الرئيسية
الصحابة
فضائل
مواقف إيمانية
كرامات
الأوائل
الأنساب
الغزوات
فوائد
مسابقات
تسجيل الدخول
البريد الالكتروني :
كلمة المرور :
تسجيل
تسجيل مشترك جديد
المصادر
موجز ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
تفصيل ما ذكر عنه في الكتب الأربعة
ما ذكر عنه في الطبقات الكبير
ما ذكر عنه في الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ما ذكر عنه في أسد الغابة
ما ذكر عنه في الإصابة في تميز الصحابة
عبد الله بن حنظلة الغسيل ابن أبي عامر الراهب
عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف:
أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم، ويُكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو بكر، ووُلِدَ على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لأَن أَباه قُتِلَ بأُحُد، وهو المعروف بغَسِيلِ المَلاَئِكة، ولما توفي النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان لعبد اللّه سبعُ سنين، وأمّه جميلة بنت عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول، من بَلْحُبْلى، وكان أبوه حنظلة لما أراد الخروج إلى أحُدٍ وقع على امرأته جَميلة، فعلقت بعبد الله بن حنظلة في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة، وقُتل حنظلة يومئذٍ شهيدًا فغسّلته الملائكة، فيقال لولده بنو غسيل الملائكة، وولدت جميلة؛ عبد الله بن حنظلة بعد ذلك بتسعة أشهر.
ووَلَدَ عبدُ الله بن حنظلة: عبدَ الرحمن، وحنظلة؛ وأمّهما أسماء بنت أبي صَيْفي بن أبي عامر، وعاصمًا، والحكمَ؛ وأمّهما فاطمة بنت الحكم، من بني ساعدة، وأنَسًا، وفاطمةَ؛ وأمّهما سلمى بنت أنس بن مُدْرِك، من خَثْعَم، وسليمان، وعُمَر، وأمَة الله؛ وأمّهم أمّ كلثوم بنت وَحْوَح بن الأسلت، مِنِ الجعادرة مِن الأوسِ، وسُويدًا، ومَعْمَرًا، وعبد الله، والحُرَّ، ومحمّدًا، وأمَّ سَلمة، وأُمّ حبيب، وأمَّ القاسم، وقريبةَ، وأمَّ عبد الله؛ وأمّهم أمّ سُويد بنت خليفة، من بني عديّ بن عمرو، من خُزاعة.
وروى خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ أن ممَّنْ وفد إلى يزيد بن معاوية؛ عبدَ الله بن حنظلة معه ثمانيةُ بنين له، فأعطاه مائة ألف، وأعطى بنيه كلّ واحد عشرة آلاف، فلما قدم المدينة أتاه الناس، فقالوا: ما وراءك؟ قال: أتيتكم مِنْ عند رجل واللهِ لو لم أجد إلا بنيّ هؤلاء لجاهدتُه بهم، قال: فخرج أهلُ المدينة بجموع كثيرة، وروى محمد بن عمر بسنده قال: لما وثب أهل المدينة ليالي الحَرّة فأخرجوا بني أميّة عن المدينة، وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه، أجمعوا على عبد الله بن حنظلة فأسندوا أمرهم إليه، فبايعهم على الموت وقال: يا قوم! اتّقوا الله وحده لا شريك له، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خِفْنا أن نُرْمى بالحجارة من السماء، إنّ رجلا ينكح الأمّهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحد من الناس لأبليتُ لله فيه بلاءً حسنًا، فتواثب النّاس يومئذٍ يبايعون من كلّ النواحي، وما كان لعبد الله بن حنظلة تلك الليالي مبيت إلّا المسجد، وما كان يزيد على شَرْبَة من سَويق يُفْطِر عليها إلى مثلها من الغد، يؤتَى بها في المسجد، يصوم الدهر، وما رُئيَ رافعًا إلى السماء إخباتًا، فلمّا دنا أهل الشأم من وادي القُرى صلى عبد الله بن حنظلة بالناس الظهر، ثمّ صعد المنبر فحمد الله، وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس إنّما خرجتم غضبًا لدينكم فابلوا لله بلاءً حسنًا، ليوجب لكم به مغفرته ويُحِلّ به عليكم رضوانه قد خبّرني من نزل مع القوم السّوَيداء وقد نزل القوم اليوم ذا خُشُب ومعهم مَرْوان بن الحَكم واللهُ إن شاء الله محيِّنُه بنَقْضِه العهد والميثاق عند منبر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فتصايح الناس وجعلوا ينالون من مروان، ويقولون: الوَزَغ بن الوَزَغ، وجعل ابن حنظلة يهدّئهم ويقول: إنّ الشتم ليس بشيء ولكن اصْدقوهم اللقاء، والله ما صدق قوم قطْ إلّا حازوا النصر بقدرة الله، ثمّ رفع يديه إلى السماء واستقبل القبلة، وقال: اللهمّ إنّا بك واثقون بك آمنّا وعليك توكّلنا، وإليك ألجأنا ظهورنا، ثم نزل، وصبّح القومُ المدينة فقاتل أهلُ المدينة قتالًا شديدًا حتى كَثَرهم أهل الشأم ودُخلت المدينة من النواحي كلّها، فلبس عبد الله بن حنظلة يومئذٍ درعين، وجعل يحضّ أصحابه على القتال، فجعلوا يقاتلون، وقُتل الناس فما ترى إلّا راية عبد الله بن حنظلة ممسكًا بها مع عصابة من أصحابه، وحانت الظهر فقال لمولى له: احْمِ لي ظهري حتى أصلّي الظهر أربعًا متمكّنًا، فلمّا قضى صلاته قال له مولاه: والله يا أبا عبد الرحمن ما بقي أحد فعلامَ نقيم؟ ولواؤه قائم ما حوله خمسة، فقال: ويحك إنّما خرجنا على أن نموت، ثمّ انصرف من الصلاة وبه جراحات كثيرة، فتقلد السيف ونزع الدرع، ولبس ساعدين من ديباج، ثمّ حث الناس على القتال، وأهل المدينة كالأنعام الشُّرّد، وأهل الشأم يقتلونهم في كلّ وجه، فلمّا هُزم الناس طرح الدرع وما عليه من سلاح وجعل يقاتلهم وهو حاسر حتى قتلوه، ضربه رجل من أهل الشأم ضربةً بالسيف فقطع منكبيه حتى بدا سَحْره ووقع ميّتًا، فجعل مُسْرِف يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم، فمرّ على عبد الله بن حنظلة وهو مادّ إصبعه السبّابة فقال مروان: أما والله لئن نصبتَها ميّتًا لطالما نصبتها حيًّا، ولما قُتل عبد الله بن حنظلة لم يكن للناس مقام، فانكشفوا في كلّ وجه، وكان الذي وليَ قتل عبد الله بن حنظلة رجلان شرعا فيه جميعًا، وحزّا رأسه، وانطلق به أحدهما إلى مُسْرِف وهو يقول: رأس أمير القوم، فأومأ مسرف بالسجود وهو على دابته وقال: من أنت؟ قال: رجل من بَني فَزارة، قال: ما اسمك؟ قال: مالك، قال: فأنت وَلِيتَ قَتلْه وحزَّ رأسِه؟ قال: نعم، وجاء الآخر رجل من السَّـكون من أهل حِمْص يقال له: سعد ابن الجـَوْن فقال: أصلح الله الأمير! نحن شرعنا فيه رمحينا فأنفذناه بهما، ثمّ ضربناه بسيفينا حتى تثلّما ممّا يلتقيان، قال الفزاري: باطل، قال السكوني: فأحلفه بالطلاق والحُـرّيـّة فأبَى أن يحلف، وحلف السكوني على ما قال، فقال مسرف: أمير المؤمنين يحكم في أمركما، فَأْبَردهما فقدما على يزيد بقتل أهل الحرّة وبقتل ابن حنظلة، فأجازهما بجوائز عظيمة، وجعلهما في شرف من الديوان، ثمّ ردّهما إلى الحُصين بن نُمير فقُتلا في حصار ابن الزبير، وكانت الحرّة في ذي الحجةّ سنة ثلاثٍ وستّين.
وذكر البعض أنّ عبد الله بن حنظلة قد رأى رسول الله، وأبا بكر، وعمر، ويعدُّ عبد الله في بادية البصرة، وأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنُيَا بسنده عن صفوان بن سليم قال: يحدث أهل المدينة ــ أَن عبد الله بن حنظلة لقيه الشيطان وهو خارجٌ من المسجد، فقال: تعرفني يا ابن حنظلة؟ قال: نعم، أنت الشّيطان، قال: كيف علمتَ ذلك؟ قال: خرجت وأنا أذكر الله، فلما رأيتك تلهث شغلني النظر، إليك عن ذِكْر الله، وكان عبد الله بن حنظلة يتوضَّأ لكلّ صلاة، وقال أبو عمر ــ رحمه الله: كان خيِّرًا فاضلًا مقدَّمًا في الأنصار.
ورَوَى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم ورآه، وحفظ عنه، وروى عن عمر، فقال عبد الله بن حنظلة: صلّى بنا عمر صلاة المغرب فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئًا، فلمّا كان في الثانية قرأ بفاتحة القرآن وسورة، ثم عاد فقرأ بفاتحة القرآن وسورة، ثمّ صلّى حتى فرغ، ثمّ سجد سجدتين، ثمّ سلم، وروى عن عبد الله بن سلام، وكعب الأحبار، وروى عنه قيس بن سعد ــ وهو أكبر منه ــ وعبد الله بن يزيد الخطمي، وعامر بن عبد الأَسود، وعبد الله بن أبي مليكة، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وأسماء بنت زيد بن الخطاب، وضَمْضَم بن جَوْس، وروى عامر بن عبد الأَسود العَبْقَسِي، عن عبد اللّه بن الغسيل قال: كنت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَمَرّ بالعبّاس فقال: يا عم، اتبعني ببَنيك، فانطلق بستة من بنيه: الفضل، وعبد اللّه، وعبيد اللّه، وقُثَم، ومعبد، وعبد الرحمن، فأَدخلهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم بيتًا، وغطاهم بشملة سوداءَ مخططة بحُمْرة، فقال:
"الْلَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلاَءِ أَهْلَ بَيْتِي وَعِتْرَتِي، فَاسْتُرْهُمْ مِنَ الْنَّارِ كَمَا سَتَرْتُهُمْ بِهَذِهِ الْشَّمْلَةِ"
فما بقي في البيت مَدَرَة ولا باب إِلا أَمَّن
(*)
، وروى ابن أبي ملكية، عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
"دِرْهَمُ رِبَا أَشَدُّ عِنْدَ اللهِ مِنْ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً"
(*)
ذكره الزبيدي في الإتحاف 6/ 9.
، وروى عنه عبد اللّه بن يزيد الخَطْميّ ــ وكان أَميرًا على الكوفة ــ قال: أَتينا قيسَ بن سعد بن عُبادة في بيته، فأذَّن بالصلاة فقلنا: قُمْ فصلِّ بنا، فقال: لم أَكن لأُصَلِّيَ بقوم لست عليهم أَميرًا، فقال عبد اللّه بن حنظلة: إِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال:
"إِنَّ الْرَّجُلَ أَحَقَّ بِصَدْرِ دَابّتِهِ، وَصَدْرِ فِرَاشِهِ، وَأَنْ يَؤمَّ فِي رَحْلِهِ"
، قال: فقال قيس لمولى لهم: قُمْ فصل بهم
(*)
، وقال أبو عمر ــ رحمه الله: أحاديثُه عندي مرسلة.
قُتل عبد اللّه يوم الحَرّة، في ذي الحَجَّة سنة ثلاث وستين قتله أَهلُ الشام، وكان سبب وقعة الحَرَّة أَنه وفد هو وغيرُه من أَهل المدينة إِلى يزيد بن معاوية، فرأَوا منه ما لا يصلح فلم ينتفعوا بما أَخذوه منه، فرجعوا إِلى المدينة وخلعوا يزيد، وبايعوا لعبد اللّه بن الزبير، ووافقهم أَهل المدينة، فأَرسل إِليهم يزيدُ؛ مُسْلِمَ بن عُقْبَة المُرِّي، وهو الذي سماه الناس بعد وقعة الحرة مُجْرِمًا، فأَوقع بأَهل المدينة وقعة عظيمة، قتلَ كَثِيرًا منهم في المعركة، وقتل كثيرًا صَبْرًا، وكان عبد اللّه بن حنظلة ممن قُتِل في المعركة، ولما اشتدَّ القتال قَدَّم بنيه واحدًا واحدًا، حتى قتلوا كلهم، وهم ثمانية بنين، ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل، وكان فاضلًا صالحًا، عظيم الشأْن كبير المَحَلّ، شريف البيت والنسب، وسمع قارئًا يقرأَ:
{لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}
[الأعراف/41] فبكى حتى ظنوا أَن نفسه ستخرج، ثم قام فقيل: يا أَبا عبد الرحمن، اقعد، فقال: منع مني ذِكْرُ جَهَنَّمَ القعودَ، ولا أَدري لعلي أَحدهم، وقال مولاه سعيد: لم يكن لعبد اللّه بن حنظلة فِراشٌ ينام عليه، إِنما كان يلقي نفسه إِذا أَعيا من الصلاة، يتوسد رداءَه وذراعه، ويهجع شيئًا، وقال عبد اللّه بن أَبي سفيان: رأَيت عبد اللّه بن حنظلة في النوم بعد مقتله في أَحسن صورة، فقلت: أَمَا قُتِلت؟ قال بلى، ولقيت ربي فأَدخلني الجنة، فأَنا أَسْرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أَصحابُك؟ ما صُنِع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي، لم تُحَلَّ عُقَدُه حتى الساعة، واستيقظت.
الصفحة الأم
|
مساعدة
|
المراجع
|
بحث
|
المسابقات
الاسم :
البريد الالكتروني :
*
عنوان الرسالة :
*
نص الرسالة :
*
ارسال