تسجيل الدخول


عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد...

((عائشة بنت أبي بكر الصّديق. تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد الله بن عثمان رضي الله تعالى عنهم[[عبد الله بن عثمان بن عامر بن عَمْرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التميمي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.]] <<من ترجمة عبد الله بن عثمان بن عامر "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق أم المؤمنين، زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأشهر نسائه)) أسد الغابة.
((كانت تُكْنى أم عبد الله، فقيل: إنها ولدت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولدًا فمات طفلًا، ولم يثبت هذا. وقيل كناها بابن أختها عبد الله بن الزبير، وهذا الثاني ورد عنها من طرق منها عند ابن سعد، عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن عائشة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا أبو معاوية الضرير عن هشام بن عُروة عن عبّاد بن حمزة عن عائشة قالت: أتيت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله كنيت نساءك فاكنني. قال: "اكتني بابن أختك عبد الله"(*))) الطبقات الكبير.
((وُلدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمها أم رُومَان ابنة عامر بن عُوَيمر بن عبد شمس ابن عَتَّاب بن أذينة بن سُبَيع بن دُهْمان بن الحارث بن غَنم بن مالك بن كنانة الكنانية.)) أسد الغابة. ((أمّها أمّ رُومَان بنت عُمَيْر بن عامر بن دُهْمان بن الحارث بن غَنْم ابن مالك بن كِنَانَة.)) الطبقات الكبير. ((استأذنت رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في الكنيةِ فقال لها: ‏"‏اكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزّبَيْرِ‏ـــ"‏‏(*)أخرجه أبو داود في السنن حديث رقم 4970، وأحمد في المسند 6/186، وعبد الرازق حديث 19859، والبخاري في الأدب المفرد 851، والبيهقي في السنن 9/311، والحاكم في المستدرك 4/278، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 45233. يعني ابن أختها.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى أبي بكر الصدّيق عائشة فقال أبو بكر: يا رسول الله لقد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمُطَعِم بن عَدِيّ بن نَوْفَل بن عَبْد مَنَاف لابنه جُبَيْر فدعني حتى أَسُلُّها منهم. ففعل، ثمّ تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكانت بِكْرًا(*). أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجال عن أبيه عن أمّه عَمْرَة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زُرَارة قالت: سمعتُ عائشة تقول: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في شوّال سنة عشر من النبوّة قبل الهجرة بثلاث سنين وأنا ابنة ستّ سنين، وهاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقدم على المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوّل، وأَعرسَ بي في شوّال على رأس ثمانية أشهر من المهاجَر، وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين(*). أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني أبو حمزة ميمون مولى عروة بن الزّبير عن عروة عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله وإني لألعب مع الجواري، فما دريت أنّ رسول الله تزوّجني حتى أخذتني أمّي فحبستني في البيت عن الخروج فوقع في نفسي أني تزوّجت، فما سألتها حتى كانت أمّي هي التي أخبرتني(*). أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد عن هشام بن عُرْوة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا بنت ستّ سنين ودخل عليّ وأنا بنت تسع سنين، ولقد دخلت عليه وإني لألعب بالبنات مع الجواري فيدخل فَيَنْقَمِعْنَ منه صواحبي فيخرجن فيخرج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَيُسَرِّبُهُنّ عليّ(*). أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان عن إسماعيل بن أُميّة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في شوّال وبنى بي في شوّال، فأيّ نساء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كان أحظى عنده منّي؟ وكانت عائشة تستحبّ أن تُدخل نساؤها في شوّال(*). أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَة قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عائشة إلى أبي بكر الصدّيق فقال: يا رسول الله إني كنت أعطيتها مُطْعِمًا لابنه جُبَيْر فدعني حتى أَسُلُّها منهم فاستسلّها منهم فطلّقها فتزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم(*). أخبرنا يزيد بن هارون، حدّثنا فُضَيْل بن مَرْزُوق عن عَطِيّة قال: خطب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عائشة بنت أبي بكر وهي صَبِيَّة. فقال أبو بكر: أي رسول الله، أيتزوّج الرجل ابنة أخيه؟ فقال: "إنّك أخي في ديني". قال: فزوّجها إيّاه على متاع بيتٍ قيمته خمسون أو نحو من خمسين فأتتها حاضنتها وهي تلعب مع الصبيان فأخذت بيدها فانطلقت بها إلى البيت فأصلحتها وأخذت معها حجابًا فأدخلتها على رسول الله(*). أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا بنت ستّ سنين وأُدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين، وكنت العب على المرجوحة ولي جُمّة، فأتيتُ وأنا ألعب عليها فأُخِذْتُ فَهُيِّئْتُ ثمّ أُدْخِلْتُ عليه وأُرِيَ صورتي في حريرة(*). أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن حُمَيْد الطَّوِيل عن عبد الله بن عبد الله بن عُبَيْد بن عُمَير قال: وَجَدَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَلَى خديجة حتى خُشي عليه حتى تزوّج عائشة(*). أخبرنا وَكَيع بن الجَرَّاح والفضل بن دُكَيْن ومحمد بن ربيعة الكلابي عن الفُضَيْل بن مَرْزُوق عن عطيّة العَوْفِي أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج عائشة على بيت قيمته خمسون أو نحو من خمسين درهمًا(*). أخبرنا وَكيع عن سُفيان عن أبي إسحاق عن أُبِي عُبَيْدة أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج عائشة وهي ابنة سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع، ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة(*). أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّج عائشة وهي ابنة ستّ سنين أو سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع(*). أخبرنا أبُو مُعَاوِية الضَّرِير، حدّثنا الأَعْمَش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوّجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة(*). أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، حدّثنا إسرائيل عن أَبِي إسحاق عن أبي عُبَيْدة قال: تزوّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عائشة وهي بنت ستّ سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين ومات عنها صَلَّى الله عليه وسلم، وهي ابنة ثماني عشرة سنة(*). أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء، أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد مثله. أخبرنا أبو عاصم النَّبيل الضَّّحَّاك بن مَخْلَد والفَضْل بن دُكَيْن ومحمّد بن عبد الله الأسدي قالوا: حدّثنا سفيان عن إسماعيل بن أُميّة عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في شوّال وأُدخلت عليه في شوّال، فأيّ نسائه كان أحظى عنده منّي؟ وكانت تستحبّ أن تُدخل نساؤها في شوّال(*). وقال أبو عاصم: إنّما كره الناس أن يدخلوا النساء في شوّال لطاعون وقع في شوّال في الزمن الأوّل. قال أبو عاصم: وأخبرنا سفيان وهذا حديث سنة ستٍّ وأربعين ومائة بمكّة في دار الحسن بن وَهْبِ الجُمَحِيّ. أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوّج بي النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا ابنة سبع سنين ودخل بي وأنا ابنة تسع سنين، وكنت ألعب بالبنات مع صواحبي فإذا جاء وهنّ بين أيدينا يقول لنا النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "مكانكنّ"(*). أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكنّ يأتينني صواحبي يَنْقَمِعْنَ من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسول الله ُيسَرِّ بُهُنَّ إلَيّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي(*). أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، تزوّجها وهي ابنة ستّ سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين، وكانت عنده تسع سنين(*). أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، أخبرنا حَمَّاد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوّجني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا ابنة سبع سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع(*). أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن بُرْقَان عن الزُّهْرِيّ قال: ملك رسول الله عقدة عائشة وهي ابنة ستّ سنين، وجمعها وهي ابنة تسع سنين، وتوفّي عنها وهي ابنة ثماني عشرة(*). أخبرنا محمد بن حميد العبدي، حدّثنا مَعْمَر عن الزُّهْرِيّ وهشام بن عروة قالا: نكح النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، عائشة وهي ابنة تسع سنوات أو سبع(*). أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، أخبرنا وُهَيْب عن عُبيد الله بن عمر عن يزيد بن رُومَان عن عروة عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا خارجة بن عبد الله عن يزيد بن رُومَان عن عُرْوَة عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومًا وأنا ألعب بالبنات فقال: "ما هذا يا عائشة؟" فقلت: خيل سليمان. فضحك(*). أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا إسرائيل عن الأَعْمَش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: تزوّج بي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا ابنة ست سنين، وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين، وتوفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا ابنة ثماني عشرة(*). أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا موسى بن محمّد بن عبد الرحمن عن رَيْطَة عن عَمْرَة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنّها سُئلت: مَتَى بَنَى بِكِ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ فقالت: لما هاجر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلى المدينة خلّفنا وخلّف بناته، فلمّا قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظَّهْر وبعث أبو بكر معهما عبدَ الله بن أُرَيْقِط الدّيلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمّي أمّ رُوَمان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين، فلمّا انتهوا إلى قُدَيْد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة ثمّ رحلوا من مكّة جميعًا وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعًا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأمّ كلثوم وسَوْدَة بنت زَمْعَة، وحمل زيد أمّ أيمن وأُسامة بن زيد، وخرج عبد الله بن أبي بكر بأمّ رُوَمان وأختيه، وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعًا حتى إذا كنّا بالبيض من منى نَفَرَ بعيري وأنا في مِحَفّة معي فيها أمّي، فجعلت أمّي تقول: وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لَفْت فسلّم الله، عز وجلّ، ثمّ إنَّا قدمنا المدينة فنزل مع عيال أبي بكر، ونزل آل رسول الله ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومئذٍ يبني المسجد وأبياتًا حول المسجد فأنزل فيها أهله. ومكثنا أيَامًا في منزل أبي بكر، ثمّ قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الصَّدَاق". فأعطاه أبو بكر الصداق اثنتي عشرة أوقيّة ونشًّا فبعث بها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، إلينا، وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفّي فيه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وجعل رسول الله لنفسه بابًا في المسجد وجاه باب عائشة. قالت: وبنى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بسَودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يكون عندها(*))) الطبقات الكبير. ((أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّه كان لها بنات، تعني اللعب، فكان إذا دخل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، استتر بثوبه منها. قال أبو عوانة: لكي لا تمتنع(*). أخبرنا هشام أبو الوليد، حدّثنا أَبُو عَوَانَة عن عبد الملك بن عمير عن عائشة أنّها قالت: أُعطيتُ خلالًا ما أُعْطيتْها امرأة، ملكني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأنا بنت سبع سنين، وأتاه الملك بصورتي في كفّه فنظر إليها وبنى بي لتسع سنين، ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري، وكنت أحبّ نسائه إليه، وكان أبي أحبّ أصحابه إليه، ومرض رسول الله في بيتي فمرّضته فقُبض ولم يشهده غيري والملائكة(*). أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ سودة لمّا كبرت وهبت يومها لي فكان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقسم لي يومي ويومها(*). أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حُمَيْد بن عَرِيب قال: وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس، فقال عمّار: ما هذا؟ قالوا: رجل يقع في عائشة. فقال له عمّار: اسكت مقبوحًا منبوحًا، أتقع في حبيبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ إنّها لزوجته في الجنّة. أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي ُأوَيْس، حدّثني سليمان بن بلال عن أُسَامة بن زيد اللّيثي عن أَبِي سَلَمَة المَاجشُون عن أبي محمّد مولى الغفاريّين أنّ عائشة قالت للنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: من أزواجك في الجنّة؟ قال: "أنت منهن"(*). أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال: أُخبرت أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "لقد أُريتها في الجنّة ليهوَّن بذلك عليّ موتي كأنّي أرى كفيّها"، يعني عائشة(*). أخبرنا عبد الله بن نُمير، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات ويجئن صواحبات لي فيلعبن معي فإذا رأين رسول الله انْقَمَعْنَ منه، فكان رسول الله يُدخلهن فَيَلْعَبْنَ معي(*). أخبرنا أبو معاوية الضَّرِير عن إسماعيل بن سُميع عن مسلم البطين قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "عائشة زوجي في الجنة"(*))) الطبقات الكبير. ((أخبرنا محمد بن سرايا بن علي العدل، والحسين بن أبي صالح بن فَنّاخسرو، وغيرهما، بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه قال: كان الناس يَتَحرَّون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة، إن الناس يَتَحرَّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة، فمري رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان ـــ أو حيثما دار ـــ قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: فأعرض عني فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك، فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرتُ له ذلك فقال: "يَا أُمَّ سَلَمَةَ، لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ ـــ وَالله ـــ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرَهَا"(*)أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 37، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل عائشة رضي الله عنها.. قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث عن يونس، عن ابن شهاب قال: قال أبو سلمة: إن عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يومًا: "يَا عَائِشُ، هَذَا جِبْرِيْلُ يُقْرِئُكِ الْسَّلَامَ". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، تَرَى ما لا أَرَى(*)أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 36، كتاب فضائل أصحاب النبي باب فضل عائشة رضي الله عنها.. أخبرنا إسماعيل بن علي، وإبراهيم بن محمد، وغيرهما، بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمرو بن عَلقمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خِرْقَةِ حرير خضراء إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الْدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"(*)أخرجه الترمذي في السنن 5/ 660 كتاب المناقب (50) باب فضل عائشة رضي الله عنها (63) حديث رقم 3880..)) ((تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر، قاله أبو عبيدة. وقيل: بثلاث سنين. وقال الزبير: تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعد خديجة بثلاث سنين. وتوفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بأربع سنين. وقيل: بخمس سنين. وكان عمرها لما تزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ست سنين، وقيل: سبع سنين. وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة. وكان جبريل قد عرض على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم صورتها في سَرَقَةِ حرير من المنام، لما توفيت خديجة، وكناها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أم عبد الله، بابن أختها عبد الله بن الزبير. أخبرنا يحيى بن محمود ـــ فيما أذن لي ـــ بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص ـــ امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة ـــ: أي رسول الله، ألا تزوج؟ قال: "ومن؟" قلت: إن شئت بِكْرًا، وإنْ شئت ثيبًا قال: "فمن البكر؟" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: "ومن الثيب؟" قلت: سودة بنتُ زَمَعَة بن قيس، آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "فاذهبي فاذكريهما عليّ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان أم عائشة، فقالت: أيْ أم رومان، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله أخطب عليه عائشة. قالت: وَدَدتَ، انتظري أبا بكر فإنه آت. فجاء أبو بكر فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة. قال: وهل تصلح له، إنما هي بنت أخيه. فرجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: "ارجعي وقولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي". فأتت أبا بكر فقال: ادعي لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "وَمَنْ الْثَّيِّبُ؟" قالت: سودة بنت زمعة. قد آمنت بك واتبعتك. قال: "اذْهَبِي فَاذْكُرِيْهَا عَلَيَّ". قالت: فخرجت فدخلت على سودة فقلت: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وَدَدتَ، أدخلي على أبي فاذكري ذلك له ـــ قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج ـــ فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة. قال: كُفْءٌ كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها. فدعتها فقال: إن محمد ابن عبد الله أرسل يخطبك وهو كُفْءٌ كريم، أفتحبين أن أُزوجك؟ قالت: نعم. قال: فادعيه لي. فدعته فجاء فزوجها، وجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه، وقال بعد أن أسلم. أني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم سودة(*)أخرجه أحمد في المسند 6/ 210 ـــ 211..)) أسد الغابة. ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن عبيد الله عن ربيعة بن عثمان قال: أسرى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ليلة ثمّ قال لعائشة: "لأنت أحبّ إليّ من زُبْد بتمر"(*). أخبرنا محمد بن عمر، حدّثتني فاطمة بنت مسلم عن فاطمة الخزاعيّة قالت: سمعت عائشة تقول يومًا: دخل عليّ يومًا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: "يا حُمَيراء كنت عند أمّ سلمة". فقلت ما تشبع من أمّ سلمة؟ قالت فتبسّم فقلت: يا رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنّك نزلت بعُدوتين إحداهما لم تُرْعَ والأخرى قد رُعيت أيّهما كنت ترعى؟ قال: "التي لم ترع". قلت: فأنا ليس كأحد من نسائك، كلّ امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري. قالت فتبسّم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم(*))) ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال: لما ماتت خديجة حزن عليها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حزنًا شديدًا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مَهْد فقال: يا رسول الله هذه تُذهب بعض حُزن وإنّ في هذه خلفًا من خديجة ثمّ ردّها فكان رسول الله يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول: "يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها" فكانت لعائشة بذلك منزلة عند أهلها ولا يشعرون بأمر الله فيها. فأتاهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومًا في بعض ما كان يأتيهم، وكان لا يخطئه يومًا واحدًا أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلّم إلى أن هاجر، فيجد عائشة متستّرة بباب دار أبي بكر تبكي بكاءً حزينًا، فسألها فشكت أمّها فذكرت أنّها تولع بها، فدمعت عينا رسول الله ودخل على أمّ رُومَان فقال: "يا أمّ رومان ألم أوصك بعائشة أن تحفظيني فيها؟" فقالت: يا رسول الله إنّها بلّغت الصّديق عني وأغضبته علينا. فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "وإن فعلت". قالت أمّ رومان: لا جَرَم لا سؤتها أبدًا(*). وكانت عائشة وُلدت السنة الرابعة من النبوّة في أوّلها وتزوّجها رسول الله في السنة العاشرة في شوّال وهي يومئذ بنت ستّ سنين وتزوّجها بعد سودة بشهر. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا بن أبي الزِّناد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عائشة ما يخفى عليّ حين تغضبين عليّ وحين ترضين". قلت: بمَ تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال "أما حين ترضين فتقولين لا وربّ محمد، وأمّا حين تغضبين فتقولين لا وربّ إبراهيم". قالت: قلت صدقتَ والله يا رسول الله، إني إنما أهجر اسمك(*))) ((أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن جعفر عن ابن أَبِي عَوْن قال: قالت عائشة كنت أستبّ أنا وصفيّة فسببت أباها فسبّت أبي وسمعه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "يا صفيّة تسبّين أبا بكر! يا صفيّة تسبّين أبا بكر!"(*). أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمّد بن عبد الله عن الزُّهْرِيّ عن ابن المُسيَّب قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأبي بكر: "يا أبا بكر ألا تعذرني من عائشة؟" قال: فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربةً شديدة فجعل رسول الله يقول: "غفر الله لك يا أبا بكر ما أردتُ هذا"(*))) الطبقات الكبير. ((عويش: خاطب بها النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عائشة أم المؤمنين. أورده الطَّبَرَانِيُّ في العشرة من طريق مسلم بن يسار، قال: بلغني أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم دخل على عائشة فقال: "يَا عُوَيْشُ، مَالِي أَرَاكِ أَشْرَقَ وَجْهُكِ..." الحديث(*))) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا شَبَابَةُ بن سَوَّار، حدّثنا شعبة عن الحكم، عن أبي وائل قال: قال عمّار وذكر عائشة فقال: أما إنّا نعلم أنّها زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة.))
((أخبرنا حجَاج بن محمد عن ابن جريج قال: قال عطاء: كنت آتي عائشة [[أنا]] وعبيد ابن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير، [[قال]]: قلت: وما حجابها يومئذٍ؟ قال: هي حينئذٍ في قبّة لها تركيّة عليها غشاؤها بيننا وبينها، ولكن قد رأيت عليها درعًا معصفرًا وأنا صبيّ)) ((أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثتنا أمّ نصر قالت: حدّثتنا مُعَاذَة قالت: رأيت على عائشة مِلْحَفًا معصفرًا. حدّثنا محمد بن عبد الله الأَسَدِيّ، حدّثنا سفيان عن ابن جُرَيْج عن الحسن بن مسلّم عن صفيّة قالت: رأيت عائشة طافت بالبيتِ وهي منتقبة. أخبرنا حَجَّاج بن نُصَيْر، حدّثنا أبو عامر الخَزَّاز عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَة قال: رأيت على عائشة ثوبًا مضَرّجًا، فقلت: وما المضَرّج؟ فقال: هذا الذي تسمّونه المورّد. أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن، حدّثتنا حبيبة بنت عبّاد البارقيّة عن أمّها قالت: رأيت على عائشة درعًا أحمر وخِمارًا أسود. أخبرنا سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم قالا: حدّثنا الأسود بن شيبان قال: حدّثتني أمّ المغيرة مولاة الأنصار قالت: سألت عائشة عن الحرير، قالت: قد كنّا نكسى ثيابًا على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يقال لها السِّيَرَاء فيها شيء من حرير(*). أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزْرَقيّ المكِّي، حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن يحيَى بن سعيد قال: سمعت القاسم بن محمّد يحدّث أنّه كان عليه كساء خزّ في يوم بارد وأنّه ألبسه عائشة فلم تؤخّره. أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خزّ كانت تلبسه.

أخبرنا مَعْن بن عيسى ومُطَرِّف بن عبد الله قالا: حدّثنا مالك بن أنس عن نافع مولى ابن عبد الله بن عمر عن القاسم بن محمّد أنّ محمّد بن الأشعث قال لعائشة: ألا نجعل لك فروًا نُهديه إليك فإنّه أدفأ تلبسينه. فقالت: إني لأكره جلود الميتة. فقال: إني سأقوم عليه ولا أجعله لك إلاّ ذكيًّا. فجعله لها فأرسل به إليها فكانت تلبسه.)) ((أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسّان عن شُميسة أنّها دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السِّيْد الصفاق ودرع وخمار ونقبة قد لُوِّنَتْ بشيء مِنْ عُصْفُر. أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا مالك قال: حدثتني امرأة عن عمّتها قالت: كانت عائشة تلبس المُعَصْفَر. أخبرنا أنس بن عياض عن يحيَى بن سعيد قال: سمعتُ عبد الرحمن بن القاسم يقول: إنّ عائشة كانت تلبس المُعَصْفَر وهي مُحْرِمَة. أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت القاسم بن محمّد يحدّث أنّ عائشة كانت تلبس الأحمرين المذهّب والمُعَصْفَر وهي مُحْرِمَة. أخبرنا الفضل بن دُكين، حدّثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلبس المُعَصْفَر. أخبرنا عبد الله بن مَسْلَمَة بن قَعْنَب، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمّد [[قلت]]: إنّ ناسًا يزعمون أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نهى عن الأحمرين العصفر والذهب، فقال: كذبوا، والله لقد رأيت عائشة تلبس المُعَصْفَرات وتلبس خَوَاتِم الذهب. أخبرنا عارم بن الفضل، حدّثنا عبد الرحمن بن القاسم أنّ القاسم قال: كانت عائشة تحرم في الدرع المُعَصْفَر. حدّثنا عارم بن الفضل، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب قال: حدّثني ابن أبي مليكة قال: رأيت على عائشة درعًا مضرّجًا. أخبرنا المُعَلّى بن أسد، حدّثنا المُعَلَّى بن زِيَاد القُطَعِيّ، حدّثنا بَكْرة بنت عقبة أنّها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحنّاء فقالت: شجرة طيّبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن ممّا هما فافعلي. أخبرنا حَجَّاج بن نُصَيْر، حدّثنا عليّ بن المبارك قال: حدثتنا أمّ شَيْبَة قالت: رأيت على عائشة ثوبًا مُعَصْفَرًا.)) ((أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أُسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أمّه قالت: رأيتُ على عائشة ثيابًا حُمرًا كأنها شَرَرٌ، وهي محرمة. أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن، حدّثنا حميد بن عبد الله الأصمّ، عن أمّه قالت: رأيت على عائشة خمارًا أسود جيشانيًّا. أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدّثتنا أمّ نهار قالت: حدّثتنا أمينة قالت: رأيت على عائشة مِلْحَفَة مُوَرَّسَة وخِمَارًا جَيشانيًّا إلى السواد ما هو.)) ((أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء عن ابن جُرَيْج قال: أُخْبِرْتُ عن عِكْرمة قال: كانت عائشة وأزواج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يختضبن بالحنّاء وهنَ حُرُمٌ وذلك بعد وفاة النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، ويحججن في المُعَصْفَرَات. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا منصور بن سَلَمة عن أبيه عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: خرجنا مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حتى إذا كنّا بالقَاحَة سال على وجهي من رأسي صُفْرَة ممّا جَعلْتُ في رأسي من الطِّيب حين خرجت، فقال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ لونك الآن يا شُقَيْرَاء لَحَسَن".(*)))
((أخبرنا حجّاج بن نصر، أخبرنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمّد عن عائشة قالت: فُضّلتُ على نساء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، بعشر. قيل: ماهنّ يا أمّ المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرًا قطّ غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله، عز وجلّ، براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال: تزوّجها فإنّها امرأتك، فكنتُ أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلّي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سَحري ونحري، ومات في الليلة كان يدور عليّ فيها ودفن في بيتي.(*))) ((أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا ابن أَبِي الزِّناد عن هشام بن عُرْوة عن أبيه قال: ربّما روت عائشة القصيدة ستّين بيتًا والمائة بيت. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني ابن أَبِي سَبْرَة عن عبد المجيد بن سهيل عن عِكْرِمَة قال: كانت عائشة تحتجب من حسن وحسين. قال: فقال ابن عبّاس: إنّ دخلوهما عليها لَحِلّ. أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا سفيان بن عُيَيْنَة عن عَمْرو بن دِينَار عن أَبِي جعفر قال: كان حسن وحسين لا يدخلان على أزواج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال ابن عبّاس: أما إنّ دخولهما على أزواج النبيّ لحلّ لهما. قال محمد بن عمر: لأنّهما ولد ولد النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم. وقد قال أبو حنيفة ومالك بن أنس: الرّجل يتزوّج المرأة فلا تحلّ لولده ولا لولد ولده من الذكور أن يتزوّجها أبدًا لا هم ولا أولادهم ولا أولاد بناتهم وهذا مجمع عليه. أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن شُعَيْب بن الحَبْحَاب عن أبي سعيد أنّ داخلًا دخل على عائشة وهي تَخِيطُ نقبةً لها فقال: يا أمّ المؤمنين أليس قد أكثر الله الخير؟ قالت: دَعنا منك، لا جديدَ لمن لا خَلَقَ له.)) ((أخبرنا محمّد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق الأعمى قال: دخلت على عائشة فاحتجبتْ مني فقلت: تحتجبين مني ولست أراك؟ قالت: إن لم تكن تراني فإنّي أراك. أخبرنا محمد بن عمر، عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعتُ عبد الرحمن الأَعْرَج يحدّث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عائشة بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا وعشرين وسقًا شعيرًا، ويقال قمح.)) ((أخبرنا أبو معاوية الضرير، حدّثنا هشام بن عروة عن عائشة قال: رأيتها تصدّق بسبعين ألفًا وإنّها لترفع جانب درعها. أخبرنا أبو معاوية الضرير، حدّثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أمّ ذرّة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس. قال: فلمّا أمست قالت: يا جارية هاتي فطري. فقالت أمّ ذَرَّة: يا أمّ المؤمنين أما استطعت فما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تُعَنِّفِيني، لو كنت أَذْكَرْتِني لفعلت. أخبرنا أسباط بن محمّد عن مطرّف عن أبي إسحاق عن مُصعب بن سعد قال: فرض عمر لأمهَات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال: إنّها حبيبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. أخبرنا وكيع بن الجرّاح ومحمد بن عبيد قالا: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم أنّ عمرو بن العاص قال: يا رسول الله مَن أحبّ الناس إليك؟ قال: "عائشة". قال: إنمّا أقول من الرجال. قال: "أبوها".(*) أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن، حدّثنا سفيان عن فِرَاس عن الشَّعْبِي عن مَسْرُوق قال: قالت امرأة لعائشة: يا أُمّه. قالت: إني لست بأُمّك إنّما أنا أمّ رجالكم. أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة، أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أُريتك في المنام مرّتين، أُتيت بك في سرقة حرير فأكشفها فإذا هي أنت". قال: "فيقال هذه امرأتك"، قال: "فأقول إن كان هذا من عند الله يمضه".(*) أخبرنا محمد بن زيد الواسطي، أخبرنا مُجَالد بن سعيد، عن عامر الشَّعْبِيّ عن مَسْرُوق قال: قالت لي عائشة: لقد رأيتُ جبريل واقفًا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله يناجيه، فلمّا دخل قلت: يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال: "وهل رأيته؟" قلت: نعم. قال: "فبمن شبّهته؟" قلت: بِدِحْيَةَ الكَلْبِيّ. قال: "لقد رأيت خيرًا كثيًرا، ذاك جبريل". قالت: فما لبثت إلا يسيرًا حتى قال: "يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام". قلت: وعليه السلام، جزاه الله من دخيل خيرًا.(*) أخبرنا يزيد بن هارون وَوَكيع بن الجَرَّاح والفَضْل بن دُكَيْن قالوا: حدّثنا زكريّاء بن أَبِي زَائدة عن الشَّعْبِيّ عن أبي سَلَمَة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إنّ جبريل يقرأ عليك السلام". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله.(*) قال وَكِيع: وزاد فيه عبد الله بن حبيب عن الشَّعبِيّ أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: "بخ بخ". وزاد فيه مطيع بن عبد الله عن الشعبيّ سمعه منه قال: قالت عائشة مرحبًا به زائرًا ودخيلًا. أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا شعبة قال: عبد الرحمن بن القاسم أخبرنا عن القاسم أنّ عائشة كانت تصوم الدهر. أخبرنا حجّاج بن محمّد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عائشة أنّها كانت تصوم الدهر.)) الطبقات الكبير. ((أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا مَخْرَمة بن بُكَيْر عن أبيه عن عمرة عن عائشة أنّها قالت: لا بدّ للمرأة من ثلاثة أثواب تصلّي فيهنّ: درع وجلباب وخِمار. وكانت عائشة تحلّ إزارها فتجلبَب به. أخبرنا مَعْن بن عيسى، حدّثنا مالك عن عَلْقَمة بن أَبِي علقمة عن أمّه قالت: دخلتْ حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة أمّ المؤمنين وعلى حفصة خمار رقيق فشقّته عائشة وكَسَتها خِمارًا كثيفًا.)) ((أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن مسلم بن جَمّاز عن عثمان بن حفص بن عمر ابن خَلْدة عن الزهريّ عن قبيصة بن ذؤيب بن حَلْحَلة قال: كانت عائشة أعلم النّاس يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. أخبرنا عبيد الله بن عمر، أخبرنا زياد بن الربيع، أخبرنا خالد بن سلمة حدّثني أبو بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه قال: ما كان أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يشكّون في شيءٍ إلا سألوا عنه عائشة فيجدون عندها من ذلك عِلْمًا. أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أنّه قيل له: هل كانت عائشة تُحسن الفرائضَ؟ قال: إي والّذي نفسي بيده! لقد رأيتُ مَشيخة أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، الأكابر يسألونها عن الفرائض. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيْميّ، أخبرني أبي عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن قال: ما رأيتُ أحدًا أعلَمَ بسُنَنِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولا أفقهَ في رأيٍ إن احْتيجَ إلى رأيه ولا أعلم بآية فيما نزَلَت ولا فريضة من عائشة. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ عن عبد الله بن كعب مولى آل عثمان عن محمود بن لبيد قال كان أزواجُ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، يَحْفَظْنَ من حديث النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، كثيرًا ولا مثْلًا لعائشة وأمّ سَلَمة، وكانت عائشة تُفتي في عهد عمر وعثمان، إلى أن ماتت يرحمها الله. وكان الأكابر من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عمرُ وعثمان بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السّنَن. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد الله بن عمر بن حفص العمريّ عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه قال: كانت عائشة قد استقَلّت بالفتوَى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهَلُمّ جَرًّا إلى أن ماتت يرحمها الله. وكنتُ ملازمًا لها مع بِرّها بي، وكنتُ أجالس البحرَ ابن عبّاس، وقد جلستُ مع أبي هُريرة وابن عمر فأكثرتُ، فكان هناك، يعني ابن عمر، وَرَعٌ وعلْمٌ جَمّ ووقُوفٌ عمّا لا عِلْمَ له به.)) الطبقات الكبير. ((كان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتني الصدِّيقة بنت الصدِّيق، البريئة المبرأة. وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأيًا في العامة. وقال عروة: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلًا وعُلُوّ مجد، فإنها نزل فيها من القرآن ما يتلى إلى يوم القيامة. ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها، وهي أشهر من أن تخفى. أخبرنا مسمار بن عمر بن العُويس، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العِزّ، وغيرهما بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد، حدثنا ابن عون، عن القاسم بن محمد: أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين تَقْدَمِينَ على فرَطِ صِدْق، على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر أخرجه البخاري 5/36، كتاب فضائل أصحاب النبي باب فضل عائشة رضي الله عنها..)) أسد الغابة. ((ذكر الزّبير قال: حدّثني عبد الرّحمن بن المغيرة الحزامي، عن عبد الرّحمن بن أَبي الزّناد، عن أَبيه قال: ما رأيْتُ أَحدًا أَرْوَى لشعْرٍ من عُروة. فقيل له: ما أَرواك يا أَبا عبد الله؟ قال: وما روايتي من رواية عائشةَ! ما كان ينزل بها شيء إلّا أَنشدت فيه شعرًا. قال الزّهري: لو جُمع علم عائشةَ إلى علم جميع أَزواج النّبي صَلَّى الله عليه وسلم وعِلْم جميع النّساء لكان عِلْمُ عائشةَ أفضل‏. وروى أَهل البصرة، عن أَبي عثمان النّهدي، عن عمرو بن العاص سمعه يقول: قلت لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أيّ النّاس أحبّ إليك؟ قال: ‏"‏عَائِشَةُ"‏. قلت: فمن الرجال؟ قال: "أَبُوها‏".(*) ومن حديث أَبي موسى الأشعريّ وحديث أَنَس عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، قال: ‏"‏فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام‏".(*) أخرجه البخاري في الصحيح 4/200، 5/36، 7/97، 98، ومسلم في الصحيح كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 89، والترمذي في السنن حديث رقم 3887، والنسائي في السنن 7/68، وابن ماجه في السنن حديث رقم 3281، وأحمد في المسند 3/264، 6/159، والدارمي في السنن2/106، والحاكم 3/587، والطبراني في الكبير 19/28، وأبو نعيم في الحلية 9/25، وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 34386.. وفيها يقول حسان بن ثابت: [الطويل]

حَصَانٌ رَزَانٌ
مَا
تُزَنُّ
بِريبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الغَوَافِلِ

عَقِيلَةُ أَصْلٍ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ
غَالِبٍ كِرَامِ المَساعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ

مُهَذَّبَةٌ
قَدْ
طَهَّرَ
اللَّهُ خِيْمَهَا وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ بَغْيٍ
وَبَاطِلِ

فَإِنْ كَانَ مَا قَدْ قِيلَ عَنِّي قُلْتُهُ فَلَا رَفَعَتْ صَوْتِي إِلَيَّ أَنَامِلي

وَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ بِهَا الدَّهْرَ بَلْ قَوْلُ امْرئٍ مُتَمَاحِلِ

فَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي لِآلِ رَسُولِ
اللَّهِ زَيْنِ
المَحَافِلِ

رَأَيتُكِ وَلْيَغْفِرْ
لَكِ
اللَّهُ
حُرَّةً مِنَ المُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ الغَوَائِلِ
قال أبو عمر: أمر النبي صَلَّى الله عليه وسلم بالذين رَمَوْا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجُلِدوا الحدَّ ثمانين(*) فيما ذكر جماعة من أهل السِّيَر والعلم بالخبر. وقال قوم: إنَّ حسّانَ بن ثابت لم يُجْلَد معهم، ولا يصحّ عنه أنه خاض في الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل: [الطويل]

لَقَدْ ذَاقَ عَبْدُ اللَّهِ مَا كَانَ أَهْلَهُ وَحَمْنَةَ إِذْ قَالُوا هَجيرًا وَمِسْطَح
وعبد الله هو عبد الله بن أبيّ أنه ابن سلول. وآخرون يصحّحون جَلْدَ حسّان بن ثابت، ويجعلونه من جملة أهلِ الإفك في عائشة. وأنشد ابن إسحاق هذا البيت على خلاف ما مضى من أبياتٍ ذكرها فقال قائل من المسلمين:

لَقَدْ ذَاقَ حَسَّانُ الَّذِي كَانَ أَهْلَهُ وَحَمْنَةَ إِذْ قَالُوا هَجِيرًا وَمِسْطَحُ
وهذا عندي أصحّ، لأن عبد الله بن أُبيّ بن سلول لم يكن ممن يستر جَلْدُه عن الجميع لو جُلد. وقد روي أنّ حسّان بن ثابت استأذن على عائشة بعدما كُفّ بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكْرَمَتْه، فلما خرج من عندها قيل لها: أهذا من القوم قالت: أليس يقول: [الوافر]

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وعِرْضِي لِعرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
هذا البيت يَغْفِرُ له كل ذنب‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا سُفْيَان الثَّورِي عن الأَعْمَش عن عُمارَة بن عُمَيْر قال: حدّثني من سمع عائشة، عليها السلام، إذا قرأت هذه الآية: {وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنّ}، بكت حتى تبلّ خمارها.)) الطبقات الكبير.
((روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير الطيب، وروت أيضًا عن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حُضَير، وجذامة بنت وهب، وحمزة بنت عمرو. وروى عنها من الصحابة: عمر، وابنه عبد الله، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم. ومن آل بيتها: أختها أم كلثوم، وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وبنت أخيها الآخر حفصة، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وحفيده عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، وابنا أختها: عبد الله، وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر، وحفيدا أسماء عباد، وحبيب، ولدا عبد الله بن الزبير، وحفيد عبد الله عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر، ومواليها: أبو عمر، وذكوان، وأبو يونس، وابن فروخ. ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس، ومسروق، وعبد الله بن حكيم، والأسود بن يزيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو وائل، وآخرون كثيرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا الثَّوْريّ عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قالت: سألت النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، عن الجهاد فقال:"جِهَادُكُنّ الحجّ".(*))) ((أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن بُرقان قال: سألتُ الزهري عن الرجل يخيّر امرأته فتختاره قال: حدّثني عروة بن الزبير عن عائشة قالت: أتاني نبّي الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "إني سأعرض عليك أمرًا فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك". فقلت: وما هذا الأمر؟ قالت: فتلا عليّ: {يَا أَيهُّا النَّبيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الحَيَاةَ الدُّنيَْا وَزِينَتَهَا} إلى قوله: {فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ للِْمُحْسِنَاتِ مُنكُنَّ أَجْرًا عَظِيْمًا} [سورة الأحزاب: 28، 29] قالت عائشة: في أيّ ذلك تأمرني أن أشاور أبويّ! بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة. قال فسُرّ بذلك النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأعجبه وقال: "سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك". قالت: فلا تخبرهنّ بالذي اخترتُ. فلم يفعل، كان يقول لهنّ كما قال لعائشة، ثمّ يقول: "قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة". قالت عائشة: فقد خيّرنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلم نَرَ ذلك طلاقًا.(*) أخبرنا أبو بكر محمد بن أَبِي مرّة المكّي، حدّثنا نافع بن عمر قال: حدّثني ابن أَبِي مُلَيْكَة قال: كان ابن الزبير إذا حدّث عن عائشة قال: والله لا تكذب عائشة على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أبدًا.)) الطبقات الكبير. ((روى يحيى بن أيوب، عن عُبِيد الله بن زَحْر، عن علي بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة أن عمر بن الخطاب قال: أَدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا، وإياكم وأخلاقَ الأعاجم، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤْمن ولا مؤْمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال وهو على فراشي: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَضَعَتْ خِمَارَهَا عَلَى غَيْرِ بَيْتِهَا، هَتَكَتِ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ".(*))) أسد الغابة.
((حدّثنا سعيد بن نصر، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا محمد بن وضاح، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع عن عصام بن قُدَامة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"‏أَيَّتْكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأَدْبَبِ، يُقْتَلُ حَوْلَها قَتْلَى كَثِيرٌ، وَتَنْجُو بَعْدَمَا كَادَتْ‏"‏‏(*) ذكر الألباني في الأحاديث الصحيحة، رقم 474.. وهذا الحديث من أعلام نبوته صَلَّى الله عليه وسلم؛ وعصام ابن قُدامة ثقة وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج لذكره.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أُسامة بن زيد عن بعض أصحابه عن عائشة أنّها قالت حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أُخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبّح وأقضي ما عليّ.)) ((أخبرنا مُحَمَّد بن عبد الله الأسدي، حدّثني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أَبِي مُلَيْكَةَ أنّ ابن عبّاس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها قال: أبشري زوجة رسول الله ولم ينكح بكرًا غيرك ونزل عُذرك من السماء. فدخل عليها ابن الزبير خلافه فقالت: أثنى عليّ عبد الله بن عبّاس ولم أكن أحبّ أن أسمع أحدًا اليوم يثني عليّ، لوددت أني كنت نسيًا منسيًا. أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدّثنا مِسْعَر عن حمّاد عن إبراهيم قال: قالت عائشة: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة. أخبرنا قَبِيصَة بن عُقْبَة، قال سفيان: أخبرنا عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم أنّ عائشة كانت تسرد الصوم. أخبرنا قَبِيصَة بن عُقْبة، حدّثنا سفيان عن الأعمش عن خَيْثَمَةَ قال: كانت عائشة إذا سُئلت: كيف أصبحت؟ قالت: صالحة والحمد لله. أخبرنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا زهير، حدّثنا عبد الله بن عثمان قال: حدّثني عبد ابن عبيد الله بن أَبِي مُلَيْكَة أنّه حدّثه ذَكْوَان حاجب عائشة أنّه جاء يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقلت: هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك. فأكبّ عليها ابن أخيها فقال: هذا ابن عبّاس يستأذن عليك. وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عبّاس فإنّه لا حاجة لي به ولا بتزكيته. فقال: يا أمتّاه إنّ ابن عبّاس مِنْ صَالحي بَنيِك يُسَلِّم عليكِ ويُوَدِّعُكِ. قالت: فَأْذَنْ له إِنْ شِئْتَ. فأدخلتُه فلمّا أن سلّم وجلس قال: أبشري. قالت: بما؟ قال: ما بينك وبين أن تلقي محمدًا صَلَّى الله عليه وسلم، والأحِبَّة إلا أن تخرج الرُّوحُ من الجسد. كنتِ أَحَبّ نساء رسول الله إلى رسول الله، ولم يكن رسول الله يحبّ إلا طَيِّبًا، وسَقَطت قِلاَدَتُكِ ليلة الأَبْـْوَاء فأصبح رسول الله ليطلبها حين يصبح في المنزل، فأصبحَ الناس ليس معهم ماء فأنزل الله أن تيمّموا صعيدًا طَيّبًا فكان ذلك من سببك وما أذن الله لهذه الأمّة من الرخصة فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يُذكر فيه إلا هي تُتلى فيه آناء الليل والنهار. فقالت: دعني منك يابن عبّاس فوالذّي نفسي بيده لوددتُ أني كنت نَسيًا منسيًّا.(*) أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زهير، أخبرنا ليث بن أبي سليم، حدّثني عبد الرحمن بن سَابِط عن ابن عبّاس أنّه أتى عائشة في شيء وجدت عليه فيه فقال: أمّ المؤمنين، ما سميّت أمّ المؤمنين إلاّ لتسعدي، وإنّه لاسمك قبل أن تولدي. أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء، أخبرنا ابن عون عن نافع أنّ عائشة أوصت إن حَدَث بي حَدَث في مرضي هذا. أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء، حدّثنا النَّهّاس بن قَهْم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قالت عائشة عند موتها: لاَ تُدْنوا منّي النار ولا تحملوني على قطيفة حمراء. أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقي المكّي، حدّثنا مسلم بن خالد، حدّثني زياد ابن سعد عن محمّد بن المنكَدِر عن عائشة قالت: يا ليتني كنت نباتًا من نبات الأرض ولم أكن شيئًا مذكورًا. أخبرنا سعيد بن محمّد الثقفي عن صالح بن حيّان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنّها قالت: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عائشة إن أردتِ اللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإيّاك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلقي ثوبًا حتى ترقعيه".(*) أخبرنا أنس بن عِياض عن جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عائشة قالت: إذا كُفْنتُ وحُنّطتُ ثمّ دلاّني ذَكوان في حفرتي وسوّاها عليّ فهو حرّ. أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: دخل ابن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة فقال: يا أُمَّه كيف تجدينك جُعلت فداك؟ قالت: هو والله الموت قال: فلا إذًا. فقالت: لا تدع هذا على حال، تعني المزاح. أخبرنا يَعْلَى بن عبيد حدّثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: أوحت عائشة ألاّ تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، حدّثني ابن أَبِي سَبْرة عن موسى بن ميسرة عن سالم سَبَلان قال: ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تُدفَن من ليلتها فاجتمع النّاس وحضروا فلم نَر ليلة أكثر ناسًا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن أَبِي سَبْرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال: رأيت ليلة ماتت عائشة حُمل معها جريد في الخِرَق فيه النّار ليلًا ورأيت النّساء بالبَقِيع كأنّه عيد. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني ابن جُرَيْج عن نافع قال: شهدت أبا هريرة صلّى على عائشة بالبَقِيع وابن عُمَر في النّاس لا ينكره، وكان مروان اعتمر تلك السنة فاستحلف أبا هريرة. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عَمرو بن حزم قال: صلّى أبو هريرة على عائشة في رمضان سنة ثمانٍ وخمسين ودفنت بعد الإيتار. أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثنا عبد الله بن عُروة بن الزّبير عن عثمان بن أبي الوليد عن عروة قال: كنت خامس خمسة في قبر عائشة: عبد الله بن الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن. وصلى عليها أبو هريرة بعد الوتر في شهر رمضان. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن أبي سَبْرة عن عثمان بن أبي عتيق عن القاسم بن محمّد قال: نزلت في قبر عائشة أنا وعبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن محمّد ابن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا ابن أبي سَبْرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال: رأيتُ ليلة ماتت عائشة، عليها السلام، حُمل معها جريد ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت وأشعلوا فيها نارا فحملوها معها. أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَعْمَر عن الزهري عن عُروة قال: دفنت عائشة ليلًا. أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أنّ عبد الله بن الزبير دَفَن عائشة ليلًا. قال محمّد بن عمر: توفيّت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمانٍ وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذٍ بنت ستٍّ وستّين سنة. أخبرنا حفص بن غياث، حدّثنا إسماعيل عن أبي إسحاق قال: قال مسروق: لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أمّ المؤمنين. أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا: حدّثنا هارون البَرْبَرِيّ عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجل فسأله أبي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان. قال أما إنّه لا يحزن عليها إلا من كانت أمّه.)) ((أخبرنا محمد بن عمر، حدّثني ابن أَبي سَبْرَةَ عن موسى بن ميسرة عن أبي عبد الله القرّاظ قال: كانت يد أبي هريرة في يدي، يعني ليلة ماتت عائشة، عليها السلام. أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه قال: توفيّت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمانٍ وخمسين وصلّى عليها أبو هريرة. أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير قال: مددنا على قبر عائشة ثوبًا وحملنا جريدًا فيه خِرَق)) ((أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، حدّثنا حسن بن صالح عن إسماعيل عن قيس قال: قالت عائشة عند وفاتها: إني قد أحدثت بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فادفنوني مع أزواج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال