تسجيل الدخول


عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن

عُبيد الله بن مَعْمر بن عثمان القرشي التيمي:
أَخرجه ابن منده مختصرًا، وأَبو موسى. يكنى أَبا مَعَاذ بابنه.
قال المستغفري: ذكره يحيى بن يونس، لا أَدري له صحبة أَم لا. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بن بكار أنَّ عبيد الله بن معمر وفد إلى معاوية؛ فهذا غَيْرُ الأول؛ فالذي له رؤية، عامل عُمر، وغزا في خلافة عثمان، وقُتل فيها؛ وهو صاحبُ الترجمة، وهو الذي جاءت عنه الروايةُ المرسلة؛ وأما ابنُ أخيه فهو الذي وفَد على معاوية كما ذكره الزبير بن بكار، وهو الذي ذكره المرزباني في "معجم الشعراء"، وأنشد له يخاطب معاوية:
إِذَا أَنْتَ لِــــــمْ تُرْخِ الإِزَارَا تَكَـرُّمًا عَلَى الكِلْمِةَ العَوْرَاءِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
فَمَنْ ذَا الَّذِي نَرْجُو لِحَقْنِ دِمَائِنَـا وَمَنْ ذَا الَّذِي نَرْجُو لِحَمْلِ النَّوائِبِ
وهذا لا يُخاطب به إلا الخليفة، ومَنْ يقتل في خلافة عثمان لا يدرك خلافةَ معاوية، فتبيّن أنه غيره، ولعله الذي عاش أربعين سنة، فظنّه ابنُ عبد البر الأول، ومن أخبار الثاني ما قاله طلحة بن سماح: كتب عُبيد الله بن معمر إلى ابْنِ عمر، وهو أمير على فارس، إنا قد استقررنا، فلا تخاف غَدْرًا، وقد أتى علينا سبع سنين، ووُلد لنا الأولاد، فما حُكْم صلاتنا؟ فكتب إليه: إن صلاتكم ركعتان... الحديث، وهذا عبيد الله بن معمر الذي ولي إمْرَة فارس ثم البصرة، وولي وَلَدُه عمر بن عبيد الله بن معمر البصرة، ولهما أخبار مشهورة في التواريخ؛ فظهرت المغايرةُ بين صاحب الترجمة ووالد عمر المذكور. والله أعلم. لأبيه صحبة.
ابنه عُمَر بن عبيد الله بن معمر الأمير أحَدُ أجوادِ العرب وأنجادها، وهو الذي قتل أبا فُديك الحَرُوريّ، وهو الذي مدحه العجّاج بأرجوزته التي يقول فيها:
*قَـد جَبَـر الدِّيـنَ الإِلَـهُ فَجَبَـرْ*
وفيها يقول:
لَقَدْ سَمَا ابْنُ مَعْمَرٍ حِينَ اعْتَمَرْ مُقِرًّا بَعيِـدًا مِنْ بَعِيـدٍ وَصَبَـرْ
وكان عمر بن عبيد الله يلي الولايات، وشهد مع عبد الرّحمن بن سمرة فَتْح كابُل، وهو صاحبُ الثغرة، كان قاتل عليها حتى أصبح،‏ وله مناقبُ صالحة، وكان سبب موت عمر هذا أنّ ابْنَ أخيه عُمر بن موسى خرج مع الأشعث، فأخذه الحجّاج، فبلغ ذلك عمر وهو بالمدينة، فخرج يطلب فيه إلى عبد الله، فلما بلغ موضعًا له ضُمَير على خمسة عشر ميلًا من دمشق بلغه أنّ الحجّاج ضرب عنُقه، فمات كمدًا عليه، فقال الفرزدق يرثيه:
يَأَيُّهَا النَّاسُ لَا تَبكُوا عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الَّذِي بِضُمَيرٍ وَافَقَ القَدَرَا
وكان سِنّ عمر بن عبيد الله حين مات ستين سنة، وهو مولى أبي النّضر سالم شيخ مالك، وأخوه عثمان بن عبد الله، قتله شبيب الحَرُوريّ وأصحابه.
ويدل على إدراكه عَصْر النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وهو ممَيِّز، أنّ عبيد الله بن معمر، وعبد الله بن عامر بن كريز، اشتريا من عُمر بن الخطاب رقيقًا من سَبْيٍ، ففضل عليهما مِن ثمنهم ثمانون ألف درهم، فأمر بهما عُمر فلزما بهما، فقضى بينهما طلحة بن عبيد الله. وتناقض فيه أبُو عُمَرَ؛ فقال: صحب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وكان من أَحدث أَصحابه سنًا، وقال: وهـذا غلط، ولا يطلق على مثله أَنه صحب، ولكنه رآه ومات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو غلام. أخرج البُخَارِيُّ، عن عبيد الله بن معمر، وكان يحسن الثناءَ عليه. ومن طريق ابن عون، عن محمد: أول مَنْ رفع يديه يوم الجمعة عبيد الله بن معمر ـــ أي وهو يخطب. وهاتان القِصَّتَانِ يشبه أن تكونا لعبيد الله ابن أخي صاحب الترجمة، وهو الذي كان أبو النَّضْرِ كاتبه، وكتب إليه ابْنُ أبي أوفى، وقصتُه بذلك في الصحيح. والله أعلم.
لعبيد الله رواية عن عُمر وعثمان وطلحة وغيرهم، وروى عنه عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. أخرج ابْنُ أبِي عَاصِمٍ، والبَغَوِيُّ، عن عبيد الله بن معمر، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا أوتِي أهْلُ بَيْتٍ الرِّفقَ إلا نَفَعَهُم، وَلاَ منعوُهُ إلاَّ ضَرَّهُم"(*). قال البَغَوِيُّ: لا أعلمه روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم غَيْرَه. وقال ابْنُ مَنْدَه: اختلف في صحبته، ولا يصح له حديث. وقد أعلّ أبو حاتم الرازي هذا الحديث؛ فقال: أدخل قوم لا يعرفون العللَ هذا الحديثَ في مسانِيد "الوحدان".ذكر خَلِيفَةٌ: أنَّ ابْنَ عامر صار إلى إِصْطَخْر في زمَنِ عثمان بإصْطَخْر، وعلى مقدّمته عُبيد الله بن معمر، فقتل وسبى، فقتل بن معمر في تلك الغزاة، فحلف ابنُ عامر لئن ظفر بهم ليقتلنّ منهم حتى يسيلَ الدم، وقتل عبيد الله ورجع الباقون. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: قُتِل وهو ابنُ أربعين سنة، كذا قال، وتعقّبه ابن الأثير بأنه يُناقض قوله إن النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم مات وعُبيد الله بن معمر صَغِير. وهو تعقّب صحيح؛ لأن قتله كان في سنة تسع وعشرين أو في التي بعدها، فلو كان أربعين لكان مولده بعد المبعث بسنتين، فيكون عند الوفاة النبوية ابنَ إحدى وعشرين سنة. وَقَدْ ذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ عُفير أن قتله كان سنة ثلاث وعشرين، فيكون عُمْره على هذا عند الوفاة النبوية سبعًا وعشرين. وقيل: إنَّ قتله كان قبل ذلك.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال