تسجيل الدخول


الأرقم بن أبي الأرقم

الأرْقَم، وقيل: أرقم بِن أبِي الأرْقم بن أسد القرشيّ المخزوميّ، واسم أبي الأرقم: عبد مناف بن أسد بن عبد الله، ويكنى أسد بن عبد الله: أبا جُندب، وقال ابن عبد البر: "وذكر ابنُ أبي خَيْثمة أبا الأرقم أباه فيمن أسلم وروى من بني مخزوم، وهذا غلط. والله أعلم، ولم يسلم أبوه فيما علمت وغلط أبو حاتم الرازي، وابنه فجعلاه والد عبد الله بن الأرقم، وليس كذلك؛ فإن عبد الله بن الأرقم زهري".
ويكنى الأرقم: أبا عبد الله؛ وأمّه أميمة بنت الحارث، وقيل: بنت عبد الحارث بن حِبالة؛ من خُزاعة، وقيل اسمها: تماضر بنت حذيْمَ من بني سهم، وقيل اسمها: صفية بنت الحارث بن خالد الخزاعية، وخاله نافع بن عبد الحارث الخزاعي ــ عاملُ عمر بن الخطّاب على مكّة ــ وكان للأرقم من الولد: عُبيد الله لأمّ ولد، وعثمان لأمّ ولد، وأميّة، ومريم؛ وأمّهما هند بنت عبد الله بن الحارث، من بني أسد بن خُزيمة، وصَفيّة لأمّ ولد، ويتعادّ ولد الأرقم إلى بضعةٍ وعشرين إنسانًا، وكلّهم ولد عثمان بن الأرقم، وبعضهم بالشأم وقعوا إليها منذ سنين، وأمّا ولد عُبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلم يبقَ منهم أحد.
وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأسلم قديمًا، وقيل: كان ثاني عشر، وقيل: أسلم بعد عشرة أنفس، وكان من المهاجرين، وشهد الأرقم بدرًا، وأُحدًا، والمشاهد كلها، ونفله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من بدر سيفًا، واستعمله على الصدقات، وقال عثمان بن الأرقم: أنا ابن سبعةٍ في الإسلام أسْلَمَ أبي سابعَ سبعة وكانت داره بمكّة على الصفا؛ وهي الدار التي كان النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يكون فيها في أوّل الإسلام، وفيها دَعَا النّاس إلى الإسلام، وأسلم فيها قوم كثير، وقال ليلة الاثنين فيها: "اللّهُمّ أعِزّ الإسلام بأحبِ الرّجلين إليك عمر بن الخطّاب أو عَمرو بن هشام" (*)، فجاء عمر بن الخطّاب من الغد بُكْرَةً فأسلم في دار الأرقم، وخرجوا منها، فكبّروا وطافوا البيت ظاهرين، ودُعيت دار الأرقم "دارَ الإسلام"، وتصدّق بها الأرقم على ولده فَقَرَأتُ نسخةَ صَدَقَةِ الأرقم بداره: {بسم الله الرّحمن الرحيم}، هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصّفا إنّها مُحَرّمةٌ بمكانها من الحرم لا تُباعُ، ولا تورث، شَهِدَ هشام بن العاص، وفلان مولى هشام بن العاص، قال: فلم تزل هذه الدار صدقةً قائمةً فيها وَلَدُه يسكنون، ويُؤاجِرون، ويَأخُذون عليها حتّى كان زمن أبي جعفر. فَذُكِر أن أحفاده باعُوها لأبي جعفر المنصور.
وقال يحيَى بن عمران بن عثمان بن الأرقم: إني لأعلَمُ اليومَ الّذي وقعت في نفس أبي جعفر، إنّه لَيَسْعى بين الصّفا والمَرْوَة في حجّة حجّها ونحن على ظهر الدار في فُسْطاطٍ فيَمُرّ تحتنا لو أشاءُ أن آخُذَ قلنسوةً عليه لأخَذتها وإنّه ليَنْظُرُ إلينا من حين يهبط بطن الوادي حتّى يصعد إلى الصّفَا فلمّا خرج محمّد بن عبد الله ابن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممّن تابَعَه ولم يخرج معه، فتعلّق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه ويطرحه في حديد، ثمّ بعث رجلًا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رَبّ وكتب معه إلى عامل المدينة أن يفعل ما يأمره به، فدخل شهاب على عبد الله بن عثمان الحَبْسَ وهو شيخ كبير ابن بضعٍ وثمانين سنة وقد ضَجِرَ بالحديد والحبس فقال له: هل لك أن أخلّصك ممّا أنت فيه وتَبيعني دار الأرقم؟ فإنّ أميرَ المؤمنين يريدها وعسى إنْ بِعْتَهُ إيّاها أنْ أكَلّمَه فيك فيعفو عنك، قال: إّنها صَدَقَة ولكن حقي منها له ومعي فيها شركاء إخْوَتي وغيرهم، فقال: إنّما عليك نفسك، أعْطِنا حقّك وبَرِئْتَ، فأشْهَدَ له بحقّه وكتب عليه كتاب شِرَى على حساب سبعة عشر ألف دينار، ثمّ تتبعَ إخْوَتَه ففتنتهم كثرة المال، فباعوه فصارت لأبي جعفر ولِمن أقطعها، ثمّ صَيّرَها المَهْديّ للخَيْزُران أمّ موسى وهارون فبَنَتْها وعُرِفت بها، ثمّ صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين، ثمّ سكنها أصحاب الشّطَويّ والعَدَنيّ، ثمّ اشترى عامّتَها أو أكثرها غسّان بن عبّاد من ولَد موسى بن جعفر. قال: وأمّا دار الأرقم بالمدينة في بني زُريق فقطيعةٌ من النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وقال عاصم بن عمر بن قتادة: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين الأرقم بن أبي الأرقم، وبين أبي طلحة زيد بن سهل، وروى عثمان بن الأرقم عن الأرقم: أنه تجهز يريد البيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم يودعه فقال: "ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟" قال: لا يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ في مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَسَاجِدِ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ". قال: فَجَلَسَ الأَرْقَمُ"(*)ذكره الهندي في الكنز 38169 ـ وأخرجه أحمد (2/29). بنحوه البخاري كتاب في الفتح 2/136 كتاب التطوع باب فضل الصلاة في مسجدي رقم 1190 ومسلم في الحج/ فضل الصلاة في مسجدي مكة والمدينة (2/1012/505). وابن ماجة (1/450) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام رقم 1404.. وروى عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، عن أبيه، وكان من أصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمِ الجُمْعَةِ وَيُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ، بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ كَالجارِّ قُصْبَهُ في النَّارِ"(*)أخرجه أحمد (3/417) والحاكم 4/504 والطبراني في الكبير 1/285 وذكره المنذري في الترغيب 1/504، والهيثمي في مجمع الزوائد (2/178) وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام بن زياد وقد أجمعوا على ضعفه.، وروى عن النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أحاديث، وأقطعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم دارًا بالمدينة، وقال ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: وقع لابن أبي حاتم فيه وَهْم؛ فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد الله ابن الأرقم ـــ يعني الذي كان على بيت المال لعثمان؛ وهذا زهري، والأول مخزومي، ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف. وعن ابن عباس قال: استعمل النبي صَلَّى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فأتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "يا أبا رافع: إنّ الصدقةَ حرام على محمد وعلى آل محمد"(*)أخرجه أحمد 6 / 8، وأخرجه الطبراني في الكبير 11 / 379 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16531 والبيهقي عن ابن عباس قال ابن حجر العسقلاني: "فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضًا صُحبة".
وقال عثمان بن الأرقم: توفي أبي الأرقم سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وقيل توفي سنة خمس وخمسين، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، وكان سعد بالعقيق، فقال مروان: يحبس صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لرجل غائب؟ وأراد الصلاة عليه، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت معه بنو مخزوم، ووقع بينهم كلام، ثم جاء سعد فصلى عليه، وقد ذكر أبو نعيم أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق، والأول أصح، ودفن بالبقيع.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال