1 من 4
عَبْدُ الْلَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ
(ب د ع) عبْدُ اللّهِ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بن هِلاَل بن عبد اللّه بن عُمَر بن مخزوم بن يَقَظَة بن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيٍّ القُرَشي المخزومي، يكنى أَبا سلمة، وهو ابن عمة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أُمه بَرَّة بنت عبد المطلب، وهو أَخو رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَخو حمزة بن عبد المطلب من الرضاعة، أَرضعتهم ثُوَيْبَة مولاة أَبي لهب أَرضعت حمزةَ رضي الله عنه، ثم رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم أَبا سلمة رضي الله عنه. وهو ممن غَلَبت عليه كنيتهُ، ويذكر في الكنى، إِن شاءَ الله تعالى.
قال ابن منده: شهد أَبو سلمة بدرًا وأُحدًا وحنينًا والمشاهد، ومات بالمدينة لما رجع من بدر.
وهو زوج أُم سلمة قَبْلَ النبي صَلَّى الله عليه وسلم، أَسلم بعد عشرة أَنفس، وكان الحادي عشر، قاله ابن إِسحاق وهاجر إِلى الحبشة، وكان أَول من هاجر إِليها، قاله أَبو عمر.
وقال ابن منده: وهو أَول من هاجر بظعينته إِلى الحبشة وإِلى المدينة.
وقال أَبو نعيم. كان أَبو سلمة أَول من هاجر من قريش إِلى المدينة، قبل بيعة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم الأَنصار بالعقبة، ومعه امرأَته أُم سلمة.
وقيل: إِن أُم سلمة لم تهاجر معه إِلى المدينة إِنما هاجرت بعده، وقد ذكرناه عند اسمها [[وكانت قبل أن يتزوجها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال أيضًا: إن أم سلمة أول ظَعِينة هاجرت إلى المدينة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حَثْمَةَ امرأة عامر بن ربيعة.]] <<من ترجمة هند بنت أبي أمية "أسد الغابة".>>.
وولد له بالحبشة عمر بن أَبي سلمة.
وشهد بدرًا وأُحدًا، ونزل فيه قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}... [الحاقة/19] الآيات.
حدثنا يونس بن بُكَيْر حدثنا ابن إِسحاق قال: عَدَت قريش على من أَسْلَم منهم، فأَوثقوهم وآذوهم، واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالًا شديدًا، عَدَتْ بنو جُمَح على عثمان بن مظعون، وَفَرَّ أَبو سلمة بن عبد الأَسد إِلى أَبي طالب، ليمنعه ــ وكان خاله ــ فمنعه، فجاءَت بنو مخزوم ليأْخذوه فمنعه، فقالوا: يا أَبا طالب، منعت منا ابن أَخيك، أَتمنع منا ابن أَخينا؟ فقال أَبو طالب: نعم أَمنع ابن أُختي مما أَمنع منه ابن أَخي. فقال أَبو لهب ــ ولم يسمع منه كلامُ خيرٍ قطُّ ليس يومئذ ــ: صدق أَبو طالب، لا يُسْلمه إِليكم.
واستخلفه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على المدينة لمَّا سار إِلى غزوة العُشَيرة سنة اثنتين من الهجرة.
أَخبرنا أَبو الفرج بن أَبي الرجاء، أَخبرنا أَبو علي قراءَة عليه وأَنا حاضر أَسمع، أَخبرنا أَحمد بن عبد اللّه، أَخبرنا عبد اللّه بن جعفر الجابري، حدثنا محمد بن أَحمد بن المُثَنَّى، حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا ابن أَبي ذئْب، عن الزهري، عن قَبيصة بن ذُؤَيْب، عن أُم سلمة قالت: لما حضر أَبا سلمة الموت حضره رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلما شخص أَغمض رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عينيه.
ورواه أَبو قِلابة عن قَبِيصة، وزاد بعد "فأَغمضه"أخرجه أحمد في المسند 6/297. : ثم قال: "إِنَّ الْرُّوْحَ إِذَا قُبِضَ تَبَعَهُ الْبَصَرُ". فَضَج نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ فَقَالَ: "لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ" ثُمَّ قَالَ: "الْلَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عِقِبِهِ فِي الْغَابِرِيْنَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ"(*)أخرجه مسلم في الصحيح 2/634 كتاب الجنائز (11) باب (4) حديث رقم (7/920) وابن ماجة في السنن 1/467 كتاب الجنائز (6) باب (6) حديث رقم 1454 وأحمد في المسند6/297 والبيهقي في السنن 3/384 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42172..
قال مصعب الزبيري: توفي أَبو سلمة بن عبد الأَسد بعد أُحد، سنة أَربع من الهجرة، وقيل: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقال أَبو عمر: إِنه توفي سنة اثنتين بعد وقعة بدر. وقال ابن إِسحاق: توفي بعد أُحد، قبل تَزَوُّج رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوجَتَه أُم سلمة، في شوال سنة أَربع.
ولما حضرت أَبا سلمة الوفاة قال: "اللهم اخلُفْني في أَهلي بخير". فخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على زوجه أُم سلمة، فصارت أَمًّا للمؤمنين، وصار رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَبًا لأَولاده: عُمَر، وسلمة، وزينب، ودُرَّة.
أَخرجه الثلاثة.
قلت: قال ابن منده: إِن أَبا سلمة شهد بدرًا وأُحدًا وحنينًا والمشاهد، ثم قال بعد هذا القول: إِنه مات بالمدينة زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنينًا وكانت سنة ثمان! وقوله: إِنه مات لما رجع من بدر، فيه نظر، فإِنه شهد أُحدًا ومات بعدها، كما ذكرناه. وقال أَبو عمر: إِنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت بدر في رمضان منها.
(< جـ3/ص 295>)
2 من 4
عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ
(س) عَبْدُ مَنَاف بن عَبْدِ الأَسَد بن هِلاَل بن عَبْد اللّه بن عُمَر بن مَخْزُوم، أَبو سلمة، زوج أُم سلمة قبل النبيّ.
بَدْرِيٌّ قديم الإِسلام، توفي في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم. وقد تقدم في "عبد اللّه بن عبد الأسد"، وهو بكنيته أَشهر. ويذكر في الكنى؛ إِن شاءَ الله تعالى.
أَخرجه أَبو موسى.
قلت: لم تجر عادة أَبي موسى أَن يستدرك أَمثال هذا، وأَن يذكر من غَيَّر النبي صَلَّى الله عليه وسلم في الاسم الأَول، فإِنه متروك، وهو لم يفعل هذا فيما تقدم من هذا الباب، ولو سلك هذا لطال. والله أَعلم.
(< جـ3/ص 506>)
3 من 4
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ
(س) عَمْرو بنُ عَبْد الأَسَد المخزومي. سماه كذلك سعيد. وقيل: اسمه عبد مناف وقيل: عبد اللّه.
أَخرجه أَبو موسى، وقد ذكرناه في عبد اللّه، وأَما عبد مناف فلعله كان في الجاهلية، ونذكره في الكنى، إِن شاءَ الله تعالى.
(< جـ4/ص 236>)
4 من 4
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ
(ب) أَبو سَلمة بنُ عَبدِ الأَسدِ هِلاَل بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم القُرَشي المخزومي. اسمه: عبد الله بن عبد الأَسد، أُمه برَّة بنتُ عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فهو ابن عمة النبي صَلَّى الله عليه وسلم. كان قديم الإِسلام.
أَخبرنا عبيد الله بن أَحمد بإِسناده عن يونس، عن إِسحاق قال: وانطلق أَبو عبيدة بن الحارث، وأَبو سلمة بن عبد الأَسد، والأَرقم بن أَبي الأَرقم، وعثمان بن مظعون حتى أَتوا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإِسلام، وقرأَ عليهم القرآن، فأَسلموا وشهدوا أَنه على هُدى ونور ـــ قال: ثم أَسلم ناس من العرب، منهم سعيد بن زيد، وذكر جماعة.(*)
وهاجر إِلى أَرض الحبشة معه امرأَته أُم سلمة، ثم عاد وهاجر إِلى المدينة. وشهِد بدرًا، وجُرح بأُحد جُرحًا اندمل ثم انتقض، فمات منه في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، قاله أَبو عمر.
أَخبرنا أَبو ياسر بن أَبي حَبَّة بإِسناده عن عبد الله بن أَحمد: حدثني أَبي، أَخبرنا روح، أَخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، حدثني ابن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبيه، عن أُم سلمة: أَن أَبا سلمة حدثهم أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إذَا أَصَابَتْ أَحَدَكُمْ مُصِيْبَةٌ فَلْيَقُلْ": {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، "الْلَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيْبَتِي، فَأَجُرْنِي فِيْهَا، وَأَبْدِلْنِي خَيْرًا مِنْهَا". فلما مات أَبو سلمة قُلتُها، فأَخلفني خيرًا منه(*) أخرجه أحمد في المسند 4/27 وابن السني (573)..
(< جـ6/ص 148>)