تسجيل الدخول


عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد...

الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، أم المؤمنين، وزوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأشهر نسائه، وقد كان النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يخاطب عائشة بقوله: عويش؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "يَا عُوَيْشُ، مَالِي أَرَاكِ أَشْرَقَ وَجْهُكِ..." الحديث. وكانت ــ رضي الله عنها ــ تُكْنى أم عبد الله؛ فعن عائشة قالت: أتيت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، كنيت نساءك فاكنني، قال: "اكتني بابن أختك عبد الله". ووُلِدت عائشة ــ رضي الله عنها ــ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، وأبوها ــ رضي الله عنه ــ خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص وذلك بمكة: أي رسول الله ألا تزوج؟ قال: "ومن؟"قالت: إن شئت بِكْرًا، وإنْ شئت ثيبًا قال: "فمن البكر؟" قالت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر، قال: "ومن الثيب؟" قالت: سودة بنتُ زَمَعَة بن قيس آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه، قال:"فاذهبي فاذكريهما عليّ"، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان ــ أم عائشة ــ فقالت: أيْ أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله أخطب عليه عائشة، قالت: وَدَدتَ، انتظري أبا بكر فإنه آت، فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قال: وهل تصلح له، إنما هي بنت أخيه، فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي وقولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي"، فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين. وروي أنه لما ماتت خديجة حزن عليها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مَهْد، فقال: يا رسول الله، هذه تُذهب بعض حُزن، وإنّ في هذه خلفًا من خديجة، ثمّ ردّها فكان رسول الله يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول: "يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها"، فكانت لعائشة بذلك منزلة عند أهلها ولا يشعرون بأمر الله فيها. وتقول عائشة: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في شوّال سنة عشر من النبوّة قبل الهجرة بثلاث سنين وأنا ابنة ستّ سنين، وهاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقدم على المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل، وأَعرسَ بي في شوّال على رأس ثمانية أشهر من المهاجَر، وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين. وروي أنه وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس، فقال عمّار: ما هذا؟ قالوا: رجل يقع في عائشة، فقال له عمّار: اسكت مقبوحًا منبوحًا، أتقع في حبيبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ إنّها لزوجته في الجنّة، وروي أنّ عائشة قالت للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: من أزواجك في الجنّة؟ قال: "أنت منهن"، وروت رضي الله عنها: أُخبرت أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "لقد أُريتها في الجنّة ليهوَّن بذلك عليّ موتي كأنّي أرى كفيّها"، يعني: عائشة. وروي أن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومًا: "يَا عَائِشُ، هَذَا جِبْرِيْلُ يُقْرِئُكِ الْسَّلَامَ"، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرَى ما لا أَرَى. وروى ربيعة بن عثمان قال: أسرى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليلة ثمّ قال لعائشة: "لأنت أحبّ إليّ من زُبْد بتمر". وروي عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عائشة ما يخفى عليّ حين تغضبين عليّ وحين ترضين" قلت: بمَ تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال "أما حين ترضين فتقولين لا وربّ محمد، وأمّا حين تغضبين فتقولين لا وربّ إبراهيم"، قالت: قلت صدقتَ والله يا رسول الله إني إنما أهجر اسمك. وروي أنّ عمرو بن العاص قال: يا رسول الله مَن أحبّ الناس إليك؟ قال: "عائشة"، قال: إنمّا أقول من الرجال، قال: "أبوها". وروى إسحاق الأعمى قال: دخلت على عائشة فاحتجبتْ مني فقلت: تحتجبين مني ولست أراك؟ قالت: إن لم تكن تراني فإنّي أراك. وروى عِكْرِمَة قال: كانت عائشة تحتجب من حسن وحسين، قال: فقال ابن عبّاس: إنّ دخلوهما عليها لَحِلّ. لأنّهما ولد ولد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. وروي عن عائشة قالت: فُضّلتُ على نساء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بعشر، قيل: ماهنّ يا أمّ المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرًا قطّ غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجلّ براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوّجها فإنّها امرأتك، فكنتُ أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلّي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سَحري ونحري، ومات في الليلة كان يدور عليّ فيها ودفن في بيتي. وروي أن ابن الزبير بعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلمّا أمست قالت: يا جارية هاتي فطري، فقالت أمّ ذَرَّة: يا أمّ المؤمنين أما استطعت فما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تُعَنِّفِيني، لو كنت أَذْكَرْتِني لفعلت. وروي أنه ما كان أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يشكّون في شيءٍ إلا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك عِلْمًا. وكان أزواجُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يَحْفَظْنَ من حديث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم كثيرًا ولا مثْلًا لعائشة وأمّ سَلَمة، وكانت عائشة تُفتي في عهد عمر وعثمان، إلى أن ماتت يرحمها الله، وكان الأكابر من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عمرُ وعثمان بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السّنَن. وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتني الصدِّيقة بنت الصدِّيق، البريئة المبرأة، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة. وقال الزّهري: لو جُمع علم عائشةَ إلى علم جميع أَزواج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم وعِلْم جميع النّساء لكان عِلْمُ عائشةَ أفضل‏، وكذلك حديث أَبي موسى الأشعريّ، وحديث أَنَس عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم قال:‏"‏فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام‏". عن عائشة قالت: أتاني نبّي الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "إني سأعرض عليك أمرًا فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك"، فقلت: وما هذا الأمر؟ قالت: فتلا عليّ: }يَا أَيهُّا النَّبيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا{إلى قوله: }فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ للِمُحْسِنَاتِ مُنكُنَّ أَجْرًا عَظِيْمًا {[سورة الأحزاب: 28، 29] قالت عائشة: في أيّ ذلك تأمرني أن أشاور أبويّ! بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قال فسُرّ بذلك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وأعجبه. وفاتها: وروي عن عائشة أنّها قالت حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أُخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبّح وأقضي ما علي. وروي عنها رضي الله عنها أنّها قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عائشة إن أردتِ اللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإيّاك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلقي ثوبًا حتى ترقعيه". وماتت عائشة رضي الله عنها ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، فأمرت أن تُدفَن من ليلتها فاجتمع النّاس وحضروا فلم ير الناس ليلة أكثر ناسًا منها نزل أهل العوالي، فدفنت بالبقيع.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال