تسجيل الدخول


عبد الله بن عمرو السهمي

((عَبْد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعَيد بن سَهْم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي القرشيّ السّهمي.)) ((يقال: كان اسمه العاص فغيَّره النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدّمشقيّ في "تاريخه": حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء أنهم حضروا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جنازة، فقال له: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص. وقال لابْنِ عمرو بن العاص: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص. وقال لابْنِ عمر: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص، فقال: "أَنْتُمْ عَبِيدُ اللهِ"؛ فخرجنا وقد غُيّرت أسماؤنا.(*) وفي نسخة حرملة عن عبد الله بن وهب: أخبرني اللّيث... فذكره بلفظ: تُوفِّي صاحبٌ لنا غريب بالمدينة، وكنَّا على قَبْره، فقال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا اسْمُكَ"؟ فقلت: العاص. وَقَالَ لاِبْنِ عُمَرَ: "مَا اسْمُكَ"؟ فقال: العاص. وقال لابْنِ عمرو بن العاص: "مَا اسْمُكَ"؟ فقال: العاص؛ فقال: "انْزِلُوا فَاقْبِرُوه، فَأَنْتُمْ عَبِيدُ اللهِ". قال: فقَبرْنَا أخانا وخرجنا وقد بُدِّلتْ أسماؤنا.(*))) الإصابة في تمييز الصحابة.
((يُكْنَى أبا محمد.‏ وقيل‏‏: يُكْنَى أبا عبد الرّحمن.‏ وقيل أبو نصير، وهي غريبة‏. ‏واما ابنُ معين فقال:‏ ‏كنيته أبو عبد الرّحمن، والأشهر أبو محمد.‏)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أبو نضير، قيل هي كنية عبد الله بن عمرو بن العاص. حكاه الحاكم أبو أحمد، وأورد بسند صحيح إلى أبي عبد الرحمن الحُبْلي يقول: سألت عبد الله بن عمرو، وقيل له يا أبا نَضير.)) ((حكى أبو نعيم قولًا أن كنيته أبو نصير.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((أمّه رَيْطة بنت مُنَبِّه بن الحجّاج بن عامر بن حُذَيْفة بن سعد بن سهم.)) الطبقات الكبير. ((قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أسلم قبل أبيه، ويقال: لم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ عن الشَّعْبي؛ وجزم ابن يونس بأنَّ بينهما عشرين سنة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: وكان عبد الله بن عَمرو مع أبيه معتزلًا لأمر عُثمان، رضي الله عنه، فلمّا خرج أبوه إلى معاوية خرج معه فشهد صفّين))
((كان لعبد الله بن عمرو من الولد محمد وبه كان يُكنى وأمّه بنت مَحْمِيةَ بن جَزْءٍ الزّبيديّ، وهشام وهاشم وعمران وأمّ إياس وأمّ عبد الله وأمّ سعيد وأمّهم أمّ هاشم الكِنْدِيّة من بني وهب بن الحارث.)) الطبقات الكبير.
((قَالَ الطَّبَرِيُّ: قيل: كان طُوَالًا أحمر، عظيمَ السَّاقين، أبيض الرأس واللحية، وعَمي في آخر عمره.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال: أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي، عن رِشْدِين بن كُرَيْب، قال: رأيتُ عبد الله بن عمرو يعتمّ بعمامة حَرَقانيّة ويُرْخيها شِبْرًا وأقلّ من شبر. قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرنا ابن أبي ذِئْب قال: أخبرنا عمرو بن عبد الله ابن شُوَيْفِع، قال: أخبرني من رأى عبد الله بن عمرو بن العاص أبيض الرأس واللحية. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ويحيَى بن عبّاد، قالا: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد، عن العُرْيان بن الهيثم قال: وفدتُ مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طُوال أحمر عظيم البطن فسلّم ثمّ جلس، فقال أبي: مَن هذا؟ فقيل: عبد الله بن عمرو. قال: أخبرنا عفّان بن مُسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلمة، قال: أخبرنا عليّ بن زيد، عن عبد الرحمن بن أَبِي بَكرة أنّه وصف عبد الله بن عمرو فقال: رجل أحمر عظيم البطن طُوال. قال: أخبرنا عَمْرُو بنُ عَاصِم الكِلاَبِيّ قال: حدّثنا حَوْشَب، قال: حدّثنا مُسلم مولى بَنِي مَخْزُوم قال: طاف عبد الله بن عمرو بالبيت بعدما عمي.))
((قال محمّد بن عمر: أسلم عبد الله بن عمرو قبل أبيه وصحب النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان خيّرًا)) الطبقات الكبير. ((قرأَ القرآن والكتب المتقدمة)) أسد الغابة. ((كان فاضلًا حافظًا عالمًا)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابيّ قال: حدّثنا هَمَّام بن يحيَى قال: حدّثنا قَتَادَة عن الحسن عن شَرِيك بن خَلِيفة قال: رأيتُ عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانيّة.)) ((قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسديّ قالا: حدّثنا مِسْعر قال: حدّثنا زياد بن سلامة قال: قال عبد الله بن عمرو: لَوَدِدتُ أني هذه الساريةُ. قال: أخبرنا مَعْنُ بن عيسى قال: حدّثنا السَّرِيّ بن يحيَى، عن الحسن قال: ربّما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب. قال: أخبرنا مُسْلِم بن إبراهيم، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل، قال: حدّثنا طلحة بن عُبَيد الله بن كَرِيز الخُزَاعِيّ، قال: كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش، قال: فقال يومًا: كيف أنتم بخليفةٍ يملككم ليس هو منكم؟ قالوا: فأين قريش يومئذٍ؟ قال: يفنيها السيفُ. قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا همّام بن يحيَى، قال: حدّثنا قَتَادَةُ عن عبد الله بن بُريدة، عن سليمان بن الربيع، قال: انطلقتُ في رهطٍ من نُسّاك أهل البصرة إلى مكّة فقلنا لو نظرنا رجلًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فتحدّثنا إليه، فدُلِلْنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة. قال فقلنا: على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم هو ومواليه وأحبّاؤه. قال: فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بُرْدَينِ قِطْرِيَّيْنِ عليه عمامة ليس عليه قميص. قال فقلنا: أنت عبد الله بن عمرو، وأنت صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورجل من قريش، وقد قرأتَ الكتاب الأوّل وليس أحد نأخذ عنه أحَبّ إلينا، أو قال أعجب إلينا منك، فحدّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به، فقال لنا: ممّن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: إنّ من أهل العراق قومًا يَكْذبِونَ وَيُكَذِّبون ويَسْخَرون، قال: قلنا: ما كنّا لنُكَذّبَك ولا نَكْذِبَ عليك ولا نسخر منك، حَدِّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به. فحدّثهم بحديث في بني قَنْطُورَاء بن كَرْكَر. قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا الفرات بن سليمان، عن عبد الكريم، عن مجاهد أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحِلّ ويجعل مُصَلاّهُ في الحرم فقيل له: لِمَ تفعل ذلك؟ قال: لأنّ الأحداث في الحرم أشدّ منها في الحِلّ. قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا حِبّان بن عليّ، عن أَبِي سنان، عن عبد الله بن أبي الهُذيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: لو رأيتُ رجلًا يشرب الخمر لا يراني إلاّ الله فاستطعتُ أن أقتله لقتلتُه. قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدّثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، قال: باع قَيّمُ الوَهْط فَضْلَ ماء الوهط فردّه عبد الله بن عمرو بن العاص. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني قال: التقى كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو فقال كعب: أتطيّر يا عبد الله؟ قال: نعم، قال: فما تقول؟ قال: أقول اللهمّ لاطَيرَ إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا ربّ غيرك ولا حول ولا قوّة إلاّ بك، فقال: أنت أفقه العرب، إنّها لمكتوبة في التوراة كما قلتَ.)) الطبقات الكبير. ((في الصّحيحين قصةُ عبد الله بن عَمْرو مع النّبي صَلَّى الله عليه وسلم في نَهْيهِ عن مواظبة قيام الليل وصيام النهار وأمْرِه بصيام يومٍ بعد يوم، وبقراءة القرآن في كل ثلاث؛ وهو مشهور؛ وفي بعض طرقه أنه لما كبر كان يقول: يا ليتني كنتُ قبلْتُ رخصةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قال عبد اللّه: لَخَيْرٌ أَعْمله اليوم أَحَبُّ إِليّ من مثليه مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأَنا كنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تَهُمُّنَا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإِنَّا اليوم مالت بنا الدنيا.)) أسد الغابة.
((روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كثيًرا، وعن عمر، وأبي الدرداء، ومعاذ، وابن عوف، وعن والده عمرو. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حدث عنه من الصحابة ابن عمر، وأبو أُمامة، والمِسْوَر، والسائب بن يزيد، وأبو الطفيل، وعَدَدٌ كثير من التابعين. قُلْتُ: منهم سعيد بن المسيّب، وعُروة، وطاوس، وعمر بن العاص، وأبو العباس السّائب، وعطاء بن يسار، وعكرمة، ويوسف بن ماهك، ومسروق بن الأجدع، وعامر الشعبي، وأبو زُرْعة بن عمرو، وأبو عبد الرحمن البجلي، وأبو أيوب المراغي، وأبو الخير اليَزَني، وآخرون.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((استأذن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في أن يكتب حديثَه، فأذن له، قال:‏ يا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَكْتُب كلَّ ما أسمع منك في الرّضاء والغَضَب؟ قال: ‏"نَعَمْ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ إِلّا حَقًّا‏". (*) وقال أبو هريرة:‏ ما كان أحدٌ أحفظ لحديث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مني إلّا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وكان يكتبِ وأنا لا أكتب، استأذن رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في ذلك، فأذن له. وروى شُفَيّ الأصبحيّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:‏ حفظَت عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ألف مثل‏. وكان يسردُ الصّومَ، ولا ينام باللَّيل، فشكاه أبوه إلى رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"إِنَّ لعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًا، وَإِنّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًا، قُمْ ونَمْ وَصُمْ وَأَفْطر.‏ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ"، فقال:‏ إني أُطيق أكثر من ذلك، فلم يزل يراجعه في الصيّام حتى قال له‏:‏ ‏"لَا صَوْمَ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ دَاودَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا".‏‏‏‏ فوقف عبد الله عند ذلك، وتمادى عليه.(*) ونازل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أيضًا في ختم القرآن، فقال‏:‏ اخْتِمه في شهر، فقال:‏ إني أُطيق أفضل من ذلك، فلم يزل يُراجعه حتى قال: ‏"لا تقرأه في أقلّ من سبع‏". ‏وبعضُهم يقول في حديثه هذا‏:‏ "أقل من خمس"، والأكثر على أنه لم ينزل من سبع، فوقف عند ذلك(*)، واعتذر رضي الله عنه من شهوده صفّين، واقسم أنه لم يَرْم فيها برُمْح ولا سهم، وأنه إنما شهدها لعَزْمَة أبيه عليه في ذلك، وأن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال له:‏‏ ‏"أَطِعْ أَبَاكَ".(*))) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال مجاهد: أَتيت عبد اللّه بن عَمْرو، فتناولت صحيفة تحت مَفْرَشِه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئًا! قال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أَحد، إِذا سلمت لي هذه وكتابُ الله والوَهْطُ، فلا أُباليْ علام كانت عليه الدنيا؟ والوَهْطُ، أَرض كانت له يزرعها.)) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسديّ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن الأَوْزَاعي، قال: حدّثنا يحيَى بن أبي كَثِير، قال: حدّثني أبو سَلمة بن عبد الرحمن، قال: حدّثني عبد الله بن عَمْرو بن العاص، قال: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن عَمْرو لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فَـتَـرَك قِيَامَ الليل"(*). قال: أخبرنا وهب جرير بن حازِم، قال: حدّثنا هشام الدّسْتُوَائِيّ، عن يحيَى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن مَعْدان، عن جُبير بن نُفير، عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، رأى عليه ثوبين مُعَصْفَرَينِ فقال: "إنّ هذه الثياب ثياب الكُفّار فلا تلبسها"(*). قال: أخبرنا محمد بن كثير العبدي، قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع، قال: سمعتُ سليمان الأحول يذكر عن طاوس قال: رأى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، على عبد الله بن عَمْرو ثوبين معصفرين فقال: "أمّك أمرتك بهذا؟" فقال: أغْسِلُهما يا رسول الله، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "حَرِّقْهُما"(*))) الطبقات الكبير. ((روى أَحْمَدُ وَالْبَغَوِيُّ من طريق واهب المَعافري عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيتُ فيما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلًا، وفي الأخرى سَمْنًا، وأنا ألعقهما، فذكرْتُ ذلك للنبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "تَقْرَأُ الْكِتَابَينِ التَّورَاةَ والْقُرآنَ"؛ وكان يقرؤهما.(*) وفي سنده ابن لهيعة.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((حدّثنا خلف بن قاسم، حدّثنا عبد الله بن عمرو الجوهري، حدّثنا أحمد بن محمد بن الحجّاج.‏ حدّثني يحيى بن سليمان، حدّثنا الخصيب بن ناصح البصريّ، حدّثنا نافع بن عمرو الجمحيّ، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن العاص أنه كان يقول:‏‏ مالي ولصِفين! مالي ولقتال المسلمين! والله لوددت أني متُّ قبل هذا بعشر سنين، ثم يقول:‏‏ أما والله ما ضربتُ فيها بسيف، ولا طعنْتُ برمح، ولا رميت بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئًا منها، وأستغفر الله عَزَّ وجل من ذلك وأتوب إليه، إلا أَنه ذكر أَنه كانت بيده الرّاية يومئذٍ، فندم ندامةً شديدة على قتاله مع معاوية، وجعل يستغفر الله ويتوب إليه.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((شهد مع أَبيه فتح الشام، وكانت معه رايه أَبية يوم اليَرْموك، وشهد معه أَيضًا صِفِّين، وكان على الميمنة ـــ قال له أَبوه: يا عبد اللّه، اخرج فقاتل. فقال: يا أَبتاه، أَتأمرني أَن أَخرج فأُقاتلَ، وقد سمعتَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يعهد إِلَيَّ ما عهِد؟! قال: إِني أَنشدك الله يا عبد اللّه، أَلم يكن آخِرُ ما عهد إِليك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَن أَخذ بيدك فوضعها في يدي، وقال: "أَطِعْ أَبَاكَ"؟ قال: اللهم بلى. قال: فإِني أَعزم عليك أَن تخرج فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين. وندم بعد ذلك، فكان يقول: ما لي ولِصِفِّين، ما لي ولقتال المسلمين، لَوَدِدْتُ أَني مُتُّ قبله بعشرين سنة. وقيل: إِنه شهدها بأَمر أَبيه له، ولم يقاتل. قال ابن أَبِي مُلَيْكة. قال عبد اللّه بن عمرو: أَما والله ما طَعَنْتُ برمح، ولا ضَرَبْتُ بسيف، ولا رَمَيْتُ بسهم، وما كان رجل أَجهد مني، رجل لم يفعل شيئًا من ذلك. وقيل: إِنه كانت الراية بيده وقال: قَدَمت الناس منزلة أَو منزلتين. أَخبرنا القاسم بن علي بن الحسن إِجازة، أَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو بكر محمد بن الحسين، أَخبرنا أَبو الحسين بن المهتدي (ح) قال: وأَخبرنا أَبي، أَخبرنا أَبو القاسم بن السمرقندي، أَخبرنا أَبو الحسين بن النقور ـــ قالا: أَخبرنا أَبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، أَخبرنا عبد اللّه بن محمد، حدثنا داود بن رُشَيد، حدثنا علي بن هاشم، عن أَبيه، عن إِسماعيل بن رجاءٍ، عن أَبيه قال: كنت في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في حَلْقَة فيها أَبو سعيد الخدري وعبد اللّه بن عَمْرو، فمر بنا حسين بن علي، فسلم، فرد القوم السلام، فسكت عبد اللّه حتى فرغوا، رفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أَقبل على القوم فقال: أَلا أُخبركم بأَحب أَهل الأَرض إِلى أَهل السماء؟ِ قالوا: بلى. قال: هو هذا الماشي، ما كلمني كلمة منذ ليالي صِفِّين، ولأَن يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ من أَن يكونَ لي حُمْرُ النَّعَمِ. فقال أَبو سعيد: أَلا تَعْتَذِر إِليه؟ قال: بلى. قال: فتواعدا أَن يَغْدُوا إِليه. قال: فغدوت معهما، فاستأذن أَبو سعيد، فأَذن له، فدخل، ثم استأذن عبد اللّه، فلم يزل به حتى أَذن له، فلما دخل قال أَبو سعيد: يا ابن رسول الله، إِنك لَمَّا مررت بنا أَمس.. فأَخبره بالذي كان من قول عبد اللّه بن عمرو، فقال حُسَين: أَعلمتَ يا عبد اللّه أَني أَحب أَهل الأَرض إِلى أَهل السماءِ؟ قال: إِي وَرَبّ الكعبة! قال: فما حملك على أَن قاتلتني وأَبي يوم صِفِّين؟ فوالله لأَبـي كان خيرًا مني. قال: أَجل، ولكنْ عَمْرٌو شكاني إِلى رسول لله صَلَّى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله، إِن عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدُ الْلَّهِ، صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَأَطِعْ عَمْرًا". قَالَ: "فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنِ أَقْسَمَ عَلِيَّ فَخَرَجْتُ، أَمَّا وَالله مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلاَ طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلاَ رَمَيْتُ بِسَهْمٍ". قَالَ: "فَكَأَنَّهُ". (*))) أسد الغابة.
((خرج مع أبيه إلى مصر، فلمّا حضرت عمرو بن العاص الوفاةُ استعمله على مصر فأقرّهُ معاويةُ ثمّ عزله)) الطبقات الكبير.
((اختلف في وقت وفاته، فقال أحمد بن حنبل:‏ مات عبد الله بن عمرو بن العاص ليالي الحرَّة، في ولاية يزيد بن معاوية، وكانت الحرَّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث وستين.‏ وقال غيره‏: مات بمكّة سنة سبع وستين، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة. وقال غيره:‏ مات سنة ثلاث وسبعين‏.‏ وقال يحيى بن عبد الله بن بكير:‏ مات بأرضه بالسَّبْع من فلسطين سنة خمس وستين. وقيل:‏ إن عبد الله بن عمرو بن العاص تُوفِّي سنة خمس وخمسين بالطّائف.‏ وقيل:‏ إنه مات بمصر سنة خمس وستين، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.((قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مات بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذ ابنُ اثنتين وسبعين. وقال ابن البرقي: وقيل مات بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بمصر. ودُفِن في داره، قاله يحيى بن بكير. وَحَكَى البُخَارِيُّ قولًا آخر: إنه مات سنة تسع وستين، وبالأول جزم ابن يونس. وقال ابن أبي عاصم: مات بمكة وهو ابنُ اثنتين وسبعين، وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل تسع وستين.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((قيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل: اثنتان وتسعون سنة ــ شك ابن بُكَيْر في: سبعين وتسعين)) أسد الغابة. ((كان يحجّ ويعتمر ويأتي الشأم، ثمّ رجع إلى مصر وقد كان ابتنى بها دارًا، فلم يزل بها حتّى مات فدفن في داره سنة سبع وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان؛ هكذا روى أبو اليمان الحمصيّ عن صفوان بن عَمْرو عن الأشياخ في موت عبد الله بن عمرو. وأمّا محمّد بن عمر فقال: توفّي بالشأم سنة خمس وستّين وهو ابن اثنتين وتسعين سنة)) الطبقات الكبير.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال