تسجيل الدخول


عمران بن ملحان

1 من 1
أَبو رَجَاء العُطَارديّ

من بني تميم، وقد اختلف علينا في اسمه، فقال يزيد بن هارون: اسمه عِمران بن تَيْم، وقال غيره: اسمه عمران بن مِلْحان، وقال آخر: اسمه عُطارد بن برز.

أخبرنا عبد الملك بن قُرَيْب قال: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال: قلتُ لأبي رجاء العُطارديّ ما تذكر؟ قال: قُتل بسطام بن قيس، ثمّ أنشد بيتًا رثى به‏:‏

فَخَرّ على اْلأَلاَءَةِ لم يُوَسَّدْ
كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا أبو الحارث الكِرْمانيّ قال: سمعتُ أبا رجاء العُطارديّ قال: أدركتُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا شاب أمرد.

قال: أخبرنا حَجّاج بن نُصير قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: قلت لأبي رجاء مثل من أنت حين بُعث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: كنتُ أرعى الإبل لأهلي، فقلتُ لأبي رجاء: فما فرّكم منه؟ قال: قيل لنا بُعث رجل من العرب يقتل، يعني النـّاس، إلًا من أطاعه، قال: ولا أدري ما طاعته، قال: فَفَررنا حتّى قطعنا رمل بني سعد.

قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ أبا رجاء العُطارديّ قال: لمّا بلغنا أمر النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ونحن على ماء لنا يقال له سَنَد فخرجنا بعيالنا هُرابًا نحو الشجر، وذُكر أنـّه أكل الدم فقيل له: كيف طعمه؟ فقال: حلو(*).

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ قال: حدّثنا سَلْم بن زَرير قال: سمعتُ أبا رجاء يقول: بُعث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد رعيتُ على أهلي كفيت مهنَتَهم، فلمّا بُعث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أخرجنا هُرابًا فأتينا على فلاة من الأرض، وكنـّا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا: إنـّا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجنّ اللّيلة، فقلنا ذاك، قال: فذكر حديثًا طويلًا، قال أبو رجاء: فقيل لنا إنّما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، فمن أقرّ بها أمِن على دمه وماله، فرجعنا فدخلنا في الإسلام، قال: وربّما قال أبو رجاء: إني لأرى هذه الآية نزلت فيّ وفي أصحابي: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ اْلْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6].

قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدّثنا أبي قال: رأيتُ أبا رجاء أبيض الرأس واللّحية.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: حدّثني أبو خَلْدَة قال: رأيتُ أبا رجاء يصفّر لحيته.

قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا أبو الأشهب أنّ أبا رجاء كان يختم في شهر رمضان في كلّ عشر ليالٍ مرّةً.

قالوا: وقد روى أبو رجاء عن عثمان وعليّ وغيرهما وكان ثقة في الحديث وله رواية وعلم بالقرآن وأَمّ قَوْمَهُ في مسجدهم أربعين سنة فلمّا مات أَمَّهُم بعده أبو الأشهب جعفر ابن حيّان أربعين سنةً، وتوفيّ أبو رجاء في بعض الرواية في خلافة عمر بن عبد العزيز وأمّا محمّد بن عمر فقال: تُوفّي سنة سبع عشرة ومائة، وهذا عندي وَهْل.

قال: أخبرنا مُعاذ بن مُعاذ ومسلم بن إبراهيم قالا: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: رأيتُ الحسن يصلّي على جنازة أبي رجاء العُطارديّ على حماره، قال مسلم: والإمام يكبّر.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: رأيتُ الحسن يصلّي على جنازة أبي رجاء وهو راكب على حمار وابنه محتضنه، قلتُ لأبي خَلْدَة: كان يشتكي؟ قال: لا، كان كبيرًا.

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا بكّار بن الصّقْر قال: رأيتُ الحسن جالسًا على قبر أبي رجاء العُطارديّ حيالَ اللّحد وقد مُدّ على القبر ثوب أبيض فلم يغيّره ولم ينكّره حتّى فُرغ من القبر والفرزدق قاعد قُبالَته، فقال الفرزدق: يا أبا سعيد تدري ما يقول هؤلاء؟ قال: لا، وما يقولون يا أبا فراس؟ قال: يقولون: قعد على هذا القبر اليومَ خير أهل البصرة وشرّ أهل البصرة، قال: ومن يعنون بذاك؟ قال: يعنوني وإيّاك، فقال الحسن: يا أبا فراس لستُ بخير أهل البصرة ولستَ بشرّها ولكن أخبرْني ما أعددتَ لهذا المضجع، وأومأ بيده إلى اللّحد، قال: الخير الكثير أعددتُ يا أبا سعيد، قال: وما هو؟ قال: شهادة أن لا إله إلاّ الله منذ ثمانين سنةً، قال الحسن: الخير الكثير أعددتَ يا أبا فراس.

قال: أخبرنا سعيد بن عامر قال: لمّا مات أبو رجاء العُطارديّ قال الفرزدق‏:‏

ألَمْ تَرَ أنّ النـّاسَ ماتَ كَبِيرُهُمْ
وقَد عاشَ قبلَ البَعثِ بَعثِ مُحَمّدِ
(< جـ9/ص 138>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال