تسجيل الدخول


عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام الأنصاري الخزرجي السلمي

1 من 1
عبد الله بن عمرو الأنصاري:

عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غَنَمْ بن كعب بن سلمة الأنصاريّ، يُكْنَى أبا جابر.‏ ذكره ابن إسحاق عن معبد بن كعب، عن أبيه كعب، أنه قال في حديث ذكره، وأنا أنظر إلى عبد الله بن عمرو بن حرام، فقلت:‏ يا أبا جابر.

كان نقيبًا، وشهد العَقبة ثم بدرًا، وقُتل يوم أُحُد شهيدًا، قتله أسامة الأعور بن عبيد، وقيل‏: بل قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السّلميّ، وصلّى عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبل الهزيمة، وهو أول قتيل قُتِل من المسلمين يومئذ، ودُفن هو وعمرو بن الجموح في قَبْرٍ واحد، كان عمرو بن الجموح على أخته هند بنت عمرو بن حرام، هو والد جابر بن عبد الله‏. روى عنه ابنه جابر قال:‏ رأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتختّم في يمينه.(*)

وذكر ابن عيينة.‏ عن ابن المُنْكدر، قال:‏ سمعت جابرًا يقول:‏ جيء بأَبِي يوم أُحد إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وقد مُثّل به، فوُضِع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومٌ، فسمعوا صوت صائحة، فقيل:‏ ابنة عمرو أو أخت عمرو، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"فَلَا تَبْكِي مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلّه بِأَجْنِحَتِهَا‏".(*)

وروى حماد بن زيد، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن جابر، قال:‏ قُتل أبي يوم أُحُد، وجُدع أَنفهُ، وقُطعت أُذناه، فقمْتُ إليه؛ فحِيل بيني وبينه، ثم أتي به قبره، فدفن مع اثنين في قبره، فجعلت ابنتُه تبكيه، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلَّه حَتَّى رُفِعَ‏" ‏‏أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 131، والنسائي في السنن4/ 13،وأحمد في المسند3/ 298، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 29880..‏ قال:‏ فحفرت له قبرًا بعد ستةِ أَشهر فحولْتُه إليه، فما أنكرتُ منه شيئًا، إلّا شعرات من لحيته كانت مستها الأرض.(*)

وروى طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول:‏ لقيني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال:‏ ‏"يا جابر، مالي أَراكَ منكسِرًا مهْتَمًّا‏"،‏ قلت‏: يا رسول الله، استُشْهد أَبي، وترك عيالًا وعليه دَيْن.‏ قال: ‏"أَفَلَا أبشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللهُ بِهِ أَبَاكَ‏"؟‏ قلت‏: ‏ بلى يا رسول الله‏. قال:‏ ‏"إنَّ الله أَحْيَا أَبَاكَ، وَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، وَمَا كَلَّم أَحَدًا قط إِلّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، فَقَالَ:‏ يَا عَبْدِي، تَمَنَّ أُعْطِكَ.‏ ‏قَالَ:‏ يَا رَبِّ، تَرُدُّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً‏.‏ فَقَال الرَّبُّ تَعَالَى ذِكْرُهُ‏: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُوِنَ‏. ‏قَالَ:‏ يَا رَبِّ، فأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي"،‏ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران 199‏ٍٍ]‏.(*) ذكره بقي بن مخلد، قال حدّثنا دُحيم، حدّثنا موسى بن إبراهيم، قال: سمعْتُ طلحة بن خراش يذكره.

قال أبو عمر رحمه الله‏: موسى بن إبراهيم هذا هو موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير ابن الفاكِه الأنصاريّ المدنيّ، وطلحة بن خراش أنصاريّ أَيضًا من ولد خراش بن الصّمة، وكلاهما مدنيّ ثقة.

وروى ابن عيينة، حدّثنا محمد بن علي السّلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال:‏ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"أَعَلِمْتَ أَنّ اللهَ أَحْيَا أَبَاكَ؟ فَقَالَ لَهُ:‏ تَمَنَّ‏. قَالَ‏: أَتَمنَّى أَنْ أُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ‏. قَالَ:‏ فَإِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ‏"‏.(*)

وروى أبو داود الطيّالسي، حدّثنا شعبة، أخبرني محمد بن المنكدر، قال:‏ سمعت جابر بن عبد الله يقول:‏ لما جىء بأبي يوم أُحُد، وجاءت عمَّتي تبكي عليه، قال: فجعلْتُ أبكي، وجعل القومُ ينهوني، ورسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم لا ينهاني، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:‏ "ابْكوه أَوْ لَا تَبْكُوهُ، فَوَاللهِ مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلّه بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى دَفَنْتُمُوهُ"(*) انظر التخريج السابق.
(< جـ3/ص 84>)‏‏
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال