تسجيل الدخول


النضر بن الحارث القرشي

1 من 1
الْنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ

(د ع) النَّضْرُ بن الحَارِث بن كَلَدةَ بن عَلْقمة القُرشي، من بني عبد الدار.

عداده في أَهل الحجاز، وشهد حُنَينًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَعطاه مائة من الإِبل. وكان من المؤلـفة قلـوبهـم.

أَخرجه ابن منده، وأَبو نُعيم. ورويا ذلك عن ابن إِسحاق.

قلت: نقلت هذا القولَ ــ من أَن النضر له صحبة، وشهد حنينًا ــ من نسخ صحيحة، أَما كتاب ابن منْدَه فمن ثلاث نسخ مسموعة مُصححة، منها نسخة هي أَصل أَصبهان من عهد المصنفِ إِلى الآن، وذكراه فيمن اسمُه النضر، وبعده النضر بن سلمة الهذلي. وهذا وهم فاحش؛ فإِنهما أَولًا جعلاه "الحارث بن كَلَدة بن علقمة" وإِنما هو "علقمة بن كَلَدَة". ذكر ذلك الزبير، وابن الكلبي، وقالا: "النضر بن الحارث بن علقمة بن كَلَدَة بن عبد مناف بن عبد الدار، وكذلك ساق نسبه أَبو عمر في ترجمة أَخيه النضير على ما نذكره إِن شاء الله تعالى.

والوهم الثاني أنهما جعلا النضر له صحبة، وهو غلط، فإِن النضر أَسر يوم بدر، وقتل كافرًا، قتله علي بن أَبي طالب، أَمره رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بذلك. أَجمع أَهل المغازي والسير على أَنه قتل يوم بدر كافرًا، وإِنما قتله؛ لأَنه كان شديدًا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم والمسلمين. ولما قتل قـالت أُخته ــ وقيل: ابنته قُتَيلَة ــ أَبياتا أَوّلها: [الكامـل]

يَا
رَاكِبًا،
إِنَّ
الْأُثَيْلَ مَظِنـَّةٌ مِنْ صُبْحِ خَامِسَةٍ، وَأَنْتَ مُوَفَّقُ

أَبْلِغْ
بِهِ
مِيْتًا
بِأَنَّ
تَحِيَّةً مَا إِنْ تَزَالُ بِهَا الْنَّجَائِبُ تُعْنِقُ

مِنِّي
إِلَيْهِ،
وَعَبْرَةٌ
مَسْفُوحَةٌ جَادَتْ لِمَائِحِهَا، وَأُخْرَى تَخْنُقُ

فَلْيَسْمَعَنَّ
الْنَّضْرُ
إِنْ
نَادَيْتَهُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ
مَيِّتٌ لاَ يَنْطِقُ

ظَلَّتْ سُيُوفُ بَنِي أَبِيِهِ تَنُوشُـهُ، لله
أَرْحَامٌ
هُنَاكَ
تَشَقَّـقُ!

قَسْرًا يُقَادُ إِلَى الْمَنِيَّةِ
مُتْعَبًا رَسْفَ الْمُقَيَّدِ، وَهُوَ عَانٍ مُوثَقُ

أَمُحَمَّدٌ وَلَأَنْتَ
ضِـنْءُ نَجِيْبَةٍ مِنْ قَومِهَا، وَالْفَحْلُ فَحْلُ مُعْرَقُ

مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ؟ وَرُبَّمَا مَنَّ الفَتَى وَهوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ

النَّضْرُ أَقْرَبُ مَنْ تَرَكْتَ وَسِيْلَةً وَأَحقُّهُمْ، إِنْ كَانَ عِتْقٌ،
يُعْتَقُ

فلما سمع النبي صَلَّى الله عليه وسلم قولها قال: "لو بلغني هذا قبل أَن أَقتله، ما قتلته"(*).
(< جـ5/ص 301>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال