تسجيل الدخول


أم شريك بنت جابر

1 من 1
قال ابن عبّاس: وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بِمكّة، وكانت تحت أبي العَكَر الدَّوْسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخلُ على نساء قريش سرًّا، فتدعوهن وترغّبهن في الإسلام حتى ظهر أمْرُها لأهل مكّة؛ فأخذوها وقالوا لها: لولا قومُك لفعلنا بك وفعلنا، ولكنا سنردُّك إليهم، قالت أم شريك: فحملوني على بعيرٍ ليس تحتي شيء موطَأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثًا لا يطعموني ولا يسقوني، فما أتَتْ عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا منزلًا، وكانوا إذا نزلوا أوْثقُوني في الشّمس واستظلوا وحبسوا عني الطّعام والشّراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك؛ إذ أنا بأثر شيءٍ عليّ بردٌ منه، ثم رُفِعَ، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء؛ فشربت منه قليلًا ثم نُزِع مني، ثم عاد فتناولته فشربتُ منه قليلًا، ثم رُفع ثم عاد أيضًا، ثم رُفع، فصنع ذلك مرارًا حتى رويت، ثم أفضْتُ سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت، فأخذت سقاءنا، فشربت منه، فقلت: لا، والله ما فعلتُ ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنتِ صادقة فدينُك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية، فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعدَ ذلك، وأقبلَتْ إلى النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها ودخل عليها، فلما رأى عليها كبرةً طلقها.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال