1 من 1
ز ــ عامر بن عبد قيس بن قيس: ويقال عامر بن عبد قيس بن ناشب، بن أسامة ابن حذيفة بن معاوية التميمي العنبري، أبو عبد الله، أو أبو عمرو النصرى الزاهد المشهور.
يقال: أدرك الجاهلية، حكاه أبو موسى في "الذيل".
وَرَوَى الْبُخَارِيّ في "تاريخه" من طريق أبي كعب، قال: كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقولا عامر بن عبد قيس، ويقولان عامر بن عبد الله.
وَذَكَرَ سَيْفٌ فِي "الفتوح"، من طريق أبي عبيدة العصفري أنه كان فيمن شهد فتح المدائن.
وَقَالَ الْعِجْلِيّ: تابعي ثقة مِنْ كبار التابعين وعُبَّادهم. وأما كعب الأحبار فقال: هذا راهِبُ هذه الأمة.
وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، عن عمرو بن عاصم، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قال: لما رأى كعب عامرًا بالشام... فذكره.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا مِنْ طرق أنه كان فَرضَ على نفسه كل يوم ألف ركعة.
وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي "الحِلْية" مِنْ طريق مالك بن دينار، قال: مَرَّ عامر بن عبد قيس بقافلةٍ حبسها الأسد، فقال: ما لكم؟ قالوا: الأسد... فمَرَّ هو حتى أصاب ثَوْبُهُ فمَ الأسد.
وَرَوَى ابْنُ المُبَارَك في "الزُّهْدِ" من طريق بلال بن سَعْد أنّ عامر بن عبد قيس وشي به إلى عثمان، فأمر أن يُنفَي إلى الشام على قَتَب: أنزله معاوية الخضراء، وبعث إليه بجارية، وأمرها أن تُعْلِمه ما حاله، فكان يقوم الليل كله، ويخرج من السحرَ فلا يعودُ إلا بعد العَتمة، ولا يتناول من طعام معاوية شيئًا؛ كان يجيء معه بكسرٍ فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء.
فكتب معاوية إلى عثمان بحاله، فأمره أن يَصِله ويُدْنيه. فقال: لا أَرَبَ لي في ذلك.
قَالَ بِلاَلُ بْنُ سَعْدٍ: فأخبرني مَنْ رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبة.
وَعِنْدَ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا من طريق عامر بن يسار: سمعت المعلّى بن زياد يقول: كان عامر ابن عبد الله دعا ربه أن يهون عليه الطّهور في الشتاء، فكان يؤتي بالماء له بخار. وسأل ربه أن ينزعَ منه شهوة النساء مِنْ قلبه، ففعل؛ فكان لا يبالي مَن لقي، أذكر أم أنثى. وكان إذا غزا قال: إني لأستحي من ربي أن أَخْشَى غيره.
وَرَوَى ابْنُ المُبَارَك فِي "الزُّهْدِ"، من طريق العلاء بن الشخّير، عن عامر بن عبد قيس: كان يأخذ عطاءَه، فيجعله في طَرف ثوبه، فلا يلقاه أحدٌ من المساكين إلا أعطاه؛ فإذا دخل بيتَه رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أُعطيها.
وعن ضَمْرة عن ابن عطاء، عن أبيه، قال: قُبر عامر بن عبد الله ببيت المقدس. وقال غيره: وذلك في خلافة معاوية.
(< جـ5/ص 60>)