محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن...
كان كعب بن الأشرف شاعرًا يهوديًا، وكان يهجو رسول الله صَلََّى الله عليه وسلم، وفي رواية جابر عند الحاكم في "الإ كليل": فقد آذانا بشعره وقوي المشركون، فلما طلب النبي صَلَّى الله عليه وسلم له فارسًا من الصحابة الكرام فرسان الإسلام؛ قام إليه محمد بن سلمة رضي الله عنه، واستأذن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم في أن يُعَرِّضَ عليه بالكلام، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب، فأخبر كعبًا أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قد عنانا ــ أي: أتعبنا ــ وبلغ منا الجهد، هي تحتمل مافهمه كعب من أنهم سوف يملون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهي تحتمل أنهم يبذلون في الإسلام ويتحملون المشاق في سبيل الله عز وجل.
وقد روى ابن إسحاق أن النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم مشى معهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم فقال: انطلقوا على اسم الله، "الَّلهُمَّ أَعِنْهُمْ".
وقدظهر في قصة قتل كعب توفيق الله عز وجل لمحمد بن مسلمة وصاحبيه؛ وإنما دفع الصحابة الكرام إلى هذا المواقف الإيمانية شدةُ محبتهم لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومبادرتهم لتنفيذ أوامره.