تسجيل الدخول


أبو عمرو جرير بن عبد الله

1 من 2
جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جُشَم بن عَوْف بن حزيمة بن حرب بن علي البجليّ الصّحابي الشهير، يكنّى أبا عمرو، وقيل يكنّى أبا عبد الله.

اختلف في وَقْتِ إسلامه؛ ففي الطَّبَرَانِيِّ الَأوْسَطِ من طريق حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: لما بُعث النبي صَلَّى الله عليه وسلم أتيته فقال: "مَا جَاءَ بِكَ؟". قلت: جئت لأسلم، فألقى إليّ كساءه، وقال: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ." (*)أخرجه ابن ماجة في السنن 2/1223 في كتاب الأدب باب 19 حديث رقم 3712، والحاكم في المستدرك 4/292، والطبراني في الكبير 2/370، والطبراني في الأوسط 2/12 والبيهقي في السنن الكبرى 87/168 وأبو نعيم في الحلية 6/205، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 25484، 25487، والبيهقي في دلائل النبوة 5/347

حُصين فيه ضعف؛ ولو صحّ لحمل على المجاز؛ أي لما بلغنا خبر بَعْث النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أو على الحَذْف؛ أي لمّا بُعث النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ثم دعا إلى الله، ثم قدم المدينة، ثم حارب قريشًا وغيرهم، ثم فتح مكة، ثم وفدت عليه الوفود.

وجزم ابْنُ عَبْدِ البَرِّ عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم بأربعين يومًا وهو غلط؛ ففي الصّحيحين عنه أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال له: "اسْتَنْصت النَّاسَ" فيِ حَجَّةِ الوَدَاعِ(*) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 41، 5/224، 9/3 ومسلم 1/82 كتاب الإيمان باب 29 حديث رقم 118 - 65 والنسائي 7/128 كتاب تحريم الدم باب 29 حديث رقم 4132 وابن ماجة 2/1300 كتاب الفقه باب 5 حديث رقم 3942، أحمد في المسند 4/363، 366 والطبراني في الكبير 2/348، وابن أبي شيبة في المصنف 15/30، 31.

وجزم الَواقِدِيُّ بأنه وفد على النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر، وأنَّ بعثه إلى ذي الخَلصة كان بعد ذلك، وأنه وافى مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم حجةَ الوداع من عامه.

وفيه عندي نظر؛ لأن شريكًا حدَّث عن الشّيباني عن الشعبي عن جرير، قال: قال لنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَ قَدْ مَاتَ..." (*)الحديث.

أخرجه الطَّبَرَانِيُّ؛ فهذا يدل على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر؛ لأن النجاشي مات قبل ذلك.

وكان جرير جميلًا؛ قال عمر: هو يوسف هذه الأمة، وقدّمه عمر في حروبِ العراق على جميع بَجِيلة، وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسيّة، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليّ رسولًا إلى معاوية، ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة إحدى وقيل أربع وخمسين.

وفي الصَّحِيحِ أنه صَلَّى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدَمها، وفيه عنه قال: ما حَجبني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم (*)أخرجه مسلم في الصحيح 4/1925 كتاب فضائل الصحابة (44) باب 29 حديث رقم 134/2475، والترمذي في السنن 5/637 كتاب المناقب (50) باب (42) حديث رقم 3820، 3821 وابن أبي شيبة في المصنف 12/152.

وروى البغويّ من طريق قيس عن جرير، قال: رآني عمر متجرّدًا فقال: ما أرى أحدًا من الناس صوّر صورة هذا إلا ما ذكرِ من يوسف.

ومن طريق إِبْرَاهِيمَ بن إسماعيل الكهيلي؛ قال: كان طول جرير ستة أذرع.

وروى الطَّبَرَانِيُّ من حديث علي ــ مرفوعًا: "جَرِير مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ".(*) أخرجه الطبراني في الكبير 2/328، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/376. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33184

وروى عنه من الصَّحَابَةِ أنس بن مالك، قال: كان جرير يخدمني، وهو أكبر مني؛ أخرجه الشّيخان.
(< جـ1/ص 581>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال