تسجيل الدخول


هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي

((هَبّار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسديّ)) ((هنَّاد: وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده إلى العرزمي، وهو محمد بن عبيد العرزمي، عن عبيد الله بن عبيد الله بن هناد، عن أبيه؛ قال: زوج هناد ابنته فضرب عليها بالغربال... الحديث. وهو تصحيف؛ وإنما هو هبار، بموحدة وآخره. وقد تقدم على الصواب. في الأول.))
((أمه فاختة بنت عامر بن قرظة القشيرية)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أمه فَاخِتَة بنت عامر بن قُرْط بن سلمة بن قشير بن كعب وأخواه لأمه هُبَيْرة وحَزْن ابنا أَبِي وَهْب بن عَمْرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.)) الطبقات الكبير. ((وحزن هذا هو جد سعيد بن المسيّب بن حَزن، وله صحبة أَيضًا.)) أسد الغابة.
((فَوَلَدَ هَبَّارُ بن الأَسْود: هَانِئًا وعبدَ الرحمن وَسَعْدًا وسَعِيدًا وفَاخِتَةَ وأمُّهم أَمَةُ الله، وهي هند بنت أبي أُزَيْهِر بن ثواب بن سَلَمة بن ضُبَيس بن عَبْد عَوْف بن الحارث بن الضَّمري الفَاكِه بن عَمْرو بن الحارث بن مَالِك بن كِنَانة، والأسود بن هَبّار وإسحاق لامرأة من أهل اليمن، وعليًّا وإسماعيلَ. وأمهما عائشة بنت عامر بن حَزن بن عامر بن هُرَيْمَة بن مسعود بن النابغة بن عُتَيّ بن حَبِيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية، والزبير وَفَاخِتَة وأمهما مِنْ لِهْب من الأَزد، وأبا بكر لأم ولد، وأمَّ حكيم وأمها من بني ليث.)) الطبقات الكبير.
((أخرج عَلِيُّ بْنُ حَرْبِ في فوائِدِه، وثابت بن قيس في الدلائل، وأبو الدحداح الدمشقي في فوائده أيضًا، كلهم من طريق ابن أبي نجيح ـــ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث سرية، فقال: "إنْ أصُبتُمْ هَبَّارَ بْنَ الأسْوَدِ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ حزمَتَيْنِ وَحَرِّقُوهُ" فلم تصبه السرية، وأصابه الإسلام؛ فهاجر إلى المدينة، وكان رجلًا سبابًا؛ فقيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن هبارًا يُسَب ولا يسب، فأتاه فقام عليه، فقال له: "سُب مَنْ سبك"، فكفوا عنه.(*) وهذا مرسل، وفيه وهم في قوله: هاجر إلى المدينة، فإنه إنما أسلم بالجعرانة؛ وذلك بعد فتح مكة، ولا هِجْرَةَ بعد الفتح.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان هَبَّار بن الأَسْود يقول: لما ظهر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ودعا إلى الله، كنتُ فيمن عاداه ونصب له وآذاه، ولا تسير قريش مسيرًا لعداوة محمد وقتاله إلا كنتُ معهم، وكنت مع ذلك قَدْ وَتَرَني محمدٌ، قَتَلَ أَخَوَيَّ: زَمْعة وعقيلًا ابني الأسود، وابن أخي الحارث بن زمعة يوم بدر، فكنت أقول: لو أسلَمَتْ قريشٌ كلها لم أُسْلم. وكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث إلى زينب ابنته مَن يقدم بها من مكة، فَعَرَضَ لها نَفَرٌ من قريش فيهم هَبّار، فَنَخَس بها وقَرَعَ ظَهرها بالرُّمح، وكانت حاملًا فأسقطت، فردت إلى بيوت بني عبد مناف، فكان هبَّار بن الأسود عظيم الجرْم في الإسلام، فأهدرَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دمه، فكان كلما بعث سرية أوصاهم بهبَّار قال: "إنْ ظفرتم به فاجعلوه بين حُزْمتين من حطب وَحَرِّقُوه بالنار". ثم يقول بعد: "إنما يعذِّب بالنار رب النار، إن ظفرتم به فاقطعوا يديه ورِجليه ثم اقتلوه".(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني واقد بن أبي ياسر عن يزيد بن رُومان قال: قال الزُّبير بن العوام: ما رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ذكر هَبَّارًا قَطُّ إلا تغيَّظ عليه، ولا رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعث سَرِيَّةً قَطُّ إلا قال: "إن ظفرتم ِبهَبَّار فاقطعوا يديه ورِجليه ثم اضربوا عنقه"، فوالله لقد كنتُ أطلبه وأسائل عنه، والله يعلم لو ظفرتُ به قبل أن يأتي إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لقتلته، ثم طلع على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا عنده جالس، فجعل يتعذر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ويقول: سُبَّ يا محمد مَن سبَّك وآذِ من آذاك فقد كنتُ مُوضِعًا في سَبِّكَ وأذاك وكنت مخذولًا، وقد بَصَّرَني الله وهَدَاني للإسلام. قال الزبير: فجعلت أنظر إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإنه ليطأطئ رأسه استحياءً منه مما يتعذر هبار، وجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "قد عفوتُ عنك، والإسلام يَجُبُّ ما كان قبله". وكان لَسِنًا فكان يُسَبُّ بعد ذلك حتى يبلغ منه فلا ينتصف من أحد، فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حلمه وما يحمل عليه من الأذى فقال: "يا هَبّار سُب مَن سَبَّك".(*) قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني هِشام بن عُمارة عن سَعِيد بن محمد بن جُبَير ابن مُطْعِم عن أبيه عن جده قال: كنتُ جالسًا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، في مسجده منصرفه من الجِعِرَّانة، فطلع هَبّار بن الأسود من باب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما نَظَرَ القوم إليه قالوا: يا رسول الله، هَبّار بن الأسود! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "قد رأيته". فأراد بعض القوم القيام إليه، فأشار إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أن اجلس، فوقف عليه هَبّار فقال: السلامُ عليك يا رسول الله، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربتُ منك في البلاد، وأردتُ اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرتك وعائذتك وفضلك وبرّك وصَفْحَك عمّن جهل عليك، وكنا يا رسول الله أهل شرك، فَهَدَانا الله بك وتنقذنا بك من الهَلَكَة، فاصفَح عن جهلي وعما كان يبلغك عَنّي، فإني مُقرٌ بسوأتي معترف بذنبي. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وقد أحَسَن الله بك حيث هَدَاك للإسلام، والإسلام يَجُبّ ما كان قبله".(*) قال محمد بن عمر: وخرجت سلمى مولاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: لا أنعم الله بك عينًا! أنت الذي فعلتَ وفعلتَ، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم،: "إن الإسلام مَحَا ذلك"، ونَهَى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عن سَبِّه والتعرّض له.(*) قال: أخبرنا سُفْيان بن عُيَيْنَة عن ابن أَبِي نَجِيح أن هبَّار بن الأسود وكان امرءًا كافرًا، تناول زينب بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بطعنة فأسْقَطَت، فبعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سَرِيّة فقال: "إن أخذتموه فاجعلوه بين حُزمتين حطب ثم ألقوا فيها النار"، ثم قال: "سبحان الله! لا ينبغي لأحدٍ أن يعذّب بعذَاب الله، إن أخذتموه فاقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله، ثم اقطعوا يده، ثم اقطعوا رجله"، فلم تُصِبْه السرية وأَصَابَه الإسلامُ، فهاجر إلى المدينة وكان رجلًا سبًّا، فأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقيل له هُوَ ذَا هَبّار يُسَب ولا يَسُب، فأتاه النبي صَلَّى الله عليه وسلم، يمشي حتى قام عليه فقال: "سُبَّ مَنْ سَبّك، سُبَّ مَن سَبَّك".(*))) الطبقات الكبير.
((وهبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن منده، من طريق عبد الرحمن بن المغيرة، عن أبي الزناد؛ وابن قانع، من طريق داود بن إبراهيم، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام ابن عُروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد، وقول النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: "اللَّهُمَّ سَلِّطِ عَلَيْهِ كلبًا مِنْ كِلَابِكَ".(*) وقول هبار: إنه رأى الأسد يشمُّ النيام واحدًا واحدًا حتى انتهى إلى عتبة، فأخذه. وله قصةٌ مع عمر؛ فأخرج البخاري في التاريخ، من طريق موسى بن عقبة، عن سليمان بن يسار، عن هبار بن الأسود ـــ أنه حدثه أنه فاته الحج؛ فقال له عمر: طُفْ بالبيت وبين الصفا والمروة. وهكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه، وهو في الموطأ عن نافع عن سليمان بن يسار ـــ أن هبار بن الأسود حج من الشام. وهكذا أخرجه سعيد بن أبي عروة في كتاب المناسك عن أيوب عن نافع، فذكره مطولًا. وقد تقدم ذكر ولده علي بن هبار في حرف العين المهملة. وأنشد له المرزبانِي في معجم الشعراء يخاطب تُويت بن حبيب بن أسد بن عبد العُزّى بن قصي في الجاهلية:

تُوَيْتُ
ألَمْ تَعْلَمْ وَعِلْمُكَ
ضَائِرٌ بِأنَّكَ
عَبْدٌ
لِلِّئامِ
خدينِ

وَأنَّكَ إذْ تَرْجُو صَلاحِي وَرَجْعَتِي إلَيْكَ لِسَاهِي العَيْنِ جِدُّ غَبينِ

أتَرْجُو مُسَامَاتِي بِأبْيــاتِكَ الَّّتي جَعَلْتُ أرَاهَا دُونَ كُلِّ قَرِينِ
[الطويل])) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أخرج الطَّبَرَانِيُّ من طريق أبي معشر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده ـــ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء؛ فقال: "مَا هَذَا؟" فقيل: تزويج، فجعل يقول: "هَذَا النِّكَاحُ لا السفاحُ".(*)
وأخرج الحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ في مسنده من طريق عبد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده نحوه، وفي كل من الإسنادين ضعيف؛ قال أبو نعيم اسم أبي عبد الله بن هبار عبد الرحمن. قلت: أخرجه الْبَغَوِيُّ من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن هبار به، لكن في سنده علي بن قرين، وقد نسبوه لوضع الحديث، لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، ووقع لنا بعلو في فوائد ابن أبي ثابت هذا من روايته بسنده إلى أحمد بن سلمة الحراني... عن عبد الله بن هبار، عن أبيه؛ قال: زوج هبار ابنته، فضرب في عرسها بالدف... الحديث. وأخرج الإسماعِيليُّ في "مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ" والخطيب في المؤتلف، من طريقه، ونقلته من خطه؛ قال: أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، حدثنا هُشيم، أخبرني أبو جعفر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار، عن أبيه، قال: مَرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدار علي بن هبار، فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن هبار.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال