1 من 3
الْمُغِيْرَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَرَشِيُّ
(ب د ع) المُغَيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القُرَشي الهاشمي، ابنُ عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم. كنيته أَبو سفيان، وبها اشتهر. وقيل كنيته أَبو عبد الملك.
أَسلم في الفتح، وشهد حُنَينًا هو وابنه. ويرد في الكنى أَتم من هذا إِن شاءَ الله تعالى.
أَخرجه الثلاثة.
(< جـ5/ص 236>)
2 من 3
الْمُغِيْرَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْقرَشِيُّ
(ب) المُغِيرَةُ بنُ الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ابنُ عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أَخو أَبي سفيان المقدم ذكره.
له صحبة. وقد قيل: إِن أَبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة. ولا يصح، والصحيح أَنه أَخوه. هذا كلام أَبي عمر.
قلت: وقد ذكره ابن الكلبي والزبير بن بكار وغيرهما فقالوا: اسم أَبي سفيان المغيرة، وهو الشاعر. وهذا يؤيد ما قاله ابن منده وأَبو نُعَيم من أَنَّ المغيرةَ اسمُ أَبي سفيان، لا اسمُ أَخ له. وجعله أَبو عمر ترجمتين، على ظنه أَنهما اثنان، وسماهما في الترجمتين المغيرة. وقال ما ذكرناه عنه، والله أَعلم.
أَخرج هذه الترجمة أَبو عمر.
(< جـ5/ص 237>)
3 من 3
أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ
(ب ع س) أَبو سُفْيَانَ بن الحَارِث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القُرَشي الهاشمي، ابن عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وكان أَخا النبي صَلَّى الله عليه وسلم من الرضاعة. أَرضعتهما حليمة بنت أَبي ذؤيب السعدية. وأُمه غَزِنَّة بنت قيس بن طريف، من ولد فِهْر بن مالك.
قال قوم ــ هم إِبراهيم بن المنذر، وهشام بن الكلبي، والزبير بن بكار ــ: اسمه المغيرة. وقال آخرون: اسمه كنيته، والمغيرة أَخوه.
يقال: إن الذين كانوا يشبهون رسول الله جعفر بن أَبي طالب، والحسن بن علي، وقُثم ابن العباس، وأَبو سفيان بن الحارث.
وكان أَبو سفيان من الشعراءِ المطبوعين، وكان سبق له هجاء في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإِياه عارض حسان بن ثابت بقوله: [الوافر]
أَلاَ أَبْلِـغْ
أَبَا سُفْيَانَ عَنِّـي مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَـرِحَ الخَفَـاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْـدَ الله فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
ثم أَسلم فحسن إِسلامه.
أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق قال: حدَّثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس قال: مر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عام الفتح ــ وذكره ــ قال: وكان أَبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أَبي أُمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بثنية العُقَاب ــ بين مكة والمدينة ــ فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أُم سلمة فيهما وقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك! فقال: "لاَ حَاجَةَ لِي بِهِمَا، أَما ابن عمي فَهَتَك عرضي، وأَما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال". فلما خرج الخبر إِليهما بذلك ومع أَبي سفيان ابن له، فقال: والله لَيَأْذَنَنَّ لنا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم أَو لآخذَنَّ بيد ابني هذا، ثمّ لَنَذْهبَنَّ في الأَرض حتى نموت عطشًا وجوعًا. فلما بلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رَقَّ لهما، فدخلا عليه، فأَنشده أَبو سفيان قوله في إِسلامه، واعتذاره مما كان مضى، فقال: [الطويل]
لَعَمْرُكَ
إِنِّي
يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً لِتَغْلِبَ
خَيْلُ الَّلاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَـكَالِمُظْلِمِ الحَيْرَانِ أَظْلَمَ
لَيلُهُ فَهَذَا أَوَانِي حِيْنَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
هَدَانِي هَادٍ غَيرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي عَلَى الله مَنْ طَرَّدتُ كُـلَّ مُطَرَّدِ
أَصُدُ وَأَنأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّد وَأُدْعَى ــ وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ ــ مِنْ مُحَمَّدِ
وهي أَطول من هذا.(*)
وحضر مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الفَتح. وشهد معه حنينًا فأَبلى فيها بلاء حسنًا.
وبهذا الإِسناد، عن يونس، عن ابن إِسحاق قال: حدثني عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أَبيه جابر بن عبد الله الأَنصاري قال: فخرج مالك بن عوف النَّضْري بمن معه إِلى حنين، فسبق رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إليه، فأَعدُّوا وتَهَيئوا في مضايق الوادي وأَحنائه، وأقبل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَصحابه وانحط بهم الوادي في عَمَاية الصبح، فلما انحطَّ الناسُ ثارت في وجوههم الخيل، فشدت عليهم، فانكفأ الناس منهزمين، وركبت الإِبل بعضُها بعضًا، فلما رأَى رسولُ الله أَمرَ الناس، ومعه رهط من أَهل بيته ورهط من المهاجرين، والعباس آخذ بحَكَمَة البغلة البيضاء وقد شَجَرها. وثبت معه من أَهل بيته: علي بن أَبي طالب، وأَبو سفيان بن الحارث، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وغيرهم. وثبت معه من المهاجرين: أَبو بكر، وعمر. فثبتوا حتى عاد الناسُ.
ثم إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أحبَّ أبا سفيان، وشهد له بالجنة، وقال: "أرْجُو أنْ تَكُونَ خَلَفًا مِنْ حَمْزَةَ"(*) ذكره الهيثمي في المجمع 6/146.
وهو معدود في فضلاء الصحابة، رُوي أنه لما حضرته الوفاة قال: لا تبكوا عليّ فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أَسلمت.
وبهذا الإِسناد عن ابن إِسحاق، قال: وقال أَبو سفيان يبكي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: [الوافر]
أَرِقْتُ
فَبَاتَ
لَيلِـي لاَ يَـزُولُ وَلَيلُ أَخِي الْمُصِيْبَةِ فِيْهِ طُولُ
وَأَسْعَدَنِي الْبُكَـاءُ، وَذَاكَ فِيْمَا أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِهِ
قَلِيْلُ
فَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيْبَتُـهُ وَجَـلَّتْ عَشِيَّةَ قِيلَ: قَدْ قُبِضَ الْرَّسُولُ
وَتصْبِحُ
أَرْضُنَا مِمَّا عَرَاهَا تَكَـادُ
بِنَا
جَوَانِبُهَا تَمِيلُ
فَقَدْنَا
الوحْي وَالتَّنْزِيلَ فِينَا يَرُوحُ
بِهِ
ويَغْـدُو جَبْرَئِيلُ
وَذَاكَ أَحَـقُّ مَـا سَالَتْ عَلَيْهِ نُفُوسُ الْنَّاسِ أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ
نَبِـيٌّ كَـانَ يَجْلُـو الْشَّكَّ عَنَّـا بِمَا
يُوحَى
إِلَيْهِ وَمَـا يَقُـولُ
وَيَهْدِينَا
فَلَا
نَخْشَى ضَلَالًا عَلَيْنَا،
وَالْرَّسُـولُ لَنَا
دَلِيلُ
فَلَـمْ نَـرَ مِثْلَهُ فِـي الْنَّاسِ حَيًّا وَليْسَ لَهُ
مِنَ الْمَوْتَى عَدِيـلُ
أَفَاطِمُ، إِنْ جَزَعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيلُ
فَعُودِي
بِالْعَـزَاءِ،
فَإِنَّ
فِيهِ ثَوَابَ
الله
وَالْفَضْلُ
الْجَزِيْلُ
وَقُـولِي فِي أَبِيْكِ وَلاَ
تَمَلِّي وَهَـلْ يَجْزِي بِفِعْـلِ أَبِيْكِ قِيْلُ
فَقَبْرُ أَبِيكِ سَيِّدُ
كُـلِّ
قَبْرٍ وَفِيهِ
سَيِّدُ
الْنَّاسِ
الْرَّسُولُ
وتوفي أَبو سفيان سنة عشرين. وكان سبب موته أنه حَجّ فحلق رأْسه، فقطع الحجام ثُؤْلُولا كان في رأْسه فمرض منه حتى مات بعد مَقْدمه من الحج بالمدينة، وصلى عليه عمر بن الخطاب. وقيل: مات بالمدينة بعد أَخيه نوفل بن الحارث بأَربعة أَشهر إِلا ثلاث عشرة ليلة. وهو الذي حفر قبر نفسه قبل أَن يموت بثلاثة أَيام، وذلك سنة خمس عشرة، والله أَعلم.
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر وأَبو موسى.
(< جـ6/ص 141>)