تسجيل الدخول


الحارث بن عوف بن أسيد

أبُو وَاقِد اللَّيْثِيّ، واسمه: الحارث بن مالك، وقيل: الحارث بن عوف، وقيل: عوف بن الحارث بن أَسِيد، وقيل: عوف بن مالك.
أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. مشهور بكنيته، أسلم قديمًا، وقيل: شهد بدرًا، وبعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، حين أراد الخروج إلى تَبُوك إلى بَنِي لَيْث يستنفرهم لِغَزْوِ عَدُوِّهم، وكان معه لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح، ويُعَدّ في أهل المدينة. قال ابن حجر العسقلاني: وقد أنكر أَبُو نُعَيْمٍ على مَنْ قال: إنه شهد بدرًا، وقال: بل أسلم عام الفتح، أو قبل الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحُنين، قال: ونحن حديثو عهد بكفر. أخرجه ابْنُ مَنْدَه بسند صحيح إلى الزهري، ومستند مَنْ قال: إنه شهد بدرًا ما رواه رجالٌ من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأتبع رجلًا من المشركين يوم بَدْرِ لأَضْرِبه بسيفي فوقع رَأْسه قَبْلَ أن يصِلَ إليه سيفي، فعرفتُ أن غيري قد قتله. ويُعارض قول مَنْ قال إنه شهد بدرًا ما ذكره الواقدي أنه مات زمن ثمان وستين، وله خمس وسبعون، فإنه يقتضي أنه وُلد بعد وقعة بدر. وقيل: مات ابن خمس وسبعين سنة؛ فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة، وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه وُلد في السنة التي وُلد فيها ابن عباس. روَى أبو واقد عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وعن عمر، وأسماء بنت أبي بكر، وروَى عنه ابناه: عبد الملك، وواقد؛ وأبو سعيد الخدري، وعطاء بن يسار، وعروة، وآخرون. وروى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة: أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقرأ به في الفطر والأضحى؟ قال: كان يقرأ بـ: {ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ}، و: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ}.(*) وقد رَوَى أَبُو وَاقِد عن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أحاديث وبقي بعده زمانًا، ثم خرج إلى مكة فَجَاوَرَ بها سنةً فمات بها، روى زائدة بن قُدَامةَ، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، قال: حدثني نافع بن سَرْجِس أنه دخل على أَبِي وَاقِد اللَّيْثي صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في مرضه الذي مات فيه بمكة فقال: إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، كان أخف الناس صلاةً عَلَى الناس وأَدْوَمهُ علي نفسهِ(*). وروى الضحاك بن عثمان، قال سمعت عبدَ الله بن عُبَيْد بن عُمَيْر، قال: دخل أبي مُتكئًا علي يد أَبِي واقِد اللَّيْثيّ يَعُودُه في مرضه الذي مات فيه بمكة، فقال له أَبِي: أَصَلَّيْتَ مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، صلاةَ الخَوْف؟ قال: نعم. ثم وَصَفَ لي كيف صَلَّى(*). وروى عطاءِ بن يسار، عن أَبي واقد الليثي قال: قَدِم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة وهم يَجُبّون أَسنمة الإِبل، ويقطعون أَلْيَاتِ الغنم، فقال: "مَا يُقْطَعُ مِنَ البَهِيْمَةِ وَهِيَ حَيَّة فَهُو مَيْتَةٌ"(*) أخرجه الترمذي 4/62، حديث (1480) وانظر المشكاة (4095).. وروى عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن نافع بن سَرْجِس، قال: عُدْنَا أَبَا واقِد اللَّيْثيّ في مرضه الذي مات فيه، وماتَ فَدفَنَّاهُ بمكة في مقبرة المهاجرين التي بِفَخّ. قال محمد بن عمر: وإنما سُمِّيَتْ مَقبرةُ المهاجرين لأَنَّه دُفِن فيها مَنْ مات ممن كان هاجر إلى المدينة ثم حج وجاور بمكة، فكان يخرج إلى هذه المقبرة فيدفن فيها. ومات أَبُو وَاقِد سنة ثمان و ستين وهو ابن خمسٍ و ثمانين سنة، وقيل: وعمره سبعون سنة، وقيل: وعمره خمس وسبعون سنة.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال