تسجيل الدخول


أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي

((سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي القرشي العدوي))
((كان سعيد يُكْنَى أَبا الأَعور، وقيل: أَبو ثور، والأَول أَكثر.)) أسد الغابة.
((أمّه فاطمة ابنة بَعْجة بن أُميّة بن خُويْلد بن خالد بن المعمور بن حيّان بن غنم بن مُليح من خزاعة.)) الطبقات الكبير. ((أمُّه فاطمة بنت بَعْجة بن مُليح الخزَاعيّة، كانت مِن السّابقين إلى الإسلام.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أمّه فاطمة بنت بَعْجَة بن أُميّة بن خُويلد بن خالد بن المعمّر بن حَيّان بن غَنْم بن مُليح من خزاعة، وكان أبوه زيد بن عمرو بن نُفيل يَطْلُبُ الدّين وقدم الشأم فسأل اليهود والنصارى عن العلم والدين فلم يُعْجِبْه دينهم، فقال له رجل من النصارى: أنت تلتمس دين إبراهيم، فقال زيد: وما دين إبراهيم؟ قال: كان حنيفًا لا يَعْبُدُ إلّا اللهَ وحده لا شريك له، وكان يُعادي من عَبَدَ من دون الله شيئًا، ولا يأكل ما ذُبح على الأصنام، فقال زيد بن عمرو: وهذا الذي أعرف وأنا على هذا الدين، فأمّا عبادة حجر أو خشبة أنْحِتُها بيدي فهذا ليس بشيء. فرجع زيد إلى مكّة وهو على دين إبراهيم. قال أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عليّ بن عيسى الحكمي عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال: كان زيد بن عمرو بن نُفيل يطلب الدين وكره النصرانيّة واليهوديّة وعبادة الأوثان والحجارة، وأظهر خلاف قومه واعتزالَ آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم ولا يأكل ذبائحهم، فقال لي: يا عامر إني خالفتُ قومي واتّبعتُ ملّة إبراهيم وما كان يعبد وإسماعيل من بعده، وكانوا يصلّون إلى هذه القبلة، فأنا أنتظر نبيًّا من ولد إسماعيل يُبْعثُ ولا أراني أدْركه، وأنا أُومن به وأُصَدّّقه وأشهد أنّه نبيّ، فإنْ طالت بك مدّةٌ فرأيتَه فأقْرِئْهُ منّي السلام. قال عامر: فلما تنبّأ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أسلمتُ وأخبرتُه بقول زيد بن عمرو وأقْرأتُه منه السّلام فردّ عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورَحّم عليه وقال: "قد رأيتُه في الجنّة يسْحَبُ ذُيولًا".(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن موسى بن ميسرة عن ابن أبي مُليكة عن حُجير بن أبي إهاب قال: رأيتُ زيد بن عمرو وأنا عند صنم بُوانة بعدما رجع من الشأم وهو يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلّى ركعة وسجدتين ثمّ يقول: هذه قِبْلَةُ إبراهيم وإسماعيل، لا أعبد حجرًا ولا أُصَلّي له ولا أذبَحُ له ولا آكل ما ذُبح له ولا أستقسم بالأزلام ولا أصلّي إلا إلى هذا البيت حتى أموت. وكان يحجّ فيقف بعرفة، وكان يلبّي يقول: لَبّيْكَ لا شَرِيكَ لك ولا نِدّ لك، ثمّ يدفع من عرفة ماشيًا وهو يقول: لَبّيْكَ متعبّدًا لك مرقوقًا. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: وأخبرنا المعلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قال: وأخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان قال: أخبرنا زهير بن معاوية قالوا جميعًا أخبرنا موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم بن عبد الله أنّه سمع عبدَ الله بن عمر يحدّث عن رسول الله أنّه لقي زيد بن عمرو بن نُفيل بأسفل بَلْدَح وذلك قبل أن ينزلَ على رسول الله الوحيُ، فَقَدَّمَ إليه رسول الله سُفْرَة فيها لحم فأبَى أن يأكل منها ثمّ قال: إني لا آكل ممّا تذبحون على أنصابكم ولا آكل ممّا لم يُذْكَر اسم الله عليه. (*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا موسى بن عقبة قال: سمعتُ سالمًا أبا النضر يحدّث، ولا أعلمه إلا عن محمّد بن عبد الله بن جحش، أنّ زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ثمّ يقول: الشاةُ خَلَقَها الله وأنزلَ من السماءِ ماءً وأنْبتَ لها الأرض ثمّ يذبحونها على غير اسم الله، إنكارًا لذلك وإعظامًا له لا آكُلُ ممّا لم يُذكر اسم الله عليه. قال: أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماءَ بنت أبي بكر قالت: رأيتُ زيد بن عمرو بن نُفيل قائمًا مُسْنِدًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، ما منكم اليوم أحدٌ على دين إبراهيم غيري. وكان يحيي الموْءُودَه يقول للرجل إذا أراد أن يقتلَ ابنتَه: مَهْلًا لا تَقْتُلْهَا أنا أكْفِيكَ مَئُونتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئتَ دفعتُها إليك وإن شئتَ كفيتك مؤونتها. قال: أخبرنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال: سُئل النبيّ عن زيد بن عمرو بن نُفَيل فقال: "يُبْعَثُ يومَ القيامة أمّةً وَحْدَهُ".(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني موسى بن شيبة عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: سمعتُ سعيد بن المسيّب يذكر زيد بن عمرو بن نُفيل فقال: توفّي وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله بخمس سنين، ولقد نَزَلَ به وإنّه ليقول أنا على دين إبراهيم. فأسلم ابنه سعيد بن زيد أبو الأعور واتّبع رسول الله، وأتى عمرُ بن الخطاب وسعيد بن زيد رسول الله فسألاه عن زيد بن عمرو فقال رسول الله: "غفر الله لزيد بن عمرو ورحمه، فإنّه مات على دين إبراهيم". قال فكان المسلمون بعد ذلك اليوم لا يذكره ذاكر منهم إلًا ترحّم عليه واستغفر له. ثمّ يقول سعيد بن المسيّب رحمه الله وغفر له. (*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني زكريّاء بن يحيَى السعيدي عن أبيه قال: مات زيد بن عمرو فدُفن بأصل حِراءٍ.)) الطبقات الكبير. ((حدّثنا قاسم بن محمد، حدّثنا خالد بن سعد، حدّثنا أحمد بن عمر، حدّثنا محمد بن صخر، حدّثنا عبيد الله بن رجاء، حدّثنا المسعود، عن نوفل بن هشام بن سعيد بن زيد، عن أبيه، عن جدّه قال:‏ خرج ورقَةَ بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل يطلبان الدِّين حتى مَرَّ بالشّام، فأما ورقة فتنصَّر، وأما زيد فقيل له‏:‏ إن الّذي تطلب أمامَك‏.‏ قال:‏‏ فانطلَق حتى أتى الموصل، فإذا هو براهب، فقال:‏ من أين أقبل صاحبُ الرّاحلة؟ فقال:‏‏ من بيت إبراهيم. قال:‏ فما تطلب؟ قال:‏ الدِّين. قال‏:‏ فعرض عليه النّصرانية. فقال:‏ ‏ لا حاجة لي بها، وأبى أن يقبلها. فقال:‏ إن الذي تَطْلُب سيظهر بأَرضك‏.‏ فأقبل وهو يقول: [رجز]
‏لَبّيكَ حَقًا حَقًا تعبُّدًا وَرِقّا مَهْمَا تَجَشَّمَنِي فَإِني جَاشِمُ. عُذْت ِبَما عَاذ بهِ إِبْراهُم.

قال: ومرَّ بالنّبي صَلَّى الله عليه وسلم ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سُفرة لهما، فدعَوَاه إلى الغذاء، قال:‏ يابن أخي، إني لا آكل ما ذُبح على النُّصُب. قال:‏‏ فما رؤي النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم من يومه ذلك يأكل مما ذُبح على النُّصُب حتى بُعث صَلَّى الله عليه وسلم. قال:‏ وأتاه سعيد بن زيد، فقال‏:‏ إِنّ زيدًا كان كما قد رأيت وبلغك، فاستغفر له؟ قال:‏ "نعم، فإنه يبعث يوم القيامة أمةً وحده".)) ((كان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل يطلب دِينَ الحنيفية دين إِبراهيم عليه السَّلام قبل أن يُبعث النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدّم. ومن خبره:‏ في ذلك أَنه خرج في الجاهليّة يطلب الدِّين هو وورَقة بن نوفل، فلقيا اليهود، فعرضت عليهما يهودُ دينهم، فتهوّد ورَقة، ثم لقيا النَّصارى فعرضوا عليهما دينهم، فترك ورَقة اليهوديّة وتنصّر، وأَبَي زيد بن عمرو أن يأتي شيئًا من ذلك، وقال: ما هذا إلا كدين قومَنا، تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذِكْر ولا ذِكْرَ عندهم.‏ فقال له رَاهِبٌ‏:‏ إنّك لتطلب دينًا ما هو على الأرض اليوم‏.‏ فقال‏:‏ وما هو؟ قال‏:‏ دين إبراهيم‏. قال:‏ وما كان عليه إبراهيم؟ قال‏:‏ كان يعبد الله لا يشرِكُ بِه شيئًا، ويصلَّي إلى الكعبة. فكان زيد على ذلك حتى مات.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((كان صهر عمر زَوْجَ أُخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أُخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بن الخطاب، تزوَّجها بعد أَن قُتِل عنها عبد اللّه بن أَبي بكر الصديق، رضي الله عنهم)) ((هو ابن عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نفيل)) أسد الغابة.
((قال: وكان لسعيد بن زيد من الولد عبد الرحمن الأكبر لا بقيّة له وأمّه رَمْلَة، وهي أمّ جميل بنت الخطاب بن نُفيل، وزيد لا بقيّة له، وعبد الله الأكبر لا بقيّة له، وعاتكة، وأمّهم جليسة بنت سُويد بن صامت، وعبد الرحمن الأصغر لا بقيّة له، وعمر الأصغر لا بقيّة له، وأمّ موسى وأمّ الحسن، وأمّهم أمامة بنت الدُّجيج من غسّان، ومحمد وإبراهيم الأصغر وعبد الله الأصغر وأمّ حبيب الكبرى وأمّ الحسن الصغرى وأمّ زيد الكبرى وأمّ سلمة وأمّ حبيب الصغرى وأمّ سعيد الكبرى توفّيت قبل أبيها، وأمّ زيد وأمّهم حَزْمَة بنت قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر، وعمرو الأصغر والأسود وأمّهما أمّ الأسود امرأة من بني ثعلب، وعمرو الأكبر، وطلحة هلك قبل أبيه لا بقية له، وزُجْلَة امرأة وأمّهم ضُبْخ بنت الأصبغ بن شعيب بن ربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عُليم من كلب، وإبراهيم الأكبر وحفصة وأمّهما ابنة قربة من بني تغلب، وخالد وأمّ خالد توفّيت قبل أبيها وأمّ النعمان وأمّهم أمّ خالد أمّ ولد، وأمّ زيد الصغرى وأمّها أمّ بشير بنت أبي مسعود الأنصاريّ، وأمّ زيد الصغرى كانت تحت المختار بن أبي عُبيد وأمّها من طَيء، وعائشة وزينب وأمّ عبد الحَوْلاءِ وأمّ صالح وأمّهم أمّ ولد.)) الطبقات الكبير. ((كان إسلامُه قديمًا قبل عمر، وبسبب زوجته كان إسلامُ عمر بن الخطاب؛ وخبرهما في ذلك خَبَرٌ حسَن، وهاجر هو وامرأتُه فاطمة بنت الخطَّاب)) ((كان عثمانُ قد أقْطَع سعيدًا أرضًا بالكوفة، فنزلها وسكنها إلى أن مات، وسكنها من بعده من بنيه الأسود بن سعيد، وكان له أربعة بنين‏:‏ عبد الله، وعبد الرّحمن، وزيد، والأسود، كلُّهم أعقب وأنجب.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((رَوَى الْبُخَارِيُّ، من طريق قيس بن أبي حازم، عن سعيد بن زيد، قال: لقد رأيتني وإنَّ عمر لموثقي على الإسلام.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا محمد بن صالح عن زيد بن رومان قال: أسلم سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل قبل أن يدخل رسول الله دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها.))
((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الجبّار بن عُمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حَزْم قال: لما هاجر سعيد بن زيد إلى المدينة نزل على رِفاعة بن عبد المنذر أخي أبي لُبابَة.)) الطبقات الكبير. ((كان سعيد بن زيد من المهاجرين الأولين)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((لم يشهد بدرًا، وضرب له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بسهمه وأَجره، فقيل: إِنما لم يشهدها لأَنه كان غائبًا بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بسهمه وأَجره؛ قاله موسى بن عقبة، وابن إِسحاق. وقال الواقدي: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد بعث قبل أَن يخرج إِلى بدر طلحةَ بن عبيد اللّه، وسعيد بن زيد إِلى طريق الشام يتجسسان الأَخبار، ثم رجعا إِلى المدينة، فقدماها يوم الوقعة ببدر، فضرب لهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بسهمهما وأَجرهما. وقال الزبير مثله. وقد قيل: إِنه شهد بدرًا، والأَول أَصح)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن المِسْوَر بن رفاعة عن عبد الله بن مِكْنَف من بني حارثة من الأنصار. قال محمد بن عُمر: وسمعتُ بعض هذا الحديث من غير ابن أبي سَبْرَة، قالوا لما تَحَيَّن رسولُ الله فصولَ عِير قريش من الشأم بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل، قبل خروجه من المدينة بعشر ليالٍ يتحسّبان خبر العير، فخرجا حتى بلغا الحوراءَ فلم يزالا مقيمين هناك حتى مرّت بهما العير، وبلغ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، الخبرُ قبل رجوع طلحة وسعيد إليه فندب أصحابه وخرج يريد العير، فساحلت العير وأسرعت، وساروا الليل والنهار فَرَقًا من الطلبة، وخرج طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يريدان المدينة ليخبرا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خبرَ العير ولم يَعلما بخروجه، فقدما المدينة في اليوم الذي لاقَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فيه النفير من قريش ببدر، فخرجا من المدينة يعترضان رسول الله فلقياه بتُرْبانَ فيما بين مَلَل والسيّالة على المحجّة منصرفًا من بدر، فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة، وضرب لهما رسولُ الله بسُهْامهما وأجورهما في بدر، فكانا كمن شهدها.(*) وشهد سعيدٌ أُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير. ((شهد سعيد بن زيد اليَرْمُوك وفَتْح دمشق.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((ذكر الزَّبير عن إبراهيم بن حمزة، عن المغيرة بن عبد الرَّحمن، عن العمريّ، عبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر أنّ مَرْوان أرسل إلى سعيد بن زيد ناسًا يكلّمونه في شأن أَرْوَى بنت أُويس، وكانت شكَتْه إلى مروان.‏ فقال سعيد‏:‏ تروني ظَلْمتُها وقد سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏"‏مَنْ ظَلَمَ مَن الأَرْضِ شِبْرًا طُوّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة مَنْ سَبْعِ أَرَضِينَ‏".‏ اللهم إن كانت كاذبة فلا تُمِتْها حتى تُعْمِي بصرها، وتجعل قبرها في بئر‏.‏ قال:‏ فوالله ما ماتت حتى ذهب بَصَرُها، وجعلت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت في بئرها فكانت قَبْرها.(*) قال الزبير:‏ وحدّثني إبراهيم بن حمزة، قال حدّثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه أنّ أَرْوَى بنت أُويس استعدت مروان بن الحكم على سعيد بن زيد في أرضه بالشّجرة، فقال سعيد‏:‏ كيف أظلمها؟ وذكر مثل ما تقدّم‏. وأوجب مروان عليه اليمين، فترك سعيد لها ما ادّعَتْ، وقال:‏ اللهم إن كانت أروى كاذبةً فأعْمِ بصرَهَا، واجعل قَبْرَهَا في بئرِها، فعميت أروى، وجاء سيل فأبدى ضفيرتها، فرأوا حقَها خارجًا من حق سعيد، فجاء سعيد إلى مروان، فقال:‏ أقسمت عليك لتركبنّ معي ولتنظرنّ إلى ضفيرتها، فركب معه مَرْوان، وركب أناسٌ معهما حتى نظروا إليها. ثم إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعدما عميت، فوقعت في البئر فماتت‏.‏ قال: ‏وكان أهلُ المدينة يَدْعُو بعضُهم على بعض يقولون:‏ أعماكَ الله كما أعمى أَرْوَى، يريدونها، ثم صار أهلُ الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل يظنُّونَها، ويقولون:‏ إنها عمياء، وهذا جَهْلٌ منْهُم. حدّثنا عبد الوارث بن سفيان، حدّثنا قاسم بن أصبغ، حدّثنا المطلَّب بن سعيد، حدّثنا عبد الله بن صالح، قال‏:‏ حدّثني الليث، قال:‏ حدّثني ابن الهادي، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال:‏ جاءت أروى بنت أويس إلى أبي محمد بن عمرو بن حازم فقالت له‏:‏ يا أبا عبد الملك؛ إن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قد بنى ضفيرةً في حَقّي فأْتِه بكلمة فلينزع عن حقّي، فوالله لئن لم يفعل لأصيحنَّ به في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فقال لها:‏ لا تؤذي صاحبَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فما كان ليظلمَك ولا ليأخذَ لك حقًّا‏.‏ فخرجت وجاءت عمارة بن عمرو، وعبد الله بن سلمة، فقالت لهما: ائتيا سعيد بن زيد فإنه قد ظلمني وبنَى ضفِيرةً في حقّي، فوالله لئن لم ينزع لأصيحنَّ به في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.‏ فخرجا حتى أتياه في أَرضِه بالعقيق، فقال لهما:‏ ما أتى بكما؟ قالا‏: جاءتنا أروى بنت أويس، فزعمت أنك بنيْتَ ضفيرة في حقَّها، وحلفَتْ بالله لئن لم تنزع لتصيحنّ بك في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فأحببنا أن نأتيكَ، ونذكر ذلك لك. فقال لهما:‏ إني سمعْتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏"‏مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ يُطَوِّقهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِين‏َ"أخرجه البخاري 6 / 293 رقم 3198 ومسلم 3 / 1231 في المساقاة 140 / 1610.‏ فلتأْتِ فلتأْخذ ما كان لها من حق، اللهم إن كانَتْ كاذبة فلا تمِتْها حتى تُعْمي بصرها وتجعل ميتتها فيها، فرجعوا فأخبروها ذلك فجاءت فهدمت الضَّفيرة، وبنتْ بنيانا، فلم تمكث إلا قليلًا حتى عميت، وكانت تقومُ بالليل ومعها جارية لها تقودها لتوقظ العمّال، فقامت ليلةً وتركت الجارية فلم توقظها، فخرجت تَمْشي حتى سقطت في البئر، فأصبحت ميتة‏.(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((هو أَحد العشرة المشهود لهم بالجنة. أَخبرنا أَبو بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد اللّه بن علي الأَنصاري الدمشقي، والقاضي أَبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله وغيرهما، قالوا: أَخبرنا الحافظ أَبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي، أَخبرنا القاضي أَبو عبد الحسين بن علي البيهَقي، أَخبرنا القاضي أَبو علي محمد بن إِسماعيل بن محمد العراقي، أَخبرنا أَبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، أَخبرنا أَبو القاسم البغوي، أَخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، حدثنا الدراوردي، أَخبرنا عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أَبيه حميد، عن جده عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَبُو بَكْرِ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزَّبِيرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ"(*) أخرجه أبو داود في السنن 2/632 ـــ 624 كتاب السنة باب في الخلفاء حديث رقم 4650 والترمذي في السنن حديث رقم (3747) وابن ماجه في السنن حديث رقم (133) وأحمد في المسند 1/ 187، 188 وأبو نعيم في الحلية 1/ 95.. وروي عن سعيد بن زيد مثله.)) ((آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين أُبَيّ بن كعب)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال حدّثنيه عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزّرَقّي. (*))) الطبقات الكبير. ((قال سعيد بن جُبَير: كان مقام أَبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، كانوا أَمام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في القتال ووراءَه في الصلاة.)) أسد الغابة.
((روى عنه من الصّحابة: ابن عمر، وعمرو بن حُريث، وأبو الطفيل؛ ومَنْ كبار التابعين: أبو عثمان النهديّ، وابن المسيّب، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى عنه ابن عمر، وعَمْرو بن حريث، وأَبو الطفيل، وعبد اللّه بن ظالم المازني، وزِرُّ بن حبيش، وأَبو عثمان النهدي وعُرْوة بن الزبير، وأَبو سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم. وأَخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإِسناده إِلى عبد اللّه بن أَحمد، حدثني أَبي، أَخبرنا معاوية بن عمرو، أَخبرنا زائدة، أَخبرنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد اللّه بن ظالم التميمي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل، قال: أََشهد أَن عليًا من أَهل الجنة قلت: وما ذاك؟ قال: هو في التسعة، ولو شئت أَن أُسمي العاشر، لسميته قال: اهتز حراءُ، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اثْبَتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صَدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ"؛(*) قال: ورسول الله، وأَبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأَنا، يعني نفسه أخرجه الترمذي في السنن حديث رقم (3757) وابن ماجه في السنن حديث رقم (134) وأحمد في المسند 1/ 189، 5/ 346..)) ((أَخبرنا أَبو الفضل عبد اللّه بن أَحمد الخطيب بإِسناده إِلى أَبي داود الطيالسي، أَخبرنا إِبراهيم بن سعد، عن أَبيه، عن أَبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف، عن سعيد بن زيد أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ"(*) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 179 ومسلم في الصحيح كتاب الإيمان حديث 546 وأبو داود في السنن حديث 4772 والترمذي في السنن حديث 1418، 1419، وابن ماجه في السنن حديث رقم. 2580 والنسائي في السنن 7/ 115 وأحمد في 1/ 79، 187 والطبراني في 1/ 115 والبيهقي في السنن 3/ 265..)) أسد الغابة.
((وزعم الهيثم بن عديّ أنه مات بالكوفة، وصلَّى عليه المغيرة بن شعبة، قال: وعاش ثلاثًا وسبعين سنة.)) ((قال الواقديّ: تُوفي بالعَقيق، فحُمِل إلى المدينة، وذلك سنة خمسين. وقيل إحدى وخمسين. وقيل سنة اثنتين)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((توفي سعيد بن زيد سنة خمسين، أَو إِحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق، من نواحي المدينة، وقيل: توفي بالمدينة. والأَول أَصح.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الملك بن زيد من ولد سعيد بن زيد عن أبيه قال: توفّي سعيد بن زيد بالعقيق فحُمل على رقاب الرجال فدفن بالمدينة ونزل في حفرته سعدٌ وابن عمر وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة، وكان رجلًا طُوالًا آدم أشعر. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا حكيم بن محمد من ولد المطّلب بن عبد مناف عن أبيه أنّه رأى في خاتم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل آية من كتاب الله، قال محمد بن عمر: وهو الثبت عندنا لا اختلاف فيه بين أهل البلد وأهل العلم قِبَلَنا أنّ سعيد بن زيد مات بالعقيق وحمل فدفن بالمدينة وشَهِدَه سعدُ بن أبي وقّاص وابن عمر وأصحاب رسول الله وقومه وأهل بيته وولده على ذلك يعرفونه ويروونه. وروى أهل الكوفة أنّه مات عندهم بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وصلّى عليه المغيرة بن شعبة وهو يومئذٍ والي الكوفة لمعاوية.)) ((قال: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن يحيَى بن سعيد قال: أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر أنّه استُصْرِخَ على سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل يومُ الجمعة بعدما ارتفع الضّحى فأتاه ابن عمر بالعقيق وتَرَكَ الجُمعَة. قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا عبيد الله، يعني ابن عمر، عن أبي عبد الجبّار قال: سمعتُ عائشة بنت سعد بن مالك تقول: غَسّلَ أبي سعدُ بن مالك سعيدَ بن زيد بن عمرو بن نفيل بالعقيق ثمّ احتملوه يمشون به حتى إذا حاذى سعد بداره دخل ومعه الناس، فدخل البيت فاغتسل ثمّ خرج فقال لِمَنْ معه: إني لم أغْتَسِلْ من غُسْلِ سعيدٍ إنّما اغتسلتُ من الحَرّ. قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي عن عبيد الله بن عمر عن نافع أنّ ابن عمر حنّط سعيد بن زيد وحمله ثمّ دخل المسجد فصلّى ولم يتوضّأ. قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمرو عن نافع عن ابن عمر أنّه حنط سعيد بن زيد بن نفيل فقيل له: نَأتيك بمِسْك؟ فقال: نعم، وأيّ طيبٍ أطيب من المسك؟ قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح ومعن ابن عيسى قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر العمريّ عن نافع عن ابن عمر أنّه اسْتُصِرخَ على سعيد بن زيد يوم الجمعة، وابن عمر يتجهّز للجمعة، فأتاه وترك الجمعة.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال