1 من 3
تميم بن أوس بن حارثة، وقيل: خارجة بن سُود، وقيل: سواد بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار، أبو رُقَيّة الدّاري. مشهور في الصّحابة.
كان نصرانيًا، وقدم المدينة فأسلم، وذكر النبي صَلَّى الله عليه وسلم قصة الجساسة والدجال، فحدَّث النبي صَلَّى الله عليه وسلم عنه بذلك على المنبر وعدَّ ذلك من مناقبه.
قال ابْنُ السَّكَنِ: أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم، ولهما صحبة.
وقال ابن إسحاق: قدم المدينة وغَزَا مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
وقال أَبُو نُعيمٍ: كان راهبَ أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين، وهو أول من أسرج السراج في المسجد. روى الطَّبَرانِيُّ من حديث أبي هريرة. وأول من قَصَّ؛ وذلك في عهد عمر، رواه إسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة.
انتقل إلى الشام بعد قَتْل عثمان، وسكن فلسطين، وكان النبي صَلَّى الله عليه وسلم أقطعه بها قرية عَيْنون، روي ذلك من طريق كثيرة.
وكان كثير التهجُّد، قام ليلة بآية حتى أصبح، وهي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ...} [الجاثية: 21] الآية. رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم. فذكره.
وروى البَغَوِيُّ في الصّحابة له قصة مع عُمر فيها كرامة واضحة لتميم، وتعظمٌ كثير من عُمر له، وسأذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل في قسم المخضرمين إن شاء الله تعالى[[أخرج البغويّ من طريق الجُرَيري، عن أبي العلاء، عن معاوية بن حرمل؛ قدمْتُ على عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، تائب من قبل أن يُقْدَر عليّ، فقال: مَنْ أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل، خَتَن مسيلمة، قال: اذهب فانزل على خير أهل المدينة، قال: فنزلت على تميم الدّاري، فبينا نحن نتحدث إذ خرجت نارُ بالحَرَّةِ، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميم، أخرج، فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ، من أمري؟ فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الذي خرجَتْ منه، ثم اقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضرّه.]] <<من ترجمة معاوية بن حرمل>> "الإصابة في تمييز الصحابة"
قال ابْنُ حِبَّانَ: مات بالشام، وقَبْرُهُ ببيت جِبْرين من بلاد فلسطين.
وقال البُخَارِيُّ: أبو هند الدَّارِي أخوه وتعقّب؛ ولكن قال ابن حبان: هو أخوه لأمه.
(تنبيه) جزم الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيدِ بأنّ صاحب الجام الذي نزل فيه وفي صاحبه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ....} [المائدة:106] الآية ـــ غير تميم الداريّ؛ وعزاه لمقاتل بن حيان. وليس بجيد؛ لأن في الترمذي وغيره عن ابن عباس في قصة الجام أنه تميم الدّاري.
(< جـ1/ص 487>)
2 من 3
ز ـــ تميم ـــ غير منسوب.: قال ابن منده: يقال إنه الداري؛ ولا يصح.
روى حديثه: موسى بن علي عن يزيد بن الحُصَيْن عن تميم، قال: سُئِل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم عن سبَأ أرَجُلًا كان أو امرأة؟(*) الحديث.
قال ابْنُ مَنْدَه: هكذا رواه عبد الوهاب بن عبدة، عن أبي عمرو، عن الليث عنه قال: وأَبُو عَمْروٍ مجهول.
وقد رواه مُوسَى عن أبيه عن يزيد بن الحصين مُرْسلًا ليس فيه تميم.
قلت: أخرجه ابْنُ مَرْدَوَيهِ، من طريق زيد بن الحُبَاب، عن موسى كذلك: لكن أخرجه ابْنُ أَبِي خَيْثَمَة عن عبد الوهاب بن عبدة. عن عثمان بن كثير. عن الليث، عن موسى بن علي، عن يزيد بن حصين، عن تميم الدَّاريّ ـــ أن رجلًا... فذكره.
ففيه تعقب علِيُّ بْنُ مَنْدَه من وجهين:
أحدهما: قولُه إن أبا عَمْرو مجهول؛ فقد عرف أنه عثمان بن كثير.
ثانيها: قوله: يقال: إنه تميم الداري؛ ولا يصحّ؛ فقد صرَّح ابنُ أبي خيثمة أَنه تميم الداري؛ وكونه رَوَى مرسلًا لا يقدح في كون تميم المذكور هو الدّاريّ والله أعلم.
والحديث معروف لفَرْوة بن مُسَيك الآتي في حرف الفاء. أخرجه الترمذيّ، وروي مثله عن ابن عباس؛ أشار إليه الترمذيّ ووصله ابن مردويه.
(< جـ1/ص 499>)
3 من 3
أبو رُقَيّة: بضم أوله وبقاف مصغرًا، تميم بن أوس الداري ــ تقدم في الأسماء.
(< جـ7/ص 118>)