1 من 1
قال الزبير: روى العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه أنّ أَرْوَى بنت أُويس استعدت مروان بن الحكم على سعيد بن زيد في أرضه بالشّجرة، فقال سعيد: كيف أظلمها؟ وقد سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ ظَلَمَ مَن الأَرْضِ شِبْرًا طُوّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة مَنْ سَبْعِ أَرَضِينَ"، وأوجب مروان عليه اليمين، فترك سعيد لها ما ادّعَتْ، وقال: اللهم إن كانت أروى كاذبةً فأعْمِ بصرَهَا، واجعل قَبْرَهَا في بئرِها، فعميت أروى، وجاء سيل فأبدى ضفيرتها، فرأوا حقَها خارجًا من حق سعيد، فجاء سعيد إلى مروان، فقال: أقسمت عليك لتركبنّ معي ولتنظرنّ إلى ضفيرتها، فركب معه مَرْوان، وركب أناسٌ معهما حتى نظروا إليها، ثم إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعدما عميت، فوقعت في البئر فماتت، قال: وكان أهلُ المدينة يَدْعُو بعضُهم على بعض يقولون: أعماكَ الله كما أعمى أَرْوَى، يريدونها، ثم صار أهلُ الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل يظنُّونَها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جَهْلٌ منْهُم.