تسجيل الدخول


الأرقم بن أبي الأرقم

الأرْقَم، وقيل: أرقم بِن أبِي الأرْقم بن أسد القرشيّ المخزوميّ، ويكنى الأرقم: أبا عبد الله؛ وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأسلم قديمًا، وقيل: كان ثاني عشر، وقيل: أسلم بعد عشرة أنفس، وكان من المهاجرين، وشهد الأرقم بدرًا، وأُحدًا، والمشاهد كلها، ونفله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بدر سيفًا، واستعمله على الصدقات. وكانت داره بمكّة على الصفا؛ وهي الدار التي كان النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يكون فيها في أوّل الإسلام، وفيها دَعَا النّاس إلى الإسلام، وأسلم فيها قوم كثير، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين فيها: "اللّهُمّ أعِزّ الإسلام بأحبِ الرّجلين إليك عمر بن الخطّاب أو عَمرو بن هشام" ، فجاء عمر بن الخطّاب من الغد بُكْرَةً فأسلم في دار الأرقم، وخرجوا منها، فكبّروا وطافوا البيت ظاهرين، ودُعيت دار الأرقم "دارَ الإسلام"، وتصدّق بها الأرقم على ولده فَقَرَأتُ نسخةَ صَدَقَةِ الأرقم بداره: }بسم الله الرّحمن الرحيم{، هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصّفا إنّها مُحَرّمةٌ بمكانها من الحرم لا تُباعُ، ولا تورث، شَهِدَ هشام بن العاص، وفلان مولى هشام بن العاص، قال: فلم تزل هذه الدار صدقةً قائمةً فيها وَلَدُه يسكنون، ويُؤاجِرون، ويَأخُذون عليها حتّى كان زمن أبي جعفر. فَذُكِر أن أحفاده باعُوها لأبي جعفر المنصور. وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين الأرقم بن أبي الأرقم، وبين أبي طلحة زيد بن سهل، وروى عثمان بن الأرقم عن الأرقم: أنه تجهز يريد البيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم يودعه فقال: "ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟" قال: لا يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ في مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَسَاجِدِ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ". قال: فَجَلَسَ الأَرْقَمُ. وروى عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أحاديث، وأقطعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم دارًا بالمدينة، وعن ابن عباس قال: استعمل النبي صَلَّى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا رافع: إنّ الصدقةَ حرام على محمد وعلى آل محمد" . وقال عثمان بن الأرقم: توفي أبي الأرقم سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وقيل توفي سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، وكان سعد بالعقيق، فقال مروان: يحبس صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لرجل غائب؟ وأراد الصلاة عليه، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت معه بنو مخزوم، ووقع بينهم كلام، ثم جاء سعد فصلى عليه، ودفن –رضي الله عنه- بالبقيع.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال