تسجيل الدخول


بلال بن رباح الحبشي

((بلال بن رَبَاح الحبشي المؤذن)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((بِلَالُ بن حَمامَة.)) أسد الغابة. ((قال ابنُ إسحاق: كان بلال مولى أبي بكر الصّديق رضي الله عنه لبعض بنى جُمَح، موَلَّدًا من مولديهم، قيل: من مولدي مكّة. وقيل: من مولدي السَّراة))
((يُكْنَى أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الرّحمن. وقال بعضهم: يُكْنَى أبا عمرو)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((اسم أمّه حَمامةُ، وكانت لبعض بني جُمَحَ.)) الطبقات الكبير. ((قال أبو عمر: وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها: غُفَيرة)) أسد الغابة. ((له أخ يسمَّى خالدًا، وأخت تسمّى غفرة. وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدّث المصريّ.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن مغيرة وأبي سلمة عن الشعبي قال: خَطَبَ بلالٌ وأخوه إلى أهل بيتٍ من اليمن فقال: أنا بلالٌ وهذا أخي عَبْدانِ من الحَبَشَةِ كنّا ضالّين فهدانا الله وكنّا عَبْدَين فأعتقنا الله، إنْ تُنْكِحونا فالحمدُ للهَ وإنْ تمنعونا فالله أكبر. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال: أخبرنا عمرو بن ميمون قال: حدّثني أبي أنّ أخًا لبلال كان ينتمي إلى العرب ويزعم أنّه منهم فخَطَبَ امرأةً من العرب فقالوا: إن حَضَرَ بلالٌ زَوّجناك. قال: فحضر بلالٌ فتشَهّدَ وقال: أنا بلال بن رباحٍ وهذا أخي وهو امْرُؤ سَوْءٍ في الخُلُق والدين، فإنْ شئتُم أن تُزَوّجوه وإن شئتُم أن تدعوا فدَعوا، فقالوا: مَنْ تكونُ أخاه نُزَوّجه، فَزَوّجوه.)) الطبقات الكبير.
((لم يعقب بلال.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أنّ بني أبي البُكير جاءُوا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقالوا: زَوّجْ أخْتَنا فلانًا، فقال لهم: "أْينَ أنْتَمْ عَنْ بِلالٍ؟" ثمّ جاءُوا مَرّةً أُخرى فقالوا: يا رسول الله أنْكِحْ أختنا فلانًا، فقال: "أين أنتم عن بلال؟" ثمّ جاءُوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلانًا، فقال: "أين أنتم عن بلال؟ أين أنتم عن رجلٍ من أهل الجنّة؟" قال فأنْكحوه.(*) قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أنّ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، زوّج ابنة أبي البُكير بلالًا.(*) قال: أخبرنا حجّاج بن محمّد عن أبي مَعْشَر عن المَقْبُريّ أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، زوّج ابنة البُكير بلالًا.(*) قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا أبو هلال قال: أخبرنا قتادة أنّ بلالًا تزوّج امرأةً عربيّة من بني زُهرة.))
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: حدّثني من رأى بلالًا رجلًا آدمَ شديد الأدمة، نحيفًا، طُوالًا أجْنَأ، له شعرٌ كثيرٌ خفيفَ العارضين، به شَمَطٌ كثيرٌ، لا يُغَيّرُ.))
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة لمّا هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة.))
((قال محمّد بن عمر: قد شهِدَ بلالٌ بدرًا وأحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، خمسة نفر [[يعني: أن هناك خمسة نفر في "طبقات البدريين من المهاجرين"؛ من بني تيم بن مرّة بن كعب، وهم: أبو بكر الصديق، وطلحة بن عبيد الله، وصهيب بن سنان، وعامر بن فهيرة، وبلال بن رباح]].)) ((قال: ولما توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، جاءَ بلال إلى أبي بكر الصّدّيق فقال: له يا خليفة رسول الله إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يقول: "أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله"، فقال أبو بكر: فما تشاءُ يا بلال؟ قال: أردتُ أنّ أرابط في سبيل الله حتّى أموت. فقال أبو بكر: أنْشُدُكَ اللهَ يا بلال وحُرْمتي وحَقّي فقد كبرتُ وضعفتُ واقترب أجَلي. فأقام بلال مع أبي بكر حتّى توفي أبوبكر، فلمّا توفي أبو بكر جاءَ بلال إلى عمر بن الخطّاب فقال له كما قال لأبي بكر، فَرَدّ عليه عمر كما ردّ عليه أبو بكر، فأبَى بلال عليه فقال عمر: فإلى مَنْ ترى أن أجعلَ النّداء؟ فقال: إلى سعد، فإنّه قد أذّن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فدعا عمر سعدًا فجعل الأذان إليه وإلى عَقِبِه من بعده.(*) قال ابن سعد: هذا كله في الحديث بإسناد إسماعيل بن أبي أويس. قال: أخبرنا محمّد بن عمر عن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن أبيه قال: لمّا توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أذّن بلال ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لم يُقْبَرْ، فكان إذا قال: أشْهَدُ أنّ محمدًا رسول الله انتحب النّاس في المسجد. قال فلمّا دُفن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال له أبو بكر: أذّنْ فقال: إن كنتَ إنّما أعْتَقْتَني لأن أكون معك فسبيل ذلك، وإن كنتَ أعتقتني لله فخلّني ومَنْ أعتَقتَني له. فقال: ما أعتقتُك إلاّ لله. قال: فإني لا أؤذّنُ لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: فذاك إليك. قال: فأقام حتّى خرجتْ بُعوثُ الشأم فسار معهم حتّى انتهى إليها.(*) قال: أخبرنا رَوْح بن عبادة وعفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قال: وأخبرنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب أنّ أبا بكر لمّا قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال: يا أبا بكر، قال: لَبّيْك، قال: أعْتَقْتَني لله أو لنفسك؟ قال: لله، قال: فأذَنْ لي حتّى أغزوَ في سبيل الله. فأذنَ له فذهب إلى الشأم)) الطبقات الكبير.
((أخبرنا يعيش بن صَدَقَةَ بن علي الفُرَاتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال: حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال: "آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله".)) ((كان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يَبْطَحُه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصْهَره الشمس، ويقول: أكفُر برب محمد، فيقول: أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو يعذب ويقول، أحد، أحد؛ فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانًا.)) أسد الغابة. ((وكان أُمَيّةُ بن خلف الجمحيّ ممن يعذِّب بلالًا، ويُوالي عليه العذاب والمكروه؛ فكان مِنْ قدَر الله تعالى أنْ قَتله بلالٌ يوم بدر على حسب ما أتى من ذلك في السّير، فقال فيه أبو بكر الصّديق رضي الله عنه أبياتًا،‏ منها قوله: [الوافر]

هَنِيئًا زَادَكَ الرَّحْمَنُ خَيْرًا فَقَدْ أَدْرَكْتَ ثأْرَكَ يَا بِلَالُ)) ((حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا محمد بن بكر، قال: حدّثنا أبو داود، قال: قرىء على سلمةَ بن شبيب وأنا شاهد. قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: حدّثنا معمر عن عطاء الخراسانيّ قال: كنْتُ عند سعيد بن المسيّب فذكر بلالًا فقال: كان شحيحًا على دينه وكان يعذَّب على دينه. فإذا أراد المشركون أن يقاربَهم قال: الله الله. قال: فلقي النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا بكر رضي الله عنه فقال لو كان عندنا مال اشترينا بلالًا قال: فلقيني أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال له اشْتَر لي بلالًا. فانطلق العبّاس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عَبْدَك هذا قَبْل أن يفوتَك خيره وتُحْرَمي ثمنه؟ قالت: وما تصنَع به! إنه خبيث، وإنه قال: ثم لقيها فقال مثل مقالَتِه، فاشتراه العبّاسُ، فبعث به إلى أبي بكر، فأعتقه)) ((مولى أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، اشتراه بخمس أواقٍ، وقيل: بسَبْع أواقٍ، وقيل: بتسع أواق ثم أَعْتَقَه، وكان له خازنًا)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر سمعتُ شُعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصّدّيق يقول: كان بلالٌ تِرْبَ أبي بكر. قال محمّد بن عمر: فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو ابن ثلاثٍ وستّين سنة فبين هذا وبين ما رُوي لنا في بلال سبعُ سنين، وشُعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول هو تِرْبُ أبي بكر، فالله أعلم.)) ((قال: أُخبِرْتُ عن أبي اليمان الحِمْصيّ عن جرير بن عثمان عن عبد الرّحمن بن مَيْسَرَة عن ابن مُراهن قال: كان أناس يأتون بلالًا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول: أنّما أنا حَبَشيّ كنت بالأمس عبدًا.)) ((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين بلال وبين عُبيدة بن الحارث بن المطّلب، وقال محمّد بن عمر: ويقال: إنّه آخى بين بلال وبين أبي رُوَيحَة الخَثْعَميّ.(*) قال محمّد بن عمر: وليس ذلك بثبت ولم يشهد أبو رُويحة بدرًا. وكان محمّد بن إسحاق يُثبت مؤاخاة بلال وأبي رُويحة عبد الله بن عبد الرّحمن الخثعميّ ثمّ أحَدِ الفُرْعِ ويقول: لمّا دَوّنَ عمرُ بن الخطّاب الدواوين بالشأم خرج بلال إلى الشأم فأقام بها مجاهدًا، فقال له عمر: إلى مَنْ تجعل ديوانك يا بلال؟ قال: مع أبي رُويحة لا أفارقه أبدًا للأخوّة التي كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عقد بيني وبينه. فضَمّه إليه وضَمّ ديوان الحَبَشَة إلى خَثْعَمٍ لمكانِ بلالٍ منهم، فهو في خثعم إلى هذا اليوم بالشأم. قال: أخبرنا محمّد بن عُبيد الطنافسيّ والفضل بن دُكين قالا: أخبرنا المسعوديّ عن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أوّلُ من أذّنَ بلالٌ. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن أبيه قال: كان بلال إذا فرغ من الأذان فأراد أن يَعْلَمَ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، أنّه قد أذّن وقف على الباب وقال: حَيَّ على الصلاة، حَيّ على الفلاح، الصلاة يا رسول الله.(*) قال محمّد بن عمر: فإذا خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فرآه بلال ابتدأ في الإقامة. قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: كان لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاثة مؤذّنين: بلال وأبو مَحْذورة وعمرو بن أمّ مكتوم، فإذا غاب بلال أذّن أبو محذورة، وإذا غاب أبو محذورة أذّن عمرو بن أمّ مكتوم.(*) أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن ابن أبي مُليكة أو غيره أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أمر بلالًا أن يؤذّن يوم الفتح على ظهر الكعبة فأذّن على ظهرها والحارث بن هشام وصَفْوان بن أميّة قاعدان، فقال أحدهما للآخر: انْظُرْ إلى هذا الحبَشيّ، فقال الآخر: إنْ يَكْرَهْهُ اللهُ يُغَيّرْه. قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهديّ قال: أخبرنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سَمُرَة أنّ بلالًا كان يؤذّن حين تَدْحَضُ الشمس ويُؤخّر الإقامة قليلًا، أو قال: وربّما أخّرَ الإقامة قليلًا ولكن لا يخرج في الأذان عن الوقت. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعارم قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أنّ بلالًا صعد ليؤذّن وهو يقول:‏ ‏

مَـالِبِـلاَلٍ ثَـكِـلَتْـه أمُّـهُ وابْـتَـلّ مِـنْ نَضْـحِ دمٍ جَبينـهُ
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كانت العَنَزَةُ تُحْمَلُ بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم العيد يحملها بلالٌ المؤذّن.(*) قال محمّد بن عمر: فكان يَرْكُزُها بين يديه والمصلَّى يومئذٍ فَضَاءٌ. قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عمّار بن سعد القَرَظِ عن أبيه عن جدّه قال: كان بلالٌ يحمل العَنَزَةَ بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم العيد والاستسقاء.(*) قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدنيّ قال: حدّثني عبد الرّحمن بن سعد بن عمّار بن سعد بن عَمّار بن سعد المؤذّن قال: حدّثني عبد الله بن محمّد بن عَمّار بن سعد، وعمّار بن حفص بن عمر بن سعد، وعمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجداده أنّهم أخبروه أنّ النّجاشيّ الحبشيّ بعث إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثلاث عَنَزات فأمسك النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، واحدة لنفسه وأعطى عليّ بن أبي طالب واحدة وأعطى عمر بن الخطّاب واحدة، فكان بلال يمشي بتلك العَنزة التي أمسكها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لنفسه بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في العيدين يوم الفِطر ويوم الأضحى حتّى يأتي المُصَلَّى فَيَرْكُزَهَا بين يديه فيصلّي إليها، ثمّ كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كذلك، ثمّ كان سعد القَرَظِِ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان في العيدين فيركزها بين أيديهما ويصلّيان إليها.(*) قال عبد الرّحمن بن سعد: وهي هذه العنزة التي يُمْشَى بها اليوم بين يدي الولاة.)) ((قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بلال سابقُ الحَبَشَة".(*) قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزُّبير قال: كان بلال بن رَباح من المستضعفين من المؤمنين، وكان يعذَّب حين أسلم ليرجع عن دينه، فما أعطّاهم قطّ كلمة ممّا يريدون، وكان الذي يُعذّبه أميّة بن خَلَف. قال: أخبرنا عثمان بن عمر ومحمّد بن عبد الله الأنصاريّ قالا: أخبرنا ابن عون عن عُمير بن إسحاق قال: كان بلال إذا اشتدّوا عليه في العذاب قال: أحَدٌ أحَدٌ، فيقولون له: قُلْ كما نقول، فيقول: إنّ لساني لا يُحْسِنه. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن محمّد أنّ بلالًا أخذه أهله فمطُّوه وألْقَوْا عليه من البطحاء وجلدَ بقرة فجعلوا يقولون: ربّك اللاّتُ والعُزَّى، ويقول: أحَدٌ أحَدٌ. قال فأتى عليه أبو بكر قال: عَلامَ تُعَذّبون هذا الإنسان؟ قال: فاشتراه بسبع أواقٍ فأعتقه، فذكر ذلك للنّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "الشّرِكَةَ يا أبا بكر"، فقال: قد أعتقته يا رسول الله.(*) قال: أخبرنا عبد الله بن الزُّبير الحُميديّ قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالًا بخمس أواق. قال: أخبرنا الفضل بن دُكين وعبد الملك بن عمرو العَقَديّ وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سَلَمَة عن محمّد بن المنكدِر عن جابر بن عبد الله أنّ عمر كان يقول: أبو بكر سَيّدُنا وأعْتَقَ سَيّدَنا، يعني بلالًا. قِال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد الضّبيّ عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ(62)أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [سورة ص: 63،62]. قال: يقول أبو جهل أينَ بلالٌ أين فلان أين فلان كنّا نعُدّهُمْ في الدّنيا من الأشرار فلا نراهم في النّار أم هم في مكان لا نراهم فيه أم هم في النّار لا نرى مكانهم؟ قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال: أوّلُ من أظهرَ الإسلام سبعة: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخَبّاب، وصُهيب، وعَمّار، وسُمَيّة أمّ عمّار. قال: فأمّا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فمنعه عمّه، وأمّا أبو بكر فمنعه قومه، وأُخِذَ الآخرون فألبَسوهم أدراع الحديد ثمّ صَهروهم في الشّمس حتّى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوْهم ما سألوا فجاء كلّ رجل منهم قومَه بأنْطاع الأُدْمِ فيها الماءُ فألْقَوهم فيه وحَمَلوا بجوانبه إلاّ بلالًا. فلمّا كان العشيّ جاء أبو جَهْل فجعل يَشْتُمُ سُمَيّةَ ويَرْفُثُ، ثمّ طعنها فقتلها فهي أوّلُ شهيدٍ استشهد في الإسلام إلاّ بلالًا فإنّه هانت عليه نفسه في الله حتّى ملّوه، فجعلوا في عنقه حبلًا ثمّ أمروا صبيانهم أنْ يشتدّوا به بين أخْشَبَيْ مكّة، فجعل بلالٌ يقول: أحَدٌ أحَدٌ.(*))) الطبقات الكبير. ((روى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل مِنْ فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا دَارَيَّا في خَوْلان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فاعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تُزَوِّجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما. ثم إن بلالًا رأى النبي صَلَّى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: "مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلَالُ؟ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا"؟ فانتبه حزينًا، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صَلَّى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: "الله أكبر، الله أكبر" ارتجت المدينة، فلما قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رَجَّتُها، فلما قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله" خرج النساء من خدورهن ـــ فما رئيَ يوم أكثر باكيًا وباكية من ذلك اليوم.(*) أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "أصبح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فدعا بلالًا فقال: "يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَني إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلَتُ الجَنَّةِ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5 / 579 كتاب المناقب (50) باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه (18) حديث رقم 3689 وقال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب وأحمد في المسند 5 / 354. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1209. والحاكم في المستدرك 1 / 313، 3 / 285.. وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا: أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب، أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البَجَلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالًا قال للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تسبقني بآمين" أخرجه عبد الرازق في المصنف حديث رقم 2636. والبيهقي في السنن 2 / 23، 56. والطبراني في الكبير 1 / 352، 6 / 311. والحاكم في المستدرك 1 / 219. وذكره الهيثمي في الزوائد 2 / 113..)) أسد الغابة.
((روى عنه أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عُجْرة، وأسامة بن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام)) ((روى كعب بن نوفل المزني، عن بلال بن حمامة قال: "طلع علينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك؟ قال: "بِشَارَةُ أَتَتْنِي مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ، فِي أَخِي وَابْنِ عَمِّي وَابْنَتِي؛ أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَمَرَ رَضْوَانَ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَى فَنَثَرَتْ رَقَاقًا، يَعْنِي صكاكًا، بِعَدَد مُحِبِّينا أَهْلَ البَيْتِ، ثُمَّ أَنْشَأَ مِنْ تَحَتِهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ، فَأَخَذَ كُلُّ مَلِكٍ رَقَاقًا، فَإِذَا اسْتَوَتْ القِيَامَةُ غَدَا بِأَهْلِهَا، مَاجَتِ المَلَائِكَةُ فِي الخَلَائِقِ؛ فَلَا يَلْقُونَ مُحِبًّا لَنَا أَهْلَ البَيْتِ إِلَّا أَعْطَوْهُ رِقًّا فِيهِ بَرَاءَةُ مِنَ النَّارِ، فَنِثَار أَخِي وَابْنِ عَمِّي فِكَاكُ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ"(*) أخرجه الخطيب في التاريخ 4 / 210.. أخرجه أبو موسى وقال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه)) أسد الغابة. ((روى عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة. قلت: فرق أبُو مُوسَى بينه وبين بلال المؤذِّن والحديث واه جدًّا، ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((روى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال. قال: "أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدًا فقال: "أَيْنَ النَّاسُ"؟ فقلت: حبسهم القَرّ، فقال: "اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ البَرْدَ"، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة".(*) ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.)) أسد الغابة.
((قيل: تُوُفِّي سنة إحدى وعشرين. وقيل: تُوفِّي وهو ابن سبعين سنة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن أبيه قال: توفّي بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند باب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة وذلك في خلافة عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه.)) الطبقات الكبير. ((قال البُخَارِيُّ: مات بالشام زمن عُمر. وقال ابْنُ بُكَيرٍ: مات في طاعون عَمواس. وقال عمرو بن علي: مات سنة عشرين. وقال ابْن زَبْرٍ: مات: بـ"داريّا"، وفي المعرفة لابن منده أنه دُفِنَ بحلب.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال