1 من 3
عَامِرُ بْنُ بَلْحَارِثِ
(س) عَامِرُ بنُ بَلْحَارِث، وقيل: ابن ثَعْلبة بن زَيْد بن قَيْس بن أُمَيَّة بن سَهْل بن عامر، أَبو الدرداءِ، أَورده المستغـفري هكذا، وقال: نسبه يحيى بن يونس هكذا، وخالفه غيره، وقال بعض ولد أَبي الدرداءِ: اسم أَبي الدرداءِ: عامر.
أَخرجه أَبو موسى.
قلت: هكذا نسبه فقال: ابن بلحارث، وهو وهم، وإِنما هو من بني الحارث بن الخزرج الأَكبر، ويقال لولده: بلحارث، كما يقال: بَلْهُجَيْم، وبَلْعَنْبر وغيرهم، يعني بني الحارث وبني الهُجَيم وبني العَنْبر، بينه وبين الحارث عدة آباءٍ، ويذكر في عُوَيْمر أَتَمَّ من هذا.
أَخرجه أَبو موسى.
(< جـ3/ص 115>)
2 من 3
عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ
(ب د ع) عُوَيمر بن عَامِر، ويقال: عُوَيمر بن قَيْس بن زيد. وقيل: عُوَيمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أُمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج، أَبو الدرداء الأنصاري الخزرجي.
وقال الكلبي: اسمه عامر بن زيد بن قيس بن عبسة بن أُمية بن مالك بن عامر بن عَدِيّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وقد ذكرناه في عامر.
وقال أَبو عمر: وليس بشيء.
وهو مشهور بكنيته. ويذكر فيها إِن شاءَ الله تعالى أَتم من هذا. وكان من أَفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم.
روى عنه أَنس بن مالك، وفضالة بن عَبِيد، وأَبو أُمامة، وعبد اللّه بن عُمَر، وابن عبّاس وأَبو إِدريس الخولاني، وجُبَير بن نفير، وابن المسيَّب، وغيرهم.
تأَخر إِسلامه، فلم يشهد بدرًا، وشهد أُحدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقيل: إِنه لم يشهد أُحدًا، وأَول مشاهده الخندق.
وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي.
روى أَيوب، عن أَبي قلابة أَن أَبا الدرداء مَرَّ على رجل قد أَصاب ذنبًا، وكانوا يسبونه، فقال: أَرأَيتم لو وجدتموه في قَلِيب أَلم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أَخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أَفلا تُبْغِضه؟ قال: إِنما أَبغض عمله، فإِذا تركه فهو أَخي.
وروى صالح المُرِّي، عن جعفر بن زيد العبدي: أن أَبا الدرداء لما نزل به الموت بكى، فقالت له أُم الدرداء: وأَنت تبكي يا صاحب رسول الله؟! قال: نعم، وما لي لا أَبكي ولا أَدرى علام أَهجم من ذنوبي.
وقال شُمَيط بن عجلان: لما نزل بأَبي الدرداءِ الموت جزع جزعًا شديدًا، فقالت له أُم الدرداء: أَلم تك تخبرنا أَنَّك تحب الموت؟ قال: بلى وعِزَّة ربي، ولكن نفسي لما استيقنت الموت كَرِهته، ثمّ بكى وقال: هذه آخر ساعاتي من الدنيا، لَقِّنوني "لا إِله إِلا الله" فلم يزل يرددها حتى مات.
وقيل: دعا ابنه بلالًا فقال: ويحك يا بلال! اعمل للساعة، اعمل لمثل مصرع أَبيك، واذكر به مصرعك وساعتك، فكأَنْ قَدِ، ثمّ قُبِض.
وتوفي قبل عثمان بسنتين، قيل: توفي سنة ثلاث أَو اثنتين وثلاثين بدمشق، وقيل: توفي بعد صِفِّين سنة ثمان أَو تسع وثلاثين. والأصح والأشهر والأكثر عند أَهل العلم أَنه توفي في خلافة عثمان، ولو بقي لكان له ذكر بعد قتل عثمان إِما في الاعتزال، وإِما في مباشرة القتال، ولم يسمع له بذكر فيهما البتة، والله أَعلم.
قال أَبو مسهر: لا أَعلم أَحدًا نزل دمشق من أَصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم غير أَبي الدرداء، وبلال مؤذن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية، ولو نزلها أَحد سواهم لما سقط علينا.
وكان أَبو الدرداء أَقنى أَشهل، يخضب بالصُّفرة، عليه قلنسوة وعمامة قد طرحها بين كتفيه.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ4/ص 306>)
3 من 3
أَبُو الْدَّرْدَاءِ
(ب) أَبو الدَّرْدَاء، اسمه عُويمر بن عامر بن مالك بن زيد بن قيس بن أُمية بن عامر بن عَدِيّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، وقيل: اسمه عامر بن مالك، وعُوَيْمر لقب. وقد ذكرناه في عُوَيمر أَتم من هذا. وأُمه محبَّة بنت واقد بن عمرو بن الإِطنابة، تأَخر إِسلامه قليلًا، كان آخر أَهل داره إِسلامًا، وحسن إِسلامه. وكان فقيهًا عاقلًا حكيمًا، آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي، وقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "عُوَيْمِرٌ حَكِيْمُ أُمَّتِي".(*)
شهد ما بعد أُحد من المشاهد، واختلف في شهوده أُحدًا.
أَخبرنا عبد الله بن أَحمد الخطيب، أَخبرنا جعفر بن أَحمد أَبو محمد القاري، أَخبرنا أَبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا محمد بن الحسن بن عبدان، حدَّثنا عبد الله بن بنت منيع، حدَّثنا هدبة، حدَّثنا أَبان العطار، حدَّثنا قتادة، عن سالم ابن أَبي الجعد، عن معدان، عن أَبي الدرداء، أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "أَيُعْجِزُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ لَيْلَةٍ ثُلْثَ الْقُرْآنِ"؟ قالوا: نحن أَعجز من ذلك وأَضعف. قال: "فَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَجَعَلَ" {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} "جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ"(*) أخرجه أحمد في المسند 6/443 والدارمي 2/461 والطبراني في الكبير17 /255 وفي البخاري حديث رقم 6/233(5015)..
وروى جُبير بن نفير، عن عوف بن مالك أَنه رأَى في المنام قبة من أَدَم في مَرْج أَخضر، وحول القبة غَنَم رَبُوض تجتر وتَبْعَر العجوة، قال: قلت: لمن هذه القبة؟ قيل: هذه لعبد الرحمن بن عوف. فانتظرناه حتى خرج فقال: يا ابن عوف، هذا الذي أَعطى الله عز وجل بالقرآن، ولو أَشرفت على هذه الثنيَّة لرأَيت بها ما لم تر عينُك، ولم تسمع أُذنك، ولم يخطر على قلبك مثله، أَعدَّه الله لأَبي الدرداء إِنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والصدر.
وَلي أَبو الدرداءِ قضاءَ دمشق في خلافة عثمان، وتوفي قبل أَن يقتل عثمان بسنتين.
وقد ذكرناه في عُويمر.
أَخرجه أَبو عمر.
(< جـ6/ص 94>)