تسجيل الدخول


زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين

1 من 1
زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ

(ب د ع) زَيْنَب بنتُ جَحْش، زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أخت عبد الله بن جحش. وهي أسدية من أسد بن خزَيمة، وأمها بنت عبد المطلب، عمة النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وقد تقدّم نسبها عند ذكر أخيها [[عبْدُ اللّهِ بن جَحْش بن رِيَاب بن يَعْمَر بن صبِرة بن مُرَّة بن كثير بن غَنْم بن دُودَان بن أَسد بن خُزَيْمَة]] <<من ترجمة عبد الله بن جحش "أسد الغابة".>>، وتكنى أم الحكم.

وكانت قديمة الإسلام، ومن المهاجرات وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة، مولى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، تزوجها ليعلمها كتاب الله وسنة رسوله، ثم إن الله تعالى زوجها النبي صَلَّى الله عليه وسلم من السماء، وأنزل الله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}... [الأحزاب/ 37] الآية. فتزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة، قاله أبو عبيدة. وقال قتادة سنة خمس. وقال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد أم سلمة.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا حَبَّان بن هلال، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: "اذهب فاذكرني لها". قال زيد: فلما قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذلك، عظمَت في عيني، فذهبت إليها، فجعلت ظهري إلى الباب، فقلت: يا زينب، بعث بي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يذكرك؟ فقالت ما كنت لأُحْدث شيئًا حتى أُؤَامِرَ ربي عز وجل. فقامت إلى مسجدها، وأنزل الله هذه الآية: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يدخل عليها بغير إذن.(*)

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سُويدة بإسناده عن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز الفقيه، حدثنا محمد بن الفضل بن محمد السلمي، أخبرنا أبي حدثتا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، حدثنا الحسين بن الوليد، عن عيسى ابن طهمان، عن أنس بن مالك قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم وتقول زوجني الله من السماء. وأولم عليها الرسول صَلَّى الله عليه وسلم بخبز ولحم.

وكانت زينب كثيرة الخير والصدقة، ولما دخلت على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان اسمها بَرَّة فسماها زينب. وتكلم المنافقون في ذلك وقالوا: إن محمدًا يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد، لأنه كان يقال له "زيد بن محمد"، قال الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّنْ رِّجَالِكُمْ} وقال: {ادْعُوهُمْ لِأَبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}. فكان يدعى "زيد بن حارثة".(*) وهجرها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وغَضِب عليها لما قالت لصفية بنت حُيَي: "تلك اليهودية" فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه. وقيل: إن التي قالت لها ذلك حفصة.

وقالت عائشة: لم يكن أحد من نساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم تساميني في حسن المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش: وكانت تفخر على نساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم وتقول: إن آباءكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه.

وبسببها أنزل الحجاب. وكانت امرأة صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله.

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى: حدثنا هارون بن عبد الله، عن ابن فديك حدثنا ابن أبي ذئب حدثني صالح مولى التَّوْأمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال للنساء عام حَجَّة الوداع: "هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ". قال: فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا يقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم(*)أخرجه أحمد في المسند 2/ 446..

أخبرنا يحيى أبو ياسر بإسنادهما عن مسلم قال: حدثنا محمود بن غَليان، حدثنا الفضل بن موسى السِّينَانِيّ أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَسْرَعُكُنَّ لُحُوُقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". قالت فكنا نتطاول أينا أطول يدًا قالت: فكانت زينب أطولنا يدًا لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق(*)أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1907 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل زينب أم المؤمنين رضي الله عنها حديث رقم (101/ 2452)..

وقالت عائشة: ما رأيت امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصْدق حديثًا وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة.

ورَوَى شَهْرُ بن حَوْشَب، عن عبد الله بن شَدَّاد أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: "إن زينب بنت جحش لأوّاهة". فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: "المتخشع المتضرع".(*)

وكانت أول نساء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لحوقًا به كما أخبر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وتوفيت سنة عشرين أرسل إليها عمر بن الخطاب اثني عشر ألف درهم، كما فرض لنساء النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأخذتها وفرقتها في ذوي قرابتها وأيتامها، ثم قالت: اللهم لا يدركني عطاءٌ لعمر بن الخطاب بعد هذا! فماتت، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش قيل: وهي أول امرأة صنع لها النعش. ودُفنت بالبقيع.

أخرجها الثلاثة.
(< جـ7/ص 126>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال