تسجيل الدخول


أبو أمامة الباهلي

أَبو أَمامة الباهلي السَّهْمِيّ، واسمه: صُدَيُّ بنُ عَجْلانَ بن الحارث، وقيل: صُدَيُّ بنُ عجلان بن وهب، وقيل: صُدَيُّ بنُ عجلان بن عَمْرو.
واختلفوا في نَسَبه إلى باهلة، فجعله بعضُهم من بني سهم في باهلة، وخالفه غيْرُهم في ذلك، ولم يختلفوا أنه من باهلة. وأبو أمامة، غلبت علي كنيته فهو مشهور بها. وروى الفضل بن دُكين، عن أبي غالب قال: رأيتُ أبا أُمَامة يصفّر لحيته. وأخرج الطَّبَرَانِيُّ ما يدلُّ على أنه شهد أحدًا، لكن بسند ضعيف، وروى كثير بن هشام، عن أبي أُمامة قال: شهدتُ صفّين فكانوا لا يجهزون على جريح، ولا يطلبون مُوَلّيًا، ولا يَسْلبون قتيلًا. وسكن أبو أمامة مصر، ثم انتقل منها فسكن حمص من الشام، وقال سفيان بن عُيينة: كان أبو أمامة الباهليَّ آخر من بقي بالشّام من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال أبو عمر: قد بقي بالشّام بعده عبد الله بن بُسْر، هو آخرُ من مات بالشّام من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وروى أبو اليمان الحمصيّ، عن أبي أُمَامة أنّه كان يحدَّث الحديثَ كالرجل الّذي عليه يُؤدَّى ما سُمِعَ، وروى عبد الله بن صالح، عن الحسن بن جابر أنّه سأل أبا أُمَامة الباهليّ عن كتاب العلم فقال: لا بَأسَ بذلك أو ما أدري به بأسًا، وقال سليمان بن حبيب المحاربي: دخلت مسجد حمص، فإِذا مكحول وابن أَبي زكرياءَ جالسان، فقال مكحول: لو قمنا إِلى أَبي أَمامة صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأَدينا من حقه، وسمعنا منه، قال: فقمنا جميعًا، حتى أَتيناه، فسلمنا عليه، فرد السلام، ثم قال: إن دُخُولكم عَلَيَّ رحمةٌ لكم وحُجَّةٌ عليكم، ولم أَر رَسُولَ اللّه صَلَّى الله عليه وسلم من شيء أَشَدَّ خوفًا على هذه الأُمة من الكذب والعصبية، أَلا وإِياكم والكذبَ والعَصَبِيَّة، أَلا وإِنه أَمرنا أَن نُبَلِّغكم ذلك عنه، أَلا وقد فعلنا فأَبلغوا عنا ما بلغناكم. وأخرج البيهقي من طريق سليمان بن عامر، جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني رأيت في منامي الملائكة تصلى عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، الحديث سنده صحيح. وروى أَبُو يَعْلَى، عن أبي أمامة، قال: بعثني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى قوم فانتهيتُ إليهم وأنا طاَوٍ، وهُمْ يأكلون الدّم، فقالوا: هلم، قلت: إنما جئتُ أَنْهاكم عن هذا، فنمت وأنا مغلوب، فأتاني آتٍ بإناء فيه شراب، فأخذته وشربته، فكظَّني بطني فشبعتُ ورويت، ثم قال لهم رجل منهم: أتاكم رجل من سُرَاةِ قومكم فلم تتحفوه، فأتوني بلبنٍ، فقلت: لا حاجةَ لي به، وأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم(*)، ورواه البَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة. وروى أبو أمامة عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي عبيدة، ومعاذ، وأبي الدّرداء، وعُبادة بن الصّامت، وعمرو بن عَبَسة، وسليمان، وغيرهم، وروى عنه أَبُو سلامٍ الأسْوَدُ، ومحمد بن زياد الألْهاني، وشُرحبيل بن مسلم، وشداد، وأبو عمار، والقاسم بن عبد الرّحمن، وشَهْر بن حَوْشَب، ومكحول، وخالد بن مَعْدان، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسِمُ أَبو عبد الرحمن، وأَبو غالب حَزوَّر، وآخرون. وروى الحسن بن رافع، عن ضمرة..... في "فضائل الصحابة" لخيثمة مِنْ طريق وَهْب بن صدقة: سمعت جدّي يوسف بن حَزْن الباهليّ، سمعت أبا أُمامة الباهلي يقول: لما نزلت: {لَقَدْ رضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] فقلت: يا رسول الله، أنا ممّن بايعكَ تحت الشَّجرة، قال: "أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ"(*) أخرجه أحمد في المسند 5/204، الطبراني في الكبير 19/89، البيهقي في دلائل النبوة 2/186، وأخرج أَبُو َيعْلَى، عن أبي أُمامة: أنشأ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم غَزْوًا فأتيته فقلت: ادعُ الله لي بالشّهادة، فقال: "اللَّهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ..."(*) قال الهيثمي في الزوائد 3/185 رواه أحمد والطبراني في الكبير، أحمد في المسند 5/248، 249، 255، 258، الطبراني في الكبير 8/108، ابن خزيمة في صحيح حديث رقم 929 _ حلية 5/174، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 7899، البيهقي في دلائل النبوة 6/234، كنز العمال 21648، وكان أبو أمامة من المكثرين في الرواية، وأَكثر حديثه عن الشاميين، وروى فتيان بن محمد بن سودان الموصلي، عن فضال بن جبيرة قال: سمعت أَبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: "اكْفُلُوا لِي بِسِتٍّ أَكْفُلْ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ إذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبُ، وَإذَا أَؤتُمِنَ فَلَا يَخُنْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ"(*) ذكره المتقي الهندي (43534) وعزاه للبغوي والطبراني. ومات أبو أمامة الباهلي سنة ست وثمانين، قال ابن البرقي: بغير خلاف، وأثبت غيره الخلاف؛ فذكر محمد بن سعد أنه توفي سنة إحدى وثمانين، وقال عبد الصّمد بن سعيد: ولما مات خلف ابنًا يقال له: المغلس ولأبي أمامة مائة وستّ سنين، فقد صحَّ عنه أنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم مات وهو ابنُ ثلاثٍ وثلاثين سنة، وأخرج البُخَارِيُّ في تاريخه، منْ طريق حُمَيد بن ربيعة: رأيت أبا أُمامة خرج مِنْ عند الوليد بن عبد الملك في ولايته سنة ست وثمانين، ومات ابنُه الوليد سنة ست وتسعين.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال