تسجيل الدخول


سندر أبو عبد الله

سَنْدَر، مولى زِنْبَاع الجُذَامِيّ، وقيل: مولى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقيل: هو ابن سندر، مولى روح بن زنباع الجُذَامي، وقيل: حَبِيبُ بنُ سَنْدر.
أَخرجه ابن منده وأَبو نُعَيم، وأخرجه أبو موسى مختصرًا. مشهور بابن سندر، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أَبو عَبْد اللّه، وقيل: أبو الأسود. قال ابن الأثير في "أسد الغابة": ذكره عبدان في الصحابة، وهو الذي خصى عبده، عداده في أهل مصر، وله حديث مشهور به.
وَجد أبو روح زنباع بن سلامة الجُذَامي عبدًا له اسمه سَنْدَر يُقَبِّل جارية له، فغضب عليه فجَبّه وخرم أنفه وأذنيه، فأتى العبدُ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فذكر له ذلك، فأرسل النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى زِنْباع فقال: "لا تُحمّلوهم ما لا يُطيقون، وأطْعموهم ممّا تأكلون، واكسوهم ممّا تلبسون، فإن رضيتم فأمْسكوا، وإن كرهْتم فبيعوا، ولا تُعَذّبوا خَلْقَ الله، ومن مُثّل به أو حُرق بالنّار فهو حرّ وهو مولى الله ومولى رسوله، فأعتقْ سندر"، فأعتقه، فقال سندر: أوْصِ بي يا رسول الله الولاة، قال: "أُوصي بك كلّ مُسلم"، فلما توفي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أَتى سندر إِلى أَبي بكر، فقال: احفظ فيَّ وصية رسول الله، فَعَالَهُ أَبو بكر حتى توفي، ثم وَلي عمر فقال: احفظ فيّ وصيّةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له عمر: إِن شئت أَن تقيم عندي أَجريت عليك، وإِلا فانظر أَي المواضع أَحبّ إِليك، فأَكتب لك؟، قال: أكْتُبْ لي إلى مصر؛ فإنّها أرض ريف، فكتب له عمر إلى عمرو بن العاص: أمّا بعد فإنّ سندر قد تَوَجّهَ إليك فاحْفَظْ فيه وَصيّةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقدم على عمرو بن العاص، فأحسن به، وفي يوم سار عمرو بأصحابه وابن سندر معهم، فكان ابن سندر ونفر معه يَسيرون بين يدي عمرو بن العاص، فأثاروا الغبار فجعل عمرو طَرَفَ عمامته على أنفه، ثمّ قال: اتّقوا الغبار فإنّه أوشك شيء دُخولًا وأبْعَدُه خروجًا وإذا وقع على الرية صار نَسَمَة، فقال بعضهم لأولئك النفر: تَنَحّوا، ففعلوا إلاّ ابن سندر، فقيل له: ألا تَتَنَحّى يا ابن سندر؟ فقال عمرو: دَعُوه فانّ غبارَ الخصيّ لا يَضُرّ، فسمعها ابن سندر فغضب فقال: يا عمرو أما والله لو كنتَ من المؤمنين ما آذَيْتَني، فقال عمرو: يغفر الله لك، أنا بحمد الله من المؤمنين، فقال ابن سندر: لقد علمتَ أني سألتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أنْ يوصي بي فقال: "أُوصي بك كُلّ مؤمن"، وكان عمرو أَقطعه أَرضًا واسعة ودارًا فعاش سندر فيها، فلما مات سندر قُبِضَتْ في مال الله تعالى، ثمّ أقْطَعَها الأصبغ بن عبد العزيز فما كان لهم في الأرض مالٌ خيرٌ منها. وذكر أبو عفير في تاريخه بسنده عن عمر الجرويّ أنه أدرك مسروح بن سندر الذي جدعه زنباع بن روح الجذامي، وكان له مال كثير من رقيقٍ وغيره، وكان جاهلًا مُمكرًا، وعُمِّر حتى زمن عبد الملك. ورجَّح ابن يونس أن قصّةَ عمر إنما كانت مع ابن سَنْدر، وقال الْخَطِيبُ في "المؤتلف": اختلف في الذي خصاه زنباع؛ فقيل: هو سندر نفسه، وقيل: ابن سندر، وقيل: أبو سندر. قال ابن حجر العسقلاني: والرّاجح أن الذي خُصِيَ هو سندر، وأن عبد الله ومسروحًا ولداه.
قال البُخَارِيُّ: سَنْدر له صحبة، وروى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. وروى الزّهري عن سَنْدر، عن أبيه. وذكر محمد بن الرّبيع الجِيزي في الصَّحابة الذين دخلوا مصر أن لأهل مصر عن سَنْدر حديثين. رَوَى ابن لَهِيعة، عن أَبي الخير، عن سندر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَسْلَمُ سَالَمَهَا الله، وَغِفَارُ غَفَرَ الله لَهَا، وَتُجِيبُ أَجَابُوا الله عَزَّ وَجَلَّ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 33، 4/ 220 ومسلم كتاب فضائل الصحابة حديث 132، 184 ومسلم في المساجد حديث 307، 308، والترمذي في السنن حديث 3941، وأحمد 2/ 20، 50، 107، والطبراني 1/ 241، 7/ 23، والحاكم 3/ 340، وأبو نعيم في الحلية 7/ 316 والبيهقي في السنن 2/ 208، وذكره الهيثمي في الزوائد 10/ 49.، قال أَبو الخير: يا أَبا الأَسود، وسَمِعْتَه يذكر تجِيبا؟ قال: نعم، قال: أُحَدِّث الناس به عنك؟ قال: نعم.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال