1 من 3
المغيرة بن الحارث الهاشمي:
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلّب بن هاشم القرشيّ الهاشميّ. أخو أبي سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، له صُحْبَةٌ. وقد قيل: إن أبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة، ولا يصحُّ. والصّحيحُ أنه أخوه والله أعلم.
(< جـ4/ص 6>)
2 من 3
المغيرة بن الحارث الهاشمي:
المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ، أبو سفيان بن الحارث، غلبْت عليه كنْيَته. قال بعضهم: اسْمُه المغيرة. وقال آخرون: بل له أخٌ يسمى المغيرة، قد ذكرنا أبا سفيان هذا وطرفًا من أخباره في باب الْكُنَىَ، لأنه ممن غلبَتْ عليه كُنْيته.
(< جـ4/ص 7>)
3 من 3
أبو سفيان بن الحارث الهاشمي:
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلبُ بن هاشم القرشيّ الهاشميّ ابن عَمّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وكان أخا رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم من الرَّضَاعة أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السّعدية. وأمه غَزِيّة بنت قيس بن طريف، من ولد فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. قال قوم ـــ منهم إبراهيم بن المنذر: اسمه المغيرة. وقال آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه. ويقال: إن الذين كانوا يشبَّهُون برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: جعفر بن أبي طالب، والحسن بن علي بن أبي طالب، وقُثَم بن العبّاس ابن عبد المطَّلب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، والسّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف. وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب من الشِّعراء المطبوعين. وكان سبق له هجاءٌ في رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وإياه عارض حسّان بن ثابت بقوله: [الوافر]
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا
سُفْيَانَ
عَنِّي مُغْلَغَلَةً فَقَدْ بَرَحَ الخَفَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ
وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان. والشّعر محفوظ. ثم أسلم فحسُنَ إسلامه فيقال: إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حياءً منه. وكان إسلامُه يوم الفتح قبل دخولِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة، لقيه هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأَبْْوَاء فأسلما. وقيل. بل لقيه هو وعبد الله بن أبي أُميَة بين السُّقيا والعَرْج، فأعرض رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عنهما، فقالت له أمّ سلمة: لا يكن ابن عمك وأخي ابن عمتك أشقَى النَّاس بك. وقال علي بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث. ائت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من قِبَل وجهه، فقل له ما قال إخْوَةُ يوسف ليوسف عليه السّلام: {تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف 91] فإنه لا يرضى أَنْ يكونَ أحدٌ أحسن قولًا منه. ففعل ذلك أبو سفيان. فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف 92]. وقَبِل منهما، وأسلما وأنشده أبو سفيان قولَه في إسلامه واعتذاره مما سلف منه: [الطويل]
لَعَمْرُكَ إِنِّي
يَوْمَ
أَحْمِلُ رَايَةً لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالمُظْلمِ
الحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُـهُ فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَي فَأَهْتَدِي
هَدَانِي هَادٍٍ غَيْرَ نَفْسِي وَدَلَّنِي عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرّدْتَهُ كُلَّ مُطرَدِ
أَصدُّ وَأَنأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبُ مِنْ مُحَمَّدٍ
قال ابن إسحاق: فذكروا أنه حين أنشد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قوله: "من طَرَّدته كلّ مطرَّد" ضرب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم صَدْرَه وقال: "أَنْتَ طرَّدْتَني كُلَّ مُطَرَّدٍ"!.(*)
وشهد أبو سفيان حُنينًا، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، وكان ممن ثبت ولم يفِرّ يومئذٍ، ولم تفارق يده لجام بَغْلةِ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم حتى انصرف النّاسُ إليه، وكان يُشْبِهُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يُحِبُّه، وشهد له بالجّنة وكان يقول: "أرجو أن تكونَ خلفًا من حمزة".(*) وهو معدودٌ في فضلاء الصْحابة. روى عفان، عن وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "َأُبو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ"(*) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/255..
ويروى عنه أنه لَمَّا حضرتْهُ الوفاة قال: لا تبكوا عليّ، فإني لم أتنطّف بخطيئةٍ منذ أَسْلَمت. وذكر ابن إسحاق أنّ أبا سفيان بن الحارث بكى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم كثيرًا ورثاه فقال: [الوافر]
أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِيَ لَا يَزُولُ وَلَيل أَخِي المُصِيبَةِ فِيهِ طُولُ
فأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيمَا أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ قَلِيلُ
لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيَبَتُنَا وَجَلَّتْ عَشِيةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ
وَأَضْحَتْ أَرْضُنَا مِمَّا عَرَاهَا تَكَادُ
بِنَا
جَوَانِبُهَا
تَمِِِِيلُ
فَقَدْنَا
الوَحْي وَالتَّنْزِيل فِينَا يَرُوحُ
بِهِ
وَيَغْدُو
جِبْرَئيِلُ
وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيهِ نُفُوسُ النَّاسِ أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ
نَبِيُّ كَانَ
يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا بِمَا يُوحَى إِلَيهِ
وَمَا يَقُولُ
وَيَهْدِينَا
فَلَا
نَخْشَى ضَلَالًا عَلَينَا
وَالرَّسُولُ
لَنَا
دَلِيلُ
أَفَاطِمُ إِنْ جَزَعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي ذَاكَ السَّبِيلُ
فَقَبْرُ
أَبِيكِ سَيِّدُ
كُلِّ قَبْرٍ وَفِيهِ
سيِّـدُ النَّاسِ الرَّسُولُ
وأبو سفيان بن الحارث هو الذي يقول أيضًا [الوافر]
لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيشٌ غَيْرَ فَخْر بِأَنَّا نَحْنُ أَجْوَدُهُمْ حِصَانَا
وَأَكْثَرُهُمْ دُرُوعًا
سَابِغَاتٍ وأَمْضَاهُمْ إِذَا طَعنُوا سِنَانا
وَأَدْفَعُهُمْ لَدَى الضِّرَّاءِ عَنْهُمْ وَأَبْيَنُهُمْ
إِذَا نَطَقُوا لِسَانَا
وروى أبو جعبّة البدري أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "أَبُو سُفْيَان خَيْرُ أَهْلِي" ـــ أَوْ "مِنْ خَيْرِ أَهْلِي".(*)
وقال ابن دريد وغيره من أهل العلم بالخبَر: إنّ قَوْلَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كُلّ الصَّيْدِ فِي جَوْف الفَرَا"(*): إِنه أبو سفيان بن الحارث ابن عمّه هذا.
وقد قيل: إن ذلك كان منه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في أبي سفيان بن حرب، وهو الأكثر، والله أعلم.
قال عروة: وكان سبب موته أنه حجَّ، فلما حلق الحلاقُ رأسه قطع تُؤْلُولًا كان في رأسه، فلم يزل مريضًا منه حتى مات بعد مقدمه من الحجّ بالمدينة سنة عشرين. ودُفن في دار عقيل بن أبي طالب، وصلَّى عليه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. وقيل: بل مات أبو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة؛ وكان هو الذي حفر قَبْرَ نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيّام، وكانت وفاة نوفل بن الحارث على ما ذكرنا في بابه سنة خمس عشرة.
(< جـ4/ص 237>)