تسجيل الدخول


محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الخزرج بن...

مُحَمَّدُ بن مَسْلَمَة بن سَلَمَة، وقيل: ابن مَسْلَمة بن خَالِد الأوسيّ الأنصاريّ الحارثي المدني، حليف بني عبد الأشهل:
كنيته أبو عبد الرحمن. وقيل: يكنى أبا عبد الله؛ وأبا سعيد. وأمّه أمّ سهم، واسمها خُليدة بنت أبي عُبيد بن وهب، من الخزرج. وكان لمحمّد بن مسلمة من الولد عشرة نفر وستّ نسوة: عبد الرحمن وبه كان يكنى، وأمّ عيسى، وأم الحارث؛ وأمّهم أمّ عمرو بنت سلامة بن وقش؛ وهي أخت سلمة بن سلامة، وعبد الله، وأمّ أحمد؛ وأمّهما عمرة بنت مسعود بن أوس، من الأوس، وسعد، وجعفر، وأمّ زيد؛ وأمّهم قُتيلة بنت الحصين بن ضمضم، من بني مرّة بن عوف، من قيس عيلان، وعمر؛ وأمّه زهراء بنت عمّار بن معمر، من بني مرّة، ثمّ من بني خصيلة، من قيس عيلان، وأنس، وعمرة؛ وأمّهما من الأطباء بطن من بطون كلب، وقيس، وزيد، ومحمّد؛ وأمّهم أمّ ولد، ومحمود لا عقب له، وحفصة؛ وأمّهما أمّ ولد.
ووُلِدَ محمد بن مسلمة قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقديّ؛ وهو ممن سُمي في الجاهلية محمدًا، وكان أسمر شديد السّمرة، طويلًا، معتدلا، أصلع ذا جثّة. وقال مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيع في "صحابة مِصر": بعثه عُمر إلى عَمْرو بمصر، فقاسمه ماله، وأسند ذلك في حديثه.
وأسلم محمّد بن مسلمة بالمدينة على يد مُصْعَب بن عُمَيْر وذلك قبل إسلام أُسَيْد بن الحُضَيْر وسعد بن معاذ. وشهد محمّد بدرًا، وأُحُدًا. وكان فيمن ثبت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومئذٍ حين ولّى الناس. وشهد الخندق، والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ ما خلا تبوك فإنّ رسول الله استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك. وكان محمّد فيمن قَتَل كعب بن الأشرف، وإلى ابن أبي الحُقيق. وبعثه رسول الله إلى القُرْطَاء، وهم من بني أبي بكر بن كلاب، سريّةً في ثلاثين راكبًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فسلم وغنم، وبعثه أيضًا إلى ذي القَصّة سريّةً في عشرة نفر. وروى عاصم بن عمر بن قتادة قال: لمّا خرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى عمرة القضيّة، فانتهى إلى ذي الحُليفة قدّم الخيل أمامه وهي مائة فرس واستعمل عليها محمّد بن مسلمة(*). وروى إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: كان محمّد بن مسلمة يقول: يا بنيّ سلوني عن مشاهد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ومواطنه؛ فإنّي لم أتخلّف عنه في غزوة قطّ إلا واحدة في تبوك خلّفني على المدينة، وسلوني عن سراياه صَلَّى الله عليه وسلم؛ فإنّه ليس منها سرِيّة تخفى عليّ إمّا أن أكون فيها أو أن أعلمها حين خرجت. وآخى رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة
واعتزل الفتنة، واتخذ سيفًا من خشب، وجعله في جفْن، وذكر أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أمره بذلك، ولم يشهد الجمل ولا صِفْين، وأقام بالرّبذة. وقد قيل: إنه الّذي قتل مرحبًا اليهودي بخَيْبَر. وقيل: ‏قتله الزّبير‏. والصّحيحُ الذي عليه أكثر أهلُ السِّير وأهل الحديث أنّ عَلِيًّا هو الذي قتل مرحبًا اليهوديّ بخيْبَر.
وقال ابْنُ الْكَلْبِيِّ: ولاه عُمر على صدقات جُهَينة. وكان صاحب العمال أَيام عمر، وهو الذي أَرسله عمر إِلى عماله ليأَخذ شَطر أَموالهم، لثقته به، وكان عند عمر معدًا لكَشْف الأمور المُعْضلة في البلاد. وروى ابْنُ المُبَارَكِ في "الزُّهْدِ" عن عَبَايَة بن رفاعة؛ قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصْرًا وجعل عليه بابًا، وقال: انقطع الصوت، فأرسل محمد بن مسلمة، وكان عُمر إذا أحبَّ أن يؤتى بالأمر كما يريد بَعَثَه؛ فقال له: ائت سَعْدًا؛ فأحرق عليه بابه؛ فقدم الكوفة؛ فلما وصل إلى الباب أخرج زَنْده فاستوْرى نارًا، ثم أحرق الباب، فأخبر سعد، فخرج إليه، فذكر القصة. وقال ابْنُ عَبْدِ البَرَّ: كان من فضلاء الصحابة؛ واستخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة في بعض غزواته. وقيل: استخلفه في غزوة قَرْقَرة الكُدْر. وقال ابْنُ شَاهِين: كان من قدماء الصحابة، سكن المدينة، ثم سكن الربَذَة بعد قتل عثمان، ولم يستوطن غير المدنية، وقال ابن شاهين: صَحِبَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأولاده: جعفر، وعبد الله، وسعد، وعبد الرحمن، وعمر.
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث. قال ابْنُ عَبْدِ الَبرَّ في نسبه: روى عنه ابنه محمود؛ وذؤيب؛ والمِسْور بن مَخْرمة؛ وسهل بن أبي حَثْمة؛ وأبو بُرْدة بن أبي موسى؛ وعُرْوة، والأعرج، وقبيصة بن حصن؛ وآخرون. أخرج ابْنُ شَاهِينَ من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال: أعطاني رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفًا فقال:"قَاتِلْ بِهِ المُشْرِكِينَ مَا قَاتَلُوا؛ فَإذَا رَأيْتَ أمتي يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فائت بهِ أحدًا فاضْربْ به حَتَّى يَنْكَسِرَ؛ ثُمّ اجْلِسْ فِي َبْيِتك حَتَّى تَأتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ"(*)أخرجه بن أبي شيبة في المصنف 15 / 22 ففعل. وفي رواية: قال محمد بن مسلمة: أَعطاني رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم سيفًا، وقال: "قَاتِلْ بِهِ الْمُشْرِكِيْنَ، فَإِذَا اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ بَيْنَهُمْ فَاكْسِرْهُ عَلَى صَخْرَةٍ، ثُمَّ كُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلاَسِ بَيْتِكَ"(*). وروى ضبيعة بن حصين الثعلبي قال: كنّا جلوسًا مع حذيفة فقال: إنّي لأعلم رجلًا لا تنقصه الفتنة شيئًا، فقلنا: من هو؟ قال: محمّد بن مسلمة الأنصاري، وصرح بسماع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا مات حذيفة وكانت الفتنة خرجت فيمن خرج من النّاس، فأتيت أهل ماء، فإذا أنا بفسطاط مضروب مُتَنَحًّى تضربه الرياح فقلت: لمن هذا الفسطاط؟ قالوا: لمحمّد بن مسلمة، فأتيته فإذا هو شيخ، فقلت له: يرحمك الله أراك رجلًا من خيار المسلمين تركت بلدك ودارك وأهلك وجيرتك، قال: تركته كراهيةَ الشرّ، ما في نفسي أن تشتمل على مصر من أمصارهم حتى تنجلي عمّا انجلت. وروى زيد بن أسلم عن محمّد بن مسلمة قال: أعطاني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، سيفًا فقال: "يا محمّد بن مسلمة جاهدْ بهذا السيف في سبيل الله حتى إذا رأيت من المسلمين فئتين تقتتلان فاضربْ به الحجر حتى تكسره ثمّ كُفّ لسانك ويدك حتى تأتيك منيّة قاضية أو يد خاطئة". فلمّا قتل عثمان وكان من أمر الناس ما كان خرج إلى صخرة في فنائه فضرب الصخرة بسيفه حتى كسره(*) وكان محمّد بن مسلمة يقال له فارس نبيّ الله. قال فاتخذ سيفًا من عود قد نحته وصيّره في الجفن معلقًا في البيت، وقال: إنّما علّقته أُهيّب به ذاعرًا.
قال الْوَاقِدِيُّ: مات بالمدينة في صفَر سنة ست وأربعين، وهو ابن سَبْع وسبعين سنة، وأرّخه المدائني سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة سبع وأربعين،. وقال ابن أبي داود: قتله أهل الشام، وكذا قال يعقوب بن سفيان في "تاريخه": دخل عليه رجل مِنْ أهل الشام من أهل الأرْدن وهو في داره فقتله. وصلّى عليه مَرْوان بن الحكم، وهو يومئذ أميرٌ على المدينة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال