1 من 1
روى أنس بن مالك قال: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس بن شماس: ألا ترى يا عم؟ ووجدته يتحنَّط فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بئس ما عودتم أقرانكم، وبئس ما عَوَّدتْكُم أنفسُكم؛ "اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ــ يعني: الكفار، وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء" ــ يعني: المسلمين، ثم قاتل حتى قتل، بعد أن ثبت هو وسالم مولى أبي حذيفة؛ فقاتلا حتى قتلا، وكان على ثابت درعٌ له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينما رجلٌ من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال له: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول: هذا حلم فتضيعه؛ إني لما قُتلتُ أمس، مر بي رجلٌ من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن في طِوَله، وقد كفأ على الدرع بُرْمَة، وفوق البُرْمَة رَحْلٌ، فأتِ خالدًا، فمره فليبعث فليأخذها؛ فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ــ يعني: أبا بكر، فقل له: إن عليَّ من الدَّيْن كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق، وفلان؛ فاستيقظ الرجل فأتى خالدًا فأخبره، فبعث إلى الدرع فأتى بها على ما وصف، وحدث أبا بكر رضي الله عنه برؤياه، فأجاز وصيته، ولا يُعْلَم أحدٌ أجيزت وصيته بعد موته سواه.