تسجيل الدخول


المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب

1 من 3
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عَمّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية.

قال ابْنُ المُبَارَكِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، وغيرهما: اسمه المغيرة، وقيل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه، وكان ممن يُشْبِه رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومضى له ذكر مع عبد الله بن أبي أمية [[قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كان أبو أمية بن المغيرة يُدْعى زادَ الرَّكْب، وكان ابنه عبد الله شديدَ الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرًا فلقِيَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم بين السُّقْيَا والعَرْج هو وأبو سفيان بن الحارث، فأعرض عنهما، فقالت أم سلمة: لا تجعل ابْنَ عمك وابْنَ عمتك أشقَى الناس بك.

وَقَالَ عَلي لأبِي سُفْيَانَ: ائْتِ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم من قِبَل وَجْهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف؛ ففعل؛ فقال: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيومَ} [يوسف: 92] و قَبِلَ منهما وأسلما]] <<من ترجمة عبد الله بن أبي أمية "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.

وأخرجه الحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة"(*) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33350 وعزاه لابن سعد عن عروة مرسلًا أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 255 عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد فتيان الجنة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب... الحديث وصححه وأقره الذهبي، قال حلقَه الحلّاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات؛ قال: فيرون أنه مات شهيدًا، هذا مرسل، رجاله ثقات، وكان أبو سفيان ممن يُؤْذِي النبي صَلَّى الله عليه وسلم ويهجوه ويُؤْذي المسلمين، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ
[الوافر]

ويقال: إنَّ عليًا علّمه لما جاء ليسلم أَنْ يأتي النبي صَلَّى الله عليه وسلم من قبل وجهه فيقول: {تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} [يوسف: 91] الآية، ففعل فأجابه: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} [يوسف: 92] الآية. فأنشده أبو سفيان:

لَعَمْرُكَ إِنّـِي يَـوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً لتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

فَكَالمُدْلِجِ الحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ فَهذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
[الطويل]

الأبيات.

وأسلم أَبُو سُفْيَانَ في الفتح، لقي النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو متوجّه إلى مكة فأسلم، شهد حنينًا، فكان ممن ثبت مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم.

وأخرج مُسْلِمٌ من طريق كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه قصةَ حُنين؛ قال: فطفق النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخِذٌ بلجامها أكفُّها، وأبو سفيان بن الحارث آخِذٌ بركابه، فقال: "يا عباس، ناد: يا أصحاب الشجرة..." الحديث(*).

وأخرجه الدُّولَابِيُّ من حديث أبي سفيان بن الحارث بسنَدٍ منقطع، ويقال إنه لم يرفع رأسه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حياءً منه.

وذكر محمد بن إسحاق له قصيدةً رثى بها النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم لما مات يقول فيها:

لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ مَاتَ الرَّسُولُ

[الوافر]

وقد أسند عنه حديثٌ أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب "الإخْوَة"، وابْنُ قَانِعٍ من طريق سماك بن حرب: سمعت شيخًا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدِّثُ عن أبي سفيان بن الحارث؛ قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لَا يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّة لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ مِنَ القَوِيِّ"(*). وسنده صحيح، لولا هذا الشيخ الذي لم يسم.

وأنشد له أبو الحسن، مما قاله يوم حُنين:

إِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ مِنْ أَعْمَامِهِ بَنِي أَبِيهِ قُوَّةٌ مِــنْ قُدَّامِهِ

فَإِنَّ هَذَا اليَـوْمَ مِـنْ أَيَّـامِهِ يُقَاتِلُ الحَرَمِيُّ عَنْ إِحْرَامِهِ
يُقَاتِلُ المُسْلِمُ عَنْ إِسْلَامِهِ

[الرجز]

الأبيات.

وذكر عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران؛ قال: بلغني أنَّ عقيل ابن أبي طالب رأَى أبا سفيان يَجُولُ بين المقابر، فقال: يا ابن عمي، مالي أراك هنا؟ قال: أطلب مَوْضِعَ قبري، فأدخله داره، وأمر بأن يحفر في قاعها قبرًا، ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعةً ثم انصرف، فلم يلبث إلا يومين حتى مات، فدُفن فيه. ويقال: إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عُمَر فصلى عليه، ويقال سنة عشرين، ذكره الدارقطني في كتاب الإخوة.

ووقع عند البَغَوِِيُّ في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور؛ قال: أول مَنْ بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث، ولم يُصِبْ في ذلك، فقد أخرجه غيره من هذا الوجه، فقال: أبو سنان بن وهب، وهو الصواب، وهو المستفيض عند أهل المغازي كلّهم. واسم أبي سنان عبد الله. وقد تقدم في العبادلة، وتأتي قصته قريبًا في أبي سنان.
(< جـ7/ص 151>)
2 من 3
3 من 3
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال