تسجيل الدخول


بلال بن رباح الحبشي

بلال بن رَبَاح الحبشي، المؤذن:
قال ابنُ إسحاق: كان بلال مولى أبي بكر الصّديق رضي الله عنه لبعض بنى جُمَح، موَلَّدًا من مولديهم، قيل: من مولدي مكّة، وقيل: من مولدي السَّراة. ويُكْنَى بلال أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الرّحمن، وقال بعضهم: يُكْنَى أبا عمرو. واسم أمّه حَمامةُ، وكانت لبعض بني جُمَحَ. وقال أبو عمر: وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها: غُفَيرة، وقيل: تسمّى غفرة. وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدّث المصريّ. وقد نزل بلال وأخوه دَارَيَّا في خَوْلان، وخطب بلالٌ وأخوه إلى أهل بيتٍ من اليمن فقال: أنا بلالٌ وهذا أخي عَبْدانِ من الحَبَشَةِ، قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فاعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تُزَوِّجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما. وروى أُبي أنّ أخًا لبلال كان ينتمي إلى العرب، ويزعم أنّه منهم، فخَطَبَ امرأةً من العرب، فقالوا: إن حَضَرَ بلالٌ زَوّجناك، قال: فحضر بلالٌ فتشَهّدَ، وقال: أنا بلال بن رباحٍ وهذا أخي، وهو امْرُؤ سَوْءٍ في الخُلُق والدين، فإنْ شئتُم أن تُزَوّجوه وإن شئتُم أن تدعوا فدَعوا، فقالوا: مَنْ تكونُ أخاه نُزَوّجه، فَزَوّجوه.
روى زيد بن أسلم أنّ بني أبي البُكير جاءُوا إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقالوا: زَوّجْ أخْتَنا فلانًا، فقال لهم: "أْينَ أنْتَمْ عَنْ بِلالٍ؟" ثمّ جاءُوا مَرّةً أُخرى فقالوا: يا رسول الله أنْكِحْ أختنا فلانًا، فقال: "أين أنتم عن بلال؟" ثمّ جاءُوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلانًا، فقال: "أين أنتم عن بلال؟ أين أنتم عن رجلٍ من أهل الجنّة؟" قال فأنْكحوه.(*). وروى قتادة أنّ بلالًا تزوّج امرأةً عربيّة، من بني زُهرة، وليس لبلال عقب. وعن مكحول قال: حدّثني من رأى بلالًا رجلًا آدمَ شديد الأدمة، نحيفًا، طُوالًا أجْنَأ، له شعرٌ كثيرٌ خفيفَ العارضين، به شَمَطٌ كثيرٌ، لا يُغَيّرُ.
كان بلال من السابقين إلى الإسلام، وعن الحسن قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "بلال سابقُ الحَبَشَة".(*). وكان ممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يَبْطَحُه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصْهَره الشمس، ويقول: أكفُر برب محمد، فيقول: أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو يعذب ويقول: أحد، أحد؛ فقال: يا بلال، أحد، أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانًا. وكان بلال بن رَباح من المستضعفين من المؤمنين، وكان يعذَّب حين أسلم ليرجع عن دينه، فيقولون له: قُلْ كما نقول، فيقول: إنّ لساني لا يُحْسِنه، فما أعطّاهم قطّ كلمة ممّا يريدون، وكان أُمَيّةُ بن خلف الجمحيّ ممن يعذِّب بلالًا، ويُوالي عليه العذاب والمكروه؛ فكان مِنْ قدَر الله تعالى أنْ قَتله بلالٌ يوم بدر على حسب ما أتى من ذلك في السّير، فقال فيه أبو بكر الصّديق رضي الله عنه أبياتًا،‏ منها قوله:
هَنِيئًا زَادَكَ الرَّحْمَنُ خَيْرًا فَقَدْ أَدْرَكْتَ ثأْرَكَ يَا بِلَالُ
عن محمّد أنّ بلالًا أخذه أهله فمطُّوه وألْقَوْا عليه من البطحاء وجلدَ بقرة فجعلوا يقولون: ربّك اللاّتُ والعُزَّى، ويقول: أحَدٌ أحَدٌ، قال فأتى عليه أبو بكر قال: عَلامَ تُعَذّبون هذا الإنسان؟ قال: فاشتراه بسبع أواقٍ فأعتقه، فذكر ذلك للنّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "الشّرِكَةَ يا أبا بكر"، فقال: قد أعتقته يا رسول الله.(*). وعن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالًا بخمس أواق. وعن جابر بن عبد الله أنّ عمر كان يقول: أبو بكر سَيّدُنا وأعْتَقَ سَيّدَنا، يعني بلالًا، وعن مجاهد في قوله تعالى: {مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَار ِأَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} [سورة ص: 63،62]. وقيل: يقول أبو جهل يوم القيامة: أينَ بلالٌ؟ أين فلان؟ أين فلان؟ كنّا نعُدّهُمْ في الدّنيا من الأشرار، فلا نراهم في النّار، أم هم في مكان لا نراهم فيه؟ أم هم في النّار لا نرى مكانهم؟
عن مجاهد قال: أوّلُ من أظهرَ الإسلام سبعة: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخَبّاب، وصُهيب، وعَمّار، وسُمَيّة أمّ عمّار. فأمّا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فمنعه عمّه، وأمّا أبو بكر فمنعه قومه، وأُخِذَ الآخرون فألبَسوهم أدراع الحديد، ثمّ صَهروهم في الشّمس حتّى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوْهم ما سألوا، فجاء كلّ رجل منهم قومَه بأنْطاع الأُدْمِ فيها الماءُ فألْقَوهم فيه وحَمَلوا بجوانبه إلاّ بلالًا. فلمّا كان العشيّ جاء أبو جَهْل، فجعل يَشْتُمُ سُمَيّةَ ويَرْفُثُ، ثمّ طعنها فقتلها فهي أوّلُ شهيدٍ استشهد في الإسلام، إلاّ بلالًا فإنّه هانت عليه نفسه في الله حتّى ملّوه، فجعلوا في عنقه حبلًا، ثمّ أمروا صبيانهم أنْ يشتدّوا به بين أخْشَبَيْ مكّة، فجعل بلالٌ يقول: أحَدٌ أحَدٌ.(*).
عن عاصم بن عمر بن قتادة لمّا هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة. وقال محمّد بن عمر: قد شهِدَ بلالٌ بدرًا، وأحُدًا، والخندق، والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. اشتراه أبو بكر الصّديق رضي الله عنه بخمس أواقٍ، وقيل: بسَبْع أواقٍ، وقيل: بتسع أواق ثم أَعْتَقَه، وكان له خازنًا.
لما توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جاءَ بلال إلى أبي بكر الصّدّيق فقال: له يا خليفة رسول الله إني سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو يقول: "أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله"، فقال أبو بكر: فما تشاءُ يا بلال؟ قال: أردتُ أنّ أرابط في سبيل الله حتّى أموت. فقال أبو بكر: أنْشُدُكَ اللهَ يا بلال وحُرْمتي وحَقّي، فقد كبرتُ وضعفتُ واقترب أجَلي. فأقام بلال مع أبي بكر حتّى توفي أبو بكر، فلمّا توفي أبو بكر جاءَ بلال إلى عمر بن الخطّاب فقال له كما قال لأبي بكر، فَرَدّ عليه عمر كما ردّ عليه أبو بكر، فأبَى بلال عليه فقال عمر: فإلى مَنْ ترى أن أجعلَ النّداء؟ فقال: إلى سعد، فإنّه قد أذّن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فدعا عمر سعدًا فجعل الأذان إليه وإلى عَقِبِه من بعده.(*). وعن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ: لمّا توفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أذّن بلال ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لم يُقْبَرْ، فكان إذا قال: أشْهَدُ أنّ محمدًا رسول الله انتحب النّاس في المسجد. فلمّا دُفن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال له أبو بكر: أذّنْ فقال: إن كنتَ إنّما أعْتَقْتَني لأن أكون معك فسبيل ذلك، وإن كنتَ أعتقتني لله فخلّني ومَنْ أعتَقتَني له، فقال: ما أعتقتُك إلاّ لله، قال: فإني لا أؤذّنُ لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: فذاك إليك. فأقام حتّى خرجتْ بُعوثُ الشأم فسار معهم حتّى انتهى إليها.(*).
عن عطاء الخراسانيّ قال: كنْتُ عند سعيد بن المسيّب فذكر بلالًا فقال: كان شحيحًا على دينه، وكان يعذَّب على دينه. فإذا أراد المشركون أن يقاربَهم قال: الله الله. قال: فلقي النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أبا بكر رضي الله عنه فقال: لو كان عندنا مال اشترينا بلالًا، قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال له: اشْتَر لي بلالًا، فانطلق العبّاس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عَبْدَك هذا قَبْل أن يفوتَك خيره وتُحْرَمي ثمنه؟ قالت: وما تصنَع به! إنه خبيث، وإنه قال: ثم لقيها فقال مثل مقالَتِه، فاشتراه العبّاسُ، فبعث به إلى أبي بكر، فأعتقه. وعن القاسم بن عبد الرّحمن قال: أوّلُ من أذّنَ بلالٌ. وعن شُعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصّدّيق يقول: كان بلالٌ مساويًا لأبي بكر في السن. وعن ابن مُراهن قال: كان أناس يأتون بلالًا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول: أنّما أنا حَبَشيّ كنت بالأمس عبدًا. وعن محمّد بن إبراهيم: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين بلال، وبين عُبيدة بن الحارث بن المطّلب، وقال محمّد بن عمر: ويقال: إنّه آخى بين بلال وبين أبي رُوَيحَة الخَثْعَميّ.(*). قال محمّد بن عمر: وليس ذلك بثبت ولم يشهد أبو رُويحة بدرًا. وكان محمّد بن إسحاق يُثبت مؤاخاة بلال، وأبي رُويحة عبد الله بن عبد الرّحمن الخثعميّ، ثمّ أحَدِ الفُرْعِ، ويقول: لمّا دَوّنَ عمرُ بن الخطّاب الدواوين بالشأم خرج بلال إلى الشأم فأقام بها مجاهدًا، فقال له عمر: إلى مَنْ تجعل ديوانك يا بلال؟ قال: مع أبي رُويحة لا أفارقه أبدًا للأخوّة التي كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عقد بيني وبينه. فضَمّه إليه وضَمّ ديوان الحَبَشَة إلى خَثْعَمٍ لمكانِ بلالٍ منهم.
عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ: كان بلال إذا فرغ من الأذان فأراد أن يَعْلَمَ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنّه قد أذّن وقف على الباب وقال: حَيَّ على الصلاة، حَيّ على الفلاح، الصلاة يا رسول الله.(*). قال محمّد بن عمر: فإذا خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فرآه بلال ابتدأ في الإقامة. وعن عامر قال: كان لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذّنين: بلال، وأبو مَحْذورة، وعمرو ابن أمّ مكتوم، فإذا غاب بلال أذّن أبو محذورة، وإذا غاب أبو محذورة أذّن عمرو ابن أمّ مكتوم.(*). وعن ابن أبي مُليكة أو غيره أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمر بلالًا أن يؤذّن يوم الفتح على ظهر الكعبة، فأذّن على ظهرها والحارث بن هشام، وصَفْوان بن أميّة قاعدان، فقال أحدهما للآخر: انْظُرْ إلى هذا الحبَشيّ، فقال الآخر: إنْ يَكْرَهْهُ اللهُ يُغَيّرْه. وعن جابر بن سَمُرَة أنّ بلالًا كان يؤذّن حين تَدْحَضُ الشمس، ويُؤخّر الإقامة قليلًا، أو قال: وربّما أخّرَ الإقامة قليلًا، ولكن لا يخرج في الأذان عن الوقت. وعن أنس بن مالك أنّ بلالًا صعد ليؤذّن وهو يقول:‏ ‏
مَـا لِبِـلاَلٍ ثَـكِـلَتْـه أمُّـهُ وابْـتَـلّ مِـنْ نَضْـحِ دمٍ جَبينـهُ
عن ابن عمر قال: كانت العَنَزَةُ تُحْمَلُ بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم العيد، والاستسقاء يحملها بلالٌ المؤذّن، قال محمّد بن عمر: فكان يَرْكُزُها بين يديه والمصلَّى يومئذٍ فَضَاءٌ. وروى عبد الله بن محمّد بن عَمّار، وعمّار بن حفص بن عمر، وعمر بن حفص بن عمر، عن آبائهم، عن أجدادهم، أنّهم أخبروه أنّ النّجاشيّ الحبشيّ بعث إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث عَنَزات، فأمسك النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم واحدة لنفسه، وأعطى عليّ بن أبي طالب واحدة، وأعطى عمر بن الخطّاب واحدة، فكان بلال يمشي بتلك العَنزة التي أمسكها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لنفسه بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في العيدين يوم الفِطر ويوم الأضحى، حتّى يأتي المُصَلَّى فَيَرْكُزَهَا بين يديه فيصلّي إليها، ثمّ كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كذلك، ثمّ كان سعد القَرَظِِ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطّاب، وعثمان بن عفّان في العيدين فيركزها بين أيديهما ويصلّيان إليها.(*) قال عبد الرّحمن بن سعد: وهي هذه العنزة التي يُمْشَى بها اليوم بين يدي الولاة.
روى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل مِنْ فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، وقد رأى بلالًا النبي صَلَّى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: "مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلَالُ؟ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا"؟ فانتبه حزينًا، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صَلَّى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: "الله أكبر، الله أكبر" ارتجت المدينة، فلما قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رَجَّتُها، فلما قال: "أشهد أن محمدًا رسول الله" خرج النساء من خدورهن، فما رئيَ يوم أكثر باكيًا وباكية من ذلك اليوم.(*). وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "أصبح رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فدعا بلالًا فقال: "يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَني إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلَتُ الجَنَّةِ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي"(*) أخرجه الترمذي في السنن 5 / 579 كتاب المناقب (50) باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه (18) حديث رقم 3689 وقال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب وأحمد في المسند 5 / 354. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1209. والحاكم في المستدرك 1 / 313، 3 / 285.. وعن أبي عثمان النهدي أن بلالًا قال للنبي صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تسبقني بآمين" أخرجه عبد الرازق في المصنف حديث رقم 2636. والبيهقي في السنن 2 / 23، 56. والطبراني في الكبير 1 / 352، 6 / 311. والحاكم في المستدرك 1 / 219. وذكره الهيثمي في الزوائد 2 / 113..
روى عن بلال، أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عُجْرة، وأسامة بن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام. روى كعب بن نوفل المزني، عن بلال ابن حمامة قال: "طلع علينا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك؟ قال: "بِشَارَةُ أَتَتْنِي مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ، فِي أَخِي وَابْنِ عَمِّي وَابْنَتِي؛ أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، أَمَرَ رَضْوَانَ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَى فَنَثَرَتْ رَقَاقًا، يَعْنِي صكاكًا، بِعَدَد مُحِبِّينا أَهْلَ البَيْتِ، ثُمَّ أَنْشَأَ مِنْ تَحَتِهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ، فَأَخَذَ كُلُّ مَلِكٍ رَقَاقًا، فَإِذَا اسْتَوَتْ القِيَامَةُ غَدَا بِأَهْلِهَا، مَاجَتِ المَلَائِكَةُ فِي الخَلَائِقِ؛ فَلَا يَلْقُونَ مُحِبًّا لَنَا أَهْلَ البَيْتِ إِلَّا أَعْطَوْهُ رِقًّا فِيهِ بَرَاءَةُ مِنَ النَّارِ، فَنِثَار أَخِي وَابْنِ عَمِّي فِكَاكُ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ"(*) أخرجه الخطيب في التاريخ 4 / 210.. أخرجه أبو موسى. وروى أبي بكر الصديق، عن بلال قال: "أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صَلَّى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدًا فقال: "أَيْنَ النَّاسُ"؟ فقلت: حبسهم القَرّ، فقال: "اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ البَرْدَ"، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة".(*)، ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.
تُوُفِّي بلال سنة إحدى وعشرين، وقيل: تُوفِّي وهو ابن سبعين سنة، وعن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن أبيه قال: توفّي بلال بدمشق سنة عشرين، ودفن عند باب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة، وذلك في خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. قال البُخَارِيُّ: مات بالشام زمن عُمر، وقال ابْنُ بُكَيرٍ: مات في طاعون عَمواس، وقال ابْن زَبْرٍ: مات: بـ "داريّا"، وذكر ابن منده: أنه دُفِنَ بحلب.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال