تسجيل الدخول


خزيمة بن ثابت الأنصاري

خُزَيْمَة بن ثابِت بن الفَاكِه الأنصاريّ الأوسيّ ثم الخَطْميّ، ذو الشهادتين:
يُكْنَى أبا عمارة، وعن عُمارة بن خُزَيمة بن ثابت، عن عمّه وكان من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ابتاع فرسًا من رجل من الأعراب فاسْتَتْبَعَه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لِيُعْطَيَهُ ثَمَنَه فأسرع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم المَشْيَ وأبطأ الأعرابيّ فطَفقَ رجال يلقون الأعرابي يساومونه الفرسَ ولا يشعرون أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السّوْم على ثمن الفرس الذي ابتاعه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا زاده نادى الأعرابيّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: إن كنتَ مبتاعًا هذا الفرس فابْتَعْه وإلاّ بِعْتُه، فقام النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حين سمع قول الأعرابي حتى أتاه الأعرابي فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "ألَسْتُ قد ابتعتُه منك؟" فقال الأعرابي: لا والله ما بِعْتُكه. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بَلى قد ابتعتُه منك"، فطفق الناس يلوذون بالنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وبالأعرابيّ وهما يتراجعان، فطفق الأعرابيّ يقول: هلمّ شهيدًا يشهد أني بعتُك، فمَنْ جاء من المسلمين قال للأعرابيّ: ويلك إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يكن ليقولَ إلاَّ حقًّا، حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع تَراجُعَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وتَراجُعَ الأعرابيّ، فطفق الأعرابيّ يقول: هلمّ شهيدًا يشهد أني بايعتُك، فقال خزيمة: أنا أشهد أنّك قد بايعتَه، فأقبل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على خزيمة بن ثابت، فقال: "بِمَ تشهد؟" فقال: بتصديقك يا رسول الله فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شهادةَ خزيمة شهادةَ رجلين(*).
وكان له أخَوان يقال لأحدهما: وَحْوَح؛ ولا عقب له، والآخر عبد الله؛ وله عقب، وأمّهما أمّ خزيمة؛ كُبيشة بنت أوس بن عديّ الخَطْمي الساعدية، وله عقب، وَلَدَ خزيمةُ بن ثابت: عبدَ الله، وعبدَ الرحمن؛ وأمّهما جميلة بنت زيد بن خالد، وعُمارةَ بن خزيمة؛ وأمّه صفيّة بنت عامر بن طُعْمة الخَطْمِيّ. وكان من السّابقين الأولين، شهد بدرًا، وما بعدها من المشاهد كلها، وكانت راية بني خطمة بيده يوم الفتح.
قدم الكوفة مع عليّ بن أبي طالب، وكان خُزَيمة بن ثابت، وعُمَير بن عديّ بن خَرَشة يكسّران أصنامَ بني خطمة، وعن عامر قال: اشترى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بعض البيع من رجل فقال الرجل: هلمّ شُهودك على ما تقول. فقال خزيمة: أنا أشهد لك يا رسول الله، قال: "وما علمك؟" قال: أعلم أنّك لا تقول إلاّ حقًّا، قد آمنّاك على أفضل من ذلك، على ديننا. فأجاز شهادتَه(*)، وعن ابن خُزَيْمة، عن عمّه أنّ خُزَيْمَة بن ثابت رأى فيما يرى النائم كأنّه يسجد على جَبْهَة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبر النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فاضطجع له وقال: "صَدِّق رُؤياك". فسجد على جبهته(*)، وعن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة، فقال: "ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ" (*) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 58 كتاب الطهارة باب الاستنجاء بالأحجار (21) حديث رقم 41 وابن ماجة في السنن 1/ 114 كتاب الطهارة وسننها (1) باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة (16) حديث رقم 315 وأحمد في المسند 5/ 213، 214، 215 وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 223..
وعن محمد بن طلحة أنَّ عليًّا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق.... فذكر الخطبة؛ فأجابه رجلان منْ أَعلام الأنصار: أبو اليثم بن التَّيَّهان؛ وهو بَدْري، وخزيمة بن ثابت، وقد قيل: أنه مات في زمن عثمان، وعن محمد بن عمارة بن خزيمة، قال: ما زال جدي كافًا سلاحَه حتى قُتِلَ عمار بصفين فسلَّ سيفَهُ، وقاتل حتى قُتل، وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال شهد خُزيمة بن ثابت الجمل، وهو لا يسلُّ سيفًا، وشهد صِفّين، وقال: أنا لا أقاتل أبدًا حتى يُقتل عمار، فأنظر مَنْ يقتله؛ فإني سمعْتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "تَقْتُلُهُ الفِئةُ البَاغِيَة"(*) أخرجه أحمد في المسند 2/164، 206، 3/52وأورده الهيثمي في الزوائد 7/244، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31698، 31719. فلما قُتل عمار قال: قد بانت لي الضّلالةُ، ثم اقترب فقاتل حتى قُتل، وهو القائل:
إِذَا نَحْنُ بَايَعْنَا عَلِيًّا فَحَسْبُنَا أَبُو حَسَنٍ مِمَّا نَخَافُ مِنَ الفِتَنْ
وَفِيهِ الَّذِي فِيهِمْ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ وَمَا فِيهِمْ بَعْضُ الَّذِي فِيهِ مِنْ حَسَنْ
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال