تسجيل الدخول


المقداد بن الأسود الكندي

1 من 1
المقداد بن الأسود:

المقداد بن الأسود، نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة الزّهريّ، ولأنه كان تبنَّاه وحالفه في الجاهليّة، فقيل المقداد بن الأسود، وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد البهراوي، من بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقيل:‏ بل هو كنديَّ من كندة.‏ ‏

نسبه الدّارقطني إلى سعد، وزاد ابن دُهير بن لؤيّ بن ثعلبة بن مالك بن الشَّريد بن أبي أهون بن فائش بن دُريم بن القين بن أهود بن بهراء، عن أبي سعد اليشكريّ، عن ابن حبيب، عن هشام بن الكلبي وقال ابن إسحاق:‏ سعد بن زهير بالزّايّ بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن الشّريد بن هزل بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة‏. وقال ابن هشام:‏ ويقال هزل بن فائش بن درّ ودهير بن ثور آخرها‏. ‏

وقال أحمد بن صالح المصري:‏ المقداد حضرميّ، وَحالف أبوه كندة فنُسِبَ إليها،‏ ‏ وحالف هو بني زُهرة؛ فقيل الزّهري، [لمحالفته] الأسود بن عبد يغوث الزّهري، وَتبنّاه الأسود، فقيل:‏ المقداد بن الأسود بالتبني، وأبوه الذي ولده عمرو بن ثعلبة؛ فهو المقداد بن عَمْرو.‏ ‏

قال أبو عمر:‏ قد قيل إنه كان عبدًا حبشيًا للأسود بن عبد يغوث، فتبنّاه قبل إسلامه، واستَلْحَقه؛ والأول أصح وأكثر. ولا يصح قول من قال فيه:‏ إنه كان عبدًا؛ والصّحيحُ أنه بهراوي، من بهراء، يُكْنَى أبا معبد. وقيل أبا الأسود، كان قديم الإسلام، ولم يقدر على الهجرة ظاهرًا، فأتى مع المشركين من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصّلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك في السّرية التي بعث فيها رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث إلى ثنية الْمَرَة، فلقوا جمعًا من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلم يكن بينهم قتال؛ غير أنّ سعد بن أبي وقّاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رُمي به في سبيل الله، وهرب عُتْبَة بن غزوان، والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين، وشهد المقداد في ذلك العام بَدْرًا، ثم شهد المشاهِدَ كلّهَا.‏ ‏

قال ابن أبي شيبة:‏ حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا زائدة، عن عاصم، عن زرٍّ، عن ابن مسعود، قال:‏ أول من أظهر الإسلام سبعة، فذكر منهم المقداد.‏ ‏

وكان من الفضلاء النّجباء الكبار الخيار من أصحاب النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وروى فِطْر بن خليفة، عن كثير بن إسماعيل، عن عبد الله بن مُليلٍ، عن عليّ بن أبي طالب قال:‏ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏"‏إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَا أُعْطي سَبْعَة نُجَبَاءٍ وَوُزَرَاءٍ وَرُفَقَاءٍ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَر: حَمْزَة، وَجَعْفَرُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَليٌّ، وَالْحَسَنُ، والْحُسَيْنُ، وَعَبُد اللَّه بنُ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَحُذَيفَةُ، وَأَبُو ذَرّ، وَالْمِقْدَادُ، وبِلَالٌ‏"(*) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/128، والطبراني في الكبير 6/265، وابن عساكر 3/309، 4/ 213، 10/321، وذكره الهيثمي في الزوائد 9/159، والهندي في كنز العمال حديث رقم 33691.‏‏ ‏

وشهد المقداد فَتْحَ مصر، ومات في أرضه بالجرُف، فحُمِل إلى المدينة ودُفن بها وصلَّى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين.‏ ورَوى عنه من كبار التّابعين: طارق بن شهاب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى، ومثلهم. وروى طارق بن شهاب عن ابن مسعود، قال:‏ لقد شهدت من المقداد مشهدًا لأنْ أكون صاحبه أحبّ إلي مما طلعت عليه الشّمس، وذلك أنه أتى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو يذكر المشركين، فقال:‏ يا رسول الله إِنّا والله لا نقولُ لك كما قال أصحابُ موسى لموسى‏: ‏{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24].‏ ولكننا نقاتِلُ من بين يديك ومن خَلْفِك، وعَنْ يمينك وعن شمالك.‏ قال:‏ فرأيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يشرق وجهه لذلك، وسرَّه وأعجبه(*).‏ ‏

وتُوفِّي المقداد وهو ابنُ سبعين سنة.‏ ‏

وروى سليمانُ وعبد الله ابنا بُرَيدة عن أبيهما، قال:‏ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏"‏إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرَْبعةٍ مِنْ أَصْحَابِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ‏"‏‏ فقيل:‏ يا رسولَ الله، مَنْ هم؟ قال:‏ ‏"‏عَلِيٌّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ، وَأَبُو ذَرٍّ‏"‏‏(*) أخرجه الترمذي في السنن5/594، كتاب المناقب (50) باب (21) حديث رقم 3718 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن وابن ماجه في السنن حديث رقم 149، والحاكم في المستدرك 3/130،والبخاري في التاريخ الكبير 9/31.‏

وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرأ ويرفَعُ صوته بالقرآن، فقال:‏ ‏"‏أوّابٌ"‏‏. وسمع آخر يرفع صوته فقال:‏ ‏"‏مَراءٍ"‏،‏ فنُظِر فإذا الأول المقداد بن عمرو(*)‏. وذكر أحمد بن حنبل، حدّثنا الأسود بن عامر، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق، عن المقداد، قال:‏ لما نزلنا المدينة عشّرَنا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عشرة عشرة في كل بيت.‏ قال:‏ فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولم يكن لنا إلا شاة نتجزى لبنها(*).
(< جـ4/ص 42>)‏
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال