102، والهيثمي في الزوائد 1/125..)) أسد الغابة.
((قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال:حدثنا عبد الله بن جعفر عن أمّ بكر بنت المِسْوَر عن أبيها قال: لما وَليَ عبد الرّحمن بن عوف الشورى كان أحَبّ النّاس إليّ أن يليَه، فإن تركه فسعدُ بن أبي وقّاص، فلحقني عمرو بن العاص فقال: ما ظنّ خالك بالله أنْ ولّى هذا الأمرَ أحدًا وهو يعلم أنّه خيرٌ منه، قال فقال لي ما أُحِبّ، فأتيتُ عبد الرّحمن فذكرتُ ذلك له، فقال: من قال ذلك لك؟ فقلتُ: لا أُخبرُك، فقال: لئن لم تخبرني لا أُكَلّمُكَ أبدًا، فقلتُ: عمرو بن العاص، فقال عبد الرّحمن: فوالله لأنْ تُؤخَذَ مُدْيَةٌ فتوضَعَ في حَلْقي ثمّ يُنْفَذَ بها إلى الجانب الآخر أحَبّ إليّ من ذلك. قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو المُعَلّى الجزَريّ عن ميمون بن مِهْران عن ابن عمر أنّ عبد الرّحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هَلْ لَكُمْ إلى أنْ أخْتَار لَكُمْ وأتَفَصّى منها؟ فقال عليّ: نعم، أنا أوّل من رضي فإنّي سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: "أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض".(*) قالوا لمّا استُخْلِفَ عمرُ بن الخطّاب سنةَ ثلاث عشرة بعث تلك السنة على الحجّ عبدَ الرّحمن بن عوف فحَجّ بالنّاس وحَجّ مع عمر أيضًا آخرَ حجّةٍ حَجّها عمرُ سنة ثلاث وعشرين، وأذِنَ عمر تلك السنة لأزواج النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، في الحجّ فَحُمِلْنَ في الهوادج وبَعَثَ معهنّ عثمان بن عفّان وعبد الرّحمن بن عوف، فكان عثمان يسير على راحلته أمامهنّ فلا يَدَعُ أحدًا يدنو منّهنّ وكان عبد الرّحمن بن عوف يسير من ورائهنّ على راحلته فلا يدعَ أحدًا يدنو منهنّ، وينزلن مع عمر كلّ منزل فكان عثمان وعبد الرّحمن ينزلان بهنّ في الشّعاب فَيُقبِّلُونَهُنّ الشّعاب وينزلان هما في أوّل الشّعب فلا يتركان أحدًا يمُرّ عليهنّ، فلمّا استُخلِفَ عثمان بن عفّان سنة أربعٍ وعشرين بعث تلك السنة على الحجّ عبد الرّحمن بن عوف فحجّ بالنّاس.)) الطبقات الكبير. ((أحد الستةِ أصحاب الشُّورى الذي أخبر عمر عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنه توفي وهو عنهم راضٍ، وأسند رُفْقته أَمْرَهم إليه حتى بايع عثمان؛ ثبت ذلك في الصحيح.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر الزّهريّ عن يعقوب بن عُتبة قال: مات عبد الرّحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو يومئذ ابن خمس وسبعين. قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح وحَجّاج بن محمّد ويحيَى بن حَمّاد قالوا: حدثنا شُعْبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت سعدَ بن مالك عند قائمَتَيْ سرير عبد الرّحمن بن عوف وهو يقول: واجبلاه، قال يحيَى بن حَمّاد في حديثه: وَوَضَعَ السريرَ على كاهله. قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن المهاجر بن مِسْمار عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: رأيتُ سعد بن أبي وقّاص بين عمودَيْ سرير عبد الرّحمن بن عوف. قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جدّه أنّه سمع عليّ بن أبي طالب يقول يومَ مات عبد الرّحمن بن عوف: اذْهَب ابنَ عوف فقد أدْرَكْتَ صَفْوَها وسَبَقْتَ رَنْقَها. قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جدّه أنّه سمع عمرو بن العاص يومَ ماتَ عبد الرّحمن بن عوف يقول: اذْهَبْ عَنْكَ ابنَ عَوْف فقَدْ ذَهَبْتَ ‏ببِطْنَتِكَ ما تَغَضْغَضَ منها من شيءٍ.
((ذِكر وصيَّةِ عبد الرّحمن بن عوف وتَرِكتِه. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني مَخْرَمَةُ بن بُكير أنّه سمع أبا الأسود يقول: أوصى عبد الرّحمن بن عوف في السبيل بخمسين ألف دينار. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة عن محمّد بن أبي حَرْمَلَة عن عثمان بن الشريد قال: تَرَكَ عبد الرّحمن بن عوف ألف بعير وثلاثة آلاف شاةٍ بالنَّقِيعِ ومائة فرس تَرْعَى بالنَّقِيع، وكان يزرع بالجُرُفِ على عشرين ناضحًا، وكان يُدْخِلُ قوتَ أهله من ذلك سنة. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن محمّد أنّ عبد الرّحمن بن عوف تُوفي وكان فيما ترك ذَهَبٌ قُطعَ بالفُئُوس حتّى مَجِلَتْ أيدي الرّجال منه وترك أربع نسوة فأُخرِجَتْ امرأةٌ من ثمُنها بثمانين ألفًا. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أُسامة بن زيد اللّيثيّ عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال: أصابَ تُماضِرَ بنت الأصبغ رُبعُ الثّمنِ فأُخرجتْ بمائة ألف وهي إحدى الأربع. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين أبو نُعيم قال: أخبرنا كامل أبو العلاء قال: سمعتُ أبا صالح قال: مات عبد الرّحمن بن عوف وترك ثلاث نسوة فأصاب كلّ واحدةٍ ممّاترك ثمانون ألفًا،ثمانون ألفًا.)) الطبقات الكبير. ((مات سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة اثنتين؛ وهو الأشهر. وعاش اثنتين وسبعين سنة، وقيل ثمانيًا وسبعين؛ والأول أثبت؛ ودُفِن بالبَقِيع، وصلَّى عليه عثمان، ويقال الزبير بن العوام.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال الزهري: أَوصى عبدُ الرحمن لمن بقي ممن شهد بدرًا، لكل رجل أَربعمائة دينار، وكانوا مائة، فأَخذوها، وأَخذها عثمان فيمن أَخذ: وأَوصى بأَلف فرس في سبيل الله.)) أسد الغابة. ((تُوفِّي عبد الرّحمن بن عوف سنة إحدى وثلاثين.‏ وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابنُ خمس وسبعين سنة بالمدينة. ورُوي عن أَبي سلمة أَنه قال:‏ تُوفِّي أبي وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة بالمدينة، ودُفن بالبَقيع، وصلّى عليه عثمان، هو أَوْصَى بذلك‏. وقال إِبراهيم بن سعد:‏ كانت سنُّ عبد الرّحمن بن عوف ثمانيًا وسبعين سنة‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال