تسجيل الدخول


الأرقم بن أبي الأرقم

1 من 1
الأرْقَم بن أبي الأرْقَم: وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الله.

قال ابْنُ السَّكَنِ: أمه تماضر بنت حِذيم السهْمِية. ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية، كان من السابقين الأولين؛ قيل أسلم بعد عشرة.

وقال البُخَارِيُّ: له صحبة وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بَدْرًا.

وروى الحََاكِمُ في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصَّفَا، وهي الدارُ التي كان النبي، صَلى الله عليه وسَلم، يجلس فيها في الإسلام، وذكر قصة طويلة لهذه الدار، وأن الأرقم حبسها، وأن أحفاده بعد ذلك باعُوها لأبي جعفر المنصور. ورواه ابن منده من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد الله بن عثمان ابن الأرقم عن جده ـــ وكان بَدْريًا، وكان رسول الله صَلى الله عليه وسَلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلًا مسلمين(*) وكان آخرهم إسلامًا عُمر، فلما تكاملوا أربعين رجلًا خرجوا.

وروى أَحْمَدُ من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه ــ وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الَّذِي بَتَخَطّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ بَعْدَ خُرُوج الإِمَامِ كَالجَارِّ قُصْبَهُ في النَّارِ"(*)أخرجه أحمد في المسند 3 / 417، والطبراني في الكبير 1 / 285 قال الهيثمي في الزوائد 2 / 181 رواه أحمد والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك 3 / 504 ورواه المنذري في الترغيب 1 / 504، وكنز العمال حديث رقم 21203.

وأخرجه الحَاكِمُ أيضًا، لكن قال الدَّارَقُطْنِيُّ في الأفراد: تفرد به هشام بن زياد، وهو أبوالمقدام وقد ضعّفوه.

وروى الحَاكِمُ أيضًًا أن الأرقم أوصى أنْ يصلي عليه سعد بن أبي وقّاص.

وروى ابْنُ مَنْدَه، من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. ثم روى بسند ليّن عن عثمان بن الأرقم، قال: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين وهو ابنُ خمس وثمانين سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص.

وروى أَبُو نُعَيْم، وابْنُ عَبْدِ البَرِّ بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق، وحمله ابْنُ عَبْدِ البَرِّ على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته.

وشهد الأرقم بدرًا وأُحدًا والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم دارًا بالمدينة.

وقال ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وقع لابن أبي حاتم فيه وَهْم؛ فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد الله ابن الأرقم ـــ يعني الذي كان على بيت المال لعثمان؛ وهذا زهري، والأول مخزومي، ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف.

قلت: روى الطَّبَرَانِيُّ، من طريق الثوري، عن ابْنِ أبي ليلى، عن الحكم، عن مِقْسم عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صَلَّى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: "يا أبا رافع: إنّ الصدقةَ حرام على محمد وعلى آل محمد"(*)أخرجه أحمد 6 / 8، وأخرجه الطبراني في الكبير 11 / 379 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16531 والبيهقي عن ابن عباس، فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضًا صُحبة، لكن رواه شعبة عن الحكم، عن مُقْسم، فقال: استعمل رجلًا من بني مخزوم. وكذلك أخرجه أبو داود وغيره، وإسنادُه أصح من الأول. والله أعلم.
(< جـ1/ص 196>)
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال