تسجيل الدخول


عبد الله بن حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الراهب

1 من 2
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ

(ب د ع) عَبْدُ اللّهِ بنُ حَنْظَلَة بن أَبي عَامِر الرَّاهِب الأَنصاري الأَوْسِي، وأَبوه حَنْظَلَةُ هو غَسِيلُ المَلاَئِكة، وقد تقدم نَسَبهُ عند ذكر أَبيه [[حَنْظَلة بن أبي عَامِر. وقال ابن إسحاق: اسم أبي عامر: عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة، ويقال: اسم أبي عامر: عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن الكلبي: حنظلة بن أبي عامر الراهب بن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة، الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف.]] <<من ترجمة حنظلة بن أبي عامر "أسد الغابة">>.

وُلِدَ على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأَن أَباه قتل بأَحد، ولما توفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان لعبد اللّه سبعُ سنين. يكنى أَبا عبد الرحمن، وقيل: أَبو بكر. وأُمه جميلة بنت عبد الله بن أَبَيّ بن سَلُول، فدخل بها الليلة التي في صبيحتها قِتالُ أَحد، فبات عندها، فلما صلى الصبح عاد إِليها، فأَرسلت إِلى أَربعة من قومها فأَشهدتهم عليه أَنه دخل بها، فقيل لها بعدُ: لم فعلت هذا؟ قالت: رأَيت كـأَن السماءَ انفرجت فدخل فيها ثم أَطبقت، فقلت: هذه الشهادة. فأَشهدت عليه، وعَلِقْتُ بعبد اللّه تلك الليلة.

وقد رَوَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم ورآه. روى عنه عبدُ اللّه بن يزيد الخَطْمِي، وأَسماءَ بنت زيد بن الخطَّاب، وعبد اللّه بن أَبي مُلَيْكَة وغيرهم.

روى المُسَيَّب بن رافع ومَعْبَد بن خالد، عن عبد اللّه بن يزيد الخَطْميّ ــ وكان أَميرًا على الكوفة ــ قال: أَتينا قيسَ بن سعد بن عُبادة في بيته، فأذَّن بالصلاة فقلنا: قُمْ فصلِّ بنا. فقال: لم أَكن لأُصَلِّيَ بقوم لست عليهم أَميرًا. فقال عبد اللّه بن حنظلة: إِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الْرَّجُلَ أَحَقَّ بِصَدْرِ دَابّتِهِ، وَصَدْرِ فِرَاشِهِ، وَأَنْ يَؤمَّ فِي رَحْلِهِ". قال: فقال قيس لمولى لهم: قُمْ فصل بهم. (*)

وقتل عبد اللّه يوم الحَرّة، في ذي الحَجَّة، سنة ثلاث وستين، قتله أَهلُ الشام؛ وكان سبب وقعة الحَرَّة أَنه وفد وهو وغيرُه من أَهل المدينة إِلى يزيد بن معاوية، فرأَوا منه ما لا يصلح فلم ينتفعوا بما أَخذوه منه، فرجعوا إِلى المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد اللّه بن الزبير، ووافقهم أَهل المدينة؛ فأَرسل إِليهم يزيدُ مُسْلِمَ بن عُقْبَة المُرِّي، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مُجْرِمًا، فأَوقع بأَهل المدينة وقعة عظيمة، قتلَ كَثِيرًا منهم في المعركة، وقتل كثيرًا صَبْرًا. وكان عبد اللّه بن حنظلة ممن قُتِل في المعركة، ولما اشتدَّ القتال قَدَّم بنيه واحدًا واحدًا، حتى قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل.

وكان فاضلًا صالحًا، عظيم الشأْن كبير المَحَلّ، شريف البيت والنسب. سمع قارئًا يقرأَ: {لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف/41] فبكى حتى ظنوا أَن نفسه ستخرج، ثم قام فقيل: يا أَبا عبد الرحمن، اقعد. فقال: منع مني ذِكْرُ جَهَنَّمَ القعودَ، ولا أَدري لعلي أَحدهم.

وقال مولاه سعيد: لم يكن لعبد اللّه بن حنظلة فِراشٌ ينام عليه، إِنما كان يلقي نفسه إِذا أَعيا من الصلاة، يتوسد رداءَه وذراعه، ويهجع شيئًا.

قال عبد اللّه بن أَبي سفيان: رأَيت عبد اللّه بن حنظلة في النوم بعد مقتله في أَحسن صورة، فقلت: أَمَا قُتِلت؟ قال بلى، ولقيت ربي فأَدخلني الجنة، فأَنا أَسْرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أَصحابُك؟ ما صُنِع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي، لم تُحَلَّ عُقَدُه حتى الساعة. واستيقظت.

أَخرجه الثلاثة.
(< جـ3/ص 219>)
2 من 2
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال