تسجيل الدخول


عبد الله بن عمرو السهمي

عَبْد الله بن عمرو بن العاص القرشيّ السّهمي:
يقال: كان اسمه العاص فغيَّره النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم، وروى أَبُو زُرْعَةَ الدّمشقيّ في تاريخه، عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء أنهم حضروا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم جنازة، فقال له: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص، وقال لابْنِ عمرو بن العاص: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص، وقال لابْنِ عمر: "مَا اسْمُكَ"؟ قال: العاص، فقال: "أَنْتُمْ عَبِيدُ اللهِ"، فخرجنا وقد غُيّرت أسماؤنا(*)، وروى عبد الله بن وهب قال: أخبرني اللّيث... فذكره بلفظ: تُوفِّي صاحبٌ لنا غريب بالمدينة، وكنَّا على قَبْره، فقال النّبي صَلَّى الله عليه وسلم: "مَا اسْمُكَ"؟ فقلت: العاص، وَقَالَ لاِبْنِ عُمَرَ: "مَا اسْمُكَ"؟ فقال: العاص، وقال لابْنِ عمرو بن العاص: "مَا اسْمُكَ"؟ فقال: العاص؛ فقال: "انْزِلُوا فَاقْبِرُوه، فَأَنْتُمْ عَبِيدُ اللهِ"، قال: فقَبرْنَا أخانا وخرجنا وقد بُدِّلتْ أسماؤنا(*).
وهو يُكْنَى أبا محمد،‏ وقال ‏‏ابنُ معين: يُكْنَى أبا عبد الرّحمن،‏ وقيل: أبو نصير، وهي غريبة، وقيل: أبو نضير، والأشهر: أبو محمد، وأمّه رَيْطة بنت مُنَبِّه بن الحجّاج السهمي. وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أسلم قبل أبيه، ويقال: لم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ، عن الشَّعْبي، وجزم ابن يونس بأنَّ بينهما عشرين سنة، وكان عبد الله بن عَمرو مع أبيه معتزلًا لأمر عُثمان رضي الله عنه، فلمّا خرج أبوه إلى معاوية خرج معه فشهد صفّين، وكان لعبد الله بن عمرو من الولد محمد، وبه كان يُكنى، وأمّه بنت مَحْمِيةَ بن جَزْءٍ الزّبيديّ، وهشام، وهاشم، وعمران، وأمّ إياس، وأمّ عبد الله، وأمّ سعيد، وأمّهم أمّ هاشم الكِنْدِيّة، من بني وهب بن الحارث.
وقَالَ الطَّبَرِيُّ: قيل: كان طُوَالًا أحمر، عظيمَ السَّاقين، أبيض الرأس واللحية، وعَمي في آخر عمره، وروى سعيد بن محمد الثقفي، عن رِشْدِين بن كُرَيْب قال: رأيتُ عبد الله بن عمرو يعتمّ بعمامة حَرَقانيّة ويُرْخيها شِبْرًا وأقلّ من شبر، وروى عفّان بن مسلم، ويحيَى بن عبّاد، عن العُرْيان بن الهيثم قال: وفدتُ مع أبي إلى يزيد بن معاوية فجاء رجل طُوال أحمر عظيم البطن فسلّم ثمّ جلس، فقال أبي: مَن هذا؟ فقيل: عبد الله بن عمرو، وروى عَمْرُو بنُ عَاصِم الكِلاَبِيّ، عن مُسلم مولى بَنِي مَخْزُوم قال: طاف عبد الله بن عمرو بالبيت بعدما عمي. وصحب عبدُ الله بن عمرو النّبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان خيّرًا، وقرأَ القرآن، والكتب المتقدمة، وكان فاضلًا حافظًا عالمًا، وروى عمرو بن عاصم الكلابيّ، عن شَرِيك بن خَلِيفة قال: رأيتُ عبد الله بن عمرو يقرأ بالسريانيّة.
وروى زياد بن سلامة أن عبد الله بن عمرو قال: لَوَدِدتُ أني هذه الساريةُ، وروى مَعْنُ بن عيسى، عن الحسن قال: ربّما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب، وروى مُسْلِم بن إبراهيم، عن طلحة بن عُبَيد الله بن كَرِيز الخُزَاعِيّ قال: كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش، قال: فقال يومًا: كيف أنتم بخليفةٍ يملككم ليس هو منكم؟ قالوا: فأين قريش يومئذٍ؟ قال: يفنيها السيفُ.
وروى عفّان بن مسلم، عن سليمان بن الربيع قال: انطلقتُ في رهطٍ من نُسّاك أهل البصرة إلى مكّة فقلنا لو نظرنا رجلًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فتحدّثنا إليه، فدُلِلْنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة، قال فقلنا: على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم هو ومواليه وأحبّاؤه، قال: فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بُرْدَينِ قِطْرِيَّيْنِ عليه عمامة ليس عليه قميص، قال فقلنا: أنت عبد الله بن عمرو، وأنت صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ورجل من قريش، وقد قرأتَ الكتاب الأوّل، وليس أحد نأخذ عنه أحَبّ إلينا، أو قال أعجب إلينا منك، فحدّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به، فقال لنا: ممّن أنتم؟ فقلنا: من أهل العراق، فقال: إنّ من أهل العراق قومًا يَكْذبِونَ وَيُكَذِّبون ويَسْخَرون، قال: قلنا: ما كنّا لنُكَذّبَك ولا نَكْذِبَ عليك ولا نسخر منك، حَدِّثْنا بحديث لعلّ الله أن ينفعنا به، فحدّثهم بحديث في بني قَنْطُورَاء بن كَرْكَر.
وروى كثير بن هشام، عن مجاهد أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان يضرب فسطاطه في الحِلّ ويجعل مُصَلاّهُ في الحرم فقيل له: لِمَ تفعل ذلك؟ قال: لأنّ الأحداث في الحرم أشدّ منها في الحِلّ، وروى أحمد بن عبد الله بن يونس، عن عبد الله بن عمرو قال: لو رأيتُ رجلًا يشرب الخمر لا يراني إلاّ الله فاستطعتُ أن أقتله لقتلتُه، وروى أيضًا، عن عمرو بن دينار قال: باع قَيّمُ الوَهْط فَضْلَ ماء الوهط فردّه عبد الله بن عمرو بن العاص، وروى عبيد الله بن موسى، عن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني قال: التقى كعب الأحبار، وعبد الله بن عمرو، فقال كعب: أتطيّر يا عبد الله؟ قال: نعم، قال: فما تقول؟ قال: أقول اللهمّ لاطَيرَ إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا ربّ غيرك ولا حول ولا قوّة إلاّ بك، فقال: أنت أفقه العرب، إنّها لمكتوبة في التوراة كما قلتَ، قال عبد اللّه: لَخَيْرٌ أَعْمله اليوم أَحَبُّ إِليّ من مثليه مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأَنا كنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تَهُمُّنَا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإِنَّا اليوم مالت بنا الدنيا.
وروى عبد الله عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كثيًرا، وعن عمر، وأبي الدرداء، ومعاذ، وابن عوف، وعن والده عمرو، وقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حدث عنه من الصحابة ابن عمر، وأبو أُمامة، والمِسْوَر، والسائب بن يزيد، وأبو الطفيلن وعَدَدٌ كثير من التابعين. وقد ذكر ابن حجر أن ممن روى عن عبد الله بن عمرو من التابعين: سعيد بن المسيّب، وعُروة، وطاوس، وعمر بن العاص، وأبو العباس السّائب، وعطاء بن يسار، وعكرمة، ويوسف بن ماهك، ومسروق بن الأجدع، وعامر الشعبي، وأبو زُرْعة بن عمرو، وأبو عبد الرحمن البجلي، وأبو أيوب المراغي، وأبو الخير اليَزَني، وآخرون.
وقد استأذن عبد الله النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم في أن يكتب حديثَه، فأذن له، قال:‏ يا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَكْتُب كلَّ ما أسمع منك في الرّضاء والغَضَب؟ قال: ‏"نَعَمْ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ إِلّا حَقًّا‏"(*). وقال أبو هريرة:‏ ما كان أحدٌ أحفظ لحديث رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مني إلّا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وكان يكتبِ وأنا لا أكتب، استأذن رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم في ذلك، فأذن له، وروى شُفَيّ الأصبحيّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:‏ حفظَت عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ألف مثل‏.
وكان عبد الله يسردُ الصّومَ، ولا ينام باللَّيل، فشكاه أبوه إلى رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"إِنَّ لعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًا، وَإِنّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًا، قُمْ ونَمْ وَصُمْ وَأَفْطر،‏ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ"، فقال:‏ إني أُطيق أكثر من ذلك، فلم يزل يراجعه في الصيّام حتى قال له‏:‏ ‏"لَا صَوْمَ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ دَاودَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا" أخرجه البخاري في الصحيح3/ 52، ومسلم في الصحيح كتاب الصيام حديث رقم 186، والنسائي في السنن 4 /215، والبيهقي في السنن 4/ 299، وذكره ابن حجر في فتح الباري 4/ 218، 9/ 299، 10/ 531، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 309. ،‏‏‏‏ فوقف عبد الله عند ذلك، وتمادى عليه(*) ونازل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أيضًا في ختم القرآن، فقال‏:‏ اخْتِمه في شهر، فقال:‏ إني أُطيق أفضل من ذلك، فلم يزل يُراجعه حتى قال: ‏"لا تقرأه في أقلّ من سبع‏"، ‏وبعضُهم يقول في حديثه هذا‏:‏ "أقل من خمس"، والأكثر على أنه لم ينزل من سبع، فوقف عند ذلك(*).
وقال مجاهد: أَتيت عبد اللّه بن عَمْرو، فتناولت صحيفة تحت مَفْرَشِه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئًا! قال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أَحد، إِذا سلمت لي هذه وكتابُ الله والوَهْطُ، فلا أُباليْ علام كانت عليه الدنيا؟ والوَهْطُ: أَرض كانت له يزرعها. وروى محمد بن عبد الله الأسديّ، عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص، قال: قال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن عَمْرو لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فَتَرَك قِيَامَ الليل"(*).
وروى وهب جرير بن حازِم، عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين مُعَصْفَرَينِ فقال: "إنّ هذه الثياب ثياب الكُفّار فلا تلبسها"(*)، وروى محمد بن كثير العبدي، عن طاوس قال: رأى النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم على عبد الله بن عَمْرو ثوبين معصفرين فقال: "أمّك أمرتك بهذا؟" فقال: أغْسِلُهما يا رسول الله، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "حَرِّقْهُما"(*).
وروى أَحْمَدُ، وَالْبَغَوِيُّ، عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيتُ فيما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلًا، وفي الأخرى سَمْنًا، وأنا ألعقهما، فذكرْتُ ذلك للنبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "تَقْرَأُ الْكِتَابَينِ التَّورَاةَ والْقُرآنَ" أخرجه أحمد في المسند 2/222، وأبو نعيم في الحلية 1/289، وأورده الهيثمي في الزوائد 7/187.؛ وكان يقرؤهما.(*).
وروى خلف بن قاسم، عن عبد الله بن العاص أنه كان يقول:‏‏ مالي ولصِفين! مالي ولقتال المسلمين! والله لوددت أني متُّ قبل هذا بعشر سنين، ثم يقول:‏‏ أما والله ما ضربتُ فيها بسيف، ولا طعنْتُ برمح، ولا رميت بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئًا منها، وأستغفر الله عَزَّ وجل من ذلك وأتوب إليه، إلا أَنه ذكر أَنه كانت بيده الرّاية يومئذٍ، فندم ندامةً شديدة على قتاله مع معاوية، وجعل يستغفر الله ويتوب إليه. وشهد مع أَبيه فتح الشام، وكانت معه رايه أَبية يوم اليَرْموك، وشهد معه أَيضًا صِفِّين، وكان على الميمنة، فقال له أَبوه: يا عبد اللّه، اخرج فقاتل، فقال: يا أَبتاه، أَتأمرني أَن أَخرج فأُقاتلَ، وقد سمعتَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يعهد إِلَيَّ ما عهِد؟! قال: إِني أَنشدك الله يا عبد اللّه، أَلم يكن آخِرُ ما عهد إِليك رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَن أَخذ بيدك فوضعها في يدي، وقال: "أَطِعْ أَبَاكَ"؟ قال: اللهم بلى، قال: فإِني أَعزم عليك أَن تخرج فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين، وندم بعد ذلك، فكان يقول: ما لي ولِصِفِّين، ما لي ولقتال المسلمين، لَوَدِدْتُ أَني مُتُّ قبله بعشرين سنة، وقيل: إِنه شهدها بأَمر أَبيه له، ولم يقاتل، قال ابن أَبِي مُلَيْكة: قال عبد اللّه بن عمرو: أَما والله ما طَعَنْتُ برمح، ولا ضَرَبْتُ بسيف، ولا رَمَيْتُ بسهم، وما كان رجل أَجهد مني، رجل لم يفعل شيئًا من ذلك، وقيل: إِنه كانت الراية بيده وقال: قَدَمت الناس منزلة أَو منزلتين.
وروى القاسم بن علي بن الحسن، عن إِسماعيل بن رجاءٍ، عن أَبيه قال: كنت في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في حَلْقَة فيها أَبو سعيد الخدري وعبد اللّه بن عَمْرو، فمر بنا حسين بن علي فسلم، فرد القوم السلام، فسكت عبد اللّه حتى فرغوا، رفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أَقبل على القوم فقال: أَلا أُخبركم بأَحب أَهل الأَرض إِلى أَهل السماء؟ِ قالوا: بلى، قال: هو هذا الماشي، ما كلمني كلمة منذ ليالي صِفِّين، ولأَن يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ من أَن يكونَ لي حُمْرُ النَّعَمِ، فقال أَبو سعيد: أَلا تَعْتَذِر إِليه؟ قال: بلى، قال: فتواعدا أَن يَغْدُوا إِليه، قال: فغدوت معهما، فاستأذن أَبو سعيد، فأَذن له، فدخل، ثم استأذن عبد اللّه، فلم يزل به حتى أَذن له، فلما دخل قال أَبو سعيد: يا ابن رسول الله، إِنك لَمَّا مررت بنا أَمس، فأَخبره بالذي كان من قول عبد اللّه بن عمرو، فقال حُسَين: أَعلمتَ يا عبد اللّه أَني أَحب أَهل الأَرض إِلى أَهل السماءِ؟ قال: إِي وَرَبّ الكعبة! قال: فما حملك على أَن قاتلتني وأَبي يوم صِفِّين؟ فوالله لأَبـي كان خيرًا مني، قال: أَجل، ولكنْ عَمْرٌو شكاني إِلى رسول لله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إِن عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "يَا عَبْدُ الْلَّهِ، صَلِّ وَنَمْ وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَأَطِعْ عَمْرًا"، قَالَ: "فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّيْنِ أَقْسَمَ عَلِيَّ فَخَرَجْتُ، أَمَّا وَالله مَا اخْتَرَطْتُ سَيْفًا، وَلاَ طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلاَ رَمَيْتُ بِسَهْمٍ"، قَالَ: "فَكَأَنَّهُ"، (*).
وقد خرج عبد الله بن عمرو مع أبيه إلى مصر، فلمّا حضرت عمرو بن العاص الوفاةُ استعمله على مصر فأقرّهُ معاويةُ ثمّ عزله. واختلف في وقت وفاته؛ فقال أحمد بن حنبل:‏ مات عبد الله بن عمرو بن العاص ليالي الحرَّة، في ولاية يزيد بن معاوية، وكانت الحرَّة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجّة سنة ثلاث وستين. وقيل‏: مات بمكّة سنة سبع وستين، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة، وقيل:‏ مات سنة ثلاث وسبعين‏،‏ وقال يحيى بن عبد الله بن بكير:‏ مات بأرضه بالسَّبْع من فلسطين سنة خمس وستين، وقيل:‏ إن عبد الله بن عمرو بن العاص تُوفِّي سنة خمس وخمسين بالطّائف،‏ وقيل:‏ إنه مات بمصر سنة خمس وستين، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة، وقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مات بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذ ابنُ اثنتين وسبعين، وقال ابن البرقي: وقيل: مات بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بمصر، ودُفِن في داره، وَحَكَى البُخَارِيُّ قولًا آخر: إنه مات سنة تسع وستين، وبالأول جزم ابن يونس، وقال ابن أبي عاصم: مات بمكة وهو ابنُ اثنتين وسبعين، وقيل: مات سنة ثمان وستين، وقيل: سنة تسع وستين، وكان عبد الله يحجّ ويعتمر ويأتي الشأم، ثمّ رجع إلى مصر وقد كان ابتنى بها دارًا، فلم يزل بها حتّى مات فدفن في داره سنة سبع وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان، وقيل: توفّي بالشأم سنة خمس وستّين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :  
عنوان الرسالة :  
نص الرسالة :  
ارسال