تسجيل الدخول


خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي القرشية الأسدية

روت عائشة أم المؤمنين قالت: "أول ما بدىء به رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الوحي، الرؤيا الصالحة في النوم، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح"... وذكر الحديث، وفيه قال ــ يعني جبريل عليه السلام ــ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، فرجع بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال: "زَمِّلُوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة وأخبرها الخبر: "لقد خشيت على نفسي" فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحَمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المعدوم، وتَقْرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق، وانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان امرًأ تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العِبْرَاني، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة: يا ابن عَمّ، اسمع من ابن أخيك، فقال له وَرَقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا ليتني فيها جَذَعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك(*).
وروى أبو إسحاق قال: وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاء به، فخفَّفَ الله بذلك عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئًا يكرهه من رَدّ عليه، وتكذيب له، فيحزنه إلا فَرَّج الله عنه بها إذا رجع إليها تُثَبِّته وتخفِّف عنه، وتصدِّقه وتهوّن عليه أمر الناس، رضي الله عنها.
وروى إسماعيل بن أبي حكيم ــ مولى الزبير ــ أنه حُدِّث، عن خديجة أنها قالت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: يا ابن عم، هل تستطيع أن تُخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: "نعم"، فبينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هَذَا جِبْرِيْلُ قَدْ جَاءَنِي"، فقالت: أتراه الآن؟ قال: "نَعَمْ"، قالت: اجلس على شِقَّي الأيسر، فجلس، فقالت: هل تراه الآن؟ قال: "نَعَمْ"، قالت: فاجلس على شقي الأيمن، فجلس فقالت: هل تراه الآن؟ قال: "نَعَمْ"، قالت فتحَّول فاجلس في حجري، فتحول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فجلس، فقالت: هل تراه؟ قال: "نَعَمْ"، قال: فتحسَّرت وألقت خمارها، فقالت: هل تراه؟ قال: "لاَ"، قالت: ما هذا شيطان، إن هذا لمَلَكَ يا ابن عم، اثبت وأبْشر، ثم آمنت به، وشهدت أن الذي جاء به الحق(*).
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال