تسجيل الدخول


بجير بن زهير بن أبي سلمى المزني

بُجَير بن زهير بن أبي سُلْمَى المزني، أخو كعب بن زهير:
أسلم قبل أخيه كعب بن زهير، وكان شاعرًا مُحْسنًا هو وأخوه كعب بن زهير، وأما أبوهما فأحَدُ المبرّزين الفحول من الشّعراء وكَعْب بن زهير يتلوه في ذلك، وكان كعب وبُجَيْر قد خرجا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فلما بلغا أبرق العراق قال كعب لبُجَير: الق هذا الرّجل، وأنا مقيم لك هاهنا، فقدم بُجَير على رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فسمِعَ منه فأسلم، وبلغ ذلك كعبًا، فقال:
أَلَا أَبْلِغَا عَنِّي بُجَيْرًا
رِسَالَةً عَلَى أَيِّ شَيْءٍ وَيكَ غَيْرِكَ دَلَّكَا
عَلَى خُلُقٍ لَمْ تَلْفِ أُمًّا وَلَا أَبًا عَلَيْهِ وَلَمْ تُدْرِكْ عَلَيهِ أَخــًا لَكَـا
فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ‏"‏أَجَل، لَمْ يُلْفِ عَلَيْهِ أَبَاهُ وَلَا أُمَّهُ‏"(*)، وفيها:
شَرِبْتَ بَكَأْسٍ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْهَلَكَ المَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلّكَا
ثم لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة منْصَرفَهُ من الطّائف كتب بُجَير إلى أخيه كَعب: إنْ كانت لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ فإنه لا يقتُل أحدًا جاءه تائبًا، وذلك أنه بلغه أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أهْدَرَ دَمه لقولِ بلغه عنه، وبعث إليه بُجَير‏:
فَمَنْ مُبْلِغٌ كَعْبًا فَهَلْ لَكَ فِي الَّتِي تَلُومُ عَلَيْهَا بَاطِلًا وَهْيَ أَحْزَمُ
إِلَى اللَّهِ لَا العُزَّى وَلَا اللَّاتَ وَحْدَهُ فَتَنْجُو إِذَا كَانَ النِّجَاءُ وَتُسْلِمُ
لَدَيْ يَوْمَ لَا يَنْجُو وَلَيْسَ بمُفْلِتٍ مِنَ النَّارِ إِلَّا طَاهِرُ القَلْبِ مُسْلِمُ
فَدِينُ زُهَيْرٍ وَهْوَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ وَدِينُ أَبِي سُلْمَى عَلَيَّ مُحَرَّمُ
وأنشد ابن إسحاق له يوم فتح مكة:
ضَرَبْنَاهُمْ بِمَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِ النَّـ ـبِيِّ الخَيْرِ بِالبِيضِ الخِفَافِ
وَأعْطَينَا رَسُولَ اللهِ مِنَّا مَوَاثِيقًا عَلَى حُسْنِ التَّصَافِي
صَبَحْنَاهُمْ بِألْفٍ مِنْ سُلَيم وَألْفٍ مِنْ بَني عُثْمَان وَافِي
فَأُبْنَا غَانِمِينَ
بِمَا
أرَدْنَا وَآبُوا نَادمِينَ عَلَى الخِلاَفِ
وبجير هو القائل يوم الطّائف في شعر له‏:
كَانَتْ عُلَالَةُ يَوْمَ بَطْنِ حُنَينِكُـمْ وَغَدَاةَ أَوْطَاسٍ وَيَوْمَ الأَبْرَقِ
جَمَعَتْ هَوَازِنُ جَمْعَها فَتَبَدَّدُوا كَالطَّيْرِ تَنْجُو مِنْ قَطَامٍ أَزْرَقِ
لَمْ يَمْنَعُوا
مِنَّا
مَقَامًا وَاحِدًا إِلَّا جِدَارَهُمُ وَبَطْنَ الخَنْدَقِ
وَلَقَدْ تَعَرَّضْنَا
لِكَيْمَا يَخْرُجُوا فَتَحَصَّنُوا مِنَّا بِبَابٍ مُغْلَقِ.
الاسم :
البريد الالكتروني :
عنوان الرسالة :
نص الرسالة :
ارسال