1 من 2
تَميم الداريّ
وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سُود بن جَذيمة بن ذراع بن عديّ بن الدار بن هانئ ابن حبيب بن نُمارة بن لَخْم بن كعب، وفد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومعه أخوه نُعيم بن أوس فأسلما وأقطعهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حِبرى وبيت عَيْنون بالشأم، وليس لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قطيعة بالشأم غيرُها، وصحب تميم رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، وغزا معه وروى عنه ولم يزل بالمدينة حتّى تحوّل إلى الشأم بعد قتل عثمان بن عفّان، وكان تميم الداريّ يُكني أبا رُقَيّة.
(< جـ9/ص 412>)
2 من 2
تميم بن أَوْس الدَّارِيّ
ابن خَارِجَة بن سُود بن جَذِيمة بن ذِرَاع بن عَدِيّ بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نُمارة بن لَخْم وفد على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأسلم، ومعه أخوه نعيم بن أوس، وعِدَّةٌ من الدَّارِيِّين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمد بن عبد الله عن الزُّهْرِيّ، عن عُبَيْد بن عَبد الله بن عُتْبة قال: قدم وفد الداريين على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مُنْصَرَفه مِن تَبُوك سنة تسع، وهم عشرة: هانئ بن حبيب، والفاكه بن النعمان، وجبلة ابن مالك، وأبو هند بن بَرّ، وأخوه الطيب بن بر فسماه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الله، وتميم بن أوس، ونعيم بن أوس، ويزيد بن قيس، وعَزّة بن مالك سماه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الرحمن، وأخوه مرة بن مالك، وهو من لخم.
وأهدى هانئ لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، رَاوِيَةً من خَمْر وأفراسًا وقَبَاءً مُخوَّصًا بالذهب - يعني منسوجًا به - فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أما الخمر فإن الله حرَّم شربها". قال: أفأبيعها يا رسول الله؟ قال: "إن الذي حرَّم شُربها حَرَّم بيعها". فانطلق بها فأهراقها في بَقِيع الخَبْجَبة.
وقَبِلَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الأفراس، وقَبِلَ القباء المخوص بالذهب، فأعطاه العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: يا رسول الله، ما أصنع به وهو ديباج منسوج بالذهب؟ قال: "تَنْزِع الذهب فَتُحَلِّيه نساءك أو تستنفقه، وتبيع الديباج فتأخذ ثمنه"، فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم، وأقام الوفد حتى توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأوصى لهم بجَادّ مِائَةِ وَسْق.(*)
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني العطاف بن خالد، عن خالد بن سعيد قال: قال تميم الداري: كنت بالشام حين بُعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرجت إلى بعض حاجتي فأدركني الليل فقلت: أنا في جوار عَظِيم هذا الوادي الليلة. فلما أخذتُ مَضْجَعي إذا مُنَادٍ ينادي لا أراه: عُذْ بالله فإن الجن لا تجير أحدًا على الله. فقلت: أيْمَ تقول؟ فقال: قد خَرج رسول الأُميين، رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وصلينا خلفه بالحَجُون، وأَسْلَمنا واتَّبَعْناه، وذهب كيد الجن، ورُمِيَتْ بالشُّهُب، فانطلِق إلى محمد فأَسْلِم. فلما أصبحتُ مضيتُ إلى دير أيوب، فسألتُ راهبًا به، وأخبرته الخبر، فقال: قد صَدَقوا، تجده يخرج من الحرم، ومهاجره الحرم، وهو خير الأنبياء فلا تُسْبق إليه. قال تميم: فتكلفتُ الشخوص حتى جئت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأسلمت.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أَبِي أُوَيْس قال: حدّثني إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أَبِي مريم مولى ابن جُدعان - وهو ابن بنت محمد بن هلال بن أبي هلال المحدث - عن أبيه عن جده أن كتاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لتميم بن أوس الداري: "أن عينون قريتها كلها، سَهْلها وجبلها وماءها وحرثها، وكرومها وأنباطها وثمرها، له وَلِعَقِبه من بعده، لاَ يُحَاقّة فيها أحد، ولا يدخله عليهم بظلم، فمن أراد ظُلمهم أو أخَذَه منهم، فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وكَتَب عَلِيّ.(*)
قال محمد بن عمر: وليس لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بالشام قَطِيعة غير حَبْرَى وبيت عَيْنونُ أقطعهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تميمًا ونُعَيمًا ابني أوس وغزا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عنه، ولم يزل بالمدينة حتى تحول إلى الشام بعد قتل عثمان بن عفان، وكان تميم يكنى أبا رُقَيّة.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن ابن عَون عن محمد قال: كان المهاجرون والأنصار يلبسون لباسًا مرتفعًا، وقد اشترى تميم الداري حُلّة بألف، ولكنه كان يصلي فيها.
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن وعمرو بن عاصم قالا: حدّثنا همام، عن قَتادَة أن ابن سِيرِين أخبره أن تَمِيمًا الدَّارِي اشترى رداءً بألف، فكان يصلي بأصحابه فيه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدّثنا حماد بن زيد قال عفان: حدّثنا أيوب عن محمد، وقال عارم: حدّثنا أيوب وهشام بن حسان عن محمد أن تَمِيمًا الداري اشترى حُلة بألف، فكان يقوم فيها بالليل إلى صلاته، قالوا لحماد بن زيد: ألف درهم؟ قال: نعم، ولكنه ليس في الحديث.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا حماد بن سَلَمة عن ثابت: أن تَمِيمًا الداري كانت له حلّة قد ابتاعها بألف درهم، كان يلبسها في الليلة التي يُرْجَى فيها ليلة القدر.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: أخبرنا عاصم الأحول قال: حدّثنا محمد بن سِيرِين قال: كان تميم الداري يقرأ القرآن في ركعة.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا خالد الحَذّاء، عن أَبِي قِلاَبَةَ قال: كان تميم الداري يختم القرآن في سبع ليال.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون وشَبَابة بن سَوَّار قالا: حدّثنا شُعبة بن الحَجَّاج عن عَمرو بن مُرّة، عن أَبِي الضُّحَى، عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مُقَام أخيك تميم الداري، صلى ليلة حتى أصبح أو كَرَبَ أن يصبح، يقرأ آية ويرددها ويبكى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [سورة الجاثية: 21].
قال: أخبرنا حفص بن عمر الحَوْضِىّ قال: حدّثنا أبو عَقيل قال:حدّثنا يزيد بن عبد الله قال: قال رجل لتميم الداري: ما صلاتك بالليل؟! فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في بيتٍ سِرّ أحب إليّ من أن أصلي الليل كله ثم أقصه على الناس. فغضب الرجل فقال: الله أعلم بكم يا أصحاب رسول الله، إن سألناكم عنفتمونا وإن لم نسألكم جفيتمونا، فأقبل عليه تميم فقال: أرأيتك لو كنت مؤمنًا قويًا وأنا مؤمن ضعيف، أشاطي أنت على ما أعطاني الله فتقطعني؟ أرأيت لو كنت مؤمنًا قويًا وأنت مؤمن ضعيف أشاطُّك أنا على ما أعطاك الله وأقطعك؟! ولكن خذ من دينك لنفسك، ومن نفسك لدينك، حتى تستقيم على عبادة تطيقها.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدّثنا وُهَيْب قال: حدّثنا محمد بن أبي بكر، عن أبيه قال: زارتنا عمرة، فباتت عندنا، فقمت من الليل، فلم أرفع صوتي بالقراءة، فقالت: يا بن أخي ما منعك أن ترفع صوتك بالقراءة؟ فما كان يوقظنا إلا صوت معاذ القارئ وتميم الداري قال: وحدّثني عن أبيه أنه كان يرفع صوته بالقراءة.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى، عن ابن لَهِيعَة قال: أخبرني الحارث بن يزيد عن يزيد بن مسروق قال: كان تميم الداري في البحر غازيًا، فكان يرسل إلى مُوسَى بن نُصَير أن يرسل إليه بالأسَارى من الرُّوم، فيتصدق عليهم.
(< جـ6/ص 254>)