تسجيل الدخول


عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة بن جهمة بن غاضرة بن...

عِمْران بن حُصين بن عُبيد، وقيل: عبد نهم بن سالم بن غاضرة، وقيل: عبد نهم بن جرمة بن جهيمة الخزاعيّ الكعبيّ.
يُكْنَى أبا نَجيد بابنه نَجيد بن عمران، أَسلم قديمًا هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلادِ قومه، قال محمد بن سيرين: أفضل من نزل البصرة من أصحابِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمران بن حُصين، وأبوه بكرة، وكان عمران أوصى لأمّهات أولاد له بوصايا، فقال: أيـّتما امرأة منهنّ صرخت عليّ فلا وصيّة لها، ومُصّرت البصرة فتحوّل إليها فنزلها إلى أن مات بها، وله بها بقيّةٌ من ولده خالد بن طَليق بن محمّد بن عمران بن الحُصين ولي قضاء البصرة.
روى إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن الحُصين، عن أبيه قال: كان خاتم عمران بن الحُصين نقشه تمثال رجل متقلّد السيف، قال: ورأيته أنا في خاتم عندنا في طين في بيتنا، فقال أبي هذا خاتم عمران بن الحُصين، وروى فُضَيل بن فضالة ــ رجل من قريش، عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن الحُصين في مِطْرف خزّ لم نره عليه قطّ قبلُ ولا بعدُ، فقال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمة يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده"(*).وروى أبو عمران الجَوْنيّ أنّه رأى على عمران بن حُصين مطرف خزّ، وعن هلال بن يساف قال: قدمت البصرة فدخلت المسجد، فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية مستند إلى أسطوانة في حَلْقة يحدّثهم، قال: فسألتُ من هذا؟ فقالوا: عمران بن الحصين، وكان إسلام عمران عام خَيْبر، وغزا عدةَ غزوات، وكان صاحب رايةِ خُزَاعة يوم الفتح، وعن يزيد بن إبراهيم قال: سمعتُ محمدًا، يعني ابن سِيرِين، قال: سَقَى بَطْنُ عِمران بن الحُصَين ثلاثين سنة، كلّ ذلك يُعْرَضُ عليه الكيُّ فيأبَى أن يكتوي حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى، وروى الخليل بن عمر العَبْديّ البصريّ، عن أبيه قال: حدّثنا قَتَادَة أنّ الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى فتنحّت، وروى مُطَرِّف عن عِمْران بن حُصَين قال: اكتوينا فما أفْلَحْنَ ولا أنْجَحْنَ، يعني: المكاوي، وكان عمران بن حصين ينهَى عن الكيّ فابْتُلِيَ فاكتُوىَ فكان يعجّ ويقول: لقد اكتُوِيتُ كَيّةً بنار ما أبْرَأتْ من ألَمٍ ولا شَفَتْ من سَقَمٍ.
وروى حُميد بن هلال، عن مطرّف قال: قال لي عمران بن حصين: أشعرتَ أنّه كان يُسَلّم عَلَيَّ فلمّا اكْتُوِيتُ انقطع التسليم؟، فقلتُ: أمِن قِبَل رأسك كان يأتيك التسليم أو من قبل رجلك؟ قال: لا بل من قبل رأسي، فقلتُ: لا أرى أن تموت حتى يعود ذلك، فلمّا كان بعدُ قال لي: أشعرتَ أنّ التسليم عاد لي؟، قال: ثمّ لم يلبث إلاّ يسيرًا حتى مات، وروى محمد بن واسع، عن مطرّف بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: قال لي عمران بن حصين: إنّ الذي كان انقطع عنّي قد رجع، يعني تسليم الملائكة، قال: وقال لي: اكتمه عَلَيَّ، وروى أبو خُشَينة حاجب بن عمر، عن الحكم ـــ يعني ابن الأعرج ـــ قال: اسْتَقْضَى عُبيدُ الله بن زِياد عمران بن حُصين فاختصم إليه رجلان قامت على أحدهما البيّنة فقضى عليه، فقال الرجل: قضيتَ عَلَيَّ ولم تألُ، فوالله إنّها لباطل، قال: آللِه! قال آلله الذي لا إله إلاّ هو، فوثب فدخل على عبيد الله بن زياد وقال: اعزلني عن القضاء، قال: مهلًا يا أبا النّجيد، قال: لا والله الذي لا إله إلاّ هو لا أقضي بين رجلين ما عبدتُ الله. وروى هِشَامُ، عن محمد بن سِيرِين، قال: ما قدم من البصرة أحد من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يفضَّل على عمران بن حصين، وقال مُطَرِّف: خرجتُ مع عِمْران بن حُصَين من الكوفة إلى البصرة فما أتَى علينا يوم إلاّ يُنْشِدُنا فيه شعرًا ويقول: إنّ لكم في المعاريض لَمَنْدُوحَةً عن الكَذِبِ، وعن قَتَادَة قال: بلغني أنّ عمران بن حصين قال: وَدِدْتُ أني رمادٌ تَذْروني الرّياح، وقال: ما مَسَسْتُ ذَكري بيميني منذ بايعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم(*).
وروى سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الدؤلي؛ قال: قدْمتُ البصرة، وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفَقِّه أهلها، وقال أَبُو عُمَرَ: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظةَ وكانت تكلّمه حتى اكْتَوَى، وروى الحسن، عن عمران، أنه شقّ بطنه، فلبث زمانًا طويلًا فدخل عليه رجلٌ... فذكر قصته؛ فقال: إن أحبّ ذلك إليّ أحبه إلى الله، قال: حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين، وكان تسلم عليه فلما اكتوى فقده، ثم عاد إليه، وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة والسَّرْوَ خير لهم مِنْ عمران، وكان قد اعتزل الفِتنةَ فلم يقاتل فيها، وقال أَبُو نُعَيْمٍ: كان مجابَ الدعوة، وروى عمران بن الحصين، عن أبيه، قال: أَتَى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، عبدُ المطلب خيرٌ لقومك منك، كان يُطْعِمهم الكَبِد والسَّنام، وأنت تنحرهم! فقال له ما شاء الله، فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قال: "قل: اللهم قِني شَرّ نفسي، واعزم لي على رشد أمري"، فانطلق ولم يكن أسلم، ثم أنه أسلم فجاء فقال: يا رسول الله، إني أتيتك فقلتُ عَلمني، فقلتَ: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزِم لي على رشدي" فما أقول الآن حين أَسْلَمْتُ؟ قال: "قل: اللهم قني شر نفسي واعزِم لي على رشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررتُ وما أعلنت، وما أخطاتُ وما عَمدتُ، وما علمتُ وما جهلتُ"(*). وروى مطرف، عن عمران بن حصين، قال: تمتعنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ونزل فينا القرآن فلم ينهنا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يَنسخها شيء قال فيها رجل برأيه ما شاء(*).
روى عمران عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر وعثمان، وروى عنه ابْنُهُ نُجَيْدٍ، والحسن، وابن سيرين، وأَبُو الأسود الدؤلي، وأبو رَجاء العطاردي، ورِبْعي بن حِرَاش، ومطرف، وأبو العلاء ابنا عبد الله بن الشِّخِّير، وزَهْدَم الجرمي، وصفوان بن محرز، وزُارة بن أبي أوفى، وآخرون، وروى الحسن، عن عِمران بن حُصَين: أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم نهى عن الكَيِّ ـــ قال عمران: فاكتوينا فما أَفلحنا ولا أَنجحنا أخرجه الترمذي في السنن 4/ 341 كتاب الطب (29) باب ما جاء في كراهية التداوي بالكي (10) حديث رقم 2049، وابن ماجة في السنن 2/ 1155 كتاب الطب (31) باب الكي (23) حديث رقم 3490..
وروى حُجير بن الربيع أنّ عمران بن حصين أرسله إلى بني عديّ أن ائْتِهم أجْمَعَ ما يكونون في مسجدهم وذلك عند العصر، فقم قائمًا، قال فقام قائمًا فقال: أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ورحمة الله ويُخبركم أني لكم ناصح، ويحلف بالله الذي لا إله إلاّ هو لأن يكون عبدًا حبشيًّا مُجَدَّعًا يَرْعى أعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ في رأس جبل حتى يُدْرِكه الموتُ أحبّ إليه من أن يَرْميَ في أحدٍ من الفريقين بسهمٍ أخْطأ أو أصاب، فامسكوا، فِدًى لكم أبي وأمّي، قال فرفع القوم رؤوسهم وقالوا: دَعْنا منك أيّها الغلام فإنّا والله لا نَدَعُ ثُفْلَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لشيءٍ أبدًا، فغدوا يوم الجمل فقُتل بَشَرٌ والله كثير حول عائشة يومئذٍ سبعون كلّهم قد جمع القرآن، ومَن لم يجمع القرآن أكثر. وروى حُميد بن هلال، عن أبي قَتَادَة قال: قال لي عمران بن حصين: الزم مسجدك، قلتُ: فإن دُخِل عَلَيَّ؟ قال: فالزم بيتك، قال: فإن دُخِل عَلَيَّ بيتي؟ قال: فقال عِمران بن حصين: لو دخل عليّ رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيتُ أن قد حَلّ لي قتالُه. وروى قَتَادَة، عن مُطَرِّف قال: أرسل إليّ عمران بن حصين في مرضه فقال: إنّه كانت تسلّم عليّ، يعني الملائكة، فإن عشتُ فاكْتُمْ علي وإن مِتّ فحَدّثْ به إن شئتَ، وقال: إنّي فقدتُ السلام حتى ذهب عنّي أثر النار، قال: قلت له: من أين تسمع السلام؟ قال: من نواحي البيت، قال فقلتُ: أما إنّه لو قد سُلّمَ عليك من عند رأسك كان عند حضور أجَلِك، فسمع تسليمًا عند رأسه، قال فقلتُ: إنّما قلتُه برأيي، قال: فوافق ذلك حضور أجله.
وروى قَتَادَة عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير أنّه قال: بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفّي فيه ــ أو في وجعه الذي توفّي فيه ــ فقال: إنّي كنتُ أحدّثك أحاديث لعلّ الله أن ينفعك بها بعدي فإن عشتُ فاكتم عليّ وإن مِتّ فحَدّثْ به إن شئتَ، أَنَّه قد سُلّمَ علّي، واعلم أنّ نبيّ الله صَلَّى الله عليه وسلم، جَمَعَ بين حجّ وعمرة ثمّ لم ينزل فيها كتاب ولم يَنْهَ عنها نبيّ الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال فيها رجل برأيه ما شاء، وقال مطرّف: قلتُ لعمران بن حصين ما يمنعني من عيادتك إلاّ ما أرى من حالك، قال: فلا تفعل فإنّ أحَبّه اليّ أحَبّه إلى الله، وروى الحسن، أنّ عمران بن حصين اشتكى شكاةً شديدة حتى جعلوا يَأوُون له من ذلك فقال له بعض من يأتيه: لقد كان يمنعنا ما نرى بك من إِتيانِك، قال: فلا تفعل فوالله إنّ أحبّه إليّ لأحبّه إلى الله، وروى حفص بن النّضْر السّلَمي، عن أمّه عن أمّها وهى بنت عمران بن حصين أنّ عمران بن حصين لما حضرته الوفاة قال: إذا أنا متّ فشدّوا عَلَي سريري بعمامتي فإذا رجعتم فانحروا وأطْعِموا، وتوفّي عمران بالبصرة قبل وفاة زياد بن أبي سفيان بسنة، وتوفّي زياد سنة اثنتين وخمسين، وقيل: سنة ثلاثٍ وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان‏.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال