تسجيل الدخول


أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث بن كعب

هي أخت ميمونة، زوج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأُخت لبابة أم الفضل، زوجة العبّاس، أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، دار الأرقم بمكّة، وبايعت، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له هناك عبد الله، ومحمدًا، وعونًا، ثمّ قُتل عنها جعفر بمؤتة شهيدًا في جمادى الأولى سنة ثمانٍ من الهجرة. روت أسماء بنت عميس، أنها قالت: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر، وأصحابه، فأتاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولقد هنأت ــ يعني: دبغت ــ أربعين إهابًا من أدم، وعَجَنت عجيني، وأخذت بنيّ، فغسلت وجوههم، ودهنتهم، فدخل عليّ رسول الله فقال: "يا أسماء أين بنو جعفر؟" فجئت بهم إليه، فضمّهم، وشمّهم، ثمّ ذَرَفت عيناه، فبكى، فقلت: أي رسول الله لعلّه بلغك عن جعفر شيء، قال: "نعم، قُتل اليوم"، قالت: فقمتُ أصيح، فاجتمع إليّ النساء، قالت: فجعل رسول الله يقول: "يا أسماء، لا تقولي هُجْرًا، ولا تَضربي صدرًا"، قالت: فخرج رسول الله حتى دخل على ابنته فاطمة، وهي تقول: واعمّاه! فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "على مثل جعفر، فلتبك الباكية"، ثمّ قال رسول الله: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد شُغلوا عن أنفسهم اليوم". لما قدمت أسماء بنت عُميس وزوجها جعفر من أرض الحبشة، قال لها عمر: يا حَبشيّة سبقناكم بالهجرة. فقالت: أي لعمري، لقد صدقتَ، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البُعداء الطُّرداء، أما والله لآتينّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلأذكرنّ ذلك له، فأتت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: "للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان". وكانت أسماء بنت عميس أكرم الناس أصهارًا، فمن أصهارها النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وحمزة، والعباس ــ رضي الله عنهما ــ وغيرهم. قال عامر: تزوّج عليّ بن أبي طالب أسماء بنت عُمَيْس، فتفاخر ابنها محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كلّ واحد منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال لها عليّ: اقضي بينهما يا أسماء، قالت: ما رأيت شابًّا من العرب خيرًا من جعفر، ولا رأيت كَهلًا خيًرا من أبي بكر، فقال عليّ: ما تركتِ لنا شيئًا، ولو قلت غير الذي قلت لَمَقَتُكِ، فقالت أسماء: إنّ ثلاثة أنت أخسّهم لخيار. وكان أول من أشار بالنعش نعش المرأة أسماء بنت عُمَيْس حين جاءت من أرض الحبشة رأت النصارى يصنعونه، ثَمّ قال مصعب بن سعد: إنّ عمر فرض الأعطية، ففرض لأسماء بنت عُمَيْس ألف درهم. وكان عُمَرُ يسألها عن تفسير المنام، ونقَل عنها أشياء من ذلك، ومن غيره. قال عبيد بن رفاعة الزرقي: إن أسماء بنت عميس قالت: إن ولد جعفر تسرع إليهم العين، أفأسترقي لهم؟ قال: "نَعَمْ" . روى عن أسماء بنت عميس من الصّحابة عمر بن الخطّاب، وأبو موسى الأشعريّ. روَتْ أَسماء عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ورَوَى عنها ابنها عبد الله بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عباس، وآخرون.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال